ها قد ودع الفن العربي عموداً من أعمدته، ها قد ودع المسرح والتلفزيوني العربي رائداً من رواده، أضاف الكثير في مجال الفن الهادف الذي يعبر عن قضايا المجتمع في قالب كوميدي راقٍ، حتى أصبح مدرسة تنهج نهجها الأجيال القادمة، ها قد ودعنا الفنان المبدع الأستاذ عبدالحسين عبد الرضا الذي طالما قدم على خشبة المسرح، وعلى شاشة التلفزيون موضوعات اجتماعية تمس واقعنا، وتعالج قضايانا بشكل موضوعي متزن، أثار في أعماله قضايا الساحة بأسلوب كوميدي مقبول ومحبب يرسم البسمة ويوصل الرسالة إلى المشاهد بطريقة تبهج النفس فنتشرب تلك الرسالة ونتأثر بها، بل ونحفظها عن ظهر قلب، ونتندر بنكتهم الهادفة في مجالسنا ونستشهد بها في أحاديثنا حتى باتت جزءاً من ثقافتنا. لم يبالغ في أعماله الكوميدية، ولم يبالغ في أعماله الدرامية بل حافظ على الاتزان، لم يشغله الشكل عن مضمون العمل الكوميدي أو الدرامي فالفن بالنسبة له رسالة وليس مجرد قالب.
إن ما قلناه في حق الأستاذ عبدالحسين عبد الرضا ينطبق على أبناء جيله الذين آمنوا أن الفن رسالة، ولم تكن غايتهم مجرد الشهرة فقط والتكسب، بل هو وسيلة لمعالجة قضايا مجتمعية يطرحونها للمجتمع وتناقشها بشكل متزن، نذكر في هذا المقام زملاء شاركوه أعماله وحققوا معه التميز، منهم على سبيل المثال لا الحصر سعد الفرج، وسعاد عبدالله، وعبدالعزيز النمش، وحياة الفهد ، وعلي المفيدي، وخالد النفيسي، وإبراهيم الصلال، وقائمة طويلة من الفنانين ممن أحببنا شخصياتهم على خشبة المسرح أو على شاشة التلفزيون، أو من كانوا خلف الكواليس يصوغون قصص النجاح لعلي لم أنص على أسمائهم، لكن الشاشة العربية تشهد أنهم فريق عمل متكاتف متكامل يؤمن بنفس الهدف وله نفس الرسالة، وهذا سر نجاح هذا الجيل، إنه العمل الفريقي المتماسك، إنه الفكر المشترك والقناعة الموحدة، هكذا نصل للإبداع عندما تجمعنا أهدافنا وغاياتنا، لم نذكر قط أننا سمعنا عن خلاف بين هؤلاء الفنانين أو صراع بينهم لتحقيق مصالحهم الشخصية فتضيع رسالة الفن بين هذه الصراعات.
لن ندعي أن هذا الجيل وصل للمثالية، فلكل بشر هفواته، وأعمال وإنجازات كل فرد تتراوح في مستوى كفاءتها بين القوي منها والضعيف، فمنها ما سطر قصص نجاح، ومنها ما أخفق ولم يوفق، تلك سنة الله في خلقه، فالكمال لله، لكن ما يجعلنا نرثي هؤلاء الفنانين وما يجعلنا نرثي هذا الجيل، ليس لوفاتهم فقط أو انقطاع أعمالهم بسبب المرض أو أي مانع آخر، بل نرثيهم لأنه لم يخلفهم جيل يقدم الفن بالمستوى الذي وصلوا إليه، نرثيهم لأننا لم نجد العوض عنهم، إننا نرثي برثائنا لهذا الممثل جيل آمن أن الفن رسالة وليس غاية، أنه وسيلة وليس هدفاً، في حد ذاته، فارتقى به كوسيلة في سبيل تحقيق رسالته.
أنا لا أتهم شباب هذا الجيل بأنه تجرد من المواهب، ولا أتهمه بأنه تجرد من الفكر فأصبح فنه خاوياً من المضمون، ويركز على القالب، كالمبالغة في ديكور المسلسل أو المسرحية، والمبالغة في مكياج الفنانين قبل الفنانات، والتكلف في العرض، ورسائل العنف الضمنية في بعض المسلسلات الدرامية حتى أننا لا نرى على الشاشة إلا دموع ولطمات وصراخ، فنستجير «بريموت التلفاز»، فنضغط على أزرته باحثين عن الفن الجميل، فنجول بأصابعنا على جميع «الأزرة» فلا نجد غايتنا، ثقافة في الوسط الفني فقدناها.
إننا بحاجة لفنانين يحملون راية فكر جديد يوصل الرسائل الاجتماعية بمنهجية مميزة، ليست المشكلة في غياب الموهبة إنما المشكلة في تغير الفكر والمبادئ. ليست المشكلة في غياب الإمكانيات المادية بل أن الجيل السابق واجه صعوبات أكبر من هذا الجيل بل المشكلة في غياب عمل الفريق الواحد والترابط بين هذا الفريق في سبيل تحقيق غايات محدده، ليست المشكلة في الفرص المتاحة فلعلها لا تقل عن الفرص المتاحة في أيام ذلك الجيل «جيل اليد الواحدة»، بل المشكلة أن محتوى الفن المطروح أصبح بعيداً عن الناس وعن احتياجاتهم، فلا يمس حياتهم ولا يعبر عن همومهم، افتقدنا البسمة على الشاشة، وبدأنا نبحث عن عمل كوميدي هادف يهدينا بسمة تزيل همومنا وتبسط علينا شقاء الدنيا، وتنسينا تعب يوم طويل قضيناه في العمل. نعم إنهم تركوا فراغاً كبيراً في الساحة الفنية. ويبقى السؤال، من المسؤول عن علاج مشكلة هذا الفراغ؟ الذي كان بسبب غياب الفكرة والإيمان بالرسالة الفنية وغياب عمل الفريق الواحد المنظم، هل لأننا افتقدنا أكاديمية فنية أو لمنهجية ومنظومة تطرحها الجهات المختصة، هل هناك مانع أن نقف وقفة تأمل لنجيب على هذه الأسئلة بتحليل المشكلة بشكل حيادي ووضع الحلول، فمن يعلق الجرس في رقبة القط؟
مع هذا الرثاء وهذا الوداع لجيل «اليد الواحدة»، يظل الأمل موجوداً، يظل الأمل في جيل جديد يطرح الفن بطريقته، ويوظف مواهبه المتنوعة سواء التمثيل أو التصوير أو النشر والتوزيع أو غيرها من المواهب لتوصيل الرسائل الاجتماعية الهادفة، ويستخدم الفن كوسيلة لمنفعة المجتمع، إنه جيل وظف وسائل التواصل الاجتماعي ليقدم الكوميديا الهادفة في شكل مقاطع تمثيلية كوميدية جميلة ومقبولة بين الجمهور وتعالج قضايا اجتماعية واسرية تمس واقع كل منا، أبدعوا في صياغة العمل بشكل متكامل، وأبدعوا في طريقة نشره حتى وصل لكل بيت وأصبح ما يقدمونه من أعمال موضوعاً لحديث المجتمع ولنذكر من هؤلاء الشباب على سبيل المثال لا الحصر، أحمد شريف، وعادل الجوهر، وصلاح عبدالمجيد، واحمد رشيد، وغيرهم من الشباب. نؤمن بطاقات شبابنا وكلنا أمل فيهم.
إن ما قلناه في حق الأستاذ عبدالحسين عبد الرضا ينطبق على أبناء جيله الذين آمنوا أن الفن رسالة، ولم تكن غايتهم مجرد الشهرة فقط والتكسب، بل هو وسيلة لمعالجة قضايا مجتمعية يطرحونها للمجتمع وتناقشها بشكل متزن، نذكر في هذا المقام زملاء شاركوه أعماله وحققوا معه التميز، منهم على سبيل المثال لا الحصر سعد الفرج، وسعاد عبدالله، وعبدالعزيز النمش، وحياة الفهد ، وعلي المفيدي، وخالد النفيسي، وإبراهيم الصلال، وقائمة طويلة من الفنانين ممن أحببنا شخصياتهم على خشبة المسرح أو على شاشة التلفزيون، أو من كانوا خلف الكواليس يصوغون قصص النجاح لعلي لم أنص على أسمائهم، لكن الشاشة العربية تشهد أنهم فريق عمل متكاتف متكامل يؤمن بنفس الهدف وله نفس الرسالة، وهذا سر نجاح هذا الجيل، إنه العمل الفريقي المتماسك، إنه الفكر المشترك والقناعة الموحدة، هكذا نصل للإبداع عندما تجمعنا أهدافنا وغاياتنا، لم نذكر قط أننا سمعنا عن خلاف بين هؤلاء الفنانين أو صراع بينهم لتحقيق مصالحهم الشخصية فتضيع رسالة الفن بين هذه الصراعات.
لن ندعي أن هذا الجيل وصل للمثالية، فلكل بشر هفواته، وأعمال وإنجازات كل فرد تتراوح في مستوى كفاءتها بين القوي منها والضعيف، فمنها ما سطر قصص نجاح، ومنها ما أخفق ولم يوفق، تلك سنة الله في خلقه، فالكمال لله، لكن ما يجعلنا نرثي هؤلاء الفنانين وما يجعلنا نرثي هذا الجيل، ليس لوفاتهم فقط أو انقطاع أعمالهم بسبب المرض أو أي مانع آخر، بل نرثيهم لأنه لم يخلفهم جيل يقدم الفن بالمستوى الذي وصلوا إليه، نرثيهم لأننا لم نجد العوض عنهم، إننا نرثي برثائنا لهذا الممثل جيل آمن أن الفن رسالة وليس غاية، أنه وسيلة وليس هدفاً، في حد ذاته، فارتقى به كوسيلة في سبيل تحقيق رسالته.
أنا لا أتهم شباب هذا الجيل بأنه تجرد من المواهب، ولا أتهمه بأنه تجرد من الفكر فأصبح فنه خاوياً من المضمون، ويركز على القالب، كالمبالغة في ديكور المسلسل أو المسرحية، والمبالغة في مكياج الفنانين قبل الفنانات، والتكلف في العرض، ورسائل العنف الضمنية في بعض المسلسلات الدرامية حتى أننا لا نرى على الشاشة إلا دموع ولطمات وصراخ، فنستجير «بريموت التلفاز»، فنضغط على أزرته باحثين عن الفن الجميل، فنجول بأصابعنا على جميع «الأزرة» فلا نجد غايتنا، ثقافة في الوسط الفني فقدناها.
إننا بحاجة لفنانين يحملون راية فكر جديد يوصل الرسائل الاجتماعية بمنهجية مميزة، ليست المشكلة في غياب الموهبة إنما المشكلة في تغير الفكر والمبادئ. ليست المشكلة في غياب الإمكانيات المادية بل أن الجيل السابق واجه صعوبات أكبر من هذا الجيل بل المشكلة في غياب عمل الفريق الواحد والترابط بين هذا الفريق في سبيل تحقيق غايات محدده، ليست المشكلة في الفرص المتاحة فلعلها لا تقل عن الفرص المتاحة في أيام ذلك الجيل «جيل اليد الواحدة»، بل المشكلة أن محتوى الفن المطروح أصبح بعيداً عن الناس وعن احتياجاتهم، فلا يمس حياتهم ولا يعبر عن همومهم، افتقدنا البسمة على الشاشة، وبدأنا نبحث عن عمل كوميدي هادف يهدينا بسمة تزيل همومنا وتبسط علينا شقاء الدنيا، وتنسينا تعب يوم طويل قضيناه في العمل. نعم إنهم تركوا فراغاً كبيراً في الساحة الفنية. ويبقى السؤال، من المسؤول عن علاج مشكلة هذا الفراغ؟ الذي كان بسبب غياب الفكرة والإيمان بالرسالة الفنية وغياب عمل الفريق الواحد المنظم، هل لأننا افتقدنا أكاديمية فنية أو لمنهجية ومنظومة تطرحها الجهات المختصة، هل هناك مانع أن نقف وقفة تأمل لنجيب على هذه الأسئلة بتحليل المشكلة بشكل حيادي ووضع الحلول، فمن يعلق الجرس في رقبة القط؟
مع هذا الرثاء وهذا الوداع لجيل «اليد الواحدة»، يظل الأمل موجوداً، يظل الأمل في جيل جديد يطرح الفن بطريقته، ويوظف مواهبه المتنوعة سواء التمثيل أو التصوير أو النشر والتوزيع أو غيرها من المواهب لتوصيل الرسائل الاجتماعية الهادفة، ويستخدم الفن كوسيلة لمنفعة المجتمع، إنه جيل وظف وسائل التواصل الاجتماعي ليقدم الكوميديا الهادفة في شكل مقاطع تمثيلية كوميدية جميلة ومقبولة بين الجمهور وتعالج قضايا اجتماعية واسرية تمس واقع كل منا، أبدعوا في صياغة العمل بشكل متكامل، وأبدعوا في طريقة نشره حتى وصل لكل بيت وأصبح ما يقدمونه من أعمال موضوعاً لحديث المجتمع ولنذكر من هؤلاء الشباب على سبيل المثال لا الحصر، أحمد شريف، وعادل الجوهر، وصلاح عبدالمجيد، واحمد رشيد، وغيرهم من الشباب. نؤمن بطاقات شبابنا وكلنا أمل فيهم.