هذا الأسبوع، تتجه الأنظار نحو الشقيقة المملكة العربية السعودية والتي أصبحت أحد أهم وأبرز الوجهات لمساعي السلام والحلول الدبلوماسية في كافة أرجاء المعمورة. فخطة تهجير الغزاويين المؤسفة تنتظر بفارغ الصبر ما ستسفر عنه القمة العربية الخماسية المتوقع عقدها في الرياض في 20 الجاري والتي ستضم مصر والأردن وقطر والإمارات بالإضافة إلى الدولة المضيفة. كما من المرجح أن تشهد أرض الحرمين الشريفين قمة أخرى من العيار الثقيل تجمع الرئيسين الأمريكي والروسي لمناقشة إنهاء حرب روسيا وأوكرانيا حسب ما صرح ترامب نفسه قبل أيام.

إذاً، السعودية في قلب أحداث العالم وخيار أمثل لاستضافة القمم الاستثنائية لقادة الدول لإيجاد حلول للقضايا الشائكة والمعقدة. ولم تأتِ هذه المكانة الرفيعة من فراغ، فالسعودية على مدى عقود ساهمت بدبلوماسيتها المتعقلة والذكية الممزوجة بقدرات مالية ضخمة في الدفع نحو السلام في المنطقة وخارجها وسعت إلى توطيد العلاقات مع الجيران وكذلك دول العالم كما تسهم حتى اليوم في دعم استقرار أسواق الطاقة العالمية بصفتها الدولة الأكبر في تصدير النفط. فهي دولة ناضجة لديها قيادة ذات رؤية ثاقبة تعرف كيف تتعامل مع محيطها ومع التحديات بصبر وبصيرة.

واختيار السعودية لتقام فيها القمة العربية الخماسية الطارئة يأتي لأهمية الدور السعودي إقليمياً، فأي حل للوضع الحالي في غزة لا يمكنه أن يتم سوى بمباركة سعودية التي أصبحت مرجعاً أساسياً للقرار العربي والإسلامي. أيضاً، طالما أن الحل لأزمة غزة أياً كان شكله سيحتاج حتماً إلى تمويلات مالية كبيرة لن تستطيع أن تؤمنها سوى دول الخليج الغنية وعلى رأسها السعودية، لذلك فإن عقد القمة في الرياض يصبح هو الأمر الأمثل.

من جانب آخر، فإن تصريح الرئيس الأمريكي ترامب عن نيته لقاء الرئيس الروسي بوتين في السعودية يظهر مكانة السعودية وثقلها على الصعيد الدولي، فهي حليف قديم ومهم للولايات المتحدة الأمريكية ومستثمر كبير فيها وفي شركاتها وأسواقها المالية وفي نفس الوقت تربطها علاقة وطيدة بروسيا والرئاسة الروسية وتعاون مثمر في مجال الطاقة. وقد حافظت السعودية على علاقة جيدة مع الرئيس بوتين ولم تسعَ لإدانة روسيا بعد حربها على أوكرانيا كما فعلت دول أخرى وبالأخص الأوروبية مما يجعلها مقربة عند الروس وهذا ما يعلمه ترامب الذي يهدف إلى تحقيق السلام ووقف الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت كما وعد ناخبيه سابقاً.

السعودية دعمت إمكانياتها المالية الكبيرة بسياسة خارجية حكيمة ومعتدلة والعكس صحيح، كما نجحت في نسج شبكة متينة من العلاقات الدولية المتوازنة بين تجاذبات الشرق والغرب خلاف بعض الدول التي لديها ثروات مهمة أيضاً لكن سخرتها في التدمير ونشر النزاعات؛ لذلك السعودية اليوم محل تقدير واحترام الجميع وقبلة للعالم في شؤون الإسلام والسلام.