لا شيء يشقي أي مجتمع إنساني أكثر مما يصنعه هذا المجتمع بنفسه وفي نفسه والعكس صحيح، وفي مجتمعنا العربي أنواع الشقاء لا تحصى ولا تعد، وخاصة على المستويين الديني والمجتمعي، حيث فن الشقاق والخلاف والتصنيف على أساس ديني ومذهبي وعرقي وقبلي حتى أصبح التمييز والتصنيف كالقنابل العنقودية تتناثر شظاياها لتصيب الحقيقة الإنسانية وقيم العدل والرحمة والتكافل والتراحم في مقتل ليصبح المجتمع العربي جسداً بلا روح، الجلاد والضحية، الجاني والمجني عليه.
وكإنسانة عربية ومسلمة تتمنى الخير والسعادة لأمتها العربية والإسلامية وللعالم أجمع أجد نفسي أمام واقع مؤلم لا نملك فيه إلا أن نخط بأناملنا كلمات صادقة لعل وعسى تكون صرخة تحيي ضمائر لم تمت فحسب، ولكن جيفت بفعل هذا التراكم من التمييز الذي يقوم على ثقافة شق الصدور ومحاكم التفتيش في نفوس الآخرين والرغبة في الانتقام لا لشيء إلا لوجود خلل نفسي وقصور عقلي لا يرى صاحبه جنة الإنسانية التي حرم نفسه منها بأكله من شجرة الطائفية والعنصرية البغيضة والتي كلما أكل منها بدت للآخرين سوءته وذلك ما نعانيه مع كل حدث، والتي كان آخرها هذا الهجوم الشديد على الراحل فقيد الوطن الفنان عبدالحسين عبدالرضا وعدم تمني الرحمة والمغفرة له رغم أن الراحل كان شديد البغض للطائفية، ولم يبخل بجهد في توعية المجتمعات العربية والإسلامية من خلال أعماله الرائعة القائمة على الحب والانتماء للأسرة والوطن والدين بدون تفرقة.
لقد وصل الحال بنا أننا أصبحنا نصنف الناس ونحدد بوصلة التعامل معهم من خلال أسمائهم وألقابهم وقد بدت البغضاء من الأفواه وما تخفي الصدور أكبر والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولعلي أذكر مقولة الأديب والمفكر السوري محمد الماغوط والذي انتبه لهذه الثقافة العنصرية التي تصنف شخصاً من اسمه ولقبه فكتب يقول «سأنجب طفلاً أسميه آدم.. لأن الأسامي في زماننا تهمة.. فلن أسميه محمداً ولا عيسى.. لن أسميه علياً ولا عمر.. لن أسميه صدام ولا حسيناً.. ولا حتى زكريا أو إبراهيم.. ولا حتى ديفيد ولا جورج.. أخاف أن يكبر عنصرياً وأن يكون له من اسمه نصيب.. فعند الأجانب يكون إرهابياً.. وعند المتطرفين يكون بغياً.. وعند الشيعة يكون سنياً.. وعند السنة يكون علوياً أو شيعياً.. أخاف أن يكون اسمه جواز سفره.. أريده آدم، مسلماً مسيحياً.. أريده ألا يعرف من الدين إلا أنه لله.. وأريده أن يعرف أن الوطن للجميع.. سأعلمه أن الدين ما وقر في قلبه وصدقه عمله وليس اسمه.. سأعلمه أن العروبة وهم وأن الإنسانية هي الأهم.. سأعلمه أن الجوع كافر والجهل كافر والظلم كافر.. سأعلمه أن الله في القلوب قبل المساجد والكنائس.. وأن الله محبة وليس مخافة.. سأعلمه ما نسي أهلنا أن يعلمونا.. سأعلمه أن ما ينقصنا هو ما عندنا.. وأن ما عندنا هو الذي ينقصنا.. سأعلمه أني بدأت حديثي بأنني سأنجبه ذكراً.. لأن الأنثى مازالت توأد.. وأن الخلل باقٍ في المجتمع العربي»!!
كلمات قوية اقتبستها كاملة لتصل الرسالة لعلها تجد قلوباً صاغية تخشى يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولنتذكر المقولة الخالدة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يعظ وإليه على مصر مالك ابن الأشتر «واعلم يا مالك أن الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق».
وكإنسانة عربية ومسلمة تتمنى الخير والسعادة لأمتها العربية والإسلامية وللعالم أجمع أجد نفسي أمام واقع مؤلم لا نملك فيه إلا أن نخط بأناملنا كلمات صادقة لعل وعسى تكون صرخة تحيي ضمائر لم تمت فحسب، ولكن جيفت بفعل هذا التراكم من التمييز الذي يقوم على ثقافة شق الصدور ومحاكم التفتيش في نفوس الآخرين والرغبة في الانتقام لا لشيء إلا لوجود خلل نفسي وقصور عقلي لا يرى صاحبه جنة الإنسانية التي حرم نفسه منها بأكله من شجرة الطائفية والعنصرية البغيضة والتي كلما أكل منها بدت للآخرين سوءته وذلك ما نعانيه مع كل حدث، والتي كان آخرها هذا الهجوم الشديد على الراحل فقيد الوطن الفنان عبدالحسين عبدالرضا وعدم تمني الرحمة والمغفرة له رغم أن الراحل كان شديد البغض للطائفية، ولم يبخل بجهد في توعية المجتمعات العربية والإسلامية من خلال أعماله الرائعة القائمة على الحب والانتماء للأسرة والوطن والدين بدون تفرقة.
لقد وصل الحال بنا أننا أصبحنا نصنف الناس ونحدد بوصلة التعامل معهم من خلال أسمائهم وألقابهم وقد بدت البغضاء من الأفواه وما تخفي الصدور أكبر والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولعلي أذكر مقولة الأديب والمفكر السوري محمد الماغوط والذي انتبه لهذه الثقافة العنصرية التي تصنف شخصاً من اسمه ولقبه فكتب يقول «سأنجب طفلاً أسميه آدم.. لأن الأسامي في زماننا تهمة.. فلن أسميه محمداً ولا عيسى.. لن أسميه علياً ولا عمر.. لن أسميه صدام ولا حسيناً.. ولا حتى زكريا أو إبراهيم.. ولا حتى ديفيد ولا جورج.. أخاف أن يكبر عنصرياً وأن يكون له من اسمه نصيب.. فعند الأجانب يكون إرهابياً.. وعند المتطرفين يكون بغياً.. وعند الشيعة يكون سنياً.. وعند السنة يكون علوياً أو شيعياً.. أخاف أن يكون اسمه جواز سفره.. أريده آدم، مسلماً مسيحياً.. أريده ألا يعرف من الدين إلا أنه لله.. وأريده أن يعرف أن الوطن للجميع.. سأعلمه أن الدين ما وقر في قلبه وصدقه عمله وليس اسمه.. سأعلمه أن العروبة وهم وأن الإنسانية هي الأهم.. سأعلمه أن الجوع كافر والجهل كافر والظلم كافر.. سأعلمه أن الله في القلوب قبل المساجد والكنائس.. وأن الله محبة وليس مخافة.. سأعلمه ما نسي أهلنا أن يعلمونا.. سأعلمه أن ما ينقصنا هو ما عندنا.. وأن ما عندنا هو الذي ينقصنا.. سأعلمه أني بدأت حديثي بأنني سأنجبه ذكراً.. لأن الأنثى مازالت توأد.. وأن الخلل باقٍ في المجتمع العربي»!!
كلمات قوية اقتبستها كاملة لتصل الرسالة لعلها تجد قلوباً صاغية تخشى يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولنتذكر المقولة الخالدة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يعظ وإليه على مصر مالك ابن الأشتر «واعلم يا مالك أن الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق».