لا يمكن أن يقف في وجه الحَر الحارق في البحرين سوى القوانين الرادعة وليس أي شيء آخر، فحين نريد حماية «العامل» البسيط الضعيف من حرارة لهب الشمس ومن قسوة الكثيرين من أصحاب الأعمال الذين لا يهمهم عرق العامل ولا سقوطه المميت جراء ضربات الشمس أو الحر القاتل بقدر اهتمامهم بجني الأرباح على حساب العامل البسيط فما علينا سوى رسم قوانين صارمة تحمي حقوقهم وحياتهم.
البحرين وخلال الأعوام الماضية ومن خلال وزارة العمل استطاعت إلزام كل الشركات والمؤسسات التجارية في أن يلتزموا بخطة العمل في شَهْرَي «يوليو وأغسطس» من كل عام والتي تقضي أن تنتهي فترات العمل في الشوارع وداخل المنشآت غير المجهزة بالتبريد عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، وعلى ما يبدو أن كل المؤسسات والشركات بدأت تتكيَّف مع هذا القانون الذي من تجاوزه فله نصيب من العقاب حسب لوائح وزارة العمل. هذا القانون استطاع حماية أكبر قدر من العمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس أو داخل المنشآت الجديدة التي هي تحت الإنشاء، لكن هناك أماكن كان يجب أن تلتفت إليها الجهات المختصة لتدرجها بشكل إلزامي داخل هذا القانون.
من أهم وأبرز أوجه هذه الأماكن المؤذِية للعمال في صيفنا الحارق هي ورش العمل غير المكيَّفة أصلاً. فغالبية هذا النوع من الورش الكبيرة وحتى الصغيرة تفتقر لأدنى مقومات البقاء الإنساني فيها لفترات طويلة وقت العمل الرسمي في نهار موسم الصيف، وهناك شركات كبيرة وصغيرة لديها مجموعة من المعامل والورش حيث يتجمع فيها الآلاف من العمال كل يوم وهم بين لهيب الحر وعدم وجود ما يكفي من الأكسجين النقي لاستنشاقه إضافة لحرارة جدران وسقف المعمل اللذين يُصنعان في الغالب من مادة غير عازلة للحرارة إطلاقاً ناهيك عن عملهم «الخشن» مع آلات حديدية وفولاذية صلبة تخرج من ثناياها الحرارة التي لا يمكن لأي بشر أن يتحملها. أسباب موضوعية ومنطقية وواقعية كلها كافية لأن تجعل وزارة العمل تدرج فيها هذه المؤسسات بوقف العمل بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً بقوة القانون أو إلزامهم بوضع أجهزة تبريد -«مكيفات»- في تلكم المعامل والورش التي يعمل فيها هؤلاء البشر.
الطريف المحزن في هذا الأمر أن أحد أشهر المصانع والورش الخاصة بصناعة المكيفات عندنا تخلو ورشها من وجود أي مكيف يقوم بالتبريد على أجساد مئات العاملين فيها، حتى أني تذكرت المثل القائل «الإسكافي يمشي حافي». إدارات مصانع للمكيفات تبيع الناس هواءً بارداً بينما تلغي قانون التبريد الطبيعي والإنساني عن العمال العاملين في مصانعها وورشها، فأين الضمير وأين القانون؟ رأفة بالعمال في فصل الصيف الملتهب أيها التجار، فالمال ليس أهم من إنسان يموت ليحقق لكم أكبر قدر من الأرباح.
{{ article.visit_count }}
البحرين وخلال الأعوام الماضية ومن خلال وزارة العمل استطاعت إلزام كل الشركات والمؤسسات التجارية في أن يلتزموا بخطة العمل في شَهْرَي «يوليو وأغسطس» من كل عام والتي تقضي أن تنتهي فترات العمل في الشوارع وداخل المنشآت غير المجهزة بالتبريد عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، وعلى ما يبدو أن كل المؤسسات والشركات بدأت تتكيَّف مع هذا القانون الذي من تجاوزه فله نصيب من العقاب حسب لوائح وزارة العمل. هذا القانون استطاع حماية أكبر قدر من العمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس أو داخل المنشآت الجديدة التي هي تحت الإنشاء، لكن هناك أماكن كان يجب أن تلتفت إليها الجهات المختصة لتدرجها بشكل إلزامي داخل هذا القانون.
من أهم وأبرز أوجه هذه الأماكن المؤذِية للعمال في صيفنا الحارق هي ورش العمل غير المكيَّفة أصلاً. فغالبية هذا النوع من الورش الكبيرة وحتى الصغيرة تفتقر لأدنى مقومات البقاء الإنساني فيها لفترات طويلة وقت العمل الرسمي في نهار موسم الصيف، وهناك شركات كبيرة وصغيرة لديها مجموعة من المعامل والورش حيث يتجمع فيها الآلاف من العمال كل يوم وهم بين لهيب الحر وعدم وجود ما يكفي من الأكسجين النقي لاستنشاقه إضافة لحرارة جدران وسقف المعمل اللذين يُصنعان في الغالب من مادة غير عازلة للحرارة إطلاقاً ناهيك عن عملهم «الخشن» مع آلات حديدية وفولاذية صلبة تخرج من ثناياها الحرارة التي لا يمكن لأي بشر أن يتحملها. أسباب موضوعية ومنطقية وواقعية كلها كافية لأن تجعل وزارة العمل تدرج فيها هذه المؤسسات بوقف العمل بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً بقوة القانون أو إلزامهم بوضع أجهزة تبريد -«مكيفات»- في تلكم المعامل والورش التي يعمل فيها هؤلاء البشر.
الطريف المحزن في هذا الأمر أن أحد أشهر المصانع والورش الخاصة بصناعة المكيفات عندنا تخلو ورشها من وجود أي مكيف يقوم بالتبريد على أجساد مئات العاملين فيها، حتى أني تذكرت المثل القائل «الإسكافي يمشي حافي». إدارات مصانع للمكيفات تبيع الناس هواءً بارداً بينما تلغي قانون التبريد الطبيعي والإنساني عن العمال العاملين في مصانعها وورشها، فأين الضمير وأين القانون؟ رأفة بالعمال في فصل الصيف الملتهب أيها التجار، فالمال ليس أهم من إنسان يموت ليحقق لكم أكبر قدر من الأرباح.