* تعقيباً على الجزء الأول من مقالي «عندما كبرت» وردني هذا التعليق من القارئة عائشة، تقول فيه: «كبرنا ونسينا أن نتذكر بأننا على موعد مراجعة قد يؤلمنا كشفه الموجع لأخطائنا الفادحة في حق أنفسنا.. كبرنا وتغافلنا عن الكثير من المشاعر العالقة في أنفسنا والتي كنا على يقين غير مكذوب بصدقها، لنسير قدماً نحو مشاعر أكثر نضجاً وبواقع قد يؤلمنا فيه تلك اللحظات التي باتت مسروقة، والتي خسرناها وكم نأمل بأن تعود إلينا حقا لتكون رصيدنا الذي لطالما سعينا لاستحقاقه».
* يمضي العام تلو العام ليخبرنا الذي مضى بأيام لم نكتب فيها سطور الخبرة والإنجاز.. ثم نستفتح بالذي هو خير في عام جديد أثير على قلوبنا، لأنه يحمل قصة ميلاد أمة، وكفاح من أجل نشر دين الإسلام.. يحمل كفاح النبي صلى الله عليه وسلم في نشر دعوته، في طريق وعر وسط أحداث عصيبة أذهلت البشرية جمعاء.. فعندما قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يرتحل إلى المدينة ليؤسس فيها «منهاج حياة لدولة الإسلام» فقد اختار الصاحب الصدوق الوفي الذي يصحبه في رحلته ليكون له خير معين في طريقه.. إنه أبوبكر الصديق الوفي.. وعندما قرر أن يخرج من بيته.. كان علي بن أبي طالب هو الصاحب المضحي الذي نام في سريره.. ليكون هو الآخر فداء لنبي الأمة.. بأبي أنت وأمي يا رسول الله.. كم اشتقنا لرؤيتك واللقاء بك وصحبتك في الفردوس الأعلى.. اللهم ارزقنا صحبته وشفاعته، وارزقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا..
* هناك أمور عديدة صغرت أمام أعيننا، كنا في بداية حياتنا نعدها من أولويات الحياة، وكنا في أحيان كثيرة نقطر دمعاً من أجلها.. لأننا حينها لم نبصر بعد مسؤوليات الحياة العظام، إلى أن جاءت تلك المسؤوليات الكبار، وصرنا نقرع أبواب اهتمامات أفضل بكثير من تلك التي اعتدنا عليها في سابق الزمان.. نعم كانت تلك «الصغائر» تأخذ كل حيز تفكيرنا.. أما اليوم عرفنا أنها من «التوافه» التي لا ينبغي أن نقف أمامها كثيراً، بل نوجه جل الاهتمام وتتجه الأنظار إلى مهام وأهداف وتوجهات.. هي في الأساس «مرمى أهدافنا» التي ستحقق لنا حياة أفضل بعون المولى الكريم.
* صرنا لا نعرف ماهية تلك الحقائق التي تبرز أمام أنظارنا بين الفينة والأخرى، وبتنا نتململ ونتضجر من تلك الخيوط الخفية التي تتسلل إلى نفوسنا دون أن نحس، فتشعرنا بالحيرة التي تستمر طويلاً.. فهل يا ترى نسميها حقائق؟؟ أم متغيرات حدثت رغماً عنا، ومسببات برزت، وأمور «قديمة» طفحت على السطح الآن حتى تقلل من قيمة الآخرين، وتكون نذر شؤم عليها؟؟؟ كبرنا وأحسسنا أننا نحتاج أن نلتزم «الصمت» في أحيان كثيرة.. وأن نقبل الواقع كما هو.. وأن نسير وراء «عقول لا تعي ما تقول» من أجل أن نحافظ على خيوط أمل متبقية لنجدة حاضرنا ومستقبلنا... نعم أحسسنا أننا بحاجة أن نكون في أحيان كثيرة في موقف «المتأمل» على شاطىء البحر.. يتأمل تلك الأمواج المتلاطمة.. وهو لا يعلم ما هي نهايات تلك الأمواج.. وأين ستستقر.. سنقبل الواقع أحيانا كما هو.. لأن هناك من يتخفى وراء أستار الغدر والطعن واللمز والهمز.. من أجل أن يحقق مآرب شنيعة في نفسه.. وإن عرفنا أن المسير صعب وراء تلك «الحماقات».. إلا أن التسارع فيه قد ينذر بعواقب وخيمة..
* فهمنا أن الوطن لا ينبغي المساومة عليه بأي حال من الأحوال، وأنه الملاذ الأول والآمن لنفوس عشقت ترابه.. عرفت أن الولاء للوطن ولفكر العيش على أرضه والدفاع عنه والإصلاح بين جنباته.. هو الأولى في قاموس أي مواطن.. فلا مكان لمن عشق الولاء للخارج ولأنظمة بائدة ولفكر عقيم.. أرض البحرين غالية.. والعمل من أجل رفعة شأنها.. ولا يأتي ذلك إلا برجال يفكرون من أجل «خير هذا الوطن» ويقفون كالجبال الشامخة أمام كل من يتعدى عليه.. ومع ذكرى الهجرة الشريفة، نتذكر نبينا صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة قال: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت». تقول الكاتبة أمل طعمة عن هذه المقولة: «هذه المقولة تشعرك بلمسة الوفاء للوطن والأرض، وبساطة التعبير عن مشاعر الحب لربوع درج فيها. إنها تضفي لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسانيته، فهو يشعر بما يمكن أن يؤلمنا عندما نفتقد الوطن، وتفارق الأجساد أرض الطفولة، صورة قد تمر دون أن يلحظها أحد، إلا من ذاق طعم الغربة عن بلده، واشتاقت روحه لمرابع الأتراب والأحباب».
* لا يستحق أن نعيش داخل «القلوب المغلقة» التي لا تعي ما يدور حولها!! نعم من المؤسف أن نقضي جل أعمارنا في تفاهات النفوس التي أبعدتنا عن جادة الصواب، فانتظرنا كثيراً القلوب التي أحبتنا أن ترتمي في أحضاننا بعد أن انقضت سنوات العمر.. ولكن فهمنا فيما بعد.. أن لا ننتظر كثيراً.. فنسارع لنجدتها.. فلعلها كانت تنتظرنا هي الأخرى.. فإنما البقاء للمحبة الخالصة التي ستكون نتيجتها الحتمية.. الاستظلال بظل عرش الرحمن في يوم يتصبب فيه العرق.
* إنما الاستمتاع باللحظات الحالية للحياة، وبعمل تقوم به من أجل أن تحصد من ورائه أجور تثقل بها موازين الحسنات.. كنت تعتقد أنه بإمكانك أن تحقق تلك الأفكار الكثيرة التي حلمت بها في مراحل عمرك الأولى.. وأن تبرمج من حولك ليكونوا معك في طريق النجاح.. ولكنك اكتشفت أن هناك الكثير من الأمزجة التي جبلت على الاقتناع بما عندها.. دون أن تكترث بما عندك.. وإن أحبتك كثيراً.. لذا فلا تهدر أوقاتك.. واستمتع بلحظات حياتك قبل أن تتصرم.
* ومضة أمل:
لنكتب «ميلاد سنة جديدة من حياتنا» نصحح من خلالها كل أخطاء الحياة، ونبدأ في صياغة «أسلوب حياتي جديد» نخرج من خلاله من عباءة «التسويف القاتل» والطبائع الحياتية المملة.. اللهم اجعله عام خير وبركة علينا وأهلينا وأحبابنا ومحبينا ووطننا وجميع المسلمين.
* يمضي العام تلو العام ليخبرنا الذي مضى بأيام لم نكتب فيها سطور الخبرة والإنجاز.. ثم نستفتح بالذي هو خير في عام جديد أثير على قلوبنا، لأنه يحمل قصة ميلاد أمة، وكفاح من أجل نشر دين الإسلام.. يحمل كفاح النبي صلى الله عليه وسلم في نشر دعوته، في طريق وعر وسط أحداث عصيبة أذهلت البشرية جمعاء.. فعندما قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يرتحل إلى المدينة ليؤسس فيها «منهاج حياة لدولة الإسلام» فقد اختار الصاحب الصدوق الوفي الذي يصحبه في رحلته ليكون له خير معين في طريقه.. إنه أبوبكر الصديق الوفي.. وعندما قرر أن يخرج من بيته.. كان علي بن أبي طالب هو الصاحب المضحي الذي نام في سريره.. ليكون هو الآخر فداء لنبي الأمة.. بأبي أنت وأمي يا رسول الله.. كم اشتقنا لرؤيتك واللقاء بك وصحبتك في الفردوس الأعلى.. اللهم ارزقنا صحبته وشفاعته، وارزقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا..
* هناك أمور عديدة صغرت أمام أعيننا، كنا في بداية حياتنا نعدها من أولويات الحياة، وكنا في أحيان كثيرة نقطر دمعاً من أجلها.. لأننا حينها لم نبصر بعد مسؤوليات الحياة العظام، إلى أن جاءت تلك المسؤوليات الكبار، وصرنا نقرع أبواب اهتمامات أفضل بكثير من تلك التي اعتدنا عليها في سابق الزمان.. نعم كانت تلك «الصغائر» تأخذ كل حيز تفكيرنا.. أما اليوم عرفنا أنها من «التوافه» التي لا ينبغي أن نقف أمامها كثيراً، بل نوجه جل الاهتمام وتتجه الأنظار إلى مهام وأهداف وتوجهات.. هي في الأساس «مرمى أهدافنا» التي ستحقق لنا حياة أفضل بعون المولى الكريم.
* صرنا لا نعرف ماهية تلك الحقائق التي تبرز أمام أنظارنا بين الفينة والأخرى، وبتنا نتململ ونتضجر من تلك الخيوط الخفية التي تتسلل إلى نفوسنا دون أن نحس، فتشعرنا بالحيرة التي تستمر طويلاً.. فهل يا ترى نسميها حقائق؟؟ أم متغيرات حدثت رغماً عنا، ومسببات برزت، وأمور «قديمة» طفحت على السطح الآن حتى تقلل من قيمة الآخرين، وتكون نذر شؤم عليها؟؟؟ كبرنا وأحسسنا أننا نحتاج أن نلتزم «الصمت» في أحيان كثيرة.. وأن نقبل الواقع كما هو.. وأن نسير وراء «عقول لا تعي ما تقول» من أجل أن نحافظ على خيوط أمل متبقية لنجدة حاضرنا ومستقبلنا... نعم أحسسنا أننا بحاجة أن نكون في أحيان كثيرة في موقف «المتأمل» على شاطىء البحر.. يتأمل تلك الأمواج المتلاطمة.. وهو لا يعلم ما هي نهايات تلك الأمواج.. وأين ستستقر.. سنقبل الواقع أحيانا كما هو.. لأن هناك من يتخفى وراء أستار الغدر والطعن واللمز والهمز.. من أجل أن يحقق مآرب شنيعة في نفسه.. وإن عرفنا أن المسير صعب وراء تلك «الحماقات».. إلا أن التسارع فيه قد ينذر بعواقب وخيمة..
* فهمنا أن الوطن لا ينبغي المساومة عليه بأي حال من الأحوال، وأنه الملاذ الأول والآمن لنفوس عشقت ترابه.. عرفت أن الولاء للوطن ولفكر العيش على أرضه والدفاع عنه والإصلاح بين جنباته.. هو الأولى في قاموس أي مواطن.. فلا مكان لمن عشق الولاء للخارج ولأنظمة بائدة ولفكر عقيم.. أرض البحرين غالية.. والعمل من أجل رفعة شأنها.. ولا يأتي ذلك إلا برجال يفكرون من أجل «خير هذا الوطن» ويقفون كالجبال الشامخة أمام كل من يتعدى عليه.. ومع ذكرى الهجرة الشريفة، نتذكر نبينا صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة قال: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت». تقول الكاتبة أمل طعمة عن هذه المقولة: «هذه المقولة تشعرك بلمسة الوفاء للوطن والأرض، وبساطة التعبير عن مشاعر الحب لربوع درج فيها. إنها تضفي لشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسانيته، فهو يشعر بما يمكن أن يؤلمنا عندما نفتقد الوطن، وتفارق الأجساد أرض الطفولة، صورة قد تمر دون أن يلحظها أحد، إلا من ذاق طعم الغربة عن بلده، واشتاقت روحه لمرابع الأتراب والأحباب».
* لا يستحق أن نعيش داخل «القلوب المغلقة» التي لا تعي ما يدور حولها!! نعم من المؤسف أن نقضي جل أعمارنا في تفاهات النفوس التي أبعدتنا عن جادة الصواب، فانتظرنا كثيراً القلوب التي أحبتنا أن ترتمي في أحضاننا بعد أن انقضت سنوات العمر.. ولكن فهمنا فيما بعد.. أن لا ننتظر كثيراً.. فنسارع لنجدتها.. فلعلها كانت تنتظرنا هي الأخرى.. فإنما البقاء للمحبة الخالصة التي ستكون نتيجتها الحتمية.. الاستظلال بظل عرش الرحمن في يوم يتصبب فيه العرق.
* إنما الاستمتاع باللحظات الحالية للحياة، وبعمل تقوم به من أجل أن تحصد من ورائه أجور تثقل بها موازين الحسنات.. كنت تعتقد أنه بإمكانك أن تحقق تلك الأفكار الكثيرة التي حلمت بها في مراحل عمرك الأولى.. وأن تبرمج من حولك ليكونوا معك في طريق النجاح.. ولكنك اكتشفت أن هناك الكثير من الأمزجة التي جبلت على الاقتناع بما عندها.. دون أن تكترث بما عندك.. وإن أحبتك كثيراً.. لذا فلا تهدر أوقاتك.. واستمتع بلحظات حياتك قبل أن تتصرم.
* ومضة أمل:
لنكتب «ميلاد سنة جديدة من حياتنا» نصحح من خلالها كل أخطاء الحياة، ونبدأ في صياغة «أسلوب حياتي جديد» نخرج من خلاله من عباءة «التسويف القاتل» والطبائع الحياتية المملة.. اللهم اجعله عام خير وبركة علينا وأهلينا وأحبابنا ومحبينا ووطننا وجميع المسلمين.