لم تكن دورة الألعاب الآسيوية الخامسة للصالات وفنون القتال التي احتضنتها العاصمة التركمانية عشق آباد مؤخراً مجرد دورة رياضية تنافسية كبقية الدورات الرياضية، إنما كانت أكثر من ذلك بكثير..

كانت بمثابة النافذة الترويجية لبلد كان الكثيرون منا يجهلون معالمه فإذا بنا أمام منشآت رياضية عملاقة أقيمت على أحدث التصاميم العلمية المدعمة بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم الإنشاءات..

لم نكن نتصور أن نشاهد مثل هذه المنشآت الحديثة التي شكلت في مجموعها مدينة رياضية متكاملة ومؤهلة حتى لاستضافة دورات رياضية عالمية أكبر حجماً من دورة الصالات المغلقة وهذا ما أعلنه رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد فهد الأحمد الجابر الصباح في كلمته الختامية.

الأفواج الكبيرة من المتطوعين من الجنسين جسدوا الوعي المجتمعي لهذه الجمهورية التي كانت إحدى حلقات الاتحاد السوفياتي السابق، كما جسدوا معاني الولاء للوطن وقيادته بما كانوا يؤدونه من عمل جاد جعل منهم عنصر أساسي من عناصر النجاح اللافت الذي حظيت به هذه الدورة.. كما أنهم جسدوا أيضاً بساطة الشعب التركماني الطيب..

لذلك لا أستبعد أن تكون هذه الدورة الرياضية منطلقاً لإبراز الوجه الحضاري والسياحي لجمهورية تركمنستان ولا أستبعد أن تكون بداية لتغيير في بعض السياسات الداخلية والخارجية لهذه الجمهورية التي تستحق أن يكون لها وجه سياحية بارزة لما تتمتع به من تاريخ حافل بالأحداث..

الدورة جسدت أيضاً معاني العمل الجاد المتقن المتمثل في مشروع المدينة الرياضية والذي أنجز خلال سبع سنوات بكلفة إجمالية لم تتجاوز التسعة مليارات دولار أمريكي وهو ما يعد إنجازاً كبيراً إذا ما قورن بدقة التصاميم وكمالها..

تلك كانت أبرز انطباعاتي الشخصية عن هذه الجمهورية التي أزورها لأول مرة والتي أشعر بأنها ستكون إحدى المنارات الرياضية في القارة الآسيوية على خلفية ما حققته من نجاح تنظيمي متميز في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة للصالات وفنون القتال..