الكثير من الأحداث والقضايا التي تجول العالم بدءاً من الشرق الأوسط الجديد ومروراً «بكاتالونيا» وانتهاء «بلاس فيغاس» في الولايات المتحدة الأمريكية كلها تعطينا انطباعاً واحداً وهو أن العالم بدأ يتجه للمجهول بسرعة فائقة جداً. أحداث سياسية عنيفة ومتسارعة، واستعدادات جادة من كل المتصارعين بقرع طبول الحرب في انتظار بدء المعركة الحقيقية، واستعراض كل دولة عضلاتها العسكرية في مناورات عملاقة، وفي مقابل كل هذا المشهد المرعب يأخذنا المناخ العالمي نحو مزيد من الأعاصير والفيضانات المدمرة والفتاكة، بينما على الضفة غير الآمنة من العالم ينهار الاقتصاد العالمي بشكل مرعب للغاية ربما ينذرنا بأسوأ مما نتخيله.
هذه ليست نبوءات أو تنبؤات نبيعها على الجمهور بقدر ما هي حقائق تثبتها الأحداث اليومية المتسارعة التي لا نستطيع إحصاءها أصلاً. في ظل هذه المشاهد المرعبة والمستقبل المجهول نتجه نحن العرب معها ليس بإرادتنا وإنما لأننا جزء منها ومن هذا العالم الذي نسكنه، فكل الأحداث التي ذكرناها قبل قليل تعبِّر عن عدم قدرتنا مرة وبعدم رغبتنا مرات أخرى على أن نكون جزءاً من المساهمين في إيقاف هذا المشهد الفجيع. نحن العرب لم نملك القدرة الحقيقية على وقف هذا العبث في منطقتنا، فكيف يمكننا أن نقول كلمتنا في ذاك العالم المفتول العضلات؟ وإذا كنَّا أعجز عن رسم خريطة أوطاننا ومستقبلنا فكيف لنا بوقف مشاريع الدول الكبرى التي بدأت تتشكل بالفعل ونحن مازلنا نياماً بين الركام؟
إذا لم يك بمقدورنا وقف هذا العبث الفوضوي في الجهة الأخرى من العالم، وإذا لم يكن بيدنا فصل الكلمة فضلاً عن الفعل في عالم لم نساهم في صناعة هويته من قريب أو بعيد، فهل باستطاعتنا حماية أنفسنا وأرضنا ومنطقتنا ومستقبلنا؟ أم أننا لا نملك أي قرار لا في الحرب ولا في السلام؟ من المعيب أن نقف صامتين كصمت الموتى حيال ما يجري حولنا كعرب، فإذا لم يكن بيدنا صناعة القرار فلا تكن أراضينا ودولنا مسرحاً لمؤامرات الدول الأخرى، وإذا لم نستطع أن نوقف الحروب والدمار فلا نساهم فيها.
ما أحوج العالم إلى عقلاء في زمن قلَّ فيه الطلب على العقل، وما أحوج العرب أن يطلقوا كلماتهم الرافضة لكل أشكال الاستعمار الحديث سواء بتقسيم المنطقة أو إدخال أنفسهم في حسابات معقَّدة ومعارك قد تكون أجنبية خالصة لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولهذا يجب التريث في تأييد المشاريع العالمية التي تم إنجاز الكثير منها عبر أنابيب النفط والغاز وبحور الدماء ومصانع السلاح، كما لا يجوز للعرب من الآن وصاعداً الإمضاء على أية ورقة سياسية كانت أم اقتصادية تقودهم للمصير المعتم، هذا كل ما في أمر هذا العالم المجنون الذي لم يعد يحترم صوت العقل، فلنكن على الأقل عقلاء هذا العالم.
هذه ليست نبوءات أو تنبؤات نبيعها على الجمهور بقدر ما هي حقائق تثبتها الأحداث اليومية المتسارعة التي لا نستطيع إحصاءها أصلاً. في ظل هذه المشاهد المرعبة والمستقبل المجهول نتجه نحن العرب معها ليس بإرادتنا وإنما لأننا جزء منها ومن هذا العالم الذي نسكنه، فكل الأحداث التي ذكرناها قبل قليل تعبِّر عن عدم قدرتنا مرة وبعدم رغبتنا مرات أخرى على أن نكون جزءاً من المساهمين في إيقاف هذا المشهد الفجيع. نحن العرب لم نملك القدرة الحقيقية على وقف هذا العبث في منطقتنا، فكيف يمكننا أن نقول كلمتنا في ذاك العالم المفتول العضلات؟ وإذا كنَّا أعجز عن رسم خريطة أوطاننا ومستقبلنا فكيف لنا بوقف مشاريع الدول الكبرى التي بدأت تتشكل بالفعل ونحن مازلنا نياماً بين الركام؟
إذا لم يك بمقدورنا وقف هذا العبث الفوضوي في الجهة الأخرى من العالم، وإذا لم يكن بيدنا فصل الكلمة فضلاً عن الفعل في عالم لم نساهم في صناعة هويته من قريب أو بعيد، فهل باستطاعتنا حماية أنفسنا وأرضنا ومنطقتنا ومستقبلنا؟ أم أننا لا نملك أي قرار لا في الحرب ولا في السلام؟ من المعيب أن نقف صامتين كصمت الموتى حيال ما يجري حولنا كعرب، فإذا لم يكن بيدنا صناعة القرار فلا تكن أراضينا ودولنا مسرحاً لمؤامرات الدول الأخرى، وإذا لم نستطع أن نوقف الحروب والدمار فلا نساهم فيها.
ما أحوج العالم إلى عقلاء في زمن قلَّ فيه الطلب على العقل، وما أحوج العرب أن يطلقوا كلماتهم الرافضة لكل أشكال الاستعمار الحديث سواء بتقسيم المنطقة أو إدخال أنفسهم في حسابات معقَّدة ومعارك قد تكون أجنبية خالصة لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولهذا يجب التريث في تأييد المشاريع العالمية التي تم إنجاز الكثير منها عبر أنابيب النفط والغاز وبحور الدماء ومصانع السلاح، كما لا يجوز للعرب من الآن وصاعداً الإمضاء على أية ورقة سياسية كانت أم اقتصادية تقودهم للمصير المعتم، هذا كل ما في أمر هذا العالم المجنون الذي لم يعد يحترم صوت العقل، فلنكن على الأقل عقلاء هذا العالم.