نظراً لتواضع محاولات نشر السير الذاتية للناجحين والمتميزين في عالمنا العربي، اتجه العديد من الشباب المتعطش للنجاح والتفوق في الحياة إلى كتب الناجحين في الغرب كي يستلهموا منهم الحكمة والمعرفة. حيث يقبل شبابنا على كتب ستيف جوبز مؤسس «أبل» وريتشارد برانسون مؤسس الشركة العملاقة «فرجن»، وحتى دونالد ترامب مؤسس الإمبراطورية العقارية التي تحمل اسمه والذي أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية هذا العام.
يقرؤون كتبهم بتركيز سعياً لاكتشاف مراحل حياتهم وأسرار نجاحهم. والأكيد أن كتب السير الذاتية لهؤلاء وغيرهم من المتميزين في التجارة وتكوين الثروات تحمل الكثير من المعلومات القيمة وتقدم نصائح بعضها واضح وبعضها مخفي بين السطور حول كيفية النجاح.
لكن المشكلة تكمن في اختلاف البيئة والظروف التي مر بها هؤلاء والبيئة والظروف في عالمنا العربي. فستيف جوبز مثلاً الذي جمع وشغل أول أجهزته الحاسوبية في كراج منزله، بدأ في أمريكا الصناعية التي توفر منذ منتصف القرن الماضي البنية الأساسية لتصنيع أجهزة الكمبيوتر مثل المبرمجين والإلكترونيات والمواد الخام، هذا بالإضافة إلى وجود الشركات الاستثمارية الضخمة التي تستثمر وتمول المشاريع المبتكرة. أما برانسون فقد بدأ بمحل صغير لبيع الأسطوانات الموسيقية في لندن، المدينة العالمية وعاصمة المال والأعمال والمكتظة بالسكان والمعروفة بشغفها بالموسيقى والفنون. أما ترامب فقد ورث أموالاً طائلة وعقارات ضخمة من والده واستطاع بذكائه أن يضاعف أموال الميراث مبالغ عديدة.
وهنا نستنتج أن نجاح ستيف جوبز ساهمت فيه أمريكا وتطورها الصناعي والتكنولوجي، فلولا ذلك لما استطاع أن يصنع كمبيوتر «أبل». وينطبق ذلك على برانسون الذي وفرت له لندن العدد اللازم من الزبائن والمهتمين بما يقدمه من بضاعة ووفرت له منصة سليمة للانطلاق عالمياً وكذلك ترامب الذي لم يبدأ من الصفر بل بدأ بالملايين وبخبرة في مجال العقارات ورثها من أبيه قدمت له نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية الكبيرة الفرصة لبناء ناطحات السحاب والفنادق الفخمة.
لذلك أرى من الضروري أنه عندما يقرأ شبابنا السير الذاتية للناجحين في العالم أن تكون لديهم قدرة على التمييز بين ما هو ممكن وغير ممكن وأيضاً بين ما هو متوفر هنا وما هو متوفر في الغرب، فالفارق مازال شاسعاً.
وأعتقد أنه لو بحث شبابنا في مدنهم ومناطقهم سيجدون قصص نجاح محلية أكثر قرباً لواقعهم وظروفهم بدلاً من البحث عن أسرار النجاح عند الآخرين. فعلى سبيل المثال، لدينا من استطاع أن يحول تحضير المخللات المنزلية إلى سلسلة كبيرة من المتاجر المنتشرة في البحرين والخليج تقدم القهوة المحمصة والمخللات والحلويات. ولدينا كذلك من بدأ بورشة نجارة بسيطة واستطاع أن يحول الورشة إلى مصنع ديكورات يزود الفنادق والبنايات الضخمة بأحدث الأبواب والكبائن. أما في مجال الاستثمار العقاري فحدث ولا حرج، فهو تخصص المئات من الناجحين عندنا. ولا أبالغ إذا قلت إن لدينا من بدأ باستثمار صغير في قطعة أرض وتحول هذا الاستثمار في غضون سنوات إلى مجموعة عقارية تضم الفلل والبنايات والكثير من الأراضي.
هؤلاء لو تم البحث في أسرار نجاحهم سيجد شبابنا أن أغلبهم مروا بما يمرون به حالياً وتعاملوا مع نفس البيئة التي هم فيها ولكن بفضل بعض الأسرار -التي تحتاج إلى الاكتشاف حتماً- استطاعوا أن يغيروا واقعهم وأن ينجحوا نجاحاً كبيراً.
يقرؤون كتبهم بتركيز سعياً لاكتشاف مراحل حياتهم وأسرار نجاحهم. والأكيد أن كتب السير الذاتية لهؤلاء وغيرهم من المتميزين في التجارة وتكوين الثروات تحمل الكثير من المعلومات القيمة وتقدم نصائح بعضها واضح وبعضها مخفي بين السطور حول كيفية النجاح.
لكن المشكلة تكمن في اختلاف البيئة والظروف التي مر بها هؤلاء والبيئة والظروف في عالمنا العربي. فستيف جوبز مثلاً الذي جمع وشغل أول أجهزته الحاسوبية في كراج منزله، بدأ في أمريكا الصناعية التي توفر منذ منتصف القرن الماضي البنية الأساسية لتصنيع أجهزة الكمبيوتر مثل المبرمجين والإلكترونيات والمواد الخام، هذا بالإضافة إلى وجود الشركات الاستثمارية الضخمة التي تستثمر وتمول المشاريع المبتكرة. أما برانسون فقد بدأ بمحل صغير لبيع الأسطوانات الموسيقية في لندن، المدينة العالمية وعاصمة المال والأعمال والمكتظة بالسكان والمعروفة بشغفها بالموسيقى والفنون. أما ترامب فقد ورث أموالاً طائلة وعقارات ضخمة من والده واستطاع بذكائه أن يضاعف أموال الميراث مبالغ عديدة.
وهنا نستنتج أن نجاح ستيف جوبز ساهمت فيه أمريكا وتطورها الصناعي والتكنولوجي، فلولا ذلك لما استطاع أن يصنع كمبيوتر «أبل». وينطبق ذلك على برانسون الذي وفرت له لندن العدد اللازم من الزبائن والمهتمين بما يقدمه من بضاعة ووفرت له منصة سليمة للانطلاق عالمياً وكذلك ترامب الذي لم يبدأ من الصفر بل بدأ بالملايين وبخبرة في مجال العقارات ورثها من أبيه قدمت له نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية الكبيرة الفرصة لبناء ناطحات السحاب والفنادق الفخمة.
لذلك أرى من الضروري أنه عندما يقرأ شبابنا السير الذاتية للناجحين في العالم أن تكون لديهم قدرة على التمييز بين ما هو ممكن وغير ممكن وأيضاً بين ما هو متوفر هنا وما هو متوفر في الغرب، فالفارق مازال شاسعاً.
وأعتقد أنه لو بحث شبابنا في مدنهم ومناطقهم سيجدون قصص نجاح محلية أكثر قرباً لواقعهم وظروفهم بدلاً من البحث عن أسرار النجاح عند الآخرين. فعلى سبيل المثال، لدينا من استطاع أن يحول تحضير المخللات المنزلية إلى سلسلة كبيرة من المتاجر المنتشرة في البحرين والخليج تقدم القهوة المحمصة والمخللات والحلويات. ولدينا كذلك من بدأ بورشة نجارة بسيطة واستطاع أن يحول الورشة إلى مصنع ديكورات يزود الفنادق والبنايات الضخمة بأحدث الأبواب والكبائن. أما في مجال الاستثمار العقاري فحدث ولا حرج، فهو تخصص المئات من الناجحين عندنا. ولا أبالغ إذا قلت إن لدينا من بدأ باستثمار صغير في قطعة أرض وتحول هذا الاستثمار في غضون سنوات إلى مجموعة عقارية تضم الفلل والبنايات والكثير من الأراضي.
هؤلاء لو تم البحث في أسرار نجاحهم سيجد شبابنا أن أغلبهم مروا بما يمرون به حالياً وتعاملوا مع نفس البيئة التي هم فيها ولكن بفضل بعض الأسرار -التي تحتاج إلى الاكتشاف حتماً- استطاعوا أن يغيروا واقعهم وأن ينجحوا نجاحاً كبيراً.