من أقوال سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى: إن متطلبات الإصلاح والتطوير في ظل عالمنا المتغير بفرصه وتحدياته، تستدعي امتلاك رؤية واضحة المعالم لضمان سلاسة العملية التنموية.
قبل الحديث عن تطلعات وشجون المحافظة الجنوبية، أتوجه بأسمى آيات التهاني إلى سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة على الثقة السامية وتعيينه محافظاً للمنطقة الجنوبية، حيث بدأ مهامه بالزيارات المجتمعية التي عكست حرص سموه على ترسيخ السنة الحميدة الموروثة من الآباء والأجداد بالتواصل عبر زيارة المجالس العائلية والمجتمعية، التي تؤسس لبناء الثقة التي مبعثها تسهيل وتقريب أداء الخدمات للمواطنين وتحقيق أكبر قدر منها.
أسباب أهمية «الجنوبية»
إن المحافظة الجنوبية بحاجة ماسة لترجمة بعض المشاريع إلى واقع وذلك انطلاقاً من أهميتها المتمثلة في أنها أكبر محافظات البحرين إذ تقدر مساحتها بما يقارب الـ67% من المساحة الإجمالية، كما أنها تتمتع بكثافة سكانية تقدر بما يقارب 42% من إجمالي التركيبة السكانية، وذلك يرجع لسببين رئيسيين، أولهما، عراقة وقدم هذه المنطقة، وثانيها، التطور الصناعي والاستثماري الذي طرأ عليها، فبعد الاعتماد على البحر والترحال لطلب الرزق جاء النفط ليغير التعداد والتنوع السكاني ليس بها فقط بل طال منطقة الخليج العربي.
تنطلق تلك الحاجة نظراً لما تتمتع به المنطقة الجنوبية، بإسهامها بالناتج القومي الذي يقارب 83%، ولما تشكله المحافظة من وجهة عمالية، التي تعد عصب الحراك الصناعي والسياحي، إذ تقع بها كبريات الشركات مثل «بابكو»، و«ألبا»، و«البتروكيماويات»، و«تطوير»، ناهيك عن المنطقة الصناعية. كما أنها وجهة عالمية لاستضافة الفعاليات الدولية، مثل معرض البحرين الدولي للطيران، وسباق «الفورمولا 1» اللذين يستقطبان ما لا يقل عن 120 ألف زائر، و180 قناة فضائية تغطي تلك الفعاليات العالمية، كما حظيت بمشاريع استثمارية عقارية وفندقية وصلت إلى 14 مليار دولار، حسب الأرقام الواردة بمجلس التنمية الاقتصادية.
تساؤلات مشروعة
إذا ما أردنا الوصول إلى نتيجة مفادها قياس مدى احتياجات المحافظة الجنوبية يجب علينا وضع الأسئلة المراد الإجابة عليها. وعليه فإننا لن نتطرق إلى مدى فاعلية المجلس البلدي أو انسجامه مع احتياجات المحافظة، ولن نسأل إن كانت لديه خطط أو رؤية أو رسالة أو استراتيجية واضحة تدفع بتلك المشاريع والشركات الضخمة للإسهام بما يتماشى مع احتياجات أهالي المنطقة! كما أننا سنلتفت عن إعلانات فعاليات المجلس البلدي المصحوبة بصور بعض أعضائه التي توحي وكأنها لوحات إعلانية للانتخابات أو مدى أهمية إعادة نشر الأخبار الصحافية عبر مواقع المجلس الاجتماعية سواء إنستغرام أو غيرها، ولن نسأل عن مدى تجاوب البلدية فمن المعلوم، يتصاعد عمل البلدية في المناسبات الوطنية، وسنستثني السادة النواب لأن هناك فجوة يثبتها النفور وغياب التنسيق مع المجلس البلدي.
ولكن سننطلق بسؤال، بما أن المحافظة الجنوبية بهذا الحجم والأهمية التي تم ذكرها هل هي بحاجة لأمانة عامة أسوة بالعاصمة؟ أو أنها بحاجة للجنة اجتماعية تسهم في إعطاء المشورة والاقتراحات من منطلق مجتمعي لتحدد الأولويات، وتسلط الضوء على مدى أهمية إسهام تلك المشاريع بالمحافظة بما يحقق الشراكة الحقيقية، والإسهام في نجاح خطط وبرامج التنمية في سائر صورها؟
* خلاصة القول:
تستحق المنطقة الجنوبية منا الكثير وذلك يرجع لتاريخها العريق وطيب أهلها وتأخر مشاريعها وأهميتها الجغرافية والاقتصادية، كما أنها بحاجة لتوثيق تاريخها العريق بحيث لا يقتصر على عوائلها فقط بل يشمل شعراءها وأدباءها وفنونها ودورها الشعبية وبيوتها القديمة، ولن يتحقق ذلك إلا بتحديد رؤية ورسالة واضحة المعالم لتحقق أهدافها عبر استراتيجية موحدة، انطلاقاً من المشاركة والعمل المخلص البعيد عن الحزبية والمناطقية أو المكاسب الانتخابية، للتخفيف من الأعباء والمسؤوليات التي تقع على عاتق القائمين على إدارة المحافظة، ومن جانب آخر معاونتها على تحقيق ما تضطلع به من سياسات اجتماعية وثقافية واقتصادية واستثمار تنموية، التي تعود بالرفاه على المواطن والتقدم لوطننا الغالي البحرين.
قبل الحديث عن تطلعات وشجون المحافظة الجنوبية، أتوجه بأسمى آيات التهاني إلى سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة على الثقة السامية وتعيينه محافظاً للمنطقة الجنوبية، حيث بدأ مهامه بالزيارات المجتمعية التي عكست حرص سموه على ترسيخ السنة الحميدة الموروثة من الآباء والأجداد بالتواصل عبر زيارة المجالس العائلية والمجتمعية، التي تؤسس لبناء الثقة التي مبعثها تسهيل وتقريب أداء الخدمات للمواطنين وتحقيق أكبر قدر منها.
أسباب أهمية «الجنوبية»
إن المحافظة الجنوبية بحاجة ماسة لترجمة بعض المشاريع إلى واقع وذلك انطلاقاً من أهميتها المتمثلة في أنها أكبر محافظات البحرين إذ تقدر مساحتها بما يقارب الـ67% من المساحة الإجمالية، كما أنها تتمتع بكثافة سكانية تقدر بما يقارب 42% من إجمالي التركيبة السكانية، وذلك يرجع لسببين رئيسيين، أولهما، عراقة وقدم هذه المنطقة، وثانيها، التطور الصناعي والاستثماري الذي طرأ عليها، فبعد الاعتماد على البحر والترحال لطلب الرزق جاء النفط ليغير التعداد والتنوع السكاني ليس بها فقط بل طال منطقة الخليج العربي.
تنطلق تلك الحاجة نظراً لما تتمتع به المنطقة الجنوبية، بإسهامها بالناتج القومي الذي يقارب 83%، ولما تشكله المحافظة من وجهة عمالية، التي تعد عصب الحراك الصناعي والسياحي، إذ تقع بها كبريات الشركات مثل «بابكو»، و«ألبا»، و«البتروكيماويات»، و«تطوير»، ناهيك عن المنطقة الصناعية. كما أنها وجهة عالمية لاستضافة الفعاليات الدولية، مثل معرض البحرين الدولي للطيران، وسباق «الفورمولا 1» اللذين يستقطبان ما لا يقل عن 120 ألف زائر، و180 قناة فضائية تغطي تلك الفعاليات العالمية، كما حظيت بمشاريع استثمارية عقارية وفندقية وصلت إلى 14 مليار دولار، حسب الأرقام الواردة بمجلس التنمية الاقتصادية.
تساؤلات مشروعة
إذا ما أردنا الوصول إلى نتيجة مفادها قياس مدى احتياجات المحافظة الجنوبية يجب علينا وضع الأسئلة المراد الإجابة عليها. وعليه فإننا لن نتطرق إلى مدى فاعلية المجلس البلدي أو انسجامه مع احتياجات المحافظة، ولن نسأل إن كانت لديه خطط أو رؤية أو رسالة أو استراتيجية واضحة تدفع بتلك المشاريع والشركات الضخمة للإسهام بما يتماشى مع احتياجات أهالي المنطقة! كما أننا سنلتفت عن إعلانات فعاليات المجلس البلدي المصحوبة بصور بعض أعضائه التي توحي وكأنها لوحات إعلانية للانتخابات أو مدى أهمية إعادة نشر الأخبار الصحافية عبر مواقع المجلس الاجتماعية سواء إنستغرام أو غيرها، ولن نسأل عن مدى تجاوب البلدية فمن المعلوم، يتصاعد عمل البلدية في المناسبات الوطنية، وسنستثني السادة النواب لأن هناك فجوة يثبتها النفور وغياب التنسيق مع المجلس البلدي.
ولكن سننطلق بسؤال، بما أن المحافظة الجنوبية بهذا الحجم والأهمية التي تم ذكرها هل هي بحاجة لأمانة عامة أسوة بالعاصمة؟ أو أنها بحاجة للجنة اجتماعية تسهم في إعطاء المشورة والاقتراحات من منطلق مجتمعي لتحدد الأولويات، وتسلط الضوء على مدى أهمية إسهام تلك المشاريع بالمحافظة بما يحقق الشراكة الحقيقية، والإسهام في نجاح خطط وبرامج التنمية في سائر صورها؟
* خلاصة القول:
تستحق المنطقة الجنوبية منا الكثير وذلك يرجع لتاريخها العريق وطيب أهلها وتأخر مشاريعها وأهميتها الجغرافية والاقتصادية، كما أنها بحاجة لتوثيق تاريخها العريق بحيث لا يقتصر على عوائلها فقط بل يشمل شعراءها وأدباءها وفنونها ودورها الشعبية وبيوتها القديمة، ولن يتحقق ذلك إلا بتحديد رؤية ورسالة واضحة المعالم لتحقق أهدافها عبر استراتيجية موحدة، انطلاقاً من المشاركة والعمل المخلص البعيد عن الحزبية والمناطقية أو المكاسب الانتخابية، للتخفيف من الأعباء والمسؤوليات التي تقع على عاتق القائمين على إدارة المحافظة، ومن جانب آخر معاونتها على تحقيق ما تضطلع به من سياسات اجتماعية وثقافية واقتصادية واستثمار تنموية، التي تعود بالرفاه على المواطن والتقدم لوطننا الغالي البحرين.