* تتأمل ألوان حياتك فتجدها تلك الألوان الحلوة العجيبة التي لامست أوتارها منذ ولادتك الأولى.. ثم كبرت وكبرت معك تلك الألوان التي باتت تجمل كل ألوان حياتك، وتجمل مسيرك نحو العطاء الأبدي.. فتجد في السير حتى تصل إلى ذلك الأفق الذي أضحى رائعاً بألوانه المنسجمة مع مشاعر الحب التي تسكن فؤادك.. كبرت وكبرت معك تلك الألوان التي تأنس نفسك لإشراقاتها البهية مع إطلالة كل صباح، فتغدو مبتهجاً بيومك سعيداً بأوقاتك مبتسماً في طريقك، تمسك بأيادي كل من أحبك لترشدهم إلى جادة الخير وجمال الحياة.. وفجأة قد بدأ يختفي ذلك اللون من وسط الألوان التي لازمك طويلاً.. لم تكن هناك أية مقدمات حتى يبدأ في البعد عن حياتك.. لم تكن هناك أي ملامح تدل على أن هذا اللون الأثير إلى قلبك سيفقد بريقه لحظة ما.. حاولت وحاولت جاهداً أن يظل مكانه.. ولكن أقدار الحياة لا تمهلك كثيراً لكي تحافظ على كل ألوانك.. فأصابتك لوعة وأسى.. لأنك تدرك أن ذلك من أحوال الحياة.. قد تفقد من خلالها لوناً محبباً إلى نفسك.. فمن حقك حينها أن تقطر دمعات عينيك.. ولكن.. احذر أن تعيش حينها وحيداً تتخاطفك الهواجس والهموم!! أو تظل حزيناً تتذوق طعم الحسرات اللاذعات.. لأنك على موعد متجدد مع ألوان أخرى قد تزرع في واحة حياتك.. تكمل الصورة الجميلة التي لازمتك طيلة الحياة.. فاستمتع حينها مع كل لون.. لأنك لا تعلم بالمجهول القادم.. فتتحسر في وقت ما.. على أوقات لم تكن فيها المجيد لعمره..* تختلف مفاهيم الإيجابية والسعادة والتجديد الحياتي من شخص لآخر في منظومة العلاقات الاجتماعية التي نتفاعل معها في حياتنا، وهو أمر يعود بالدرجة الأولى إلى البيئة التي يعيشها أولئك، ثم رفاق الدرب الذين يتفننون في تغيير قناعات من يعايشونهم، ويجعلونهم عرضة للإحباطات المزعجة.. لذا فإن البعض عندما يلبس هذا اللباس فإنك تراه مستغرقاً في محاكاة ألوانه.. في الوقت الذي يعيش فيه البعض الآخر متلذذاً بمعاني الحياة والسعادة والإيجابية، بل تراه يستمتع بالتغيير والتجديد في كل لحظة من أجل أن ينعم بطمأنينة نفسية، واستقرار حياتي يمكنه من تحقيق إنجازاته وبث معاني الخير في الآخرين.* في مرحلة ما من حياتك تعشق أن تمتزج مشاعرك مع مشاعر الآخرين، وأن تسمع لتلك المشاعر التي تتودد إليك وفاء لمراحل حياتية تلذذت فيها بالعيش معك والاستمتاع بشخصيتك البسيطة المؤنسة.. تعشق أن تتعايش مع أنسام المحبة التي تحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى.. حتى تخفف عن كاهلك أعباء الحياة، وأعاصير الزمان، ومفاجآت الأوقات الموجعة.. تحتاجها حتى لا تندثر عطاءاتك مع مرور الأيام..* احذر من تلك الشخصيات المزعجة «المريضة» التي تغوص في أساليب الإحباط والنظرات السوداوية والتذمر من كل شيء حولها.. فلا يعجبها شيء.. ومهما طالت يدك إليها لتساندها وتشجعها وتكرر تقدير مواقفها، فإنها لا تبرح أن تعود إلى «الشكوى» وبث روح الانهزام مع من تتعامل معه.. فإن حدثته عن الإنجاز والتفاؤل، حدثك عن الإحباط، وأكثر من الشكوى والتذمر من الأوضاع.. باختصار هو يريد أن تكون جميع الأمور تحت إمرته ويده وسطوته.. ويحلم «بكنوز قارون».. ولا يعجبه شيء إطلاقاً.. بمعنى «امسح» أمثال هؤلاء من قاموس حياتك واعتزلهم.. فلا يستحقون أن تعطيهم ذرة اهتمام أو أن يسيطروا على حيز تفكيرك..* تلتفت يمنة ويسرة تبحث عن تلك الوجوه الباسمة التي اعتدت أن تراها أمام ناظريك في كل مرحلة من حياتك.. ولكنك تتفاجأ أن كل شيء لم يعد كما كان، وتغير الحال، وأضحت تلك الوجوه تعيش وسط أنغام عشقتها بعيداً عنك.. فمهما حاولت أن تعيد المياه إلى مجاريها.. فإنك لن تقوى على ذلك أبداً، لأن أسلوب الحياة تغير.. ولكن سلواك أنك لم تبتعد يوماً ما عنها.. لأنها تعيش في قلبك.. وقد حاولت مراراً أن تواصل قربك لها.. لأنك على يقين إنما تبتغي بكل أفعالك رضا المولى الكريم..* نضحك على أنفسنا ونظلم الآخرين عندما لا نحسن التعامل مع أخطاء الحياة، ولا نحسن أن نحتضن تلك المشاعر الرقيقة التي نرى مياه أنهارها تتدفق عطاء في حياة كل الناس.. من الإجحاف أن نلبس رداء الوحش الكاسر المخيف الذي يكشر عن أنيابه بحثاً عن معايب من نحب، ومن نظنه كأحلام وردية تزين سماء العيش.. أستغرب أن يكون في محيط حياتنا من يقود الركب بهمجية وعشوائية.. فلا هم له إلا الصيد في الماء العكر.. في الوقت الذي لا يعي فيه تلك المشاعر التي حطمها، وتلك الأحلام التي ذهبت أدراج الرياح..* من أحبك بصدق فهو من عاش معك وسيعيش معك حتى أنفاسك الأخيرة بلا منغصات تزعجك، وبلا ضير يقلقك.. فهو معك على الحلوة والمرة يتحمل معك أثقال الحياة.. يفهم مقصدك في كل موقف.. ويتلمس حاجاتك في كل خطوة.. ينظر إلى عينيك فيحن إلى معانقتك.. لأنه يعي أنك تعيش في لحظات تحتاج فيها إلى حضن تبث إليه شجون نفسك.. ولا يكتفي بذلك.. بل تراه يعاتب نفسه من أجلك.. لأنه يراك الكيان الذي يعيش فيه.. ويمسك بيدك لتحققا معاً «سعادة الحياة» وتنثرا ورود المحبة في كل طريق..* عندما تشتاق إلى «الفردوس الأعلى».. فإنك تفزع مسرعاً إلى كل عمل صالح يقربك إلى المولى الكريم.. لأنك لم تعد تقوى على اللحاق بأيام الحياة المتسارعة.. فنذرت أن تبقى حياتك «كلها لله» من أجل أن تنعم بمزيد من الأمان النفسي الذي تسأل المولى الكريم أن يحفظه لك ويلبسك لباس الإيمان واليقين والتوكل والثبات على طريق الخير.. وصولا إلى الخاتمة الحسنة.. فاللهم بلغنا إياها يا أكرم الأكرمين، وارحمنا برحمة تنجينا بها من كل سوء في الدنيا وعند الممات، وارزقنا يا ربنا الفردوس الأعلى مع كل من نحب.* ومضة أمل:أحببت الذكريات الجميلة، لأنها إطلالات الحياة المتجددة كلما أحسست بفتور العيش.. هي الملامح الحلوة التي تجمل الحياة وتعطيها نكهة خاصة في مسيرتها نحو آفاق الخير.