الحزب الشيوعي الصيني هو الحزب الحاكم بل هو المؤسس للصين كدولة شيوعية حديثة، وقد أنشأ الحزب عام 1921، ثم ناضل ضد الإقطاع والرجعية وضد الاحتلال الأجنبي حتي تمكن من الوصول للسلطة عام 1949، وأعلن قيام جمهورية الصين الشعبية.
تولي قيادة الحزب في معظم مراحل النضال وخاصة منذ أواخر االعشرينات من القرن العشرين الزعيم الصيني ماو تسي تونج والذي قاد ما عرف باسم المسيرة الطويلة في الثلاثينات حيث قطع الصين من الجنوب للشمال بدعوته ونضاله لتعبئة الجماهير الصينية وتحالف حينذاك مع الحزب الوطني المعروف باسم «الكومنتانج» في مواجهة الغزو الياباني ثم عمل ضده بالنسبة للقضايا الخلافية الداخلية والفلسفية المتصلة بكل حزب منهما. وقد خاض الحزب الشيوعي الصيني الحرب الأهلية في الفترة من عام 1945 – 1949 ضد حزب «الكومنتانج»، الذي أنشأه الزعيم الصيني صن يات سن Sun at Senٍ والذي قاد ثورة 1911 وأعلن الجمهورية، وقاد حركة النضال الوطني قبل نشأة الحزب الشيوعي ثم بعد نشأته تغير ميدان الصراع في الصين ليكون ضد الحزب الآخر المعارض وضد الاحتلال الياباني.
ما يهمنا هنا هو تطور الحزب الشيوعي الصيني في فلسفته من الماركسية التقليدية حيث التأكيد على قيادة البروليتاريا والصراع الطبقي إلى الماركسية المتأثرة بالتراث الثقافي والحضاري الصيني القائم على طبقة الفلاحين وقيادتهم للحزب ومواجهة الإقطاع والاحتلال الياباني خاصة والاعتداءات الأجنبية علي الصين بوجه عام.
وقد اشتهر الحزب الشيوعي الصيني بثلاث سمات:
الأولى، الإيمان بفلسفة الزعيم وقيادته ولذلك ظل ماو تسي تونج الزعيم الوحيد والأوحد منذ توليه رئاسة الحزب عام 1935 حتى وفاته عام 1976.
الثانية، القيام بحركات تطهير مستمرة في الحزب ضد معارضي الفلسفة التي يطلقها الزعيم ويقررها الحزب في المؤتمرالعام كل خمس سنوات. ومن ثم تغيرت معظم القيادات فيما دون الزعيم طوال حكم ماو تسي تونج حتي وصل الحزب إلى ما يشبه الاستقرار الهيكلي في القيادة عندما تولى الزعيم دنج سياو بنج عام 1978، وأطلق سياسة الإصلاح والانفتاح وطور في فلسفة الحزب بعد المعاناة الضخمة لكوادره وانصاره، ومؤسسات الدولة والقوى المثقفة في المجتمع وجماهير الشعب الصيني خاصة في الفترة من 1966 – 1976 المعروفة باسم الثورة الثقافية البروليتارية الكبري، والتي اختلط فيها الحابل بالنابل، وتوقفت الدراسة النظامية في المدارس والجامعات وطلب من أعضاء الحزب وكوادره النزول إلى الجماهير في المزارع والمصانع للتعلم من الشعب. الثالثة، ارتباط الحزب بالجيش الشعبي الصيني الذي أنشىء عام 1927، وتفاعل الجيش مع الحزب وأصبح الزعيم الصيني منذ ماو تسي تونج هو القائد الأعلى للجيش الشعبي والحزب في آن واحد. وتم في مرحلة لاحقة إنشاء هياكل للجيش وهياكل للنظام الحزبي تكاد تكون متشابهة، فهناك لجنة مركزية هي السلطة العليا في الجيش، ويتولي رئاستها زعيم الحزب، الذي يجمع بين صلاحيات ثلاث، إنه أمين عام الحزب، ورئيس الدولة، ورئيس اللجنة المركزية العسكرية. ومن ثم ضمان ولاء الجيش وخضوعه للحزب وقراراته وتفاعل العقيدة القتالية مع فلسفة الحزب باستمرار.
ثم جاء دنج سياو بنج بعد معاناته مثل كثيرين من قيادات الحزب في فترة الثورة الثقافية، حيث تعرض للإهانات والتعذيب والفصل من الوظيفة - وقد حماه نسبياً الزعيم الملقب بالثعلب في الأدبيات الغربية عن الصين وهو شوان لاي - وبعد وفاة ماو تسي تونج عاد دنج سياو بنج بقوة مصلحاً ومتفتحاً ودارساً للفلسفة الصينية والتراث الصيني العريق. ومن ثم ركز على أهداف الحزب والشعب في التنمية فحقق نقلة كبرى في الاقتصاد والسياسة والثقافة، مستخدماً الحكم والأمثال الصينية في حفز الجماهير والتعبير عن فلسفته ونظرياته بصورة التوافق Synthesis بين التراث الصيني والفلسفة الماركسية ونظريات ماو تسي تونج ومن ذلك شعار «الاشتراكية بخصائص صينية»، وشعار «لا تعبر النهر حتي تصل إليه»، وشعار «لا يهم لون القطة أبيض أو أسود طالما تصطاد الفئران». ثم بلور نظريته السياسية في أطروحة «دولة واحدة ونظامين» وحقق ذلك له وللصين إستعادة هونج كونج عام 1997 ثم مكاو عام 2000.
وبعد عشر سنوات في السلطة حقق فيها الكثير من الانجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية قدم دنج مبادرة تقاعده من القيادة بدلاً من البقاء في المنصب طوال الحياة حتى الوفاة، كما حدث مع ماو تسي تونج ومع شوان لاي. وبعد تقاعده أصبح الأب الروحي حتي وفاته.
الزعيم دنج كان قائداً أسطورياً مثل ماو تسي تونج ولكنه على النقيض منه في سياسته وأساليبه في التنمية الاقتصادية والانفتاح على العالم الخارجي والاستفادة من تجار الغير وأيضاً بأفكاره المبتكرة في طرح مبدأ دولة واحدة ونظامين لاستعادة وحدة الصين الشاملة. وللحديث بقية.
تولي قيادة الحزب في معظم مراحل النضال وخاصة منذ أواخر االعشرينات من القرن العشرين الزعيم الصيني ماو تسي تونج والذي قاد ما عرف باسم المسيرة الطويلة في الثلاثينات حيث قطع الصين من الجنوب للشمال بدعوته ونضاله لتعبئة الجماهير الصينية وتحالف حينذاك مع الحزب الوطني المعروف باسم «الكومنتانج» في مواجهة الغزو الياباني ثم عمل ضده بالنسبة للقضايا الخلافية الداخلية والفلسفية المتصلة بكل حزب منهما. وقد خاض الحزب الشيوعي الصيني الحرب الأهلية في الفترة من عام 1945 – 1949 ضد حزب «الكومنتانج»، الذي أنشأه الزعيم الصيني صن يات سن Sun at Senٍ والذي قاد ثورة 1911 وأعلن الجمهورية، وقاد حركة النضال الوطني قبل نشأة الحزب الشيوعي ثم بعد نشأته تغير ميدان الصراع في الصين ليكون ضد الحزب الآخر المعارض وضد الاحتلال الياباني.
ما يهمنا هنا هو تطور الحزب الشيوعي الصيني في فلسفته من الماركسية التقليدية حيث التأكيد على قيادة البروليتاريا والصراع الطبقي إلى الماركسية المتأثرة بالتراث الثقافي والحضاري الصيني القائم على طبقة الفلاحين وقيادتهم للحزب ومواجهة الإقطاع والاحتلال الياباني خاصة والاعتداءات الأجنبية علي الصين بوجه عام.
وقد اشتهر الحزب الشيوعي الصيني بثلاث سمات:
الأولى، الإيمان بفلسفة الزعيم وقيادته ولذلك ظل ماو تسي تونج الزعيم الوحيد والأوحد منذ توليه رئاسة الحزب عام 1935 حتى وفاته عام 1976.
الثانية، القيام بحركات تطهير مستمرة في الحزب ضد معارضي الفلسفة التي يطلقها الزعيم ويقررها الحزب في المؤتمرالعام كل خمس سنوات. ومن ثم تغيرت معظم القيادات فيما دون الزعيم طوال حكم ماو تسي تونج حتي وصل الحزب إلى ما يشبه الاستقرار الهيكلي في القيادة عندما تولى الزعيم دنج سياو بنج عام 1978، وأطلق سياسة الإصلاح والانفتاح وطور في فلسفة الحزب بعد المعاناة الضخمة لكوادره وانصاره، ومؤسسات الدولة والقوى المثقفة في المجتمع وجماهير الشعب الصيني خاصة في الفترة من 1966 – 1976 المعروفة باسم الثورة الثقافية البروليتارية الكبري، والتي اختلط فيها الحابل بالنابل، وتوقفت الدراسة النظامية في المدارس والجامعات وطلب من أعضاء الحزب وكوادره النزول إلى الجماهير في المزارع والمصانع للتعلم من الشعب. الثالثة، ارتباط الحزب بالجيش الشعبي الصيني الذي أنشىء عام 1927، وتفاعل الجيش مع الحزب وأصبح الزعيم الصيني منذ ماو تسي تونج هو القائد الأعلى للجيش الشعبي والحزب في آن واحد. وتم في مرحلة لاحقة إنشاء هياكل للجيش وهياكل للنظام الحزبي تكاد تكون متشابهة، فهناك لجنة مركزية هي السلطة العليا في الجيش، ويتولي رئاستها زعيم الحزب، الذي يجمع بين صلاحيات ثلاث، إنه أمين عام الحزب، ورئيس الدولة، ورئيس اللجنة المركزية العسكرية. ومن ثم ضمان ولاء الجيش وخضوعه للحزب وقراراته وتفاعل العقيدة القتالية مع فلسفة الحزب باستمرار.
ثم جاء دنج سياو بنج بعد معاناته مثل كثيرين من قيادات الحزب في فترة الثورة الثقافية، حيث تعرض للإهانات والتعذيب والفصل من الوظيفة - وقد حماه نسبياً الزعيم الملقب بالثعلب في الأدبيات الغربية عن الصين وهو شوان لاي - وبعد وفاة ماو تسي تونج عاد دنج سياو بنج بقوة مصلحاً ومتفتحاً ودارساً للفلسفة الصينية والتراث الصيني العريق. ومن ثم ركز على أهداف الحزب والشعب في التنمية فحقق نقلة كبرى في الاقتصاد والسياسة والثقافة، مستخدماً الحكم والأمثال الصينية في حفز الجماهير والتعبير عن فلسفته ونظرياته بصورة التوافق Synthesis بين التراث الصيني والفلسفة الماركسية ونظريات ماو تسي تونج ومن ذلك شعار «الاشتراكية بخصائص صينية»، وشعار «لا تعبر النهر حتي تصل إليه»، وشعار «لا يهم لون القطة أبيض أو أسود طالما تصطاد الفئران». ثم بلور نظريته السياسية في أطروحة «دولة واحدة ونظامين» وحقق ذلك له وللصين إستعادة هونج كونج عام 1997 ثم مكاو عام 2000.
وبعد عشر سنوات في السلطة حقق فيها الكثير من الانجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية قدم دنج مبادرة تقاعده من القيادة بدلاً من البقاء في المنصب طوال الحياة حتى الوفاة، كما حدث مع ماو تسي تونج ومع شوان لاي. وبعد تقاعده أصبح الأب الروحي حتي وفاته.
الزعيم دنج كان قائداً أسطورياً مثل ماو تسي تونج ولكنه على النقيض منه في سياسته وأساليبه في التنمية الاقتصادية والانفتاح على العالم الخارجي والاستفادة من تجار الغير وأيضاً بأفكاره المبتكرة في طرح مبدأ دولة واحدة ونظامين لاستعادة وحدة الصين الشاملة. وللحديث بقية.