لم ينتبه النظام في قطر إلى أن الاستعانة برئيس الوزراء وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم في مثل هذا الظرف وإخراجه للملأ عبر لقاء تلفزيوني مطول للتبرير لأفعاله ومحاولة تبرئة قطر والقول بأن الاتهامات الموجهة إليها لا تقف على أرض صلبة ولتمرير ما يريد تمريره من معلومات وبيع ما يشاء على العامة، لم ينتبه إلى أن هذا الفعل يؤكد ضعف النظام ووصوله مرحلة لم يعد فيها قادراً على الدفاع عن نفسه، فلا يلجأ إلى «الأرشيف» إلا من يشعر بالإفلاس، ولا يعمد إلى إنزال حمد بن جاسم من على الرف إلا لأنه صار يدرك أن رجاله الحاليين غير قادرين على تمرير أي شيء.
لم ينتبه النظام في قطر أيضاً إلى أن حمد بن جاسم صار دون القدرة على إقناع الآخرين بآرائه، وإن لا يزال من يستمع إليه يدهش من براعته في بيع الكلام، كما لم ينتبه إلى أن لجوء حمد بن جاسم إلى سرد قصص لا يتوفر عليها شهود، كون من يتحدث عنهم فارقوا هذه الدنيا، يقلل من مصداقيته ويجعل من يستمع إليه يدرك سريعاً أنه يريد تبرئة قطر من كل شيء وبكل طريقة وإظهارها بمظهر الدولة التي تحملت «ضيم وضلال» شقيقاتها وأنها الوحيدة التي كانت تعمل الصح وتعمل جهدها لتصحيح أخطاء دول مجلس التعاون الذي لولاها لانتهى منذ زمن طويل.
كثير مما ذكره حمد بن جاسم في تلك المقابلة لم يكن صحيحاً، وبعض الصحيح من كلامه لم يكن دقيقاً، الصحيح والدقيق منه كان حديثه عن علاقته بإسرائيل والقول بأنه يزعم بأنه خبير في الشأن الإسرائيلي لأنه تعامل مع إسرائيل طويلاً. وكان واضحاً الجهد الذي بذله في إظهار «التمسكن» وفي محاولة الإيقاع بين السعودية والإمارات والبحرين بتكراره عبارات تعلي من شأن السعودية وتحط من قدر الدولتين الأخريين.
من تابع تلك المقابلة لا يجد صعوبة في استنتاج أن أحد أبرز أهدافها كان الإساءة للبحرين وإظهارها بمظهر «العدو» لقطر، وقد اجتهد حمد بن جاسم في تمرير فكرة أن البحرين تنفذ أوامر السعودية، وأنها تتبرع بأن تكون في الواجهة وتتصدر المشهد عندما يكون الأمر متعلقاً بقطر، كما لا يجد المتابع للمقابلة صعوبة في تبين أن تخصيص مساحة كبيرة للحديث عن البحرين كان محاولة من بن جاسم لتبرير المكالمة الفضيحة التي تم الكشف عنها أخيراً وأظهرت العلاقة غير العادية بينه والنظام في قطر وبين جمعية الوفاق والقول بأن قطر كانت بعيدة عما جرى في البحرين، وأنها لم تدعم ولم تمول تلك الجمعية التي تم حلها فيما بعد لأسباب عديدة من بينها علاقتها المشبوهة بالنظام القطري.
لم يتمكن حمد بن جاسم في تلك المقابلة من تمرير ما تعود تمريره وبيعه على العالم رغم ادعائه بأنه لا يتحدث بدبلوماسية كونه لم يعد يشغل منصباً يتطلب منه الحديث بدبلوماسية، ولم يتمكن من إقناع أحد بأن الاتهامات الموجهة لقطر فيما يخص تورطها في ملف الإرهاب غير صحيحة وظالمة، وخاب مسعاه في تبرير تدخل النظام القطري في أحداث البحرين في عام 2011 بالقول بأن قطر كانت وسيطاً لأنه تبين من حديثه بأن البحرين لم تطلب منه ذلك وأنه انطلق في مسعاه الذي يدعيه بناء على معلومة تلقاها من رئيس الديوان الأميري في قطر جعلته يعتقد بأن البحرين ترحب بالوساطة القطرية بينها وبين «المعارضة».
استعانة النظام القطري بحمد بن جاسم لإنقاذه مما صار فيه لم يكن موفقاً لأنه لم يعد كما كان، وأعطى الانطباع بأنه يعاني من حالة ضعف كبيرة ويحاول الإفلات من المأزق الذي وضع نفسه والشعب القطري فيه.
لم ينتبه النظام في قطر أيضاً إلى أن حمد بن جاسم صار دون القدرة على إقناع الآخرين بآرائه، وإن لا يزال من يستمع إليه يدهش من براعته في بيع الكلام، كما لم ينتبه إلى أن لجوء حمد بن جاسم إلى سرد قصص لا يتوفر عليها شهود، كون من يتحدث عنهم فارقوا هذه الدنيا، يقلل من مصداقيته ويجعل من يستمع إليه يدرك سريعاً أنه يريد تبرئة قطر من كل شيء وبكل طريقة وإظهارها بمظهر الدولة التي تحملت «ضيم وضلال» شقيقاتها وأنها الوحيدة التي كانت تعمل الصح وتعمل جهدها لتصحيح أخطاء دول مجلس التعاون الذي لولاها لانتهى منذ زمن طويل.
كثير مما ذكره حمد بن جاسم في تلك المقابلة لم يكن صحيحاً، وبعض الصحيح من كلامه لم يكن دقيقاً، الصحيح والدقيق منه كان حديثه عن علاقته بإسرائيل والقول بأنه يزعم بأنه خبير في الشأن الإسرائيلي لأنه تعامل مع إسرائيل طويلاً. وكان واضحاً الجهد الذي بذله في إظهار «التمسكن» وفي محاولة الإيقاع بين السعودية والإمارات والبحرين بتكراره عبارات تعلي من شأن السعودية وتحط من قدر الدولتين الأخريين.
من تابع تلك المقابلة لا يجد صعوبة في استنتاج أن أحد أبرز أهدافها كان الإساءة للبحرين وإظهارها بمظهر «العدو» لقطر، وقد اجتهد حمد بن جاسم في تمرير فكرة أن البحرين تنفذ أوامر السعودية، وأنها تتبرع بأن تكون في الواجهة وتتصدر المشهد عندما يكون الأمر متعلقاً بقطر، كما لا يجد المتابع للمقابلة صعوبة في تبين أن تخصيص مساحة كبيرة للحديث عن البحرين كان محاولة من بن جاسم لتبرير المكالمة الفضيحة التي تم الكشف عنها أخيراً وأظهرت العلاقة غير العادية بينه والنظام في قطر وبين جمعية الوفاق والقول بأن قطر كانت بعيدة عما جرى في البحرين، وأنها لم تدعم ولم تمول تلك الجمعية التي تم حلها فيما بعد لأسباب عديدة من بينها علاقتها المشبوهة بالنظام القطري.
لم يتمكن حمد بن جاسم في تلك المقابلة من تمرير ما تعود تمريره وبيعه على العالم رغم ادعائه بأنه لا يتحدث بدبلوماسية كونه لم يعد يشغل منصباً يتطلب منه الحديث بدبلوماسية، ولم يتمكن من إقناع أحد بأن الاتهامات الموجهة لقطر فيما يخص تورطها في ملف الإرهاب غير صحيحة وظالمة، وخاب مسعاه في تبرير تدخل النظام القطري في أحداث البحرين في عام 2011 بالقول بأن قطر كانت وسيطاً لأنه تبين من حديثه بأن البحرين لم تطلب منه ذلك وأنه انطلق في مسعاه الذي يدعيه بناء على معلومة تلقاها من رئيس الديوان الأميري في قطر جعلته يعتقد بأن البحرين ترحب بالوساطة القطرية بينها وبين «المعارضة».
استعانة النظام القطري بحمد بن جاسم لإنقاذه مما صار فيه لم يكن موفقاً لأنه لم يعد كما كان، وأعطى الانطباع بأنه يعاني من حالة ضعف كبيرة ويحاول الإفلات من المأزق الذي وضع نفسه والشعب القطري فيه.