في المقال السابق، تناولنا جوانب من المعضلات التي تعيق تطور شركة طيران الخليج. واليوم سنتحدث عن الخطوات التي ستؤدي إن شاء الله إلى نجاح الشركة.
فلا بد من وجود رؤية واضحة من أجل إحداث نقلات نوعية في منظومة الناقل الوطني لبلدنا يتمثل في تغيير فلسفة الشركة، وإعطاء الرئيس التنفيذي مساحةً أكبر لإدارة الشركة على أكمل وجه حتى وإن اقتضى الأمر تغيير معالم الشركة. وعلى مجلس إدارة الشركة أن يدرك أهمية عودة طيران الخليج إلى الأضواء، وذلك بأن تخرج الشركة عن طابعها الإقليمي رغم وجود عددٍ قليل من الرحلات إلى مدنٍ آسيوية وأوروبية، ودخولها سوق الطيران العالمي، وانضمامها إلى تحالفات شركات الطيران كـ«Star Alliance» و«One World» و«Sky Team»، ونظراً للظروف التي تمر بها البحرين حالياً، فإن الوقت قد حان لتحويل شركة طيران الخليج إلى شركة مساهمةٍ بحرينية، بحيث تطرح الشركة نسبةً من أسهمها للاكتتاب العام.
ويُفضل أن يتم تطوير الشركة على مرحلتين. ففي المرحلة الأولى، يتم التركيز على جودة الخدمات للمسافرين والعملاء أكثر من تشغيل رحلات جديدة، وتهيئة الشباب البحريني لتولي المهام الإدارية في الشركة، فالشباب هم المعول الأساسي لديمومة التطور في أي مجال. وسيكون دور القبطان وليد العلوي نائب الرئيس التنفيذي للشركة مهم جداً في المرحلة المقبلة نظراً لخبرته الطويلة ودرايته بأمور ومتطلبات سوق الطيران الإقليمي والعالمي.
وفي المرحلة الثانية، يجب أن يتم التركيز على تشغيل رحلات إلى وجهات جديدة ومربحة، وزيادة عدد الرحلات إلى بعض الوجهات كالقاهرة وإسطنبول، والدخول إلى أحد التحالفات المذكورة آنفاً. وهذا سيعود بالنفع على البحرين إذا تم وضع خطة شاملة للترويج السياحي وتعزيز سياحة «الترانزيت» كمرحلة أولية، وخلق شراكة فعلية بين طيران الخليج والقطاعين السياحي والفندقي المحليين بهدف تقديم العروض المناسبة طوال أيام السنة، واستقطاب مزيد من شركات الطيران المعروفة كما حصل في الماضي. وهذه المرحلة تتطلب وجود رئيس تنفيذي سبق له العمل في شركات الطيران الكبيرة من حيث عدد الموظفين وحجم العمليات، وأن تكون إدارته متناسبة مع التغيرات التي سيشهدها قطاع الطيران المدني في البحرين خلال السنوات المقبلة، والمتمثلة في توسعة مطار البحرين الدولي ومن ثم إنشاء مطارٍ جديد بالقرب من فشت الجارم وفقاً للتصريح الذي أدلى به الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في شهر مارس 2014.
ومن المهم ألا يتم هدر الأموال من أجل منافسة الشركات الأخرى بالنسبة لعدد الوجهات. فنجاح الشركة متوقفٌ على اختيار الوجهات المناسبة، وتقديم أفضل الخدمات، والتميز عن شركات الطيران الأخرى من خلال إضفاء الصبغة التراثية والفنية على الرحلات والخدمات المصاحبة، وهذه سياسةٌ انتهجتها عددٌ من الشركات كطيران الاتحاد والخطوط الجوية السنغافورية.
لذا أتمنى أن أرى طيران الخليج الناقل الوطني لبلادي يعود إلى الأضواء لا إلى الوراء.
{{ article.visit_count }}
فلا بد من وجود رؤية واضحة من أجل إحداث نقلات نوعية في منظومة الناقل الوطني لبلدنا يتمثل في تغيير فلسفة الشركة، وإعطاء الرئيس التنفيذي مساحةً أكبر لإدارة الشركة على أكمل وجه حتى وإن اقتضى الأمر تغيير معالم الشركة. وعلى مجلس إدارة الشركة أن يدرك أهمية عودة طيران الخليج إلى الأضواء، وذلك بأن تخرج الشركة عن طابعها الإقليمي رغم وجود عددٍ قليل من الرحلات إلى مدنٍ آسيوية وأوروبية، ودخولها سوق الطيران العالمي، وانضمامها إلى تحالفات شركات الطيران كـ«Star Alliance» و«One World» و«Sky Team»، ونظراً للظروف التي تمر بها البحرين حالياً، فإن الوقت قد حان لتحويل شركة طيران الخليج إلى شركة مساهمةٍ بحرينية، بحيث تطرح الشركة نسبةً من أسهمها للاكتتاب العام.
ويُفضل أن يتم تطوير الشركة على مرحلتين. ففي المرحلة الأولى، يتم التركيز على جودة الخدمات للمسافرين والعملاء أكثر من تشغيل رحلات جديدة، وتهيئة الشباب البحريني لتولي المهام الإدارية في الشركة، فالشباب هم المعول الأساسي لديمومة التطور في أي مجال. وسيكون دور القبطان وليد العلوي نائب الرئيس التنفيذي للشركة مهم جداً في المرحلة المقبلة نظراً لخبرته الطويلة ودرايته بأمور ومتطلبات سوق الطيران الإقليمي والعالمي.
وفي المرحلة الثانية، يجب أن يتم التركيز على تشغيل رحلات إلى وجهات جديدة ومربحة، وزيادة عدد الرحلات إلى بعض الوجهات كالقاهرة وإسطنبول، والدخول إلى أحد التحالفات المذكورة آنفاً. وهذا سيعود بالنفع على البحرين إذا تم وضع خطة شاملة للترويج السياحي وتعزيز سياحة «الترانزيت» كمرحلة أولية، وخلق شراكة فعلية بين طيران الخليج والقطاعين السياحي والفندقي المحليين بهدف تقديم العروض المناسبة طوال أيام السنة، واستقطاب مزيد من شركات الطيران المعروفة كما حصل في الماضي. وهذه المرحلة تتطلب وجود رئيس تنفيذي سبق له العمل في شركات الطيران الكبيرة من حيث عدد الموظفين وحجم العمليات، وأن تكون إدارته متناسبة مع التغيرات التي سيشهدها قطاع الطيران المدني في البحرين خلال السنوات المقبلة، والمتمثلة في توسعة مطار البحرين الدولي ومن ثم إنشاء مطارٍ جديد بالقرب من فشت الجارم وفقاً للتصريح الذي أدلى به الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في شهر مارس 2014.
ومن المهم ألا يتم هدر الأموال من أجل منافسة الشركات الأخرى بالنسبة لعدد الوجهات. فنجاح الشركة متوقفٌ على اختيار الوجهات المناسبة، وتقديم أفضل الخدمات، والتميز عن شركات الطيران الأخرى من خلال إضفاء الصبغة التراثية والفنية على الرحلات والخدمات المصاحبة، وهذه سياسةٌ انتهجتها عددٌ من الشركات كطيران الاتحاد والخطوط الجوية السنغافورية.
لذا أتمنى أن أرى طيران الخليج الناقل الوطني لبلادي يعود إلى الأضواء لا إلى الوراء.