نشرت الصحيفة الإلكترونية العالمية «بزنس انسايدر» قائمة لعشرين شخصاً فازوا بجوائز اليانصيب الكبرى «اللاتري»، وخسروها في فترة وجيزة. أحدهم كان كندياً فاز بعشرة ملايين دولار كندي «حوالي ثلاثة ملايين دينار»، فاشترى بها مجموعة سيارات ومنزلاً كبيراً وأخذ يقيم الحفلات الصاخبة فيه ويبذر أمواله على الملذات. ويقال إنه أقدم على شراء ثمانية تلفزيونات في يوم واحد، له ولأصحابه.
بعد سنوات قليلة تبخرت أموال اليانصيب واضطر الكندي أن يعمل عاملاً بأجر بسيط في مزرعة لكن سرعان ما أصابه الندم على ما فعله بأمواله فأقدم على الانتحار. القائمة ذكرت قصة أخرى عن رجل بريطاني صرف مبلغ اليانصيب والذي يعادل مليون وثلاثمائة ألف جنيهاً إسترلينيا «حوالي ستمائة وخمسين ألف دينار»، على سفرة لجزر الكناري وعرس ضخم ومنزل كبير مما أجبره على العودة لعمله السابق المتواضع في مطعم ماكدونالدز.
ووضحت تفاصيل القائمة أيضاً أن أغلبهم وضع جزءاً من أمواله في مشاريع تجارية غير ناجحة أو وزعوها على الأقارب والأصحاب حتى ضاع جزءاً كبيراً منها.
الفرنسيون يسمون هؤلاء nouveau riche أي أصحاب الثراء الجديد وهو مصطلح متداول في اللغة الإنجليزية كذلك. فهم أشخاص حصلوا على المال الوفير في وقت قصير ومن ثم سعوا إلى إظهار قدراتهم المالية الجديدة بأساليب فيها الكثير من التباهي. حيث يعرف عن حديثي النعمة هؤلاء تبذير أموال طائلة على المظاهر والكماليات في محاولات مستميتة لتسلق السلم الاجتماعي والصعود سريعاً إلى مستوى الكبار والأغنياء. ويأتي ذلك بسبب الجهل والحرمان وإلى حالة نقص شديد في الثقة. فهؤلاء يعتقدون أن المال وحده سيكسبهم احترام الآخرين، كما يعتقدون أن المال كفيل بحل جميع مشاكلهم حتى النفسية!
أعود بالذاكرة إلى أيام ما قبل أزمة الرهن العقاري عندنا في الخليج، وأذكر نفسي وأذكركم بالبذخ والصرف المتهور الذي أقدم عليه بعض ممن حصلوا على المال الوفير في فترة قصيرة جداً، وكيف طارت أموالهم بسرعة أيضاً ولم تعد كالسابق. حيث شهدنا صعوداً صاروخياً للبعض في مؤشرات التفاخر والتباهي بالثروة والتي سرعان ما تلاشت وانتهت. وكنا نردد آنذاك المثل الشعبي «اللي عمره ما تبخر، تبخر واحترق».
وأعتقد أن وصف أصحاب المال الجديد ينطبق على الدول أيضاً، فكم من دولة كانت متواضعة الإمكانيات ثم تأتيها الثروة فجأة فنراها تعوض النقص والحرمان الذي عاشته بالصرف المبالغ فيه والذي يأتي غالباً في غير مكانه.
مثلاً نرى دولة صغيرة تضيع جزءاً كبيراً من ثروتها الجديدة في بناء أكبر السفارات في أكبر الشوارع وفي أغلى الضواحي في العالم وفي شراء أضخم العمارات وأشهر المتاجر بداعي الاستثمار حتى لو لم يكن مربحاً، أو تقوم بالصرف المجنون للحصول على مقعد قيادي في لعبة رياضية هنا وكرسي رئاسة منظمة هناك. هذا بالإضافة إلى تبذير واضح في صرف الأموال للانخراط في قضايا معقدة وشائكة على عكس الكبار الذين إن قاموا بهذا الفعل فيكون بحذر وبإدراك وبحسابات مدروسة.
عادة ما يتوهم حديثو النعمة أن أموالهم الجديدة ترتقي بهم لمستوى من حصلوا على المال قبلهم لكن التعامل مع المال يحتاج إلى خبرة وحنكة وذكاء. وهذا ما لا يملكه أصحاب المال الجديد نظراً لقصر تجربتهم مع الثروة.
فحتى الذكاء يحتاج إلى تجارب وممارسة كي يرتفع مستواه. وإذا أراد أصحاب الثروة الجديدة أن يصل مستواهم إلى مستوى الكبار والأثرياء فإن الطريق ليس سهلاً كما يتوقعون بل لابد أن يمروا بتجارب قاسية كي يدركوا أن المال وحده لا يكفي للصعود والقيادة والتفوق وقد يتبخر في الهواء خاصة أن التاريخ مليء بالأمثلة على ذلك.
بعد سنوات قليلة تبخرت أموال اليانصيب واضطر الكندي أن يعمل عاملاً بأجر بسيط في مزرعة لكن سرعان ما أصابه الندم على ما فعله بأمواله فأقدم على الانتحار. القائمة ذكرت قصة أخرى عن رجل بريطاني صرف مبلغ اليانصيب والذي يعادل مليون وثلاثمائة ألف جنيهاً إسترلينيا «حوالي ستمائة وخمسين ألف دينار»، على سفرة لجزر الكناري وعرس ضخم ومنزل كبير مما أجبره على العودة لعمله السابق المتواضع في مطعم ماكدونالدز.
ووضحت تفاصيل القائمة أيضاً أن أغلبهم وضع جزءاً من أمواله في مشاريع تجارية غير ناجحة أو وزعوها على الأقارب والأصحاب حتى ضاع جزءاً كبيراً منها.
الفرنسيون يسمون هؤلاء nouveau riche أي أصحاب الثراء الجديد وهو مصطلح متداول في اللغة الإنجليزية كذلك. فهم أشخاص حصلوا على المال الوفير في وقت قصير ومن ثم سعوا إلى إظهار قدراتهم المالية الجديدة بأساليب فيها الكثير من التباهي. حيث يعرف عن حديثي النعمة هؤلاء تبذير أموال طائلة على المظاهر والكماليات في محاولات مستميتة لتسلق السلم الاجتماعي والصعود سريعاً إلى مستوى الكبار والأغنياء. ويأتي ذلك بسبب الجهل والحرمان وإلى حالة نقص شديد في الثقة. فهؤلاء يعتقدون أن المال وحده سيكسبهم احترام الآخرين، كما يعتقدون أن المال كفيل بحل جميع مشاكلهم حتى النفسية!
أعود بالذاكرة إلى أيام ما قبل أزمة الرهن العقاري عندنا في الخليج، وأذكر نفسي وأذكركم بالبذخ والصرف المتهور الذي أقدم عليه بعض ممن حصلوا على المال الوفير في فترة قصيرة جداً، وكيف طارت أموالهم بسرعة أيضاً ولم تعد كالسابق. حيث شهدنا صعوداً صاروخياً للبعض في مؤشرات التفاخر والتباهي بالثروة والتي سرعان ما تلاشت وانتهت. وكنا نردد آنذاك المثل الشعبي «اللي عمره ما تبخر، تبخر واحترق».
وأعتقد أن وصف أصحاب المال الجديد ينطبق على الدول أيضاً، فكم من دولة كانت متواضعة الإمكانيات ثم تأتيها الثروة فجأة فنراها تعوض النقص والحرمان الذي عاشته بالصرف المبالغ فيه والذي يأتي غالباً في غير مكانه.
مثلاً نرى دولة صغيرة تضيع جزءاً كبيراً من ثروتها الجديدة في بناء أكبر السفارات في أكبر الشوارع وفي أغلى الضواحي في العالم وفي شراء أضخم العمارات وأشهر المتاجر بداعي الاستثمار حتى لو لم يكن مربحاً، أو تقوم بالصرف المجنون للحصول على مقعد قيادي في لعبة رياضية هنا وكرسي رئاسة منظمة هناك. هذا بالإضافة إلى تبذير واضح في صرف الأموال للانخراط في قضايا معقدة وشائكة على عكس الكبار الذين إن قاموا بهذا الفعل فيكون بحذر وبإدراك وبحسابات مدروسة.
عادة ما يتوهم حديثو النعمة أن أموالهم الجديدة ترتقي بهم لمستوى من حصلوا على المال قبلهم لكن التعامل مع المال يحتاج إلى خبرة وحنكة وذكاء. وهذا ما لا يملكه أصحاب المال الجديد نظراً لقصر تجربتهم مع الثروة.
فحتى الذكاء يحتاج إلى تجارب وممارسة كي يرتفع مستواه. وإذا أراد أصحاب الثروة الجديدة أن يصل مستواهم إلى مستوى الكبار والأثرياء فإن الطريق ليس سهلاً كما يتوقعون بل لابد أن يمروا بتجارب قاسية كي يدركوا أن المال وحده لا يكفي للصعود والقيادة والتفوق وقد يتبخر في الهواء خاصة أن التاريخ مليء بالأمثلة على ذلك.