لطالما كانت البحرين منبعاً للموارد البشرية، وأسميها منبعاً لقرب هذا التشبيه بها، فالمنبع ينهل منه الشاربون على مر الزمان، نعم ويضعف أحياناً، ولكن بفضل ما توصّل له العلم من تقنيات، يمكن إعادة جريان ذلك المنبع بنفس القوة بل وأقوى، ولقد لفت انتباهي أحد التقارير بتلفزيون البحرين والذي تناول نجاح النسخة الأولى من برنامج تحليق الذي بدأ عام 2014 إذ خضع 20 شاباً وفتاة من الخريجين لبرامج مكثفة على مدار سنتين كاملتين حيث تم خلالها تدريبهم على البرامج والأنظمة في مجال الطيران وأنظمة المطارات المتعددة ووضعهم أمام التحديات التي يمكن أن تواجههم بشكل يومي والمرور بتجارب متنوعة، مما أتاح لهم الحصول على وظائف بمطار البحرين، ونجح في دعم وتأهيل الكوادر الوطنية في مجال المواصلات خاصة في قطاع الطيران تماشياً مع خطة توسعة مطار البحرين الذي يهدف إلى تحويل المطار إلى أحد أهم المطارات الرائدة على المستوى الإقليمي والدولي، وما زال البرنامج مستمراً في تدريب الدفعة الثانية لكي يلحق 20 خريجاً بالدفعة الأولى من المستفيدين من هذا البرنامج الطموح، الذي أثمر عن استغلال موارد إنشاء المطار في تطوير جيل من الرواد في هذا المجال.
إن أحد التقنيات التحسينية - إن صح القول - للموارد البشرية البحرينية وهو برنامج «تحليق» المعد تحت مظلة شركة مطار البحرين وبدعم من صندوق العمل «تمكين». فهو برنامجٌ أحس بقرب الخطر، وقرب نضوب الكفاءات البحرينية في مجال الطيران وحاجة المملكة للدماء الجديدة المختصة في مجال إدارة وتطوير وصيانة المطارات، فجمع كوكبةً من الشباب البحريني في تخصصات متعددة تحت هدفٍ سامٍ، خلق جيل من الشباب المتخصص بعلمه الأكاديمي والمطعّم بخبرة إدارة وتطوير وصيانة المطارات.
وإن كان التساؤل لماذا هذا البرنامج في هذه الفترة بالذات؟ أنحتاج حقاً استثمار الموارد في مجال كهذا؟! نعم فإن تكامل العمل على منظومة تطوير الطيران في البحرين والتي واكبها إطلاق مبادرة تحليق في نسختها الثانية والتي مثلت إحدى أهم الركائز الاستراتيجية التي تهدف إلى تنمية قطاع الطيران، والتي جاءت لتعمل ضمن منظومة متكاملة تستغل مشروعاً استراتيجياً كبيراً مثل تطوير مطار البحرين لكي يكتمل الاستثمار ما بين تطوير المطار والاستفادة من الإمكانات الإنشائية ولكن مع مواكبة تطوير جيل من الشباب يستفيد من هذا المشروع الكبير لكي تتكامل استراتيجية الدولة في تنمية مواردها البشرية والإنشائية.
إن برنامج «تحليق» ليس كبقية البرامج التدريبية بالمملكة، فمطارنا الوحيد يمر بلحظة لن تعوض، لحظة صناعة مستقبل الطيران وإعادة أمجاد المملكة في هذا المجال كما عهدناها في القرن السابق، وأول خطوات صناعة المجد تتجسد من خلال إنشاء مبنى جديد للمسافرين، فهل من المعقول أن تتوجه عزيزي القارئ لإحدى وكالات السيارات، وتنفق المبالغ من أجل شراء سيارة مدججة بأحدث أنظمة السياقة الحديثة، وأنت لا تملك رخصة قيادة؟! نعم تستطيع، ولكن ستحتاج في النهاية إلى سائقٍ يقودها بالنيابة عنك، الفكرة تجلت عظمتها في إيجاد جيل يدرك مدى أهمية هذا القطاع الهائل، فالعالم الآن يحاول أن يخرج من الازدحام بالخروج إلى آفاق الطيران الرحبة.
لطالما رددنا «ما حك جلدك غير ظفرك»، ومن وجهة نظري المتواضعة، أؤمن إيماناً تاماً بأنه لا أحرص على الوطنٍ من أبنائه، فإدارة المطار ارتأت أنه من الواجب تجهيز الكادر البحريني المتعلم والخبير بالتعامل مع هذا النوع من المطارات من الآن وعلى يد الخبرات العالمية المتواجدة في مشروع البناء، وذلك لكي لا يكتمل المطار إلا وكوادره جاهزة للتشغيل بكل شغف، يفعّلون خصائصه المتطورة ويخرجون أقصى ما فيه من تقنية وجمال.
كنت أتمنى أن يزداد عدد الشباب البحريني المستفيد من هذه المبادرة في نسختها الثانية فصحيح أن عشرين خريجاً رقم جيد ولكني تمنيت أن يكونوا ضعف هذا الرقم لكي يكونوا رافداً ليس للبحرين فقط ولكن للخليج أيضاً فهذا واقع نعيشه، فأصبحت الخبرات البحرينية محط الأنظارن والتهافت بين الشركات الكبيرة في دول الخليج بل تخطتها إلى خارج حدودنا الخليجية، تسطر قصص نجاح من نور، وكأنها اللؤلؤ المنثور الذي يزين جبين الوطن.
إن هذه البرامج الطموحة هي التي تدفع بعجلة الاقتصاد الوطني، وإدراك شركة مطار البحرين لهذا الأثر الإيجابي ودعم «تمكين» لهذا البرنامج يعد تجربة رائدة يجب أن تعمم على العديد من المجالات والتخصصات التي يحتاجها الوطن لتطوير كوادره خاصة من فئة الشباب.
إن تبوء مطار البحرين للمكانة التي يستحقها كأحد أهم المطارات في المنطقة وأقدمها هو محط اهتمام المسؤولين حيث يجري العمل بوتيرة تدرك مدى أهمية هذا المشروع الوطني العملاق.
ختاماً، أطلقت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن نظرة الشارع البحريني في تعميم هذه التجربة على العديد من المشاريع الوطنية التي تحتاج أن تدعم بالشباب البحريني خاصة الخريجين ممن تنقصهم المهارات والخبرات العملية ليكون قادراً على العطاء بكفاءة في مجال تخصصه ويكون مؤهلاً لخدمة وطنه بالطريقة المثلى، مثلما كان لنا المثل في برنامج «تحليق»، ونتمنى أن نرى حلولاً إيجابية كبرنامج «تحليق» لكي تعود المملكة إلى حقبة الريادة في شتى المجالات، فالبحرين مليئة بالكوادر الوطنية الطموحة والقادرة لاستيعاب كل ما هو متطور وجديد.
إن أحد التقنيات التحسينية - إن صح القول - للموارد البشرية البحرينية وهو برنامج «تحليق» المعد تحت مظلة شركة مطار البحرين وبدعم من صندوق العمل «تمكين». فهو برنامجٌ أحس بقرب الخطر، وقرب نضوب الكفاءات البحرينية في مجال الطيران وحاجة المملكة للدماء الجديدة المختصة في مجال إدارة وتطوير وصيانة المطارات، فجمع كوكبةً من الشباب البحريني في تخصصات متعددة تحت هدفٍ سامٍ، خلق جيل من الشباب المتخصص بعلمه الأكاديمي والمطعّم بخبرة إدارة وتطوير وصيانة المطارات.
وإن كان التساؤل لماذا هذا البرنامج في هذه الفترة بالذات؟ أنحتاج حقاً استثمار الموارد في مجال كهذا؟! نعم فإن تكامل العمل على منظومة تطوير الطيران في البحرين والتي واكبها إطلاق مبادرة تحليق في نسختها الثانية والتي مثلت إحدى أهم الركائز الاستراتيجية التي تهدف إلى تنمية قطاع الطيران، والتي جاءت لتعمل ضمن منظومة متكاملة تستغل مشروعاً استراتيجياً كبيراً مثل تطوير مطار البحرين لكي يكتمل الاستثمار ما بين تطوير المطار والاستفادة من الإمكانات الإنشائية ولكن مع مواكبة تطوير جيل من الشباب يستفيد من هذا المشروع الكبير لكي تتكامل استراتيجية الدولة في تنمية مواردها البشرية والإنشائية.
إن برنامج «تحليق» ليس كبقية البرامج التدريبية بالمملكة، فمطارنا الوحيد يمر بلحظة لن تعوض، لحظة صناعة مستقبل الطيران وإعادة أمجاد المملكة في هذا المجال كما عهدناها في القرن السابق، وأول خطوات صناعة المجد تتجسد من خلال إنشاء مبنى جديد للمسافرين، فهل من المعقول أن تتوجه عزيزي القارئ لإحدى وكالات السيارات، وتنفق المبالغ من أجل شراء سيارة مدججة بأحدث أنظمة السياقة الحديثة، وأنت لا تملك رخصة قيادة؟! نعم تستطيع، ولكن ستحتاج في النهاية إلى سائقٍ يقودها بالنيابة عنك، الفكرة تجلت عظمتها في إيجاد جيل يدرك مدى أهمية هذا القطاع الهائل، فالعالم الآن يحاول أن يخرج من الازدحام بالخروج إلى آفاق الطيران الرحبة.
لطالما رددنا «ما حك جلدك غير ظفرك»، ومن وجهة نظري المتواضعة، أؤمن إيماناً تاماً بأنه لا أحرص على الوطنٍ من أبنائه، فإدارة المطار ارتأت أنه من الواجب تجهيز الكادر البحريني المتعلم والخبير بالتعامل مع هذا النوع من المطارات من الآن وعلى يد الخبرات العالمية المتواجدة في مشروع البناء، وذلك لكي لا يكتمل المطار إلا وكوادره جاهزة للتشغيل بكل شغف، يفعّلون خصائصه المتطورة ويخرجون أقصى ما فيه من تقنية وجمال.
كنت أتمنى أن يزداد عدد الشباب البحريني المستفيد من هذه المبادرة في نسختها الثانية فصحيح أن عشرين خريجاً رقم جيد ولكني تمنيت أن يكونوا ضعف هذا الرقم لكي يكونوا رافداً ليس للبحرين فقط ولكن للخليج أيضاً فهذا واقع نعيشه، فأصبحت الخبرات البحرينية محط الأنظارن والتهافت بين الشركات الكبيرة في دول الخليج بل تخطتها إلى خارج حدودنا الخليجية، تسطر قصص نجاح من نور، وكأنها اللؤلؤ المنثور الذي يزين جبين الوطن.
إن هذه البرامج الطموحة هي التي تدفع بعجلة الاقتصاد الوطني، وإدراك شركة مطار البحرين لهذا الأثر الإيجابي ودعم «تمكين» لهذا البرنامج يعد تجربة رائدة يجب أن تعمم على العديد من المجالات والتخصصات التي يحتاجها الوطن لتطوير كوادره خاصة من فئة الشباب.
إن تبوء مطار البحرين للمكانة التي يستحقها كأحد أهم المطارات في المنطقة وأقدمها هو محط اهتمام المسؤولين حيث يجري العمل بوتيرة تدرك مدى أهمية هذا المشروع الوطني العملاق.
ختاماً، أطلقت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن نظرة الشارع البحريني في تعميم هذه التجربة على العديد من المشاريع الوطنية التي تحتاج أن تدعم بالشباب البحريني خاصة الخريجين ممن تنقصهم المهارات والخبرات العملية ليكون قادراً على العطاء بكفاءة في مجال تخصصه ويكون مؤهلاً لخدمة وطنه بالطريقة المثلى، مثلما كان لنا المثل في برنامج «تحليق»، ونتمنى أن نرى حلولاً إيجابية كبرنامج «تحليق» لكي تعود المملكة إلى حقبة الريادة في شتى المجالات، فالبحرين مليئة بالكوادر الوطنية الطموحة والقادرة لاستيعاب كل ما هو متطور وجديد.