* عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل. قال: فإني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه»، رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «وجبت محبتي للمتاحبين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في».* أهتم بواجباتي تجاه تلك الشخصية المحببة إلى قلبي، التي ما زالت تقدم لي ومضات الوفاء بأناملها الرقيقة.. واجبات مثقلة في زمان النسيان، وفي أيام تتسارع بنا نحو الآخرة.. فما إن تتبادر إلى أذهاننا تلك المبادرة الأخوية بالاتصال بحبيب إلى القلب.. إلا وترى النفس تشتاق للقياه والأنس بصحبته وأحاديثه.. نلام على التقصير.. لأننا أجبرنا نفوسنا في الذوبان في متاهات الأيام، وأبقينا أيامنا المتشابهة تطل علينا في صباح كل يوم، فلا ترى أي جديد في الاستظلال بصحبة الخير.. نلام لأننا بتنا نغوص في تلك المشكلات المزعجة التي يرمي سهامها أولئك المثقلين بحظوظ النفس المترفة.. فلم نجد حينها المخرج للاستمتاع بسعادة الأخوة وصحبة الأخيار في زمن يحتاج إلى من يمد يده الحانية إليك حتى ينتشلك من بحور التيهان والسرحان.. التي بتنا نتفنن في الغوص فيها بلا هدف مرجو..* تحرص أن تسلم عليهم وتلقاهم بوجه بشوش عند اللقاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق».. وما أجمل أن تكسب قلبه وتجدد محبته وتضمه في أحضانك لتقول له: «إني أحبك في الله».. فيجيبك بكل رقة وحنان: «أحبك الله الذي أحببتني فيه». يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الرجل أخاه، فليخبره أنه يحبه».* أعجبتني مقولة الدكتور مصطفى أبوسعد التي شبه فيها عيون الإنسان «السعيد» كالنحلة التي تستتيقظ صباحًا فلا تنظر حينها إلا إلى الأزهار والورود النضرة التي تأخذ منها الحلاوة.. فالعيون هي مصدر السعادة والإنس والمحبة والقرب من الأحباب والمحبين.. وبخاصة أهلك ومن يعز عليك وأحباب مسير حياتك.. فكم نحتاج إلى أن نكون كعيون «النحلة» ولا نكون كعيون «الذبابة» التي لا تقع عيونها إلا على بقايا الأطعمة.. نحتاج إلى أن نراجع نفوسنا في العديد من التصرفات الحياتية.. وخاصة تلك المتعلقة بتقاسيم وجوهنا.. فقد يثقلنا تعب الحياة وضغوطات الأعمال.. ولكن لا حجة لنا في ذلك.. لأن جمال النفس بجمال العيون مبعث السعادة والخير.. وما أجمل القول النبوي: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».. فالابتسامة متصلة بتلك العيون الفاتنة التي تقرب القلوب وتكسب النفوس وتريح من تلقاه.. فلا غرو إن قلنا إن العيون هي مصدر السعادة.. لأنها الباعث الحقيقي على إراحة من تسلم عليه وتلقاه.. قال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا».* رائع أن تصحب معك الدعاء في كل سجدة وفي كل دعوة ترفع يديك لتدعو بها.. استشعر حديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل». فكم من أسماء جالت حروفها في ذهنك قد تعودت الدعاء لها لما تربطك بها من محبة غامرة لا تتركك وحيدا في محيط الحياة.. فأنت حينها تحصد أجور كل اسم تذكره في دعائك.. تذكر دائما «ولك بمثل».. اللهم احفظ ووفق كل أهلي وأحبتي وجميع المسلمين..* عندما تفزع لتقديم المعونة وقضاء حوائج الآخرين وبخاصة أهلك والمقربين إلى نفسك وأحبابك، فأنت حينها قد أجزلت في العطاء وفي تقريب القلوب.. لذا قدم خدماتك فأنت في معية الله وحفظه.. وارسم بسمة وانفع غيرك بجهدك وعطائك وهمتك.. قال عليه الصلاة والسلام: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ذنبا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا»..* مهما حاولت تلك النفوس أن تقترب إلى قلبك الدافىء وتحاول أن تجدد أواصر المحبة معك.. فإنها في نهاية المطاف قد لا تقوى على كسب قلبك.. لأنها باختصار تسعى إلى إثارة القلاقل في حياتك وتحقيق مآربها دون أن تحقق المعني الأصيل «للمحبة».. مثل هذه الأنواع من النفوس من الصعوبة بمكان أن تغير حالها، أو أن تضمها إلى قافلة أحبابك.. لأنها لن تقوى أبدا أن تغير من طبائع نفسها لتتناسب مع «حنية قلبك وطيبته وحبه للخير».. فهي تسلك مسار إثارة المشكلات على أتفه الأسباب والتفنن في تصيد العثرات.. فهي ترى نفسها وكما نقول دائما «الأفضل في كل شيء».. لذا فطنشها.. وعاملها «بابتسامتك المعهودة» لتحصد الأجر، وفي الوقت ذاته لا تعطيها مجالا لتسير معك على الطريق، لأنك اخترت من يستحق ذلك وكتبت معهم «العطاء الأبدي».* محبتك لتلك القلوب الحانية تكسبك احتراما لا يقدر بثمن، وتنفش في نفسك تلك الملامح الجميلة التي افتقدتها بمرور الزمن..* أسعد الله قلوبا علمتنا معاني الخير وأرشدتنا إلى جادة الصواب.. أسعد الله قلوبا أمسكت بأيادينا لتسير معنا إلى واحات الخير، وسكبت في قلوبنا أروع معاني الجمال، وتنسمت معنا فضائل الأعمال.. اللهم احفظهم بحفظك واصرف عنهم كل سوء وفتنة، واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى.* ومضة أمل:محبة الأقصى والقدس وفلسطين.. محبة في القلب راسخة.. محبة مبعثها الأقدام النبوية التي وطأت في أرض المسجد الأقصى في رحلة الإسراء والمعراج.. والتاريخ العريق لهذه الأرض المباركة.. حفظ الله المسجد الأقصى والقدس.. وفلسطين الحبيبة، وبلغنا صلاة طيبة في المسجد الأقصى قبل الممات.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90