هل جربت أن تُرَش بقطرات الماء، ماذا سيكون ردة فعلك؟ ستبتسم وربما تستلطف تلك القطرات وتطلب المزيد، هل تأملت قطرات الندى فوق أوراق الأشجار فجراً فتنعشك تلك القطرات وتزيدك بهجة، هل جربت أن تقف تحت رذاذ قطرات المطر فستجد نفسك تضحك وتلهو متذكراً أيام الطفولة عندما تمرح مع المطر، ما أعجبك أيتها القطرات المنعشة بالرغم من ضعفك، صغر حجمك، بساطتك، إلا أنك تضيفين لحياتنا روعة وجمال. ولكن مهلاً لا تستهينوا بتلك القطرات فإنها إن اجتمعت فإنك تحتاج أن تشد العزم لمواجهتها، إن اجتمعت تلك القطرات وكثرت في شكل أمطار غزيرة فلن يكون لك مجال للاسترخاء، فعليك أن تشمر عن ساعد الجد لمواجهة تلك القطرات.
ها قد مرت الأيام سريعاً، وأخشى أن نعود لما كنا عليه في مثل هذا التوقيت من العام السابق، فها نحن نعود لموسم الأمطار وتتعلق أعيننا بالسحاب في انتظار هطول تلك القطرات، وها نحن نتوقع أن تعيد المشاكل نفسها، فلا نتوقع الجديد، فهل ستفعل بنا تلك القطرات ما فعلته العام السابق وسيتكرر المشهد نفسه؟ هل ستغرق شوارعنا بالمياه فتتحول لبحيرات وسنشاهد الشباب مضطرين لاستخدام السباحات والسفن المنفوخة بالهواء للتنقل في الشوارع؟ وهل سنرى مرة أخرى صوراً لسيارات تغمرها المياه في تلك البحيرات فيضطر أصحابها الوقوف على أسقفها، وسيارات تتعطل فتعرقل حركة المرور؟ وسترتفع أصوات بعض سكان المناطق بالاستغاثة خاصة تلك المناطق التي لم تكتمل بها شبكة الصرف الصحي، حيث تدخل مياه المطار إلى عقر دارهم فتغرق حدائقهم وربما تكون ضيفاً ثقيلاً يصل إلى داخل المنزل. وهل سنرى ساحات بعض المدارس تتحول لبرك فتعلن إدارة المدرسة الطوارئ للمعلمين فعليهم ضبط تصرفات الطلاب لحمايتهم من أضرار تلك البرك، ويبدأ مدير المدرسة في الاستغاثة لسحب المياه من ساحة المدرسة؟
أعزائي هواة التصوير، إخواني الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي لا تتعبوا أنفسكم بتصوير مشاهد جديدة، فلا أتوقع أي جديد في المشهد، ولا نستغرب إذا وجدنا كثيراً من الصور التي التقطتها في العام السابق ستعيد نفسها، فلن يكون هناك فرق في الصورة، سوى اختلاف ملابس المواطنين واختلاف السيارات، فالمشهد هو نفس المشهد، وإن كنت ممن يحتفظون بهذه الصور فلطفاً قارن بين الصور التي التقطتها على مدى السنوات السابقة، واستخرج الفروق السبعة!! أتمنى أن يكون الفارق ملحوظاً!! «أقصد أن يكون هناك تحسن للأفضل».
أتمنى أن يكون هناك رصد للآثار الناجمة عن تساقط القطرات اللطيفة الخفيفة. لعل هذه الإحصائيات المرصودة تخبرنا بتحسن في تلك الآثار، وأن تقل الإصابات؟ كما يجب أن نتأكد، هل قل عدد البيوت الآيلة للسقوط وهل قل تأثر البيوت القديمة بالأمطار؟ أتمنى ألا نسمع عن حوادث صعقات كهربائية في بحيرات مياه مليئة بالتيارات الكهربائية، وأتمنى ألا تتعطل الكهرباء لعدة أيام، وألا تفيض مياه المجاري، وألا يضطر بعض المواطنين ـ كما حدث في العام السنوات السابقة ـ لفتح أغطية «البالوعات»، للإسراع في تصريف المياه المتراكمة، فيزيد الضغط على شبكة تصريف المياه في أماكن أخرى، فتفيض المياه من الحمامات الى داخل المنازل.. أترك لك عزيزي القارئ تخيل حجم الأضرار بهذه المنازل إذا لم يتم حل المشكلات التي شهدناها العام المنصرم!!!
سيطرح بعض المواطنين السؤال نفسه، مدينة عوالي أنشأت قبل أكثر من ثمانين عاماً فهي مدينة قديمة وهي متصالحة مع الأمطار؟!! وسيطالب البعض بعقد لجان التحقيق لمحاسبة المقصر.
المشهد ذاته يتكرر منذ سنوات ولا جديد ولا اختلاف، فالتاريخ يعيد نفسه، وطبعاً السؤال الحتمي الذي يفرض نفسه على الجميع، لماذا لا توضع حلول جذرية للمشكلة، ونتوقع الجواب نفسه، أن تكلفة الحلول الجذرية عالية جداً ولا داعي لها فنحن في بلد تقل فيها الأمطار.
أتفق معكم أخواني المهندسين على هذا الرد، ولكن كل ما نتمناه منكم أن احسبوا قيمة الخسائر التي يتكبدها المواطنون من أضرار الأمطار كتصليح سياراتهم بعد عومها في البرك، أو تضرر أثاث المنازل نتيجة فيضانات المجاري، أو تعطيل مصالحهم نتيجة عرقلة السير، وربما خسائر في الأرواح أحياناً، و.. و.. وضعوا هذه الخسائر في قائمة حساباتكم عندما تقومون بدراسة تكلفة المشروع ومقارنة التكلفة بالخسائر، وكل ما أقوله... أعيدوا النظر !!!!
نعم نحن بلد قليلة الأمطار، وربما لا داعي لصرف مبالغ كبيرة لتجنب تلك البرك والمستنقعات، ولكنني أطرح سؤالاً، هل أجريتم دراسة تقارن بين كلفة الخسائر الناتجة عن آثار سقوط الأمطار وكلفة الحماية من هذه الأضرار، على أن يحتسب في الدراسة الأضرار التي يتكبدها جيب المواطن؟ وأختم كلامي بكلمة أننا لا نطمح أن يكون هناك مشروع للاستفادة من مياه الأمطار خاصة وأننا بلد تشح فيها المياه والمزارعون يصرخون من مشكلة قلة المياة، وأعتقد أنه لم يأن الأوان لهذا الطلب الطموح، فدعونا نواصل التفكير، كيف ننقذ أنفسنا وسياراتنا ومنازلنا من قطرات المطر؟
ها قد مرت الأيام سريعاً، وأخشى أن نعود لما كنا عليه في مثل هذا التوقيت من العام السابق، فها نحن نعود لموسم الأمطار وتتعلق أعيننا بالسحاب في انتظار هطول تلك القطرات، وها نحن نتوقع أن تعيد المشاكل نفسها، فلا نتوقع الجديد، فهل ستفعل بنا تلك القطرات ما فعلته العام السابق وسيتكرر المشهد نفسه؟ هل ستغرق شوارعنا بالمياه فتتحول لبحيرات وسنشاهد الشباب مضطرين لاستخدام السباحات والسفن المنفوخة بالهواء للتنقل في الشوارع؟ وهل سنرى مرة أخرى صوراً لسيارات تغمرها المياه في تلك البحيرات فيضطر أصحابها الوقوف على أسقفها، وسيارات تتعطل فتعرقل حركة المرور؟ وسترتفع أصوات بعض سكان المناطق بالاستغاثة خاصة تلك المناطق التي لم تكتمل بها شبكة الصرف الصحي، حيث تدخل مياه المطار إلى عقر دارهم فتغرق حدائقهم وربما تكون ضيفاً ثقيلاً يصل إلى داخل المنزل. وهل سنرى ساحات بعض المدارس تتحول لبرك فتعلن إدارة المدرسة الطوارئ للمعلمين فعليهم ضبط تصرفات الطلاب لحمايتهم من أضرار تلك البرك، ويبدأ مدير المدرسة في الاستغاثة لسحب المياه من ساحة المدرسة؟
أعزائي هواة التصوير، إخواني الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي لا تتعبوا أنفسكم بتصوير مشاهد جديدة، فلا أتوقع أي جديد في المشهد، ولا نستغرب إذا وجدنا كثيراً من الصور التي التقطتها في العام السابق ستعيد نفسها، فلن يكون هناك فرق في الصورة، سوى اختلاف ملابس المواطنين واختلاف السيارات، فالمشهد هو نفس المشهد، وإن كنت ممن يحتفظون بهذه الصور فلطفاً قارن بين الصور التي التقطتها على مدى السنوات السابقة، واستخرج الفروق السبعة!! أتمنى أن يكون الفارق ملحوظاً!! «أقصد أن يكون هناك تحسن للأفضل».
أتمنى أن يكون هناك رصد للآثار الناجمة عن تساقط القطرات اللطيفة الخفيفة. لعل هذه الإحصائيات المرصودة تخبرنا بتحسن في تلك الآثار، وأن تقل الإصابات؟ كما يجب أن نتأكد، هل قل عدد البيوت الآيلة للسقوط وهل قل تأثر البيوت القديمة بالأمطار؟ أتمنى ألا نسمع عن حوادث صعقات كهربائية في بحيرات مياه مليئة بالتيارات الكهربائية، وأتمنى ألا تتعطل الكهرباء لعدة أيام، وألا تفيض مياه المجاري، وألا يضطر بعض المواطنين ـ كما حدث في العام السنوات السابقة ـ لفتح أغطية «البالوعات»، للإسراع في تصريف المياه المتراكمة، فيزيد الضغط على شبكة تصريف المياه في أماكن أخرى، فتفيض المياه من الحمامات الى داخل المنازل.. أترك لك عزيزي القارئ تخيل حجم الأضرار بهذه المنازل إذا لم يتم حل المشكلات التي شهدناها العام المنصرم!!!
سيطرح بعض المواطنين السؤال نفسه، مدينة عوالي أنشأت قبل أكثر من ثمانين عاماً فهي مدينة قديمة وهي متصالحة مع الأمطار؟!! وسيطالب البعض بعقد لجان التحقيق لمحاسبة المقصر.
المشهد ذاته يتكرر منذ سنوات ولا جديد ولا اختلاف، فالتاريخ يعيد نفسه، وطبعاً السؤال الحتمي الذي يفرض نفسه على الجميع، لماذا لا توضع حلول جذرية للمشكلة، ونتوقع الجواب نفسه، أن تكلفة الحلول الجذرية عالية جداً ولا داعي لها فنحن في بلد تقل فيها الأمطار.
أتفق معكم أخواني المهندسين على هذا الرد، ولكن كل ما نتمناه منكم أن احسبوا قيمة الخسائر التي يتكبدها المواطنون من أضرار الأمطار كتصليح سياراتهم بعد عومها في البرك، أو تضرر أثاث المنازل نتيجة فيضانات المجاري، أو تعطيل مصالحهم نتيجة عرقلة السير، وربما خسائر في الأرواح أحياناً، و.. و.. وضعوا هذه الخسائر في قائمة حساباتكم عندما تقومون بدراسة تكلفة المشروع ومقارنة التكلفة بالخسائر، وكل ما أقوله... أعيدوا النظر !!!!
نعم نحن بلد قليلة الأمطار، وربما لا داعي لصرف مبالغ كبيرة لتجنب تلك البرك والمستنقعات، ولكنني أطرح سؤالاً، هل أجريتم دراسة تقارن بين كلفة الخسائر الناتجة عن آثار سقوط الأمطار وكلفة الحماية من هذه الأضرار، على أن يحتسب في الدراسة الأضرار التي يتكبدها جيب المواطن؟ وأختم كلامي بكلمة أننا لا نطمح أن يكون هناك مشروع للاستفادة من مياه الأمطار خاصة وأننا بلد تشح فيها المياه والمزارعون يصرخون من مشكلة قلة المياة، وأعتقد أنه لم يأن الأوان لهذا الطلب الطموح، فدعونا نواصل التفكير، كيف ننقذ أنفسنا وسياراتنا ومنازلنا من قطرات المطر؟