ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق النسخة الثالثة والعشرين لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي تستضيفها الشقيقة الكويت حتى الخامس من يناير المقبل، ولعل ما يميز هذه النسخة عن سابقاتها أنها أتت بعد مخاض عسير تعثرت فيه مسيرتها بين محطة وأخرى حتى إننا كدنا نشك في قيامها لولا أن بادرت الكويت بتوجيهات أميرية عليا على احتضانها بمجرد أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم رفع الحظر عن الكرة الكويتية.

مبادرة الشقيقة الكويت تستحق التقدير والثناء لأنها استطاعت أن تنتشل هذه النسخة من المجهول الذي كان يطاردها وتجدد بذلك فرصة التقاء الأشقاء تحت مظلة هذه البطولة التي انطلقت من أرض مملكة البحرين قبل 47 عاماً وأسهمت في الارتقاء بالحركة الرياضية في دول المنطقة، كما أسهمت في تطور كرة القدم الخليجية التي نجحت فيما بعد في التواجد في نهائيات كأس العالم عدة مرات ومازالت تسجل حضورها في المونديال العالمي.

هذه البطولة تعد مثالاً للصمود ومواجهة التحديات من خلال استمراريتها دون انقطاع رغم تعدد الأصوات النشازية التي بلغ بها الحال إلى المطالبة بإلغائها أو تحويلها إلى بطولة للفئات العمرية نظراً لأنها لا تندرج تحت مسابقات الاتحاد الدولي المعتمدة رسمياً كبطولات دولية!

كل تلك الأصوات لم تستطع أن تحقق مبتغاها لأنها ووجهت بأصوات أقوى بكثير تنادي باستمراريتها، ليس لأنها مجرد بطولة كروية، بل لأنها أصبحت جزءاً من الإرث والتقاليد الرياضية الخليجية التي يترقبها كل بيت خليجي.

شكراً مجدداً لدولة الكويت الشقيقة ولحكومتها الرشيدة على احتضانهم لهذه النسخة التي تمثل تحدياً كبيراً ورهاناً أكبر على قدرة الكويت على التنظيم والاستضافة، وكل ما نأمله ونتمناه هو أن تكلل الجهود التنظيمية الكويتية بنجاح آخر فوق المستطيل الأخضر، وهذه هي مهمة المنتخبات الثمانية وأجهزتهم الإدارية والفنية خصوصاً وأنناً في منتصف الموسم الكروي مما يعني توافر عنصر الجهوزية البدنية والفنية والذهنية، فهل تطالعنا المنتخبات الثمانية بتشويق كروي ينعش المدرجات ويجذب المتتبعين عبر القنوات التلفزيونية..

هذا ما نتمناه..