لعل من المناسب أن يتصور القارئ نفسه في المشهد التالي، لسبب أو لآخر يجد نفسه في مواجهة مع من هو أكبر منه وأضخم والذي يمكنه ببساطة أن يقضي عليه لأنه أمامه كما الريشة، فيقول له صاحبه الذي يثق فيه كثيراً «تقدم ولا تخف.. لن يتمكن منك.. فأنا معك وسأتدخل في الوقت المناسب»، ثم عندما يتقدم ويحصل ما هو طبيعي ومنطقي لا يجد صاحبه الذي لم يفعل له شيء في اللحظة واكتفى بالتعبير عن تعاطفه معه بالكلام الخالي من أي قيمة.
هذا بالضبط هو حال أولئك الذين وثقوا في النظام الإيراني وتقدموا لمواجهة دولة تمتلك كل المقومات ولديها ما يكفي ويزيد لحماية نفسها وشعبها واستقرارها وفرض النظام، فعندما حصل لهم ما حصل فوجئوا بأن النظام الإيراني لم يفعل لهم شيئاً واكتفى بإصدار البيانات وتوزيع التصريحات الفارغة وتركهم يواجهون مصيرهم.
النظام الإيراني أعطى أولئك الذين أوهمهم بأنهم أقوياء وأن بإمكانهم أن يسيطروا على الحكم في البحرين في أيام معدودات بل في ساعات لو قرروا «الثورة»، أعطاهم الشمس في يد والقمر في يد ثم تبين لهم أنه لا يملك إلا الكلام وأنه يخاف حتى من ظله وأنه ليس من الأقوام التي تحترم الوعود والمواثيق وأنه نكص على عقبيه وأنه مهدد بالزوال في اللحظة التي يقرر الإيرانيون فيها تحرير إيران منه ومن ظلمه للشعب الإيراني.
هذا ما فعله النظام الإيراني ويفعله دائماً، يشحن البسطاء ويوهمهم بأنهم أقوياء وقادرون على فعل الكثير، ثم عندما تقع الفأس في الرأس ويجدون أنفسهم متورطين يهرب من الموقف ويكتفي بإصدار بيان أو تصريح يعبر فيه عن تعاطفه معهم. يقول كما يقول أي شخص لا علاقة له بالأمر... «مساكين ما يستاهلون».. وقد يزيد بقوله «الله يعينهم»!
طبعاً لا يمكن إنكار الدور الخفي الذي يقوم به هذا النظام «من تحت لتحت»، سواء في إيران أو الدول التي صار مشاركاً في إدارتها مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، لكن كل هذا الذي يقوم به يمكن تصنيفه في باب الشحن والإيهام، والأكيد أنه لا ينفع من دفع بهم إلى أتون معركة خاسرة، فلا معارض الصور التي يقيمها هناك ويتقصد لها مواقيت معينة تنفع، ولا خطب الجمعة التي يحاول بها من جديد إيهامهم بأنه معهم وأنهم ليسوا وحدهم تنفع، ولا المؤتمرات والندوات التي يقيمها هنا وهناك تنفع، فكل هذه الأمور لا تأثير لها ولا يمكن بها مواجهة دولة لها تاريخها ووزنها بين دول العالم وتمتلك علاقات قوية مع الجميع.
ليس وحدهم أولئك الذين أوهمهم ذلك النظام وضحك على عقولهم وزين لهم أعمالهم ودعاهم إلى التحرك، فهناك آخرون وقعوا في المطب نفسه وعانوا مثل ما صار يعاني أولئك الذين من المثير أنهم لايزالون يعتقدون أن النظام الإيراني سيفعل لهم شيئاً وأنه لن يتخلى عنهم ويخذلهم!
التطورات الأخيرة التي انشغل بها الشارع البحريني هزت «ضمير» النظام الإيراني فاجتهد في إصدار البيانات ونثر التصريحات هنا وهناك وأوعز إلى الفضائيات «السوسة» لتقوم بدورها المرسوم لها بدقة، والغالب أنه سيعمد إلى تنظيم بعض الفعاليات في إيران وفي تلك الدول، ولكنه في النهاية سيقول لأولئك الذين ورطوا أنفسهم وخسروا مستقبلهم وحياتهم ما معناه أنه ليس لي عليكم من سلطان، وأن ما حدث هو أنني دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني، فأنتم الذين تستحقون اللوم، فلوموا أنفسكم!
هذا هو النظام الإيراني الذي من المؤسف أن البعض لايزال يعتقد أنه المتهم البريء وأنه سيأتي اليوم الذي يحقق فيه وعوده!
{{ article.visit_count }}
هذا بالضبط هو حال أولئك الذين وثقوا في النظام الإيراني وتقدموا لمواجهة دولة تمتلك كل المقومات ولديها ما يكفي ويزيد لحماية نفسها وشعبها واستقرارها وفرض النظام، فعندما حصل لهم ما حصل فوجئوا بأن النظام الإيراني لم يفعل لهم شيئاً واكتفى بإصدار البيانات وتوزيع التصريحات الفارغة وتركهم يواجهون مصيرهم.
النظام الإيراني أعطى أولئك الذين أوهمهم بأنهم أقوياء وأن بإمكانهم أن يسيطروا على الحكم في البحرين في أيام معدودات بل في ساعات لو قرروا «الثورة»، أعطاهم الشمس في يد والقمر في يد ثم تبين لهم أنه لا يملك إلا الكلام وأنه يخاف حتى من ظله وأنه ليس من الأقوام التي تحترم الوعود والمواثيق وأنه نكص على عقبيه وأنه مهدد بالزوال في اللحظة التي يقرر الإيرانيون فيها تحرير إيران منه ومن ظلمه للشعب الإيراني.
هذا ما فعله النظام الإيراني ويفعله دائماً، يشحن البسطاء ويوهمهم بأنهم أقوياء وقادرون على فعل الكثير، ثم عندما تقع الفأس في الرأس ويجدون أنفسهم متورطين يهرب من الموقف ويكتفي بإصدار بيان أو تصريح يعبر فيه عن تعاطفه معهم. يقول كما يقول أي شخص لا علاقة له بالأمر... «مساكين ما يستاهلون».. وقد يزيد بقوله «الله يعينهم»!
طبعاً لا يمكن إنكار الدور الخفي الذي يقوم به هذا النظام «من تحت لتحت»، سواء في إيران أو الدول التي صار مشاركاً في إدارتها مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، لكن كل هذا الذي يقوم به يمكن تصنيفه في باب الشحن والإيهام، والأكيد أنه لا ينفع من دفع بهم إلى أتون معركة خاسرة، فلا معارض الصور التي يقيمها هناك ويتقصد لها مواقيت معينة تنفع، ولا خطب الجمعة التي يحاول بها من جديد إيهامهم بأنه معهم وأنهم ليسوا وحدهم تنفع، ولا المؤتمرات والندوات التي يقيمها هنا وهناك تنفع، فكل هذه الأمور لا تأثير لها ولا يمكن بها مواجهة دولة لها تاريخها ووزنها بين دول العالم وتمتلك علاقات قوية مع الجميع.
ليس وحدهم أولئك الذين أوهمهم ذلك النظام وضحك على عقولهم وزين لهم أعمالهم ودعاهم إلى التحرك، فهناك آخرون وقعوا في المطب نفسه وعانوا مثل ما صار يعاني أولئك الذين من المثير أنهم لايزالون يعتقدون أن النظام الإيراني سيفعل لهم شيئاً وأنه لن يتخلى عنهم ويخذلهم!
التطورات الأخيرة التي انشغل بها الشارع البحريني هزت «ضمير» النظام الإيراني فاجتهد في إصدار البيانات ونثر التصريحات هنا وهناك وأوعز إلى الفضائيات «السوسة» لتقوم بدورها المرسوم لها بدقة، والغالب أنه سيعمد إلى تنظيم بعض الفعاليات في إيران وفي تلك الدول، ولكنه في النهاية سيقول لأولئك الذين ورطوا أنفسهم وخسروا مستقبلهم وحياتهم ما معناه أنه ليس لي عليكم من سلطان، وأن ما حدث هو أنني دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني، فأنتم الذين تستحقون اللوم، فلوموا أنفسكم!
هذا هو النظام الإيراني الذي من المؤسف أن البعض لايزال يعتقد أنه المتهم البريء وأنه سيأتي اليوم الذي يحقق فيه وعوده!