عندما يقول أمين عام «حزب إيران في لبنان» إن «آمال ترامب ونائبه وحكومته ونتنياهو وإسرائيل والمسؤولون السعوديون خابت في إيران» فإنه يرمي إلى ترويج فكرة ملخصها أن النظام الإيراني غير مقصر مع الشعب الإيراني، وأن هذا الشعب لا مشكلة له مع النظام بل يبادله حباً بحب، وأن من قام بالانتفاضة أناس لا علاقة لهم به وإنما هم عملاء ومخربون وإرهابيون، وأن ملخص ما حدث في الأيام الماضية هو أن أمريكا وإسرائيل والسعودية حاولت العمل من الداخل بهدف الإطاحة بالنظام بعدما ظنت أن الأمر سهل يسير لكنها فشلت وفوجئت بسيطرة الحكومة على الوضع سريعاً وأنها دخلت مرحلة محاسبة «مثيري الفوضى» ومحاكمتهم، معلنة بذلك بأن مسعى الدول الثلاث قد خاب.
لعبة مكشوفة ومحاولة غايتها تبييض وجه النظام والضحك على ذقون المواطنين الإيرانيين بالقول بأن الدول الثلاث لا تسعى إلى إسقاط النظام فقط ولكن لتحويل إيران إلى سوريا جديدة وعراق ويمن جديدين، وأنه بناء عليه فإن المطلوب من جميع الإيرانيين الالتفاف حول النظام ومواجهة التدخل، فلا أفضل لإيران غير هذا النظام، ولا أحسن للإيرانيين غير الولي الفقيه وحكومة الملالي. وهو بالضبط ما هدفت إليه المظاهرات التي قام النظام بتسييرها والتحشيد لها، معتقداً أن العالم عندما يرى تلك المظاهرات بتلك الأعداد المشاركة فيها سيقبل بالفكرة التي دفعت «مندوبها» في لبنان إلى الترويج لها عبر مقابلة خاصة تجريها معه فضائية «الميادين» التي انكشفت وبان خطها أكثر مع بدء الانتفاضة في إيران.
بالتأكيد لا يمكن استبعاد فكرة أن لكل دولة من الدول الثلاث المذكورة مصلحة في تغيير النظام في إيران، فهذا أمر طبيعي، وتشاركها فيه دول كثيرة، فالدول مصالح، واستمرار النظام الإيراني في السيطرة على مقاليد الأمور في إيران، واستمراره في ممارسة الخطأ يجعل لكل دولة من دول المنطقة وخارجها مصالح تعمل على حمايتها. لكن القول بأن أمريكا وإسرائيل والسعودية تتعاون على الإطاحة بالنظام الحاكم من خلال تحريك الداخل الإيراني قول يصعب استيعابه، والسبب هو أن من ظل يعمل على الإطاحة بهذا النظام المتخلف طوال السنين الأربعين الماضيات هو الشعب الإيراني الذي ذاق منه الأمرين وليس تلك الدول أو غيرها التي يمكنها -إن أرادت- أن تحصل على ما تريد من مكاسب وتحمي مصالحها حتى في ظل استمرار النظام الحاكم في إيران، حيث الأكيد أنها لن تعدم وسيلة.
مشكلة النظام في إيران الآن هي أن الشعب الإيراني وصل إلى مرحلة صار غير قادر على تصديقه، وصار يعرف تفاصيل اللعبة، ويعرف كيف يبذر النظام أموال الشعب ويصرفها على مغامراته التي لا طائل من ورائها بدل أن يصرفها على تطوير حياة الشعب الإيراني الذي يعاني اليوم من شظف العيش، بل وصل حد النبش في حاويات القمامة لعله يجد فيها ما يقيم أوده.
لم يعد الشعب الإيراني المظلوم قادراً على تحمل المزيد ولا يمكن أن يثق في الطغمة الحاكمة في إيران، لهذا ثار وصار يرفع الشعارات التي تلخص معاناته ويطالب بمحاسبة النظام والتدقيق على كل تومان تم وضعه في غير موضعه.
ليس مصادفة تطرق نصرالله في المقابلة التي أجريت معه في اليومين الماضيين إلى الراتب الذي يحصل عليه والتي رفض خلالها بيان حجم الأموال التي يحصل عليها ذلك الحزب من النظام الإيراني «كان نصرالله قد اعترف في أحد خطبه أن إيران متكفلة بكل مصاريف الحزب»، فالقصد من ذلك واضح وهو القول بأن النظام الإيراني لا يبالغ في دعم حزبه في لبنان وإن ما يصرفه عليه هو لمصلحة الشعب الإيراني.
{{ article.visit_count }}
لعبة مكشوفة ومحاولة غايتها تبييض وجه النظام والضحك على ذقون المواطنين الإيرانيين بالقول بأن الدول الثلاث لا تسعى إلى إسقاط النظام فقط ولكن لتحويل إيران إلى سوريا جديدة وعراق ويمن جديدين، وأنه بناء عليه فإن المطلوب من جميع الإيرانيين الالتفاف حول النظام ومواجهة التدخل، فلا أفضل لإيران غير هذا النظام، ولا أحسن للإيرانيين غير الولي الفقيه وحكومة الملالي. وهو بالضبط ما هدفت إليه المظاهرات التي قام النظام بتسييرها والتحشيد لها، معتقداً أن العالم عندما يرى تلك المظاهرات بتلك الأعداد المشاركة فيها سيقبل بالفكرة التي دفعت «مندوبها» في لبنان إلى الترويج لها عبر مقابلة خاصة تجريها معه فضائية «الميادين» التي انكشفت وبان خطها أكثر مع بدء الانتفاضة في إيران.
بالتأكيد لا يمكن استبعاد فكرة أن لكل دولة من الدول الثلاث المذكورة مصلحة في تغيير النظام في إيران، فهذا أمر طبيعي، وتشاركها فيه دول كثيرة، فالدول مصالح، واستمرار النظام الإيراني في السيطرة على مقاليد الأمور في إيران، واستمراره في ممارسة الخطأ يجعل لكل دولة من دول المنطقة وخارجها مصالح تعمل على حمايتها. لكن القول بأن أمريكا وإسرائيل والسعودية تتعاون على الإطاحة بالنظام الحاكم من خلال تحريك الداخل الإيراني قول يصعب استيعابه، والسبب هو أن من ظل يعمل على الإطاحة بهذا النظام المتخلف طوال السنين الأربعين الماضيات هو الشعب الإيراني الذي ذاق منه الأمرين وليس تلك الدول أو غيرها التي يمكنها -إن أرادت- أن تحصل على ما تريد من مكاسب وتحمي مصالحها حتى في ظل استمرار النظام الحاكم في إيران، حيث الأكيد أنها لن تعدم وسيلة.
مشكلة النظام في إيران الآن هي أن الشعب الإيراني وصل إلى مرحلة صار غير قادر على تصديقه، وصار يعرف تفاصيل اللعبة، ويعرف كيف يبذر النظام أموال الشعب ويصرفها على مغامراته التي لا طائل من ورائها بدل أن يصرفها على تطوير حياة الشعب الإيراني الذي يعاني اليوم من شظف العيش، بل وصل حد النبش في حاويات القمامة لعله يجد فيها ما يقيم أوده.
لم يعد الشعب الإيراني المظلوم قادراً على تحمل المزيد ولا يمكن أن يثق في الطغمة الحاكمة في إيران، لهذا ثار وصار يرفع الشعارات التي تلخص معاناته ويطالب بمحاسبة النظام والتدقيق على كل تومان تم وضعه في غير موضعه.
ليس مصادفة تطرق نصرالله في المقابلة التي أجريت معه في اليومين الماضيين إلى الراتب الذي يحصل عليه والتي رفض خلالها بيان حجم الأموال التي يحصل عليها ذلك الحزب من النظام الإيراني «كان نصرالله قد اعترف في أحد خطبه أن إيران متكفلة بكل مصاريف الحزب»، فالقصد من ذلك واضح وهو القول بأن النظام الإيراني لا يبالغ في دعم حزبه في لبنان وإن ما يصرفه عليه هو لمصلحة الشعب الإيراني.