بعد إعلان واشنطن في 30 يوليو 2007 عن خططها بيع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أسلحة بقيمة 20 مليار دولار على مدار العشر سنوات القادمة، كتبت مقالاً في 28 أغسطس 2007 بعنوان «إدخال إيران نفق سباق التسلح المظلم» على الرابط:
http://gulfsecurity.blogspot.com/2007/08/blog-post_28.html
قلنا فيه إن من المعروف أن هناك بناء للترسانة العسكرية، وهناك سباق تسلح، وقد دخلت دول الخليج كلا المجالين، وإن ظلت أقرب إلى بناء الترسانة العسكرية أكثر من سباق التسلح مع إيران. كما أوردنا كيف قاد الفكر الرأسمالي الخبراء الأمريكيين إلى أن الاتحاد السوفيتي يمر بأزمات اقتصادية طاحنة بالإمكان زيادتها لدفع الاتحاد السوفيتي لحافة الهاوية. وفي عام 1983، أطلق الرئيس ريغان مبادرة الدفاع الاستراتيجي «حرب النجوم» لإحباط أي هجوم على أمريكا أو حليفاتها الأوروبية. كان ريغان يدرك أن الإمكانيات المادية الأوروبية قاصرة، فتكفل بالمشروع. لقد جاء برنامج حرب النجوم في إطار سياسة وضعها ريغان لجر الاتحاد السوفيتي إلى سباق تسلح مدمر، وقد نجح فيه. وحرب النجوم هي أكبر عملية استدراج لسباق التسلّح بين طرفي الحرب الباردة، فلقيت الخطة مقاومة دبلوماسية شديدة من الاتحاد السوفيتي ومن الصين، وبعد ثلاث سنوات من بداية المشروع تفحص غورباتشوف قدرة الاتحاد السوفيتي على مجاراة الولايات المتحدة في ذلك السباق، وكان أن قال في خطابه بعد لقاء ريكيافيك في 12 أغسطس 1986 «إن مبادرة الدفاع الاستراتيجي لا تخيفنا. وأنا أعلن هذا بكل ثقة. لأن مزاولة البلف والخديعة في مثل هذه المسائل أمر يفتقر إلى المسؤولية، سيكون هناك رد على مبادرة الدفاع الاستراتيجي رد غير منتظر. لكنه سيكون وافياً وفي هذه الحالة لن نضطر إلى التضحية بالكثير»، الرد غير المنتظر كان هو أن غورباتشوف أدرك أن تفكيك الاتحاد السوفيتي الذي كان من قبل أمراً لا يصدق، قد غدا أمراً حتمياً، بديلاً للدخول في سباق تسلح يستنفذ التضحية الأقسى وهي اختطاف الخبز من أفواه الناس. لقد كان سباق التسلح هو حصان طروادة الذي نتج عنه اختناق وفشل النظام السوفيتي وتفكيكه والإجهاز عليه.
* بالعجمي الفصيح:
تبقى الكتابات القديمة صالحة للنشر حين لا تتغير الطباع الإيرانية، فما سبق كان جزءاً من مقال في 2007، وقد تحقق ما توقعناه قبل 10 سنوات. وبلعت طهران الطعم لتكون ضحية ثاني أكبر استدراج لسباقٍ التسلّح، فقد زادت الميزانية الدفاعية 128% خلال السنوات الماضية، رغم عجز الموازنة العامة، دون أن تراعي أن دول العالم كافة تعاني دائماً مشكلة ترتيب أولياتها بين توفير الخبز لشعبها أو البندقية، فثار الشعب الإيراني منتفضاً ليس من الجوع في الشوارع فحسب بل لأن البندقية لم تكن للإيرانيين بل لحزب الله والأسد. وكما يقال بأن التاريخ عندما يعيد نفسه تكون في المرة الأولى كارثة وفي المرة الثانية مهزلة.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
http://gulfsecurity.blogspot.com/2007/08/blog-post_28.html
قلنا فيه إن من المعروف أن هناك بناء للترسانة العسكرية، وهناك سباق تسلح، وقد دخلت دول الخليج كلا المجالين، وإن ظلت أقرب إلى بناء الترسانة العسكرية أكثر من سباق التسلح مع إيران. كما أوردنا كيف قاد الفكر الرأسمالي الخبراء الأمريكيين إلى أن الاتحاد السوفيتي يمر بأزمات اقتصادية طاحنة بالإمكان زيادتها لدفع الاتحاد السوفيتي لحافة الهاوية. وفي عام 1983، أطلق الرئيس ريغان مبادرة الدفاع الاستراتيجي «حرب النجوم» لإحباط أي هجوم على أمريكا أو حليفاتها الأوروبية. كان ريغان يدرك أن الإمكانيات المادية الأوروبية قاصرة، فتكفل بالمشروع. لقد جاء برنامج حرب النجوم في إطار سياسة وضعها ريغان لجر الاتحاد السوفيتي إلى سباق تسلح مدمر، وقد نجح فيه. وحرب النجوم هي أكبر عملية استدراج لسباق التسلّح بين طرفي الحرب الباردة، فلقيت الخطة مقاومة دبلوماسية شديدة من الاتحاد السوفيتي ومن الصين، وبعد ثلاث سنوات من بداية المشروع تفحص غورباتشوف قدرة الاتحاد السوفيتي على مجاراة الولايات المتحدة في ذلك السباق، وكان أن قال في خطابه بعد لقاء ريكيافيك في 12 أغسطس 1986 «إن مبادرة الدفاع الاستراتيجي لا تخيفنا. وأنا أعلن هذا بكل ثقة. لأن مزاولة البلف والخديعة في مثل هذه المسائل أمر يفتقر إلى المسؤولية، سيكون هناك رد على مبادرة الدفاع الاستراتيجي رد غير منتظر. لكنه سيكون وافياً وفي هذه الحالة لن نضطر إلى التضحية بالكثير»، الرد غير المنتظر كان هو أن غورباتشوف أدرك أن تفكيك الاتحاد السوفيتي الذي كان من قبل أمراً لا يصدق، قد غدا أمراً حتمياً، بديلاً للدخول في سباق تسلح يستنفذ التضحية الأقسى وهي اختطاف الخبز من أفواه الناس. لقد كان سباق التسلح هو حصان طروادة الذي نتج عنه اختناق وفشل النظام السوفيتي وتفكيكه والإجهاز عليه.
* بالعجمي الفصيح:
تبقى الكتابات القديمة صالحة للنشر حين لا تتغير الطباع الإيرانية، فما سبق كان جزءاً من مقال في 2007، وقد تحقق ما توقعناه قبل 10 سنوات. وبلعت طهران الطعم لتكون ضحية ثاني أكبر استدراج لسباقٍ التسلّح، فقد زادت الميزانية الدفاعية 128% خلال السنوات الماضية، رغم عجز الموازنة العامة، دون أن تراعي أن دول العالم كافة تعاني دائماً مشكلة ترتيب أولياتها بين توفير الخبز لشعبها أو البندقية، فثار الشعب الإيراني منتفضاً ليس من الجوع في الشوارع فحسب بل لأن البندقية لم تكن للإيرانيين بل لحزب الله والأسد. وكما يقال بأن التاريخ عندما يعيد نفسه تكون في المرة الأولى كارثة وفي المرة الثانية مهزلة.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج