يفرح اليوم اليمين الإسرائيلي بخطاب بنس في الكنيست وإعلانه نقل السفارة إلى القدس في 2019 ويظن أنه سيحقق مكاسب للعقيدة الصهيونية وللدولة العبرية ولكن في الحقيقة فإسرائيل تقوم بعملية انتحار بطيء.
فكلما قامت بضم أراض جديدة وكلما بنت مستوطنات جديدة فهي تتوغل في المحيط العربي وتغرق نفسها في بحره البشري. وكلما توغلت في الأراضي الفلسطينية فهي تقضي على إمكانية حل الدولتين؛ وحل الدولتين هو الضمانة الوحيدة لاستدامة دولة إسرائيل.
ولكن الأيديولوجيا الصهيونية والتشبث بفكرة أن الله أعطى أرض فلسطين لليهود دون سواهم هو العائق الأهم لتحقيق السلام. حزب العمل الذي يتبنى فكرة الأرض مقابل السلام يلفظ أنفاسه الأخيرة والجمهور الإسرائيلي متجه إلى اليمين حتى بات نتنياهو يعتبر من الوسط بوجود شخصيات متشددة مثل ليبرمان وبنيت.
وقد يظهر لنا اليمين كالعدو المبين ولكن في المدى البعيد هو الذي سيأتي بأجل إسرائيل. اليمين المتشدد سيدمر إسرائيل والصهيونية ستدمر أية مقومات الدولة المدنية التي يمكن أن تمتلكها إسرائيل.
فمن ركائز الدولة المدنية تكافؤ الفرص ومعاملة المواطنين سواسية بغض النظر عن انتمائهم الديني أو العرقي. ولكن اليمين الصهيوني لا يرى العربي الإسرائيلي كما يرى اليهودي الإسرائيلي.
واليوم تزداد وقاحة وجرأة إسرائيل وكلما ازدادت جرأتها عرت نفسها أمام المجتمع الدولي وكشفت عن عنصريتها. وكلما أظهرت للغرب كم أن مقولة إسرائيل دولة ديمقراطية أو بالأحرى الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط هي كذبة. واليوم بوجود التكنولوجيا وأدوات التواصل الاجتماعي يصعب إخفاء الحقيقة.
فعهد التميمي يمكنها الوصول إلى أي بيت، وإلى أي محمول، وإلى أي حاسوب في الغرب. واليوم هناك صراع وجودي داخل إسرائيل وما طرد النواب العرب من الكنيست عقب رفعهم ليافطات القدس عاصمة فلسطين إلا دليل على هشاشة المنظومة الإسرائلية التي تستند على مبادئ متناقضة. فالديمقراطية لا تتماشى مع الأيديولوجيا العنصرية التي تتمثل بالصهيونية.
واليوم تزداد عدائية الإسرائليين للفلسطينيين ولعرب إسرائيل وتزداد مجاهرة الدولة العبرية بصهيونيتها المتشددة بوجود ترامب ومن الجهة الثانية يزداد اضمحلال وعجز السلطة الفلسطينية. ولكن في النهاية حين ستضم إسرائيل كل فلسطين وهو هدفها الأيديولوجي ستخسر كل فلسطين لأنها ستضطر إلى أن تتعامل مع 5 ملايين فلسطيني.
حينها سيتحول النضال الفلسطيني من نضال للمطالبة بالسيادة لنضال للمطالبة بحقوق مدنية. حينها ستجد إسرائيل نفسها أمام سيناريو جنوب إفريقيا وفي ذلك الحين حين ستحصل على كل شيء ستخسر كل شيء.
{{ article.visit_count }}
فكلما قامت بضم أراض جديدة وكلما بنت مستوطنات جديدة فهي تتوغل في المحيط العربي وتغرق نفسها في بحره البشري. وكلما توغلت في الأراضي الفلسطينية فهي تقضي على إمكانية حل الدولتين؛ وحل الدولتين هو الضمانة الوحيدة لاستدامة دولة إسرائيل.
ولكن الأيديولوجيا الصهيونية والتشبث بفكرة أن الله أعطى أرض فلسطين لليهود دون سواهم هو العائق الأهم لتحقيق السلام. حزب العمل الذي يتبنى فكرة الأرض مقابل السلام يلفظ أنفاسه الأخيرة والجمهور الإسرائيلي متجه إلى اليمين حتى بات نتنياهو يعتبر من الوسط بوجود شخصيات متشددة مثل ليبرمان وبنيت.
وقد يظهر لنا اليمين كالعدو المبين ولكن في المدى البعيد هو الذي سيأتي بأجل إسرائيل. اليمين المتشدد سيدمر إسرائيل والصهيونية ستدمر أية مقومات الدولة المدنية التي يمكن أن تمتلكها إسرائيل.
فمن ركائز الدولة المدنية تكافؤ الفرص ومعاملة المواطنين سواسية بغض النظر عن انتمائهم الديني أو العرقي. ولكن اليمين الصهيوني لا يرى العربي الإسرائيلي كما يرى اليهودي الإسرائيلي.
واليوم تزداد وقاحة وجرأة إسرائيل وكلما ازدادت جرأتها عرت نفسها أمام المجتمع الدولي وكشفت عن عنصريتها. وكلما أظهرت للغرب كم أن مقولة إسرائيل دولة ديمقراطية أو بالأحرى الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط هي كذبة. واليوم بوجود التكنولوجيا وأدوات التواصل الاجتماعي يصعب إخفاء الحقيقة.
فعهد التميمي يمكنها الوصول إلى أي بيت، وإلى أي محمول، وإلى أي حاسوب في الغرب. واليوم هناك صراع وجودي داخل إسرائيل وما طرد النواب العرب من الكنيست عقب رفعهم ليافطات القدس عاصمة فلسطين إلا دليل على هشاشة المنظومة الإسرائلية التي تستند على مبادئ متناقضة. فالديمقراطية لا تتماشى مع الأيديولوجيا العنصرية التي تتمثل بالصهيونية.
واليوم تزداد عدائية الإسرائليين للفلسطينيين ولعرب إسرائيل وتزداد مجاهرة الدولة العبرية بصهيونيتها المتشددة بوجود ترامب ومن الجهة الثانية يزداد اضمحلال وعجز السلطة الفلسطينية. ولكن في النهاية حين ستضم إسرائيل كل فلسطين وهو هدفها الأيديولوجي ستخسر كل فلسطين لأنها ستضطر إلى أن تتعامل مع 5 ملايين فلسطيني.
حينها سيتحول النضال الفلسطيني من نضال للمطالبة بالسيادة لنضال للمطالبة بحقوق مدنية. حينها ستجد إسرائيل نفسها أمام سيناريو جنوب إفريقيا وفي ذلك الحين حين ستحصل على كل شيء ستخسر كل شيء.