بعد محاولات إقناع مستفيضة سمحت لي والدتي بزيارة سارة صديقتي التي يجمعني بها مقعد مشترك في الصف الأول الإعدادي، هي نفسها ابنة طبيبة الأطفال التي أتعالج عندها. عندما دخلت بيتها وسلمت على الأم، فناديتها كما العادة مسا الخير دكتورة. فردت عليّ لا يا ميّ: «أنا هنا في البيت أم صديقتك وأنت في مقام ابنتي، فناديني بـ«تونت أم سارة - أي خالة». استعجبت من كلام «تونت» وقتها ولم أجد له تفسيراً، اكتفيت بأنني ابتسمت ابتسامة استحياء ومشيت عنها. حقيقة كنت سعيدة بكلامها وردة فعلها، ولكن لا أعرف «لماذا».
مرت الأيام والسنون التي رأيت بها العجب العجاب وتعلمت بها من الدروس الكثير ومن العبر الأكثر، كل ذلك كان كفيلاً بأن يفسر لي تصرف الدكتورة في ذلك اليوم أو بالحقيقة «تونت» أم سارة والتي في دقائق معدودة أعطتني درساً من دون أن أشعر، ورسّخت داخلي مبدأ دون أن تقصد، فقط لأنها تمارس قناعتها الخاصة والتي أرادت أن تشاركني بها أمام ابنتها وهي ألاّ نطبق مبدأ «الكرسي المتنقل» في حياتنا.
فأياً كان «كرسي الشخص» أي منصبه المهني أو الاجتماعي فإنه حقيقة في بيته مع زوجته وأبنائه لا بد أن يعيش كونه «الأب أو الزوج» ومع أهله، الابن الصغير، ومع إخوانه الأخ الأكبر، ومع أصدقائه أن يكون الصديق، يدخل «البقالة» ويتعامل مع راعي الخضار بأريحية ومن دون تكليف، يحترم قانون المشاة والمرور، من دون تزييف، والأهم من ذلك ألا يستخدم على الفاضي والمليان عبارة «مش عارف مين أنا»، لأنه عيب بكل ما في الكلمة من معنى. وبالطبع الكلام ليس حكراً فقط على الرجال وإنما أيضاً موجه للسيدات ولمن يجد في نفسه هذه الصفات.
فالمرء وما يقوم به من تصرفات، وينطق به من كلام فإنه بالدرجة الأولى يعكس الموروثات الفكرية والثقافية التي نشأ عليها والنهج الذي تربى عليه والسلوكيات التي اكتسبها على مر الزمان. كل هذا يعتبر المرآة لهذه الشخصية الجاذبة لاحترام الآخرين، الوافية للتقدير والتفاعل الإيجابي من الجميع والعكس بالتأكيد هو الصحيح. ولا أخفِ عليكم سراً فأكثر ما يؤسفني أن الشهادات العلمية المرموقة الحاصل عليها الفرد من أهم الجامعات، والتي باتت لا تتعدى كونها زينة راقية على الجدار، لا تقوده إلى سواء السبيل ومنارة التفكير، لذلك العتب يكون أكبر واللوم يكون به من الشيء الكثير.
وصدق الإمام الشافعي حينما قال:
إِن الفقيهَ هو الفقيهُ بفعلهِ
ليسَ الفقيهُ بنطقهِ ومقالهِ
وكذا الرئيسُ هوَ الرئيسُ بخلقهِ
ليسَ الرئيسُ بقومهِ ورجالهِ
وكذا الغنيُ هوَ الغنيُ بحالهِ
ليسَ الغنيُّ بملكهِ وبمالهِ
مرت الأيام والسنون التي رأيت بها العجب العجاب وتعلمت بها من الدروس الكثير ومن العبر الأكثر، كل ذلك كان كفيلاً بأن يفسر لي تصرف الدكتورة في ذلك اليوم أو بالحقيقة «تونت» أم سارة والتي في دقائق معدودة أعطتني درساً من دون أن أشعر، ورسّخت داخلي مبدأ دون أن تقصد، فقط لأنها تمارس قناعتها الخاصة والتي أرادت أن تشاركني بها أمام ابنتها وهي ألاّ نطبق مبدأ «الكرسي المتنقل» في حياتنا.
فأياً كان «كرسي الشخص» أي منصبه المهني أو الاجتماعي فإنه حقيقة في بيته مع زوجته وأبنائه لا بد أن يعيش كونه «الأب أو الزوج» ومع أهله، الابن الصغير، ومع إخوانه الأخ الأكبر، ومع أصدقائه أن يكون الصديق، يدخل «البقالة» ويتعامل مع راعي الخضار بأريحية ومن دون تكليف، يحترم قانون المشاة والمرور، من دون تزييف، والأهم من ذلك ألا يستخدم على الفاضي والمليان عبارة «مش عارف مين أنا»، لأنه عيب بكل ما في الكلمة من معنى. وبالطبع الكلام ليس حكراً فقط على الرجال وإنما أيضاً موجه للسيدات ولمن يجد في نفسه هذه الصفات.
فالمرء وما يقوم به من تصرفات، وينطق به من كلام فإنه بالدرجة الأولى يعكس الموروثات الفكرية والثقافية التي نشأ عليها والنهج الذي تربى عليه والسلوكيات التي اكتسبها على مر الزمان. كل هذا يعتبر المرآة لهذه الشخصية الجاذبة لاحترام الآخرين، الوافية للتقدير والتفاعل الإيجابي من الجميع والعكس بالتأكيد هو الصحيح. ولا أخفِ عليكم سراً فأكثر ما يؤسفني أن الشهادات العلمية المرموقة الحاصل عليها الفرد من أهم الجامعات، والتي باتت لا تتعدى كونها زينة راقية على الجدار، لا تقوده إلى سواء السبيل ومنارة التفكير، لذلك العتب يكون أكبر واللوم يكون به من الشيء الكثير.
وصدق الإمام الشافعي حينما قال:
إِن الفقيهَ هو الفقيهُ بفعلهِ
ليسَ الفقيهُ بنطقهِ ومقالهِ
وكذا الرئيسُ هوَ الرئيسُ بخلقهِ
ليسَ الرئيسُ بقومهِ ورجالهِ
وكذا الغنيُ هوَ الغنيُ بحالهِ
ليسَ الغنيُّ بملكهِ وبمالهِ