* يقاس الأثر بحجم العمل الذي يتركه المرء قبل أن يغادر محطة الدنيا إلى محطته القادمة التي سيعبر من خلالها إلى الآخرة الباقية.. وهذا الأثر لا يتركه بصورة عابثة، أو بصدفة غير مخطط لها، إنما هو نتاج حياة حافلة بالعطاء والجد والاجتهاد والبعد عن مواطن الهزل وإهدار الأوقات فيما لا فائدة منه.. وشاءت الأقدار أن نسلط الأضواء في أكثر من مقال على رحيل شامات خير في هذا الوطن العزيز.. فهي الحقيقة الساطعة التي سنلج إليها شئنا أم أبينا، ويفصلنا لتحقيق شواهدها بضع لحظات بالمصطلح الدنيوي السريع.. فمنذ أيام رحل الوجيه مبارك بن جاسم كانو رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو، صاحب الأيادي البيضاء ورئيس شركة لها بصماتها المؤثرة في وطننا الحبيب، من مساجد ومراكز صحية ومستشفيات. كما رحلت الدكتورة سمية محمد الغريب رئيسة قسم أمراض وزراعة الكلى بمستشفى السلمانية صاحبة العطاء الإنساني في المجال الطبي.. هؤلاء وغيرهم تركوا في حياتهم أجمل الأثر.. وأثرهم الخالد سيكون لهم صدقة جارية للأجيال المتعاقبة.. تذكروا هذا الحديث وضعوه نصب أعينكم في كل خطواتكم في الحياة.. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم. فالمرء يغادر الدنيا وينقطع عمله إلا من مسجد بناه يصلى فيه أو صدقة جارية يستمر أجرها بعد وفاته، أو علم نشره وانتفع به الناس وتعلموا منه، ثم الولد الصالح الذي هو نتاج التربية القويمة الخصبة.. اللهم اجعلنا ممن يتركون أجمل الأثر.
* مع كل محطة من محطات الحياة يجدر بك أن تتأمل واقعك وتستفيد من كل تجربة في تهيئة حياتك لغد أفضل وحياة هانئة بعيدة عن صخب الحياة وتوافه الأمور.. ومع إطلالة عام 2018 والتي بدأت أيامه المتسارعة تتصرم كما تصرمت غيرها ورحلت، أطلقت مبادرة «عشر الأثر» والتي استلهمتها من واقع الحياة ومعاملات الأيام التي علمتني الكثير..
* أول العشر أن تحب التغيير وتغير نفسك لتواجه تغيرات الحياة بنفس خيرة تحب الخير وتعشق التحديات.. فلا بد أن تتغير «وتشوف نفسك صح»، فلا تعطي نفسك أكبر من حجمها فإنما أنت أيام كلما ذهب يومك ذهب بعضك.. «شوف نفسك صح» ولا تجعلها تستمر في غيها وفتورها واهتمامها بتوافه الحياة.. بل اجعلها تتغير لتضع قدمها في المكان الصحيح في مسير الخير.
* ثاني العشر أن تهتم بوقتك وتهتم بدقائق الحياة المعدودات التي تنقضي سريعاً بلا عودة.. فوقتك أنت من تصنعه، وأنت من تصنع الفارق في طبيعة الأثر الذي تتركه.. فلا تترك دقيقة واحدة تمر عليك إلا وقد قدمت فيها ما يشفع لك عند الملك الديان.. لا تترك أي لحظة تمر بلا أثر مرجو في حياتك وحياة من تتعامل معهم.. يقول صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ».
* ثالث العشر أن ترفع شعار «لا مشكلات» حتى لا تغوص في بحور الغفلة والهم والغم والتفكير في حلها.. اكتب الحلول الإيجابية التي من خلالها يمكنك أن تقدم الكثير في حياتك.. وانسحب من كل مواطن «الأثر السيئ» الذي يرديك في متاهات قاتمة!! لا مشكلات بعد اليوم.. قلها لكل من ركز على السلبيات وتصيد الأخطاء وفلان قال وفلان فعل، وأقنعه بأن يترك بصمة الخير والأثر الجميل.
* رابع العشر أن تتميز بإتقانك في كل صغيرة وكبيرة في حياتك.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه». فإتقان العمل هو ما يميزك أمام الآخرين في كل مناحي الحياة.. فاسمك يشار إليه بالبنان في حياتك وبعد موتك عندما يذكر عملك الذي أبرزته يوما ما في حياة البشر.
* خامس العشر أن تتعامل مع «ثقافة الناس الحياتية». فمن خبرتي الحياتية أيقنت أن هناك فئات من البشر من الصعوبة بمكان أن تغير طبائعها، أو أن تتدرب من أجل التمكن من مهارات ما بعينها.. لأن ثقافتها الحياتية التي لبستها إنما هي من نسيج البيئة التي نشأت فيها، والصحبة التي صحبتها.. فهي وإن قالت أنها تسير معك جنباً إلى جنب في طريق الإنجاز.. ولكنها في واقع الأمر «تقول ما لا تفعل».. وتضمر في نفسها خلاف ذلك..
* سادس العشر أن تجالس الناجحين وأصحاب الخبرات الحياتية الذين انتقلوا في حياتهم إلى محطات كثيرة تعلموا من خلالها الكثير، وأكسبتهم خبرات متنوعة أفضل بكثير من نظريات الكتب الرتيبة.. واحرص أن تنوع من تلك اللقاءات التي تكسبك ثقة في نفسك وتدفعك إلى عطاء متميز.. واترك تلك الشخصيات المذمومة التي تفرز شحنات سلبية تؤخر تقدمك في صناعة الأثر المرجو.
* سابع العشر أن تحرص على تلميع صورتك الذهنية في المجتمع بما تقدمه من أعمال جليلة لها الأثر في حياة الآخرين.. فصورتك الذهنية هي انطباع الآخرين عنك بما تقدمه.. وإن وجدت ما يسيء إلى هذه الصورة، فلا تترك هذه الثغرات تزداد توسعا، بل سارع إلى إخفائها واستبدالها بما يسر الناظرين.
* ثامن العشر اقتناص الفرصة التي بين يديك، فإنما الفرصة مثل الذبابة إن طارت فلن تعود أبدا.. فكل حدث بين يديك إنما هو فرصة.. استثمره قدر الإمكان، فهو اختبار وتمحيص لك من المولى الكريم.. الفرصة هي نقطة انطلاق لتحقيق التغيير.. اقبلها على الفور ولا تتردد..
* تاسع العشر أن تتبادل الاحترام مع المجتمع، فبدون الاحترام لا تستطيع أن تكون مقبولا في واقع الناس، ولا تستطيع أن تحقق الأثر وتتمكن من فرض وجودك.
* عاشر العشر أن لا ترضى أن يكون حجم أثرك مجرد بضع بصمات لقدميك في صحراء شاسعة.. بل هي بصمات ممتدة إلى الأفق البعيد.. لذا كن شعلة خير لا تنطفىء في مجتمع يحبك ويحب طيبة قلبك ونبضات عطاؤك المتدفقة بالحنان.
* ومضة أمل:
اترك أثرك الطيب في وطن احتضنك وتحتضنه بقلبك.
* مع كل محطة من محطات الحياة يجدر بك أن تتأمل واقعك وتستفيد من كل تجربة في تهيئة حياتك لغد أفضل وحياة هانئة بعيدة عن صخب الحياة وتوافه الأمور.. ومع إطلالة عام 2018 والتي بدأت أيامه المتسارعة تتصرم كما تصرمت غيرها ورحلت، أطلقت مبادرة «عشر الأثر» والتي استلهمتها من واقع الحياة ومعاملات الأيام التي علمتني الكثير..
* أول العشر أن تحب التغيير وتغير نفسك لتواجه تغيرات الحياة بنفس خيرة تحب الخير وتعشق التحديات.. فلا بد أن تتغير «وتشوف نفسك صح»، فلا تعطي نفسك أكبر من حجمها فإنما أنت أيام كلما ذهب يومك ذهب بعضك.. «شوف نفسك صح» ولا تجعلها تستمر في غيها وفتورها واهتمامها بتوافه الحياة.. بل اجعلها تتغير لتضع قدمها في المكان الصحيح في مسير الخير.
* ثاني العشر أن تهتم بوقتك وتهتم بدقائق الحياة المعدودات التي تنقضي سريعاً بلا عودة.. فوقتك أنت من تصنعه، وأنت من تصنع الفارق في طبيعة الأثر الذي تتركه.. فلا تترك دقيقة واحدة تمر عليك إلا وقد قدمت فيها ما يشفع لك عند الملك الديان.. لا تترك أي لحظة تمر بلا أثر مرجو في حياتك وحياة من تتعامل معهم.. يقول صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ».
* ثالث العشر أن ترفع شعار «لا مشكلات» حتى لا تغوص في بحور الغفلة والهم والغم والتفكير في حلها.. اكتب الحلول الإيجابية التي من خلالها يمكنك أن تقدم الكثير في حياتك.. وانسحب من كل مواطن «الأثر السيئ» الذي يرديك في متاهات قاتمة!! لا مشكلات بعد اليوم.. قلها لكل من ركز على السلبيات وتصيد الأخطاء وفلان قال وفلان فعل، وأقنعه بأن يترك بصمة الخير والأثر الجميل.
* رابع العشر أن تتميز بإتقانك في كل صغيرة وكبيرة في حياتك.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه». فإتقان العمل هو ما يميزك أمام الآخرين في كل مناحي الحياة.. فاسمك يشار إليه بالبنان في حياتك وبعد موتك عندما يذكر عملك الذي أبرزته يوما ما في حياة البشر.
* خامس العشر أن تتعامل مع «ثقافة الناس الحياتية». فمن خبرتي الحياتية أيقنت أن هناك فئات من البشر من الصعوبة بمكان أن تغير طبائعها، أو أن تتدرب من أجل التمكن من مهارات ما بعينها.. لأن ثقافتها الحياتية التي لبستها إنما هي من نسيج البيئة التي نشأت فيها، والصحبة التي صحبتها.. فهي وإن قالت أنها تسير معك جنباً إلى جنب في طريق الإنجاز.. ولكنها في واقع الأمر «تقول ما لا تفعل».. وتضمر في نفسها خلاف ذلك..
* سادس العشر أن تجالس الناجحين وأصحاب الخبرات الحياتية الذين انتقلوا في حياتهم إلى محطات كثيرة تعلموا من خلالها الكثير، وأكسبتهم خبرات متنوعة أفضل بكثير من نظريات الكتب الرتيبة.. واحرص أن تنوع من تلك اللقاءات التي تكسبك ثقة في نفسك وتدفعك إلى عطاء متميز.. واترك تلك الشخصيات المذمومة التي تفرز شحنات سلبية تؤخر تقدمك في صناعة الأثر المرجو.
* سابع العشر أن تحرص على تلميع صورتك الذهنية في المجتمع بما تقدمه من أعمال جليلة لها الأثر في حياة الآخرين.. فصورتك الذهنية هي انطباع الآخرين عنك بما تقدمه.. وإن وجدت ما يسيء إلى هذه الصورة، فلا تترك هذه الثغرات تزداد توسعا، بل سارع إلى إخفائها واستبدالها بما يسر الناظرين.
* ثامن العشر اقتناص الفرصة التي بين يديك، فإنما الفرصة مثل الذبابة إن طارت فلن تعود أبدا.. فكل حدث بين يديك إنما هو فرصة.. استثمره قدر الإمكان، فهو اختبار وتمحيص لك من المولى الكريم.. الفرصة هي نقطة انطلاق لتحقيق التغيير.. اقبلها على الفور ولا تتردد..
* تاسع العشر أن تتبادل الاحترام مع المجتمع، فبدون الاحترام لا تستطيع أن تكون مقبولا في واقع الناس، ولا تستطيع أن تحقق الأثر وتتمكن من فرض وجودك.
* عاشر العشر أن لا ترضى أن يكون حجم أثرك مجرد بضع بصمات لقدميك في صحراء شاسعة.. بل هي بصمات ممتدة إلى الأفق البعيد.. لذا كن شعلة خير لا تنطفىء في مجتمع يحبك ويحب طيبة قلبك ونبضات عطاؤك المتدفقة بالحنان.
* ومضة أمل:
اترك أثرك الطيب في وطن احتضنك وتحتضنه بقلبك.