مع دخول الأزمة السورية عامها الثامن، ومقتل أكثر من نصف مليون شخص على مدار سبع سنوات، كأننا نسمع أصوات الأطفال والنساء والعجائز والمشردين والنازحين وهم ينازعون الموت من تحت الأنقاض ويصرخون قائلين «كفاك يا بشار».
لم يتوانَ نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبدعم روسيا وإيران وميليشيات «حزب الله» و«الحشد الشعبي» عن إبادة المدنيين في سوريا، مستخدمين كافة أنواع الأسلحة وصولاً إلى الأسلحة الكيميائية، بذريعة الحرب ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية وأبرزها تنظيم الدولة «داعش»، من أجل أن يبقى بشار الأسد في السلطة وسط صمت وتقاعس دولي عن إنقاذ المدنيين الأبرياء، وعجز عن وضع حد للمأساة الإنسانية الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
لم تفلح «مفاوضات جنيف» التي تقودها الأمم المتحدة، و«محادثات أستانة» برعاية تركيا وروسيا وإيران في إيجاد حل للأزمة الإنسانية الأكبر في ظل تشبث الأسد بالسلطة، ومن ورائه داعموه، إيران التي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة من أجل زعزعة استقرارها، وروسيا التي لا تتردد في ابتزاز نظام الأسد بإقامة قواعد عسكرية لها في سوريا، نظير دعمها المشروط للنظام السوري.
وبعد 7 سنوات من العنف، تحولت سوريا إلى ساحة حرب بالوكالة، وتصفية حسابات وصراعات لقوى إقليمية ودولية تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة، فيما يرتكب نظام الأسد مجازر دموية في مناطق شتى لعل آخرها ما يحدث في الغوطة الشرقية، فهي خير دليل على الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام بدعم روسي وإيراني، مع مقتل نحو 1160 شخصاً منذ 18 فبراير الماضي، أي أن نظام الأسد يقتل نحو 48 مدنياً يومياً في الغوطة، بمعدل مدنيين كل ساعة، من أجل سحق آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق، وإضافة إلى ما سبق هناك عشرات المحاصرين تحت أنقاض المنازل والبيوت التي هدمت بفعل القصف الجوي العنيف لجيش النظام بدعم روسي، فيما يجد ذوو القتلى صعوبة حتى في دفن موتاهم نتيجة الهجوم البربري الوحشي لجيش النظام على المنطقة.
ولم يستجب المجتمع الدولي لنداءات نحو 400 ألف مدني يعيشون لحظات الخوف والرعب من الموت القادم لهم من السماء عبر قنابل الأسد المنهمرة، وكل ذلك من أجل أن يطرد «أسد العروبة» المعارضة المسلحة من الغوطة الشرقية، باعتبار أن انسحاب الأخيرة من ذلك المعقل الكبير يعد أكبر هزيمة للمعارضة السورية المسلحة منذ خسارتها أراضي كانت تسيطر عليها في حلب شمال سوريا في ديسمبر 2016، على الرغم من أن المعارضة لا تزال تسيطر على مساحات واسعة شمال غرب سوريا وجنوب غرب البلاد، وجيوب ومناطق متناثرة أخرى، لكن جيش الأسد تمكن من هزيمتها في المراكز السكانية الرئيسية، بحسب وسائل إعلام مقربة من النظام وأخرى مناهضة له.
في الوقت ذاته، لم يستطع جيش الأسد أن يقترب من عفرين ذات الغالبية الكردية شمال البلاد، ولم يقوَ على مواجهة القوات التركية على أراضيه، من أجل أن يصب كامل تركيزه على الغوطة التي يسيطر فعلياً الآن على نحو 60 % من تلك المنطقة المحاصرة وسط حملة جوية عنيفة وهجوم بربري وحشي، حيث استطاع خلال الساعات الأخيرة من تقسيم الغوطة إلى 3 أجزاء، دوما ومحيطها شمالاً تحت سيطرة «جيش الإسلام»، وحرستا غرباً في ظل وجود حركة «أحرار الشام»، وبقية المدن والبلدات جنوباً وتلك التي يسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن» مع تواجد محدود لهيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقاً».
ودقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» ناقوس الخطر بشأن الوضع الذي يعيشه أطفال سوريا محذرة من أنهم «عرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى مع دخول الأزمة السورية عامها الثامن، خاصة مع مقتل 200 طفل بنيران جيش الأسد في الغوطة خلال 24 يوماً»، فيما «يواجه الأطفال ذوو الإعاقات في عموم البلاد خطر الإقصاء والنسيان مع غياب نهاية قريبة للحرب»، بينما يتعرض نحو 303 مليون طفل لخطر المتفجرات سواء أكانت الألغام أو الذخائر غير المنفجرة، فضلا عن الدمار الواسع الذي طال المرافق التعليمية والطبية جراء مئات الهجمات العام الماضي.
* وقفة:
لن يرحم التاريخ روسيا وإيران والميليشيات التي دعمت الأسد في ارتكابه للمجازر بحق المدنيين على مدار 7 سنوات في سوريا فيما تشهد البلاد أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية!!
لم يتوانَ نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبدعم روسيا وإيران وميليشيات «حزب الله» و«الحشد الشعبي» عن إبادة المدنيين في سوريا، مستخدمين كافة أنواع الأسلحة وصولاً إلى الأسلحة الكيميائية، بذريعة الحرب ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية وأبرزها تنظيم الدولة «داعش»، من أجل أن يبقى بشار الأسد في السلطة وسط صمت وتقاعس دولي عن إنقاذ المدنيين الأبرياء، وعجز عن وضع حد للمأساة الإنسانية الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
لم تفلح «مفاوضات جنيف» التي تقودها الأمم المتحدة، و«محادثات أستانة» برعاية تركيا وروسيا وإيران في إيجاد حل للأزمة الإنسانية الأكبر في ظل تشبث الأسد بالسلطة، ومن ورائه داعموه، إيران التي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة من أجل زعزعة استقرارها، وروسيا التي لا تتردد في ابتزاز نظام الأسد بإقامة قواعد عسكرية لها في سوريا، نظير دعمها المشروط للنظام السوري.
وبعد 7 سنوات من العنف، تحولت سوريا إلى ساحة حرب بالوكالة، وتصفية حسابات وصراعات لقوى إقليمية ودولية تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة، فيما يرتكب نظام الأسد مجازر دموية في مناطق شتى لعل آخرها ما يحدث في الغوطة الشرقية، فهي خير دليل على الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام بدعم روسي وإيراني، مع مقتل نحو 1160 شخصاً منذ 18 فبراير الماضي، أي أن نظام الأسد يقتل نحو 48 مدنياً يومياً في الغوطة، بمعدل مدنيين كل ساعة، من أجل سحق آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق، وإضافة إلى ما سبق هناك عشرات المحاصرين تحت أنقاض المنازل والبيوت التي هدمت بفعل القصف الجوي العنيف لجيش النظام بدعم روسي، فيما يجد ذوو القتلى صعوبة حتى في دفن موتاهم نتيجة الهجوم البربري الوحشي لجيش النظام على المنطقة.
ولم يستجب المجتمع الدولي لنداءات نحو 400 ألف مدني يعيشون لحظات الخوف والرعب من الموت القادم لهم من السماء عبر قنابل الأسد المنهمرة، وكل ذلك من أجل أن يطرد «أسد العروبة» المعارضة المسلحة من الغوطة الشرقية، باعتبار أن انسحاب الأخيرة من ذلك المعقل الكبير يعد أكبر هزيمة للمعارضة السورية المسلحة منذ خسارتها أراضي كانت تسيطر عليها في حلب شمال سوريا في ديسمبر 2016، على الرغم من أن المعارضة لا تزال تسيطر على مساحات واسعة شمال غرب سوريا وجنوب غرب البلاد، وجيوب ومناطق متناثرة أخرى، لكن جيش الأسد تمكن من هزيمتها في المراكز السكانية الرئيسية، بحسب وسائل إعلام مقربة من النظام وأخرى مناهضة له.
في الوقت ذاته، لم يستطع جيش الأسد أن يقترب من عفرين ذات الغالبية الكردية شمال البلاد، ولم يقوَ على مواجهة القوات التركية على أراضيه، من أجل أن يصب كامل تركيزه على الغوطة التي يسيطر فعلياً الآن على نحو 60 % من تلك المنطقة المحاصرة وسط حملة جوية عنيفة وهجوم بربري وحشي، حيث استطاع خلال الساعات الأخيرة من تقسيم الغوطة إلى 3 أجزاء، دوما ومحيطها شمالاً تحت سيطرة «جيش الإسلام»، وحرستا غرباً في ظل وجود حركة «أحرار الشام»، وبقية المدن والبلدات جنوباً وتلك التي يسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن» مع تواجد محدود لهيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقاً».
ودقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» ناقوس الخطر بشأن الوضع الذي يعيشه أطفال سوريا محذرة من أنهم «عرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى مع دخول الأزمة السورية عامها الثامن، خاصة مع مقتل 200 طفل بنيران جيش الأسد في الغوطة خلال 24 يوماً»، فيما «يواجه الأطفال ذوو الإعاقات في عموم البلاد خطر الإقصاء والنسيان مع غياب نهاية قريبة للحرب»، بينما يتعرض نحو 303 مليون طفل لخطر المتفجرات سواء أكانت الألغام أو الذخائر غير المنفجرة، فضلا عن الدمار الواسع الذي طال المرافق التعليمية والطبية جراء مئات الهجمات العام الماضي.
* وقفة:
لن يرحم التاريخ روسيا وإيران والميليشيات التي دعمت الأسد في ارتكابه للمجازر بحق المدنيين على مدار 7 سنوات في سوريا فيما تشهد البلاد أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية!!