زار البحرين خلال الأيام الماضية وفد صحافي رفيع المستوى من مصر «المحروسة»، وقد ضم الوفد عدداً من كبار الكتاب المصريين برئاسة عبدالمحسن سلامة نقيب الصحافيين، وعلاء ثابت رئيس تحرير الأهرام، ومحمد إبراهيم الدسوقي رئيس تحرير بوابة الأهرام الإلكترونية، وماجد منير رئيس تحرير الأهرام المسائي، وجمال الكشكي رئيس تحرير الأهرام العربي، والأستاذين أحمد إبراهيم عامر، وهاني فاروق من الكتاب الصحافيين بمؤسسة الأهرام العريقة التي يقترب عمرها على 150 سنة. وقد تشرفوا بزيارة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي، رئيس الوزراء، وعدد من السياسيين والوزراء، وكان الانطباع الذي خرجوا به وسمعته من بعضهم خلال لقائي بهم هو كامل الاحترام والتقدير للقيادة الرشيدة التي أحبت مصر فأحبها كل المصريين لمواقفها المساندة لها في كل الفترات الصعبة، تلك القيادة التي استطاعت أن تنجو بالبحرين إلى بر الأمان في وقت تتلاطم فيه رياح السياسة على المستويين الإقليمي والدولي، بجانب تمكنها من القفز نحو المدنية والحضارة وتقديم نموذج متميز في بناء الدول الحديثة، هذا إلى جانب ما لمسوه من أمن وأمان وانسجام اجتماعي بين أطياف المجتمع بما يردّ على الدعاية الزائفة والمغرضة التي تمارسها الفضائيات السامة للعقول والأبدان والتي لا هم لها سوى التدخل في الشؤون الداخلية وإثارة الاضطرابات والفوضي.
لقد شاهدوا بأنفسهم «سماحة التعايش» التي هي من ثوابت حكومة البحرين، والتي استطاعت أن تجعل من هذه المملكة واحة للأمن والتسامح وأن إيمانها بالتسامح قد طبق في الواقع العملي على مستويين، الأول، المستوى الخارجي حيث ركزت على احترام منظومة القيم والقوانين الدولية وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الغير واحترام حقوق الإنسان والحرية والمساواة والإخاء والعدالة الدولية والتأكيد على العيش في سلام والمساعدة على إقرار الأمن والسلم الدوليين من خلال التأكيد الدائم على ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ورفض اقتناء أي دولة في المنطقة لها، بجانب مشاركة الدول العربية المعتدلة من أجل كشف المخططات التوسعية للقوى الطامعة والدول الداعمة لجماعات العنف والتطرف. أما المستوي الثاني فهو المستوى الوطني الداخلي، وذلك من منظور أن البحرين قد آمنت بالتعددية حيث استطاعت أن تستوعب التعددية الثقافية والمذهبية والدينية والحضارية على أراضيها في إطار من سماحة التعايش والإخاء والحرية الدينية.
وكان من نتائج ذلك تمتع البحرين بشرعية تقديم رؤية متميزة في قضية حوار الحضارات وتجديد الخطاب الديني، فقد دعت قبل عشر سنوات إلى مؤتمرها الدولي حول حوار المذاهب والأديان وكذلك حوار الحضارات ولقاء علماء المسلمين من كل دول العالم، وأخيراً تأسيس مركز الملك حمد للتسامح بالمنامة.
لقد كان الهدف من وراء ذلك هو العمل على توحيد الرؤى حول القضايا الدينية والحضارية التي تشغل العالم، بجانب إبعاد التهم عن الإسلام والمسلمين نتيجة الأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية التي لا علاقة لها بالإسلام. كما هدفت كذلك إلى إبراز الخطاب الديني الوسطي المعتدل المعبر عن سماحة الإسلام وجوهره الحقيقي.
إن هذه الجهود المخلصة قد جعلت العالم ينظر باحترام وتقدير للبحرين وحكومتها لأنها بادرت بتبني مشروع حضاري للتعايش والحوار بين دول العالم وقدمت الرؤية المستنيرة للدين الإسلامي الوسطي المعتدل، تلك الرؤية التي أكدت على أنه دين حوار وليس دين قتال، ودين تقارب وليس دين تباعد، ودين نماء وليس فناء. وأبرزت الزيارة على الجانب الآخر ما وصلت إليه الدولة المصرية من إصلاح وإعادة بناء إثر المعافاة التي تعرضت لها بعد 2011 وجاءت لتسد الفراغ الإقليمي مرة ثانية، فقد عادت مصر وبقوة على يد الرئيس عبدالفتاح السيسي ومن خلفه الشعب المصري كي تقفز فوق ما خلفته سنة من الحكم الراديكالي، فمن يزور مصر يجدها قد بنيت من جديد خلال السنوات الماضية، حيث اهتم الرئيس السيسي بإعادة بناء كامل البنية التحتية للدولة في كل المجالات بجانب القيم وأبرزها دعم الهوية والمواطنة لدى الشباب، بجانب خدمة المنطقة العربية كاملة عبر تحمل الجيش المصري مهمة إخلاء سيناء من الجماعات الإرهابية التي كانت تخطط لتدمير المنطقة والاستيلاء على دولها وثرواتها مدعومة وممولة من قوى ودول كثيرة ذات أجندات تخريبية طامعة ومستهدفة هدم الدول الأساسية في المنطقة عبر نشر الإرهاب بعد أن فشلت في تحقيق أغراضها باستخدام شبكات التواصل وتحريض الشباب.
إن العلاقات الممتدة لأكثر من مائة عام بين مصر والبحرين والتي توجت بعقد أكثر من 16 اتفاقية في كافة المجالات وزيارات متبادلة للزعيمين، تؤكد على أن الأشقاء لا غنى لأحدهما عن الآخر، فمصر كانت ولاتزال هي السند الأساسي لكل العرب وهي قوة الردع الأساسية في وجه القوى الإقليمية الطامعة، وأن الخليج سند مصر وداعمها الأول في مواجهة مشكلتها الاقتصادية وإعادة الإعمار والرجوع السريع للقيام بدورها داخل منظمتها العربية، عاشت مصر والبحرين رمزاً للتسامح والأمن وعاشت جيوشهما وقواتهما ليقفوا بالمرصاد في وجه كل طامع أو حاقد أو متآمر.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال
لقد شاهدوا بأنفسهم «سماحة التعايش» التي هي من ثوابت حكومة البحرين، والتي استطاعت أن تجعل من هذه المملكة واحة للأمن والتسامح وأن إيمانها بالتسامح قد طبق في الواقع العملي على مستويين، الأول، المستوى الخارجي حيث ركزت على احترام منظومة القيم والقوانين الدولية وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤون الغير واحترام حقوق الإنسان والحرية والمساواة والإخاء والعدالة الدولية والتأكيد على العيش في سلام والمساعدة على إقرار الأمن والسلم الدوليين من خلال التأكيد الدائم على ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ورفض اقتناء أي دولة في المنطقة لها، بجانب مشاركة الدول العربية المعتدلة من أجل كشف المخططات التوسعية للقوى الطامعة والدول الداعمة لجماعات العنف والتطرف. أما المستوي الثاني فهو المستوى الوطني الداخلي، وذلك من منظور أن البحرين قد آمنت بالتعددية حيث استطاعت أن تستوعب التعددية الثقافية والمذهبية والدينية والحضارية على أراضيها في إطار من سماحة التعايش والإخاء والحرية الدينية.
وكان من نتائج ذلك تمتع البحرين بشرعية تقديم رؤية متميزة في قضية حوار الحضارات وتجديد الخطاب الديني، فقد دعت قبل عشر سنوات إلى مؤتمرها الدولي حول حوار المذاهب والأديان وكذلك حوار الحضارات ولقاء علماء المسلمين من كل دول العالم، وأخيراً تأسيس مركز الملك حمد للتسامح بالمنامة.
لقد كان الهدف من وراء ذلك هو العمل على توحيد الرؤى حول القضايا الدينية والحضارية التي تشغل العالم، بجانب إبعاد التهم عن الإسلام والمسلمين نتيجة الأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية التي لا علاقة لها بالإسلام. كما هدفت كذلك إلى إبراز الخطاب الديني الوسطي المعتدل المعبر عن سماحة الإسلام وجوهره الحقيقي.
إن هذه الجهود المخلصة قد جعلت العالم ينظر باحترام وتقدير للبحرين وحكومتها لأنها بادرت بتبني مشروع حضاري للتعايش والحوار بين دول العالم وقدمت الرؤية المستنيرة للدين الإسلامي الوسطي المعتدل، تلك الرؤية التي أكدت على أنه دين حوار وليس دين قتال، ودين تقارب وليس دين تباعد، ودين نماء وليس فناء. وأبرزت الزيارة على الجانب الآخر ما وصلت إليه الدولة المصرية من إصلاح وإعادة بناء إثر المعافاة التي تعرضت لها بعد 2011 وجاءت لتسد الفراغ الإقليمي مرة ثانية، فقد عادت مصر وبقوة على يد الرئيس عبدالفتاح السيسي ومن خلفه الشعب المصري كي تقفز فوق ما خلفته سنة من الحكم الراديكالي، فمن يزور مصر يجدها قد بنيت من جديد خلال السنوات الماضية، حيث اهتم الرئيس السيسي بإعادة بناء كامل البنية التحتية للدولة في كل المجالات بجانب القيم وأبرزها دعم الهوية والمواطنة لدى الشباب، بجانب خدمة المنطقة العربية كاملة عبر تحمل الجيش المصري مهمة إخلاء سيناء من الجماعات الإرهابية التي كانت تخطط لتدمير المنطقة والاستيلاء على دولها وثرواتها مدعومة وممولة من قوى ودول كثيرة ذات أجندات تخريبية طامعة ومستهدفة هدم الدول الأساسية في المنطقة عبر نشر الإرهاب بعد أن فشلت في تحقيق أغراضها باستخدام شبكات التواصل وتحريض الشباب.
إن العلاقات الممتدة لأكثر من مائة عام بين مصر والبحرين والتي توجت بعقد أكثر من 16 اتفاقية في كافة المجالات وزيارات متبادلة للزعيمين، تؤكد على أن الأشقاء لا غنى لأحدهما عن الآخر، فمصر كانت ولاتزال هي السند الأساسي لكل العرب وهي قوة الردع الأساسية في وجه القوى الإقليمية الطامعة، وأن الخليج سند مصر وداعمها الأول في مواجهة مشكلتها الاقتصادية وإعادة الإعمار والرجوع السريع للقيام بدورها داخل منظمتها العربية، عاشت مصر والبحرين رمزاً للتسامح والأمن وعاشت جيوشهما وقواتهما ليقفوا بالمرصاد في وجه كل طامع أو حاقد أو متآمر.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال