صادفت قبل أيام مناسبة «يوم الصيدلي العربي» وهي مناسبة في غاية الأهمية من حيث ضرورة الاهتمام وتسليط الضوء على عمل «الصيدلاني» في وطننا العربي عموماً وفي البحرين خصوصاً، وذلك لما تتمتع به هذه المهنة الشاقة والحساسة من مكانة وأهمية في واقعنا العملي.

البعض يعتقد أن مهنة الصيدلاني مهنة مملة وعادية وربما «روتينية»، بينما تعتبر من أشق المهن وأكثرها حساسية وصعوبة، وأن أي خطأ يقترفه الصيدلاني يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة ومميتة، ولهذا من الضروري أن توفر الجهات التي يعمل لديها الصيدلاني أجواء مناسبة ومريحة، وأن يتحصل الصيدلاني على كامل حقوقه من حماية وتحسين وضعه المعيشي ورفده بامتيازات ومخصصات وظيفية تجعله يبدع ويعطي ويعمل بشكل أفضل.

كلنا يذهب للصيدلاني ولكن الكثير منَّا لا يعلم أن نهار الصيدلاني «يبدأ بجولة في الصيدلية والتأكد من توفر الأدوية ومعرفة الأدوية غير المتوفرة ليتسنى له إخطار الأطباء بذلك. وحين يستقر أخيراً على منضدة الصرف يبدأ الصراع اليومي، فبالإضافة لصرف الوصفات اليومية الصادرة من المركز الصحي يتوجب عليه صرف قائمة الأدوية للوصفات المزمنة التي تمتد مدتها حتى 6 شهور. والعمل في المجال الصيدلي يحتم التعامل مع أطياف المجتمع كافة وجميع الأعمار في كل الحالات المرضية وغيرها من المهام الشاقة الأخرى».

يعتبر الصيدلاني هو «الجندي المجهول» في العملية الصحية والتطبيب في كل العالم، ولأنه آخر العملية بالنسبة للمريض ولأنه يجلس فوق كرسيه التقليدي يعتقد الكثير من الناس أن مهمته تافهة أو في أصعب الأحوال «عادية» كما يتصور هؤلاء، لكن وبجولة سريعة على بعض المهام التي يقوم بها الصيدلاني سنعرف حجم الأداء والمسؤوليات الجِسام التي يقوم بها منذ أن يدخل الصيدلية وحتى قبل أن يخرج منها. كما يجب أن يعلم المريض أن مهنة «الصيدلة» من المهام الإنسانية الشاقة التي يجب أن يُشكر عليها الصيدلاني، فهو يقدم كل ما يملك من وقت وجهد وتركيز من أجل نجاح العملية الصحية التي يقع في دائرتها الكثير من التخصصات الطبية والعلاجية لعل آخرها وأهمها مهمة الصيدلاني.

تحية حارة وخالصة منَّا لكل صيدلاني بحريني وعربي وحتى أجنبي في «يوم الصيدلي العربي»، والذي نتمنى في يومه أن تقوم وزارة الصحة وكل المستشفيات والصيدليات الخاصة بتكريم هذه الشريحة المجهولة تكريماً يليق بمجهوداتهم والاهتمام لقضاياهم الوظيفية وتحسينها بشكل دائم لكي تدعوهم إلى الاستمرارية والعطاء.