هل تساءلنا يوماً، لماذا أغلب الموظفين في قطاعات الدولة تسودهم حالة من التذمر؟! وأنك لو تركت المجال لهم ليتكلموا ويعبروا عما بداخلهم، سيبدؤون بالحديث ولن تكون لديهم «نقطة آخر السطر» ليتوقفوا بعدها؟!
قياس مؤشرات «السعادة المهنية» أمر مهم جداً، وتقوم به الدول التي ترسخت لديها قناعة متمثلة بالمعادلة التالية «بيئة عمل صحية، تقود لعمل وإنتاج أفضل»، لذلك فإن قياس رأي الموظفين أمر هام جداً.
قد يقول البعض من المسؤولين بأن هذه السلوكيات باتت سمة متأصلة لدى غالبية الموظفين، تجدهم في حالة تذمر لا تنتهي، ولا يعجبهم شيء، وكثير منهم يتثاقل عمله، وقد لا يؤدي المطلوب منه، فلماذا يستمع لأشخاص هم لا يقومون بواجباتهم؟!
هذه وجهة نظر قد تكون صحيحة حين تطبق على بعض الحالات، إذ بطبيعة الحال ستجد بين الشريحة الضخمة من المعنيين، من لسان حاله الدائم التذمر والانتقاد، ولربما تجده أقل من يبذل مجهوداً، بل قد تجده مخلاً بواجباته، سلبياً لا ذرة إيجابية لديه. لكن في المقابل هي بالتأكيد وجهة نظر خاطئة تجاه آخرين، طموحهم يرتكز على تحسين أجواء العمل، وتحويلها لبيئات تدفع الموظفين على الإنتاج، وتخلق لديهم أنواعاً متعددة من الفرص التي تفتح أبواباً للطموح والارتقاء في الإنتاجية.
وسط كل هذه الحالات الموجودة أصلاً، لا يجوز أن تظل العملية بدون قياس، أو بدون وضع مؤشرات تقيس «سعادة الموظف في وظيفته»، إذ إن تحولت البيئات اليوم لأوساط طاردة، أو تبعث على الإحباط في جو عام، فإنك أبداً لن تجد الإنتاجية المطلوبة، وإن تحققت أجزاء منها فإنها لن تتم في بيئة صحية مهنية صالحة.
لماذا تقوم الشركات الخاصة التي تقدم خدمات وتنتج منتوجات متعددة، بإجراء استبيانات لتقييم خدماتها؟! لماذا تحاول الوصول للجمهور ومعرفة رأيه؟! لماذا تطلب الانتقاد الذي يمكنها من معرفة أوجه القصور؟! كل هذا بسبب الرغبة في «تحسين» كافة الظروف، و»تطوير» العمليات، والتي تقود في النهاية إلى «الارتقاء» بالمخرجات، ما يعني الوصول لحالة «الرضا» لدى المستهدفين من العملية برمتها.
الدراسات الأجنبية أثبتت أن الإنتاجية تزيد في أي قطاع كان، حينما تكون الأجواء المهنية صحية، حينما يعرف الموظف أياً كان موقعه وتأثيره، بأنه ذو قيمة لدى المؤسسة أو صاحب القرار، بحيث يوفر له كافة الإمكانيات والأجواء المناسبة للإبداع والعمل، في ظل وجود عدالة إدارية، وضوابط مهنية على أعلى المستويات.
لن تتوقع من موظف يشعر بالظلم والتمييز والإهمال بأن يقدم لك أداء عمل يفوق الخيال. حينما تكون البيئة غير مشجعة للإنتاج، وتضيع العدالة الإدارية، ولا يعار النقد والملاحظات أي اهتمام، فإنك إما تحكم على الموظف بـ»الموت الإداري» بحيث يرى نفسه موجوداً بجسده فقط، لا يسعى للإنتاج والعمل، أو تفرض عليه النظر خارجاً باحثاً عن فرصة أخرى في بيئة أفضل.
حينما توضع مؤشرات للسعادة في مواقع العمل، لا يعني ذلك تحويل أماكن العمل لمواقع ترفيه أو تسلية، أو ملئها بالفعاليات لأجل المرح بما يضيع وقت العمل، وبما يجعل قطاعات أخرى تنظر لهذا القطاع أو ذاك بنظرة الاستغراب، خاصة القطاعات الجادة التي تقضي الساعات الطوال في العمل، ولا وقت لديها لتضييعه، بل مؤشرات السعادة تعني أولاً بـ»البيئة الإدارية الصحيحة»، والتي فيها يتم تحفيز الموظف المجتهد، والتي تطبق الإجراءات والأنظمة فيها بعدالة تامة دون تمييز، والتي تتجنب الوقوع في فخ المخالفات الإدارية والمالية، ولا تقتل الكفاءات أو تثبط همم الطموحين، ولا يرتقي فيها الفاشلون.
لنجرب مرة أن نقيس السعادة الوظيفية في مواقع العمل، ولنعرف ملاحظات الموظفين وتطلعاتهم واقتراحاتهم للتطوير. لن نخسر شيئاً هنا، بل سنحصل على «تشخيص» متشعب، تحليله وتفصيله وقراءته بشكل دقيق، قد يكشف لنا أموراً تحتاج لتعامل جاد، بموجبها قد تصلح كثيراً من القطاعات، وتبدل الإحباط بالأمل والتفاؤل، وفي النهاية البلد هو المستفيد الأول والأخير.
قياس مؤشرات «السعادة المهنية» أمر مهم جداً، وتقوم به الدول التي ترسخت لديها قناعة متمثلة بالمعادلة التالية «بيئة عمل صحية، تقود لعمل وإنتاج أفضل»، لذلك فإن قياس رأي الموظفين أمر هام جداً.
قد يقول البعض من المسؤولين بأن هذه السلوكيات باتت سمة متأصلة لدى غالبية الموظفين، تجدهم في حالة تذمر لا تنتهي، ولا يعجبهم شيء، وكثير منهم يتثاقل عمله، وقد لا يؤدي المطلوب منه، فلماذا يستمع لأشخاص هم لا يقومون بواجباتهم؟!
هذه وجهة نظر قد تكون صحيحة حين تطبق على بعض الحالات، إذ بطبيعة الحال ستجد بين الشريحة الضخمة من المعنيين، من لسان حاله الدائم التذمر والانتقاد، ولربما تجده أقل من يبذل مجهوداً، بل قد تجده مخلاً بواجباته، سلبياً لا ذرة إيجابية لديه. لكن في المقابل هي بالتأكيد وجهة نظر خاطئة تجاه آخرين، طموحهم يرتكز على تحسين أجواء العمل، وتحويلها لبيئات تدفع الموظفين على الإنتاج، وتخلق لديهم أنواعاً متعددة من الفرص التي تفتح أبواباً للطموح والارتقاء في الإنتاجية.
وسط كل هذه الحالات الموجودة أصلاً، لا يجوز أن تظل العملية بدون قياس، أو بدون وضع مؤشرات تقيس «سعادة الموظف في وظيفته»، إذ إن تحولت البيئات اليوم لأوساط طاردة، أو تبعث على الإحباط في جو عام، فإنك أبداً لن تجد الإنتاجية المطلوبة، وإن تحققت أجزاء منها فإنها لن تتم في بيئة صحية مهنية صالحة.
لماذا تقوم الشركات الخاصة التي تقدم خدمات وتنتج منتوجات متعددة، بإجراء استبيانات لتقييم خدماتها؟! لماذا تحاول الوصول للجمهور ومعرفة رأيه؟! لماذا تطلب الانتقاد الذي يمكنها من معرفة أوجه القصور؟! كل هذا بسبب الرغبة في «تحسين» كافة الظروف، و»تطوير» العمليات، والتي تقود في النهاية إلى «الارتقاء» بالمخرجات، ما يعني الوصول لحالة «الرضا» لدى المستهدفين من العملية برمتها.
الدراسات الأجنبية أثبتت أن الإنتاجية تزيد في أي قطاع كان، حينما تكون الأجواء المهنية صحية، حينما يعرف الموظف أياً كان موقعه وتأثيره، بأنه ذو قيمة لدى المؤسسة أو صاحب القرار، بحيث يوفر له كافة الإمكانيات والأجواء المناسبة للإبداع والعمل، في ظل وجود عدالة إدارية، وضوابط مهنية على أعلى المستويات.
لن تتوقع من موظف يشعر بالظلم والتمييز والإهمال بأن يقدم لك أداء عمل يفوق الخيال. حينما تكون البيئة غير مشجعة للإنتاج، وتضيع العدالة الإدارية، ولا يعار النقد والملاحظات أي اهتمام، فإنك إما تحكم على الموظف بـ»الموت الإداري» بحيث يرى نفسه موجوداً بجسده فقط، لا يسعى للإنتاج والعمل، أو تفرض عليه النظر خارجاً باحثاً عن فرصة أخرى في بيئة أفضل.
حينما توضع مؤشرات للسعادة في مواقع العمل، لا يعني ذلك تحويل أماكن العمل لمواقع ترفيه أو تسلية، أو ملئها بالفعاليات لأجل المرح بما يضيع وقت العمل، وبما يجعل قطاعات أخرى تنظر لهذا القطاع أو ذاك بنظرة الاستغراب، خاصة القطاعات الجادة التي تقضي الساعات الطوال في العمل، ولا وقت لديها لتضييعه، بل مؤشرات السعادة تعني أولاً بـ»البيئة الإدارية الصحيحة»، والتي فيها يتم تحفيز الموظف المجتهد، والتي تطبق الإجراءات والأنظمة فيها بعدالة تامة دون تمييز، والتي تتجنب الوقوع في فخ المخالفات الإدارية والمالية، ولا تقتل الكفاءات أو تثبط همم الطموحين، ولا يرتقي فيها الفاشلون.
لنجرب مرة أن نقيس السعادة الوظيفية في مواقع العمل، ولنعرف ملاحظات الموظفين وتطلعاتهم واقتراحاتهم للتطوير. لن نخسر شيئاً هنا، بل سنحصل على «تشخيص» متشعب، تحليله وتفصيله وقراءته بشكل دقيق، قد يكشف لنا أموراً تحتاج لتعامل جاد، بموجبها قد تصلح كثيراً من القطاعات، وتبدل الإحباط بالأمل والتفاؤل، وفي النهاية البلد هو المستفيد الأول والأخير.