ليس غريباً على أمريكا ما تمارسه من ازدواجية في السياسة تنعكس على الشأن العسكري عبر تدخل يتجاوز قضايا السيادة وحقوق الإنسان وغيرها، وليس غريباً على أمريكا ما تمارسه من إدارة الصراع وليس إنهاءه في شتى الأماكن والمناطق التي تفرض نفوذها عليها حول العالم، سواء بوجود مباشر، أو بوجود غير مباشر عابر للقارات، وما أزمة سوريا منا ببعيد، ولا انتهاكاتها لحقوق الإنسان في العراق وأفغانستان ستغيب عنا في وقت قريب. لكن ثمة ما يدعو إلى التساؤل هو كيف تتحدث أمريكا عن انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم من خلال نشر تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان كل عام، ولعل آخره، ما صدر عن واشنطن من تقرير حول حقوق الإنسان لعام 2017، وهي الدولة العظمى «أيقونة الديمقراطية» التي تنتهك حقوق الإنسان في الداخل والخارج، كل يوم وليلة. لكن يبدو أن واشنطن تنهج تلك السياسة من خلال التدخل الناعم في شؤون الدول الأخرى، سواء كانت حليفة أو صديقة أو شريرة أو عدوة، فالأمر لا يختلف كثيراً لدى صناع القرار في البيت الأبيض!
وبطبيعة الحال، لم تكن البحرين بعيدة عن انتقادات واشنطن كالعادة، في تآمر رخيص يوصف على أنه «قسمة ضيزى»، وانتقاد جائر، غير مستوٍ، وناقص غير تام، وموقف لا يوصف إلا على أنه ابتزاز للمملكة. لكن ربما الجديد الذي يجب أن ننتفض من أجله، هو أننا لن نسمح لواشنطن بأن تحشر البحرين في الزاوية لتصبح المنامة في موقف المدافع، بل إننا نتساءل لماذا لا تكون البحرين في موقف المهاجم ولماذا لا توجه انتقادات مباشرة لسياسات واشنطن بشأن حقوق الإنسان. خاصة وأن أمريكا لا تخلو من تاريخ عريض حافل بانتهاكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج! أمريكا كما عودتنا دائماً، فهي «صديق دائماً ما يخون»، وليس أدل على حال واشنطن وسياساتها تجاه حلفائها في المنطقة وخاصة في الخليج والشرق الأوسط، من القول الذي دائماً ما يردده المصريون بين فترة وأخرى فيما بينهم حينما يذكر اسم أمريكا حول قضية من القضايا، والذي يلخص القضية في أن «المتغطي بأمريكا عريان»!!
لذلك لن نسمح لأمريكا أن تحشر البحرين في الزاوية، ومن هذا المنطلق سنطرح عدة تساؤلات حول انتهاكات واشنطن لحقوق الإنسان في الداخل والخارج، وتلك التساؤلات تفرض على صناع القرار في أمريكا أن يردوا عليها، ويجيبوا عليها، ويفسروها للمجتمع الدولي، خاصة وأنها تعد غيضاً من فيض، على النحو التالي:
* ترفض أمريكا تقديم اعتذار للشعب الياباني عن القنبلة النووية التي ألقيت على مدينة هيروشيما إبان الحرب العالمية الثانية وقتلت آنذاك 140 ألف شخص، وبعد 3 أيام، ألقت قنبلة نووية أخرى على مدينة ناجازاكي، وأدت إلى مقتل 74 ألف شخص.
* المجزرة التي وقعت خلال حرب فيتنام على أيادي جنود أمريكيين، حيث قام الملازم الأمريكي ويليام كايلي وجنوده صبيحة يوم 16 مارس 1968 بتطويق قرية ماي لاي ثم قام بجمع القرويين العزل وأمر بإضرام النار في بيوتهم وقتل كافة السكان، ولقي مئات المدنيين مصرعهم في المجزرة.
* في 20 نوفمبر 2017، طلبت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، إذناً من قضاة المحكمة للسماح لها بفتح تحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة ارتكبت أثناء غزو أفغانستان تحت إشراف الجيش الأمريكي ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه».
* ارتكبت أمريكا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال فترة غزو العراق، لعل أبرزها ما قام به جيش الاحتلال الأمريكي في الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، حيث استخدم الأسلحة المحظورة في المدينة، الأمر الذي تسبب في ولادات مشوهة وأمراض خطيرة خاصة في صفوف الأطفال حديثي الولادة. وفي أوائل عام 2004 تفجرت فضيحة انتهاكات جسدية ونفسية وإساءة جنسية، تضمنت تعذيباً واغتصاباً وقتلاً بحق سجناء كانوا في سجن أبوغريب في العراق، لتخرج إلى العلن ولتعرف باسم فضيحة التعذيب في سجن أبوغريب، تلك الأفعال التي قام بها أشخاص من الشرطة العسكرية الأمريكية التابعة لجيش الاحتلال الأمريكي بالإضافة لوكالات سرية أخرى. وللحديث بقية.
* وقفة:
لن نسمح لواشنطن أن تحشر البحرين في الزاوية عبر ابتزاز رخيص بداعي حقوق الإنسان ومن ثم لن نتوانى عن فضح انتهاكات «أيقونة الديمقراطية» لحقوق الإنسان في أي مكان وزمان!!
وبطبيعة الحال، لم تكن البحرين بعيدة عن انتقادات واشنطن كالعادة، في تآمر رخيص يوصف على أنه «قسمة ضيزى»، وانتقاد جائر، غير مستوٍ، وناقص غير تام، وموقف لا يوصف إلا على أنه ابتزاز للمملكة. لكن ربما الجديد الذي يجب أن ننتفض من أجله، هو أننا لن نسمح لواشنطن بأن تحشر البحرين في الزاوية لتصبح المنامة في موقف المدافع، بل إننا نتساءل لماذا لا تكون البحرين في موقف المهاجم ولماذا لا توجه انتقادات مباشرة لسياسات واشنطن بشأن حقوق الإنسان. خاصة وأن أمريكا لا تخلو من تاريخ عريض حافل بانتهاكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج! أمريكا كما عودتنا دائماً، فهي «صديق دائماً ما يخون»، وليس أدل على حال واشنطن وسياساتها تجاه حلفائها في المنطقة وخاصة في الخليج والشرق الأوسط، من القول الذي دائماً ما يردده المصريون بين فترة وأخرى فيما بينهم حينما يذكر اسم أمريكا حول قضية من القضايا، والذي يلخص القضية في أن «المتغطي بأمريكا عريان»!!
لذلك لن نسمح لأمريكا أن تحشر البحرين في الزاوية، ومن هذا المنطلق سنطرح عدة تساؤلات حول انتهاكات واشنطن لحقوق الإنسان في الداخل والخارج، وتلك التساؤلات تفرض على صناع القرار في أمريكا أن يردوا عليها، ويجيبوا عليها، ويفسروها للمجتمع الدولي، خاصة وأنها تعد غيضاً من فيض، على النحو التالي:
* ترفض أمريكا تقديم اعتذار للشعب الياباني عن القنبلة النووية التي ألقيت على مدينة هيروشيما إبان الحرب العالمية الثانية وقتلت آنذاك 140 ألف شخص، وبعد 3 أيام، ألقت قنبلة نووية أخرى على مدينة ناجازاكي، وأدت إلى مقتل 74 ألف شخص.
* المجزرة التي وقعت خلال حرب فيتنام على أيادي جنود أمريكيين، حيث قام الملازم الأمريكي ويليام كايلي وجنوده صبيحة يوم 16 مارس 1968 بتطويق قرية ماي لاي ثم قام بجمع القرويين العزل وأمر بإضرام النار في بيوتهم وقتل كافة السكان، ولقي مئات المدنيين مصرعهم في المجزرة.
* في 20 نوفمبر 2017، طلبت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، إذناً من قضاة المحكمة للسماح لها بفتح تحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة ارتكبت أثناء غزو أفغانستان تحت إشراف الجيش الأمريكي ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه».
* ارتكبت أمريكا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال فترة غزو العراق، لعل أبرزها ما قام به جيش الاحتلال الأمريكي في الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، حيث استخدم الأسلحة المحظورة في المدينة، الأمر الذي تسبب في ولادات مشوهة وأمراض خطيرة خاصة في صفوف الأطفال حديثي الولادة. وفي أوائل عام 2004 تفجرت فضيحة انتهاكات جسدية ونفسية وإساءة جنسية، تضمنت تعذيباً واغتصاباً وقتلاً بحق سجناء كانوا في سجن أبوغريب في العراق، لتخرج إلى العلن ولتعرف باسم فضيحة التعذيب في سجن أبوغريب، تلك الأفعال التي قام بها أشخاص من الشرطة العسكرية الأمريكية التابعة لجيش الاحتلال الأمريكي بالإضافة لوكالات سرية أخرى. وللحديث بقية.
* وقفة:
لن نسمح لواشنطن أن تحشر البحرين في الزاوية عبر ابتزاز رخيص بداعي حقوق الإنسان ومن ثم لن نتوانى عن فضح انتهاكات «أيقونة الديمقراطية» لحقوق الإنسان في أي مكان وزمان!!