يهوى البعض مشاهدة برامج المصارعة في التلفاز، فيعترض بعض التربويين ويطالب بمنع الأطفال من مشاهدتها لأنها تعرز سلوك العنف في التعامل بين الناس، ولكن في زماننا هذا نجد أن البعض يهوى مشاهدة البرامج التلفزيونية التي تعزز سلوك العنف من خلال برامج من نوع آخر إنها البرامج الحوارية العنيفة والتي يتحول الحوار فيها إلى شجار عنيف. ولكأن البرنامج يحمل رسالة ضمنية في منهجية الخلاف الفكري!!! إن البرامج الإعلامية المرئية عبر شاشات التلفاز لها تأثير كبير على سلوك المشاهدين لاسيما الناشئين منهم، ولعل أحد السلوكيات التي قد يتأثر بها الشباب هو أسلوب الحوار في البرامج التلفزيونية. وهنا لن نتحدث عن مضمون وموضوعات البرامج الحوارية فهذا ليس موضوعنا ولكن ما يهمنا في هذا المقام آليات الحوار في تلك البرامج، فالتلفاز يعد وسيلة إقناع قوية لأنه يتميز بلغته الخاصة عبر الصورة والكلمة، ويعد من وسائل الإعلام الفعالة للارتقاء بوعي المشاهدين وطرح العديد من القضايا التي تهم المجتمع، وخاصة إذا تم الطرح بعرض وجهات نظر مختلفة من خلال البرامج الحوارية أو المناظرة بين جميع الأطراف المعنية بالقضية المطروحة للنقاش، ولكن نجاح هذا الدور يتوقف على نوعية الرسائل الخاصة التي تقدمها والأساليب الفنية التي تستخدمها، وكذلك اختيار الوسيلة المناسبة التي يُقدم بها هذا الحوار. إن نجاح الإعلام الهادف يبدأ من نجاح معدي البرامج والمحاورين «المذيعين» في تطبيق معايير ثقافة الحوار، ولقد أصبح العديد من البرامج التي تبث عبر القنوات لا يتوقف عرضها فقط على المجتمع المحلي بل تمتد لبثها ومشاهدتها عبر القنوات الفضائية بجميع أنحاء العالم، ولذا فتعتبر هذه البرامج مرآة عاكسة لثقافة المجتمع ويجب أن يعي مقدميها ذلك.
ولقد اعتدنا في الآونة الأخيرة أن نشاهد في بعض القنوات البرامج الحوارية التي تطرح قضاياها ووجهات نظر متعارضه ومختلفة، من خلال استضافة أشخاص لهم آراء متعارضة حول ذات الموضوع، وما هي إلا دقائق من بدء الحلقة الحوارية وبدء النقاش حتى تتحول طاولة الحوار إلى ساحة من العراك والجدال والصراخ والصراخ بل وربما السباب والشتم في بعض الأحيان، وتبادل الاتهامات بين أطراف الحوار بين «معارض ومؤيد»، حتى أن المشاهد يعجز عن متابعة وفهم ما يدور من حوار لحدة الشجار بين المتحاورين وعلو أصواتهم. والغريب هو موقف مدير الحوار فبدلاً من أن يدير الحوار وفقاً لأدبيات الحوار ويساعد ضيوف البرنامج على أن يعرضوا وجهات نظرهم دون التعدي على وجهة نظر الآخر نجد من يدير الحوار يؤجج الشجار بين الطرفين لتزداد حدة النقاش ولكأن مؤشر نجاح البرنامج هو مدى حدة الحوار وليس مدى القدرة على الاقناع. وتكمن المشكلة أن ظاهرة حوار «مصارعة الديوك»، إن صح التعبير بدأت تنتشر بين القنوات الفضائية حتى وصلت بكل أسف لبعض القنوات الرسمية، فتستخدم نفس هذا الأسلوب عبر حوار صاخب بين أصحاب وجهات النظر المختلفة.
وهنا لا بد من دق ناقوس الخطر حتى لا ننجر لمثل هذه البرامج التي بدلاً من أن تسهم في رفع مستوى وعي المشاهد وترتقي بذوقه وترتقي بمستوى الحوار لديه، سلكت الطريق السهل لإثارة المشاهدين وشد اهتمامهم، فهم يصطفون بين مؤيد ومعارض وكل مشاهد يشجع طرف من الأطراف المتجادلة، وكأنه يشجع متصارعين في حلبة مصارحة وليس متحاورين، وهذا أسلوب غير مرغوب لجذب المشاهد، فتحول البرنامج من حوار فكري إلى «مصارعة الديوك»، دون الالتزام بضوابط الحوار في وسائل الإعلام المرئي وتناسى القائمون على مثل هذه البرامج أن الهدف من المناظرة هو مُخاطبة عقول المشاهدين لتدبر أمر ما لتهتدي فيه إلى الصواب، لا شد انتباه المشاهد فيجعل الهدف من الرسائل الإعلامية وهو الرقي برأي الجمهور يضيع وسط هذا الصراخ.
فثقافة الحوار السليم تبنى على عدة عوامل وأولها وأهمها هي احترام الرأي الآخر باعتباره ضرورة إنسانية وحضارية قبل أن تكون آداب ومعايير سليمة لإدارة حوار فالحوار في معناه الصحيح لا يقوم ولا يؤدي إلى الهدف المنشود إلا إذا كان هناك احترام متبادل بين الأطراف المتحاورة فيحترم كل جانب وجهة نظر الجانب الآخر وحريته في التعبير عن الرأي، كما يجب أن نعي أن احترام الآخر لا يعني بالضرورة القبول بوجهة نظره وأن الهدف من مثل هذه البرامج هو نقل الفكر للمشاهد وله حرية قبول وجهات النظر المطروحة بما يراه مناسبا فلربما يأخذ من كل طرف ما يناسبه، فليس بالضرورة أن يكون مع أو ضد، فالهدف الأساسي من هذه البرامج هو إثراء الفكر ومناقشة القضايا التي تهم المجتمع بشكل موضوعي.
فلا بد من تأهيل الإعلاميين المعنيين بهذه البرامج ورفع قدراتهم في إدارة الحوار، ووضع ضوابط لعدم جر المتحاورين إلى مرحلة الاستفزاز أو ازدراء الطرف الآخر، فعلى من يدير هذه الحوارات أن يدير هذه الحوارات باحترافية وفق أسس ومبادئ الحوار الحضاري فيراعي الحيادية، ويتفهم آراء جميع الأطراف، ويميز الفرق بين الحوار والجدال، وأن يتمتع بسرعة التصرف والقدرة على احتواء الأطراف المنفعلة، وضبط حدود الحوار. كما أن الإعداد لمثل هذه البرامج تتطلب مراعاة معايير خاصة مثل حسن اختيار موضوع الحوار وأهدافه وحدوده وقواعده وأسسه وتوقيت طرحه وأسس اختيار المتحاورين بما يسهم في إنتاج برنامج ناجح يسهم في الرقي بفكر المشاهد، كما أن توظيف الإعلام المرئي بشكل إيجابي من خلال برامج تلفزيونية حوارية متوازنة بعيداً عن حالات الفوضوية والتعصب، تتسم بالانفتاح الفكري وقبول الآخر وتقبل النقد يسهم في بناء أجيال قادرة على الاطلاع على الآراء المختلفة ونقدها وتقييمها وتبني المناسب منها، فالإعلام له دور في صياغة العقول.
ولقد اعتدنا في الآونة الأخيرة أن نشاهد في بعض القنوات البرامج الحوارية التي تطرح قضاياها ووجهات نظر متعارضه ومختلفة، من خلال استضافة أشخاص لهم آراء متعارضة حول ذات الموضوع، وما هي إلا دقائق من بدء الحلقة الحوارية وبدء النقاش حتى تتحول طاولة الحوار إلى ساحة من العراك والجدال والصراخ والصراخ بل وربما السباب والشتم في بعض الأحيان، وتبادل الاتهامات بين أطراف الحوار بين «معارض ومؤيد»، حتى أن المشاهد يعجز عن متابعة وفهم ما يدور من حوار لحدة الشجار بين المتحاورين وعلو أصواتهم. والغريب هو موقف مدير الحوار فبدلاً من أن يدير الحوار وفقاً لأدبيات الحوار ويساعد ضيوف البرنامج على أن يعرضوا وجهات نظرهم دون التعدي على وجهة نظر الآخر نجد من يدير الحوار يؤجج الشجار بين الطرفين لتزداد حدة النقاش ولكأن مؤشر نجاح البرنامج هو مدى حدة الحوار وليس مدى القدرة على الاقناع. وتكمن المشكلة أن ظاهرة حوار «مصارعة الديوك»، إن صح التعبير بدأت تنتشر بين القنوات الفضائية حتى وصلت بكل أسف لبعض القنوات الرسمية، فتستخدم نفس هذا الأسلوب عبر حوار صاخب بين أصحاب وجهات النظر المختلفة.
وهنا لا بد من دق ناقوس الخطر حتى لا ننجر لمثل هذه البرامج التي بدلاً من أن تسهم في رفع مستوى وعي المشاهد وترتقي بذوقه وترتقي بمستوى الحوار لديه، سلكت الطريق السهل لإثارة المشاهدين وشد اهتمامهم، فهم يصطفون بين مؤيد ومعارض وكل مشاهد يشجع طرف من الأطراف المتجادلة، وكأنه يشجع متصارعين في حلبة مصارحة وليس متحاورين، وهذا أسلوب غير مرغوب لجذب المشاهد، فتحول البرنامج من حوار فكري إلى «مصارعة الديوك»، دون الالتزام بضوابط الحوار في وسائل الإعلام المرئي وتناسى القائمون على مثل هذه البرامج أن الهدف من المناظرة هو مُخاطبة عقول المشاهدين لتدبر أمر ما لتهتدي فيه إلى الصواب، لا شد انتباه المشاهد فيجعل الهدف من الرسائل الإعلامية وهو الرقي برأي الجمهور يضيع وسط هذا الصراخ.
فثقافة الحوار السليم تبنى على عدة عوامل وأولها وأهمها هي احترام الرأي الآخر باعتباره ضرورة إنسانية وحضارية قبل أن تكون آداب ومعايير سليمة لإدارة حوار فالحوار في معناه الصحيح لا يقوم ولا يؤدي إلى الهدف المنشود إلا إذا كان هناك احترام متبادل بين الأطراف المتحاورة فيحترم كل جانب وجهة نظر الجانب الآخر وحريته في التعبير عن الرأي، كما يجب أن نعي أن احترام الآخر لا يعني بالضرورة القبول بوجهة نظره وأن الهدف من مثل هذه البرامج هو نقل الفكر للمشاهد وله حرية قبول وجهات النظر المطروحة بما يراه مناسبا فلربما يأخذ من كل طرف ما يناسبه، فليس بالضرورة أن يكون مع أو ضد، فالهدف الأساسي من هذه البرامج هو إثراء الفكر ومناقشة القضايا التي تهم المجتمع بشكل موضوعي.
فلا بد من تأهيل الإعلاميين المعنيين بهذه البرامج ورفع قدراتهم في إدارة الحوار، ووضع ضوابط لعدم جر المتحاورين إلى مرحلة الاستفزاز أو ازدراء الطرف الآخر، فعلى من يدير هذه الحوارات أن يدير هذه الحوارات باحترافية وفق أسس ومبادئ الحوار الحضاري فيراعي الحيادية، ويتفهم آراء جميع الأطراف، ويميز الفرق بين الحوار والجدال، وأن يتمتع بسرعة التصرف والقدرة على احتواء الأطراف المنفعلة، وضبط حدود الحوار. كما أن الإعداد لمثل هذه البرامج تتطلب مراعاة معايير خاصة مثل حسن اختيار موضوع الحوار وأهدافه وحدوده وقواعده وأسسه وتوقيت طرحه وأسس اختيار المتحاورين بما يسهم في إنتاج برنامج ناجح يسهم في الرقي بفكر المشاهد، كما أن توظيف الإعلام المرئي بشكل إيجابي من خلال برامج تلفزيونية حوارية متوازنة بعيداً عن حالات الفوضوية والتعصب، تتسم بالانفتاح الفكري وقبول الآخر وتقبل النقد يسهم في بناء أجيال قادرة على الاطلاع على الآراء المختلفة ونقدها وتقييمها وتبني المناسب منها، فالإعلام له دور في صياغة العقول.