بأسلوبه السهل الممتنع، وبطريقة طرحه المشوِّق الذي يعتمد على طرح الأسئلة وليس الإجابة عنها بطريقة تقيليدية باهتة، أخذنا الزميل العزيز الأستاذ يوسف البنخليل رئيس تحرير صحيفة الوطن في رحلته من بيت «عبد الله الزايد» إلى التاريخ الحديث للثقافة السياسية في البحرين وتحولاتها ودلائلها ومخرجاتها ومآلاتها خلال نصف القرن الأخير.
ما امتازت به محاضرة البنخليل أنه حاول نبش التاريخ في أذهان المتلقي عبر طرحه الأسئلة المفتوحة والشجاعة عن الثقافة السياسية في البحرين، وإثراء الجو العام من خلال محاولته سبر أغوار التجربة السياسية عندنا بمقارنات وإحصاءات واستطلاعات رأي للشارع البحريني خلال عقد من الزمن وهي المدة نفسها الممتدة من العام 2005 حتى العام 2015.
ولأنني أعرف الأستاذ يوسف البنخليل جيداً وخلال عملي معه في عالم الصحافة لأكثر من 13 عاماً لم أتفاجأ أبداً من طرحه الشجاع وأسلوبه المتفرد في طريقة تناوله الفكرة. لم تكن محاضرته كبقية المحاضرات التقليدية المملة المشحونة بالمعلومات الباردة والمعلبة، لكنها كانت محاضرة ناجزة همها الأول كان في طرح الأسئلة تاركاً للمتلقي محاولة الإجابة عنها من خلال الدراسة العلمية الرصينة التي قام بها عبر أكثر من عقد من الزمان فكانت تحتوي على كميات هائلة من المعلومات الصادمة فيما يخص تحوّل الشارع البحريني من التقليدية إلى الحداثة السياسية وكذلك تحوّل مزاجه السياسي من العام 2005 حتى العام 2015 بشكل غير متوقع.
أكثر ما لفت الانتباه في الدراسة التي طرحها الزميل العزيز «بو زين» هو تراجع حظوظ الإسلاميين من كل المذاهب والأيديولوجيات المختلفة وتلاشي وانهيار محطاتهم المتمثلة في دور العبادة وذلك فيما يتعلق بالشأن السياسي لفشلهم الذريع في نجاح تجربتهم، خاصة «التجربة النيابية». أصبحت حظوظ الإسلاميين اليوم ضعيفة جداً مقارنة بما قبل 15 عاما أو يزيد قليلاً، فهذه المجاميع السياسية لم تنجح بتقديم نفسها كأنموذجٍ فاعل للعمل السياسي في البحرين، بل على العكس من ذلك، فهي قدَّمت لنا أسوأ أنواع التجارب السياسية مقارنة مع التيارات السياسية الأخرى حتى أصبحت غير مرغوب بها في تمثيل المجتمع البحريني الذي زاد نضجه السياسي خلال العقد الأخير.
لقد لخص البنخليل الفكرة كلها برسم الخريطة الأساسية للثقافة السياسية في البحرين بوضع محددات واضحة جداً أبانها فيما يلي: «مصادر الثقافة السياسية، الدين والثقافة السياسية، القيم السياسية، الثقة السياسية، المشاركة والدافعية السياسية، الانتماءات الفرعية، التعايش، طبيعة الثقافة السياسية». ثم أدرج تحت كل عنوان أهم النتائج المترتبة حول الدراسة، فكان من أبرزها كما ذكرنا هو تراجع مركزية الدين، وتراجع المؤسسات الدينية، وتراجع الالتزام الديني.
نحن ننصح كل المتابعين السياسيين والجمهور السياسي بالاستفادة من الدراسة «البنخليلية» لمعرفة مستقبل التجربة السياسية في البحرين وطبيعة الثقافة الحديثة التي تتحكم بمفاصل المستقبل السياسي في المملكة، خصوصاً ونحن على أعتاب انتخابات تشريعية قادمة والتي تنبَّأ البنخليل بنتائجها باكراً.
{{ article.visit_count }}
ما امتازت به محاضرة البنخليل أنه حاول نبش التاريخ في أذهان المتلقي عبر طرحه الأسئلة المفتوحة والشجاعة عن الثقافة السياسية في البحرين، وإثراء الجو العام من خلال محاولته سبر أغوار التجربة السياسية عندنا بمقارنات وإحصاءات واستطلاعات رأي للشارع البحريني خلال عقد من الزمن وهي المدة نفسها الممتدة من العام 2005 حتى العام 2015.
ولأنني أعرف الأستاذ يوسف البنخليل جيداً وخلال عملي معه في عالم الصحافة لأكثر من 13 عاماً لم أتفاجأ أبداً من طرحه الشجاع وأسلوبه المتفرد في طريقة تناوله الفكرة. لم تكن محاضرته كبقية المحاضرات التقليدية المملة المشحونة بالمعلومات الباردة والمعلبة، لكنها كانت محاضرة ناجزة همها الأول كان في طرح الأسئلة تاركاً للمتلقي محاولة الإجابة عنها من خلال الدراسة العلمية الرصينة التي قام بها عبر أكثر من عقد من الزمان فكانت تحتوي على كميات هائلة من المعلومات الصادمة فيما يخص تحوّل الشارع البحريني من التقليدية إلى الحداثة السياسية وكذلك تحوّل مزاجه السياسي من العام 2005 حتى العام 2015 بشكل غير متوقع.
أكثر ما لفت الانتباه في الدراسة التي طرحها الزميل العزيز «بو زين» هو تراجع حظوظ الإسلاميين من كل المذاهب والأيديولوجيات المختلفة وتلاشي وانهيار محطاتهم المتمثلة في دور العبادة وذلك فيما يتعلق بالشأن السياسي لفشلهم الذريع في نجاح تجربتهم، خاصة «التجربة النيابية». أصبحت حظوظ الإسلاميين اليوم ضعيفة جداً مقارنة بما قبل 15 عاما أو يزيد قليلاً، فهذه المجاميع السياسية لم تنجح بتقديم نفسها كأنموذجٍ فاعل للعمل السياسي في البحرين، بل على العكس من ذلك، فهي قدَّمت لنا أسوأ أنواع التجارب السياسية مقارنة مع التيارات السياسية الأخرى حتى أصبحت غير مرغوب بها في تمثيل المجتمع البحريني الذي زاد نضجه السياسي خلال العقد الأخير.
لقد لخص البنخليل الفكرة كلها برسم الخريطة الأساسية للثقافة السياسية في البحرين بوضع محددات واضحة جداً أبانها فيما يلي: «مصادر الثقافة السياسية، الدين والثقافة السياسية، القيم السياسية، الثقة السياسية، المشاركة والدافعية السياسية، الانتماءات الفرعية، التعايش، طبيعة الثقافة السياسية». ثم أدرج تحت كل عنوان أهم النتائج المترتبة حول الدراسة، فكان من أبرزها كما ذكرنا هو تراجع مركزية الدين، وتراجع المؤسسات الدينية، وتراجع الالتزام الديني.
نحن ننصح كل المتابعين السياسيين والجمهور السياسي بالاستفادة من الدراسة «البنخليلية» لمعرفة مستقبل التجربة السياسية في البحرين وطبيعة الثقافة الحديثة التي تتحكم بمفاصل المستقبل السياسي في المملكة، خصوصاً ونحن على أعتاب انتخابات تشريعية قادمة والتي تنبَّأ البنخليل بنتائجها باكراً.