أكاد أجزم أن أكثر اللهجات العربية القريبة على القلب ونشعر بسعادة محاولين نطقها هي وبلا منازع، اللهجة المصرية. وأكثر الدول التي كانت ولاتزال الأغلبية تود زيارتها هي وبلا شك، مصر أم الدنيا. فهذا ليس بسبب نشاط الملحقية الثقافية للسفارة المصرية المنتشرة في دول العالم، وإنما بكل بساطة يعود الفضل لشاشة كانت لا يتعدى حجمها 15 بوصة أي «صورة ذات جودة رديئة وصوت بالكاد مفهوم»، وكلما تطور الإنتاج الصناعي للتلفاز كلما زاد شغف الناس وتعلقهم بزيارة أرض الرسالات والأنبياء.
بدءاً من أيّام الأبيض والأسود وما قبل إسماعيل ياسين و«حماتي قنبلة ذرية»، عبدالحليم وشادية وشارع النيل، سي السيد وبين القصرين، مروراً بالمسلسلات التاريخية ووصولاً إلى عصر العولمة والتكنولوجيا الحديثة، فقد تمكنت الدراما المصرية من إظهار الصورة لنا بطريقة إبداعية.
وبالرغم من كل الهجمات التي تتعرض لها مصر والأزمات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية لايزال طموح الأغلبية زيارة معالمها السياحية والدينية، متجاهلين كل ما يمكن سماعه من سلبية.
وعاد المشهد وتكرر مع الدراما التركية، والتي تطرح قصصاً كثيرة لا تشبه بيئتنا الداخلية، ولكن لا ننكر أنها أيضاً كانت مساهمة فاعلة في ارتفاع نسبة السياحة بصورة خيالية. كنا نستلم رسائل التحذير من وضع أمني سقيم وفي الوقت نفسه المكاتب السياحية عامرة بالحجوزات والمواعيد. وفي المقابل، أقف حائرة أمام الدراما الخليجية حيث يبهرني البعض قائلاً: «إنها ليست إلا مرآة تصور مجتمعاتنا الداخلية!!».
فهل يعقل أن أغلب القصص الكوميدية تجسد شخصيات بلهاء غبية، أو هي صراع وعراك وخدع ودهاليز بين الكنّة وأم زوجها، وإن تكلمنا عن القصص الدرامية فكلها تشبه بعضها والحقيقة أنها لا تشبه واقع حال كل الأمة الخليجية. فالمواضيع بين بيوت متصدعة وأسر متفككة، وأزواج خائنين ونساء تافهات، وأولاد عاقين وأطفال وقحين أو أبناء مشردين وشباب بائسين منحرفين أو أهالي عنصريين متعنتين!!
أنا أعيش في الخليج وأعرف تماماً أن ما يتم طرحه لا يعكس الواقع الحقيقي والسليم. والنماذج الفردية لا يصح أن تصبح نماذج للتعميم. طبعاً أنا أعرف مسلسل «البيت العود» ومسلسل «درب الزلق» وغيرهم الكثير، والدراما الخليجية فيها من الأسماء العريقة التي يشهد لها التاريخ من تأليف وإخراج وتمثيل، والنقض ليس للأشخاص وإنما للقصص المطروحة والمواضيع.
يا جماعة الخير... حلّلوا معي... ولنتكلم من دون رتوش... دول الخليج باستثناء عُمان وجنوب المملكة العربية السعودية دول تفتقر إلى الطبيعة الجاذبة والمعالم السياحية الزاهية، هذا الكلام قبل النهضة العمرانية في نهاية القرن العشرين... فهل يعقل أيضاً أن نعمل على تدمير سمعتنا الإنسانية ونساهم بشكل فاعل في نشر نماذج فردية وليست جماعية أساءت لنا ولمجتمعاتنا الكثير؟! الأمر لكم لقليل من إعادة البحث والتفكير.
{{ article.visit_count }}
بدءاً من أيّام الأبيض والأسود وما قبل إسماعيل ياسين و«حماتي قنبلة ذرية»، عبدالحليم وشادية وشارع النيل، سي السيد وبين القصرين، مروراً بالمسلسلات التاريخية ووصولاً إلى عصر العولمة والتكنولوجيا الحديثة، فقد تمكنت الدراما المصرية من إظهار الصورة لنا بطريقة إبداعية.
وبالرغم من كل الهجمات التي تتعرض لها مصر والأزمات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية لايزال طموح الأغلبية زيارة معالمها السياحية والدينية، متجاهلين كل ما يمكن سماعه من سلبية.
وعاد المشهد وتكرر مع الدراما التركية، والتي تطرح قصصاً كثيرة لا تشبه بيئتنا الداخلية، ولكن لا ننكر أنها أيضاً كانت مساهمة فاعلة في ارتفاع نسبة السياحة بصورة خيالية. كنا نستلم رسائل التحذير من وضع أمني سقيم وفي الوقت نفسه المكاتب السياحية عامرة بالحجوزات والمواعيد. وفي المقابل، أقف حائرة أمام الدراما الخليجية حيث يبهرني البعض قائلاً: «إنها ليست إلا مرآة تصور مجتمعاتنا الداخلية!!».
فهل يعقل أن أغلب القصص الكوميدية تجسد شخصيات بلهاء غبية، أو هي صراع وعراك وخدع ودهاليز بين الكنّة وأم زوجها، وإن تكلمنا عن القصص الدرامية فكلها تشبه بعضها والحقيقة أنها لا تشبه واقع حال كل الأمة الخليجية. فالمواضيع بين بيوت متصدعة وأسر متفككة، وأزواج خائنين ونساء تافهات، وأولاد عاقين وأطفال وقحين أو أبناء مشردين وشباب بائسين منحرفين أو أهالي عنصريين متعنتين!!
أنا أعيش في الخليج وأعرف تماماً أن ما يتم طرحه لا يعكس الواقع الحقيقي والسليم. والنماذج الفردية لا يصح أن تصبح نماذج للتعميم. طبعاً أنا أعرف مسلسل «البيت العود» ومسلسل «درب الزلق» وغيرهم الكثير، والدراما الخليجية فيها من الأسماء العريقة التي يشهد لها التاريخ من تأليف وإخراج وتمثيل، والنقض ليس للأشخاص وإنما للقصص المطروحة والمواضيع.
يا جماعة الخير... حلّلوا معي... ولنتكلم من دون رتوش... دول الخليج باستثناء عُمان وجنوب المملكة العربية السعودية دول تفتقر إلى الطبيعة الجاذبة والمعالم السياحية الزاهية، هذا الكلام قبل النهضة العمرانية في نهاية القرن العشرين... فهل يعقل أيضاً أن نعمل على تدمير سمعتنا الإنسانية ونساهم بشكل فاعل في نشر نماذج فردية وليست جماعية أساءت لنا ولمجتمعاتنا الكثير؟! الأمر لكم لقليل من إعادة البحث والتفكير.