الأسبوع الماضي شهد إنجازاً جديداً يسجل لوزارة الداخلية البحرينية على المستوى الإداري، وهي النقطة اللافتة في هذا الموضوع الذي نتحدث عنها.

ارتباطنا بوزارة الداخلية وبرجالها المخلصين الشرفاء بقيادة الرجل القوي الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، نابع من امتناننا الكبير لدورهم البارز في الحفاظ على أمن البحرين ومواطنيها والمقيمين فيها.

وبرغم الإدراك لحجم المسؤوليات الجسام التي يضطلع بها رجال الداخلية كلاً في موقعه، يأتي تحقيق نجاح متميز على صعيد إدارة العمليات الداخلية وتحديدا إدارة البشر، ليضع هذه الوزارة كنموذج مشرف للقطاعات التي تهتم بمواردها البشرية.

هم يحمون البلد، ويسهرون على راحة مواطنيها والمقيمين فيها، ويتصدون لعمليات الشر والإرهاب التي تنفذ، والمخططات الآثمة التي تستهدف البحرين، ويضبطون عمليات التهريب لداخل بلادنا، سواء أكانت متمثلة بمساعي تهريب الأسلحة أو السموم المخدرة، ورغم ذلك لم ينسَ القائمون على هذه الوزارة أهمية ترتيب البيت الداخلي، وتطوير الكوادر البشرية.

منذ استلام الشيخ راشد بن عبدالله لهذه الوزارة وعمليات التحديث والتطوير فيها تمضي بقوة، بعضها كان لزاماً تطبيقه مواكبة لمتغيرات العصر، وأخرى ضرورية لتنفيذ معالجات مطلوبة للتعامل مع الظروف والمتغيرات التي مرت بها البحرين، لكن ديدن هذا الرجل في قيادة وزارته كان ومازال مرتبطا بعمليات التطوير والإصلاح، والاهتمام الكبير بتطوير العنصر البشري.

المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، وهي مؤسسة مسؤولة عن تقييم الشركات والمؤسسات على مستوى العالم، منحت وزارة الداخلية البحرينية ممثلة بالموارد البشرية شهادة التميز المؤسسي، والتي حصلوا عليها بدرجة النجمة الرابعة، وهو إنجاز يتحقق للمرة الأولى من نوعه على مستوى مملكة البحرين.

وزارة الداخلية كانت أول جهة حكومية تحصل على شهادة «الآيزو 14001»، ومنها مضت لتسجيل عديد من المشاريع التطويرية التي تهدف للحفاظ على المعايير العالمية في الأداء، من منطلق الأهداف النبيلة التي تختطها وأهمها تحقيق أمن وسلامة الوطن.

قد يكون هذا الجانب المعني بالتنظيم الداخلي لوزارة الداخلية، وعمليات تطوير الكوادر البشرية، جانباً غير معروف بالنسبة للمواطن العادي، وقد لا يظن المواطن أن الوزارة بحكم تخصصها والمهام الملقاة على عاتقها، لديها الوقت لتولي هذه الأمور اهتماماً، كون كوادرها وأفرادها مشغولين دائماً في مهام الحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطنين، لكن ما يتضح بأن هناك ثقافة ووعياً رسخهما وزير الداخلية تتمثل بأن المخرجات السليمة للعمل لابد وأن تستند على أرضية قوية متمثلة بالأفراد المؤهلين الذين يتم تطويرهم وتحفيزهم.

قد أكون متحيزاً لوزارة الداخلية ووزيرها الرجل الذي لم نشهد منه إلا المواقف الوطنية القوية، وكلماته الصريحة الشجاعة التي لا تهادن في الوطن ولا تقبل المساس به وبرموزه وشعبه، إلا أن هذا التحيز مبعثه الطريقة التي يتعامل بها الشيخ راشد مع الجميع في المجتمع، من موظفين يعتبرهم أبناءه المقربين، ومن مواطنين هو قائم على أمنهم وسلامتهم، ومن إعلام وصحافة يتعامل معهم بمسؤولية وشراكة لأجل المصلحة العامة.

التطوير وتنمية الكوادر لا يتحقق إلا بوجود قائد يؤمن بالتطوير والتغيير للأفضل، قائد حريص أن يكون التأهيل والتطوير والتدريب والتشجيع أساس بناء أي فرد ليكون عنصراً فاعلاً في المجتمع، يخدم وطنه وأهله بإخلاص وتفانٍ.

هذا نموذج مشرف يستدعي الوقوف عنده، مع دعواتنا بأن يحفظ رجال الداخلية البواسل، وأن يسدد خطاهم في الحفاظ والدفاع عن بحريننا الحبيبة ودرء الشرور عنها، وهم أهل لها.