يتشكل مشهد قاتم في سماء الخليج؛ إن لم يتم تداركه بآليات غير جولة روحاني وتغريدات ترمب التي تقوضها. فقد يذهب بالأمور لما لا يحمد عقباه؛ ليس على طهران فحسب بل على دول الخليج أيضا؛ سواء نتيجة تعرض إيران لهجوم عسكري أو جراء الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي بدأت تظهر في الطبقات الاجتماعية القريبة من الرصيف. وهنا نستذكر حالة اللاجئين السوريين، فبعد تصاعد الأزمة تم تسجيل أكثر من ستة ملايين لاجئ سوري في دول الجوار وأوروبا خلال 3 سنوات فقط. و كأي حدث رئيسي يترك أثرا في السياسة، سيترك عدم الاستقرار أثرا ديموغرافي بالهجرات داخل إيران نفسها، أو هجرات عبر الخليج العربي، وسيكون ملاذ قوارب اللاجئين الإيرانيين دبي التي لا تبعد عن بندر عباس برحلة بحرية إلا 4 ساعات، أوالكويت التي تصلها القوارب من عبدان في ساعتين في نفس .
ستتبع طهران سياسة غض الطرف بدل التشدد البحري تجاه قوارب اللاجئين الإيرانيين ، وستقف خفر السواحل الإيرانية في عرض البحر لإرشاد سفن اللاجئين الإيرانيين ليس لبندر عباس أو عبدان؛ بل لدبي والدوحة والدمام وميناء الكويت والمنامة ومسقط لأسباب عدة منها:
أولا: تنفيذ مخطط تحميل دول الخليج عبء ما تتعرض له من عقوبات كما فعل الأسد مع تركيا وأوروبا.
ثانيا:تحويل قوارب اللاجئين الإيرانيين كسلاح إيراني قاتل يشجعه ما تعانيه أوروبا من المهاجرين اليوم لتخاذل أوروبا في الأمس حل أزمات دول الشرق الأوسط .
ثالثا:قوارب اللاجئين الإيرانيين هو تنفيذ مخطط إيراني لم تتوقف عنه على مر العقود، وهو استمرار لسياسة تشجيع الهجرة إلى دول الخليج بصورة شرعية وغير شرعية والتي كانت قمة عنفوانها في الستينيات من القرن الماضي فور اكتشاف النفط الخليجي.
رابعا: ان عدد سكان إيران الكبير، وقلة اهتمام النظام بمواطنيه قد يجعل مسألة غرق القارب الأول فاجعة وطنية إيرانية لكن غرق عشرات القوارب بعد ذلك مسألة عدد، ما دامت تقارع بهم الشيطان الأكبر، وندعم سردنا هذا بحرب الموجات البشرية الإيرانية التي كان الطاغية صدام يفنيهم بالألغام ولم يهتز لطهران جفن طوال 8 سنوات.
لتلافي سقوط النظام، ولإشاعة الفوضى الإقليمية، وللفت نظر العالم، ولكسب تعاطفه، ستحاول طهران تحميل دول الخليج أكلاف العقوبات الأمريكية بتشريع الأبواب لقوارب اللاجئين الإيرانيين الهاربين من الحرب الأمريكية عليهم بالطائرات والصواريخ، أو جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة من الحصار الأمريكي ومنع تصدير إيران لنفطها وإغلاق هرمز.
بالعجمي الفصيح
ماذا أعد الخليجيون! إبعاد من تستطيع إبعادهم. أم ستحاصرالمنظمات الخيرية الإسلامية التي ستساعدهم، أم ستنصاع للنفس الطائفي والقومي وتتخلى عن قيم التكافل الإسلامية بإقامة معسكرات بؤس تجعل اجتياز الخليج أقل جذباً لهم! نتمنى أن تشغل هذه الأسئلة بال صانع القرار الخليجي ففي تقديرنا أن ظهور آثار الأزمة الاقتصادية الإيرانية مطلع الشتاء القادم.