ماذا تعرف عن قانون الدولة القومية لليهود في إسرائيل؟ حتى يمكن الحديث عن هذه الفكرة بشكل مشبَّع لا بد من توضيح القانون والإجابة على السؤال أعلاه. قانون الدولة القومية لليهود في إسرائيل "هو قانون أساسي في إسرائيل، يُعرِّف إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي. في 19 يوليو 2018، أقر الكنيست الإسرائيلي القانون بأغلبية 62 ومعارضة 55 وبامتناع نائبين عن التصويت. القانون حدد أن اللغة العِبرية هي اللغة الرسمية في إسرائيل، وبه تفقد العربية صفة لغة رسمية، لكنها ستحظى بمكانة خاصة. كما يشير القانون إلى أن الهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط".
لا نعلم مدى تسارع الخطى الحثيثة لتهويد فلسطين بشكل كامل في عهد الإدارة الأمريكية الحالية، وذلك بداية عندما أعلنت واشنطن بأن القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية ومن ثم جاء قرار نقل السفارة الأمريكية إليها بشكل سافر دون الالتفات إلى الاستنكارات الشعبية العارمة والرفض الدولي لها. واليوم يطل علينا الكنيست الإسرائيلي بقانون جديد يسمى "بقانون الدولة القومية لليهود في إسرائيل" حتى يكتمل مشهد التهويد بصورة لا تدع مجالاً للشك بأن القضية الفلسطينية بدأت تخرج خالية الوفاض من كل مواقعها وإنجازاتها ومراحلها وسياقها لتظل أسيرة في ظل هذا التهويد وأسيرة للقرارات الإسرائيلية الأمريكية الأخيرة.
لكن ما يمكن أن يبعث على التفاؤل هو ارتفاع أصوات التنديد العالمي بفكرة قانون تهويد فلسطين، وأن هذا القانون يعدّ بمثابة تكريس عنصرية أخرى من الوجود اليهودي داخل الأراضي المحتلة. حتى الدول الغربية بدأت تؤمن أن القرارات الإسرائيلية الأمريكية هي بمثابة تقويض لكل مفاوضات السلام التي حصلت حتى ولو كانت في حدودها الدنيا، وأن من واجب كل دول العالم رفض القانون اليهودي وعدم الاعتراف به بالمطلق، وعدم مجاملة الأمريكي في إقرار قانون يخرق القرارات الدولية منذ معاهدات كامب ديفيد المخيبة للآمال وامتداداً لأوسلو، لكن القرارات الجديدة ستقضي على أي بصيص أمل يمكن أن يعيد الفلسطينيين إلى الواجهة مرة أخرى.
هذا القانون الطائش -وغيره من القرارات التعسفية الإسرائيلية- سيدخل الشعب الفلسطيني بقوة بتجديد عهده في حق العودة مرة أخرى، وبالتالي لن يعودوا إلى منازلهم إلا بإحدى الحُسنيين. فالفلسطينيون لا يوجد لديهم ما يخسرونه أبداً بعد كل هذه القرارات الغاشمة ضدهم، فكلما زادت إسرائيل من بجاحتها في وجه إخوتنا في فلسطين زادت عزيمتهم في حق العودة للمرة الثالثة والرابعة والعاشرة، ولن يثنيهم الرصاص ولا حتى صوت التخاذل الدولي الذي هو أمضى من السُّم. فإياكم أن تقاتلوا من لا يملك أي شيء يخسره في الحياة سوى كرامته وأرضه.