قال الله تعالى في سورة القمر على لسان نبيه نوح "فدعا ربه أنى مغلوبٌ فانتصر". لقد تذكرت هذه الآية الكريمة في ذكرى الغزو العراقي الصدامي البعثي الغادر الآثم، هذه الآية التي يتجلى فيها صدق التوجه في الدعاء من قلب مؤمن صادق إلى ربٍ لطيف بعباده، وكان الرد الإلهي في الآيات التي تعقبها "ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمر، وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمرٍ قد قُدر".
نعم، لقد فتح الله أبواب السماء والأرض لدعوات صادقة من أرض طيبة لتلتقى القوات الشقيقة والصديقة لنصرة شعبنا الطيب الودود، لقد كان الغزو العراقي الصدامي البعثي الغاشم الآثم في الثاني من أغسطس 1990، والذي مر عليه 28 عاماً، كارثةً ومأساة بكل المقاييس، فهو ليس مجرد عدوان عسكري مبرر من دولة لأخرى مجاورة ولكنه كان عملاً خسيساً وجباناً، وخاصة بعد الدعم الكويتي والخليجي والعربي للعراق في حربها ضد إيران على مدار 8 أعوام، مدة حرب الخليج الأولى، وقد تنوع هذا الدعم بين الدعم العسكري والمادي والسياسي حتى وضعت الحرب أوزارها.
ولأن خسة النظام الصدامي البعثي لا تنتهى والذي لم يسلم من شروره حتى أبناء العراق أنفسهم، فتمادى في عدوانه وغطرسته بهذا العدوان البغيض الغادر ضد الكويت والتي لطالما عُرفت بدعمها وسخائها في السراء والضراء حتى قطفت ثمار هذه الأعمال الخيرية العظيمة، ومواقفها الدبلوماسية المشهودة بقيادة حكيمة وعظيمة وخبيرة، لتجد العون والدعم الكامل من شعوب العالم حتى تحررت من دنس الاحتلال السافر وتطهرت لتبدأ مرحلة جديدة وتعود سريعاً لاستكمال رسالتها نحو المجتمع الدولي تحت عنوان المحبة والخير والسلام.
الدروس المستفادة من هذه المأساة كثيرة حيث إنها كشفت بوضوح الأصدقاء الحقيقيين من الأعداء!! كذلك أبرزت مدى الحب والترابط بين أبناء الكويت واختلاط دماء شهدائهم بتراب الوطن، وما يمثله البيت الخليجي من عمق استراتيجي أمنى وهو مظلة حماية لجميع أبنائه وما تربطهم من أخوة حقيقية ومصير واحد.
كذلك ما نقله المرحوم الدكتور عبدالرحمن السميط أيام الغزو وهو مؤسس جمعية العون المباشر والذي وهب حياته لأعمال الخير وخاصة في أفريقيا، بأن الشعوب الأفريقية خرجت إلى الساحات تدعو وتبتهل إلى الله بأن يفرج الكرب عن الكويت وذلك مصداقاً لقول الله تعالى "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً" وهذه هي سنن الله في خلقه وسنة الحياة أن ما نزرعه اليوم نحصده غداً.
وكذلك على النقيض في الدولة المعتدية والتي لاتزال تدفع ثمن عدوانها وبغيها داخلياً وخارجياً وهي عبرة وموعظة بأن الله قيوم على خلقه.
وختاماً؛ نسأل الله العلى القدير بأن يرحم شهداء الوطن الذين ضحوا بأنفسهم لنحيا في عزة وكرامة، وأن يرحم والدنا المغفور له بإذن الله سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح وسمو الشيخ سعد العبدالله الصباح على ما بذلوه من جهد عظيم في المجتمع الدولي لنصرة قضية وطننا الحبيب، وندعو الله مخلصين بأن يحفظ ويبارك في والدنا الحبيب حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح فارس الدبلوماسية العربية وقائد العمل الإنساني على ما قدمه لنصرة الكويت أيام الغزو وما يقدمه من جهود عظيمة لتبقى الكويت شامخة آمنة تدعم الأمن والاستقرار خليجياً وعربياً، وكذلك ندعو الله أن يحفظ حضرة صاحب السمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، وأن يحفظ الله الكويت حكومةً وشعباً وتظل واحة الأمن والأمان ومركزاً دائماً وأبداً للعمل الإنساني.