بينما يتحضر ترامب لوضع عقوبات جديدة على إيران فاجأ العالم بإعلانه أنه مستعد للقاء روحاني الرئيس الإيراني دون قيد أو شرط مسبق. وفي هذه الأثناء وبعد سنتين من القطيعة الدبلوماسية قبلت المملكة العربية السعودية أن ترسل إيران دبلوماسي إلى الرياض ليترأس مكتب البعثة الإيرانية في البلاد.
وفي وسط هذه الأحداث وهذه المؤشرات يجب التساؤل هل سياسة ترامب ناجعة حيال إيران؟ وهل هي نافعة في الإجمال. فما نراه من ترامب هي سياسة تتبع نظرية" الرجل المجنون" التي أتى بها نيكسون. ومفادها أن حين يتصرف رئيس أقوى دولة في العالم كمجنون ستخاف بقية الدول وستكون حذرة في تصرفاتها وستسعى لأن تتوقى شر أمريكا التي يقودها رجل مجنون يمكن أن يقوم بأي شيء.
وأما بالنسبة للفتة التي قامت بها المملكة، السؤال هل حصلت السعودية على مؤشرات من جارتها الخليجية أن تلك الأخيرة تنوي وأخيراً "أن تكون جارة حسنة الطباع والتصرفات؟ هل اقتنعت إيران وأخيراً "أن المكابرة لا تنفع. وأن الأموال التي تصرف على الميليشيات الأحرى بها أن تصرف على الناس الذين يرزحون تحت وطأة الضائقة الاقتصادية التي تخنق البلاد ؟ ولكن للأسف فان المنطق السليم لا يطبق دائماً في الدول الأوتوقراطية.
الأيديولوجية تلعب دوراً "مهماً" كما إن الإرادة السياسية للطبقة الحاكمة عادة ما تكون لها أولوية على المتطلبات الاقتصادية للشعب. لذلك فإيران لن تنصاع بسهولة أمام أمريكا. وقد ترسل بإشارات إلى كل من المملكة وأمريكا لكسب الوقت أو كنوع من المناورة ولكن يصعب أن تكون قد غيرت من سياساتها في المنطقة خاصة وأن الأسد هو حالياً الفائز في سوريا وحزب الله هو أقوى مما كان عليه قبل الانتخابات والحشد في العراق قد تحالف مع الصدر. في ظل هذه المؤشرات السيناريو الأكثر احتمالاً هو أن المملكة تتبع سياسة العصا والجزرة وهي تلوح بالجزرة لإيران؟ وهي تتبع القوة الناعمة مع جارتها. وفي ظل هذه البوادر الأمريكية والسعودية علينا أن نراقب رد نظام الملالي.