* كلما تقدمت بك سنوات العمر كلما ازدادت خبرتك في مسير الحياة، وكلما نضجت شخصيتك ونمت تلك المعاني التي كنت تنظر إليها في السابق بنظرات قاصرة.. كم نحن بحاجة ماسة أن نضمن تلك المعاني الناضجة في كل تجاربنا الحياتية، لأننا لسنا نعيش في زمان الأمس حيث كنا ننظر إلى الحياة وكأنها لوحة عابرة من لوحات الأيام.. بل نعيش في زمان باتت فيه القيم تلعب دوراً هاماً في التأثير الحياتي وفي استقطاب الآخرين إلى واحات الخير.. القيم التي يجب أن نعايش أثرها البائن من أولئك الذين مضت بهم سنوات العمر وهم ما زالوا يحتضنون معاني الخير، ونفوسهم ما زالت هي تلك النفوس الأصيلة التي لا تتغير، لأنهم باختصار عاشوا من أجل مبادىء سامية وأهداف نبيلة، فلم يعيشوا أبداً من أجل أنفسهم وإبراز ألقابهم في مقدمة الركب.. بل عاشوا لله في كل حركاتهم وسكناتهم، فهم يعملون من وراء الكواليس، وديدنهم رضا الله سبحانه وتعالى عنهم، والعيش من أجل الآخرة الباقية.. سيروا جنباً إلى جنب مع تلك الشخصيات المؤثرة التي علمتنا الكثير في طريق الحياة.
* تقدير أصحاب الفضل والخبرة والكبار في خضم الحياة، يأتي ضمن سياق القيم التي يتبناها المرء في حياته، ومن المعاني الجميلة الرائعة التي يجب أن لا يقصر فيها الإنسان.. ولعلي ـ وبحسب وجهة نظري ـ أرى أن هذا المفهوم بدأ يتراجع عند شباب اليوم الذين لم يعاصروا تلك الأيام التي عشناها ونحن صغارا مع جيل الكبار.. حيث رضعنا منهم ما تبقى من القيم والأصالة التي توارثوها من الآباء والأجداد.. وإن هرول البعض إلى بره بالكبار ورد الوفاء لأصحاب الفضل، فإنه لن يقوى أبداً أن يقدم لهم ما قدموه له في سابق الأزمان.. فزماننا اليوم إنما هو زمان امتلاك النفوس لحظها من الدنيا.. كنا نسارع إلى إحضار «كوب الماء البارد» لتقديمه لأستاذنا إذا زارنا، ونهش ونبش في استقباله والترحيب به.. ليس من أجل حظ من حظوظ النفس.. وإنما من أجل «قيم» تعلمناها وشاهدناها عن قرب في محيط بيوتنا.. وما أجمل عيش أهل الكرم، فهم يقدمون لك طبقاً لن تنسى طعمه أبداً ما حييت.
* تأخذك الحمية أحياناً للانتصار للنفس والغضب من أجل توافه دنيوية زائلة فيها من حظوظ النفس ما فيها.. وسرعان ما تراجع نفسك لتجد أن الصمت والانسحاب أحياناً من بعض المواقف الحياتية أفضل أسلوب حتى لا تقع في هذا المحظور!! لأنك في النهاية تزن الأمور بميزان رضا الله سبحانه وتعالى، فتجد أن تلك «التوافه» إن جاز التعبير قد تعيق تحرك خطواتك نحو تحقيق الغايات المنشودة، حينها لا تضيع المزيد من الأوقات فيما لا فائدة فيه، وأمام أناس لا يستحقون أن تضيع معهم «لحظة» واحدة.. لذا لننتبه لنفوسنا في كافة مواقف الحياة.
* أجمل ما في أيام الحج المباركة أنك تنزع فيها رداء روتين الحياة الممل في أيام جميلة، وتركل تلك الأعباء المملة التي تحملها في أيام الحياة، وتنسى كل شيء من أجل أن تتفرغ للمولى الكريم وللعيش بطمأنينة وخشوع في أطهر بقاع الأرض.. أجمل ما في الحج أنه لا مجال فيه للهموم والغموم واعتبارات الحياة الأخرى.. كل مشاعرك وأحاسيسك منشغلة بالله تعالى.. فإن كنت حاجاً تطير فرحا عندما تطأ أقدامك مساحات مكة المكرمة مستشعراً خطوات النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته فيها.. في دعوته الخالدة، وفي مسيره في حجة الوداع.. فتعيش في كيان آخر غير ذلك الكيان الذي اعتدت عليه في حياة متسارعة.. ويرنو بصرك لأرض عرفة التي تتنزل فيها الرحمات.. وإن كنت خادماً للحجاج فإنك في الوقت ذاته ستتجرد من كل شيء من أجل أن تشعر الحجيج بالأمن والأمان وأداء المناسك براحة واطمئنان.. لأنك ستكون في خدمة ضيوف الرحمن.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الحجاج والعمار وفد الله عز وجل، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم».
* نظلم أنفسنا كثيراً وننسى أن «لبدنك عليك حقاً» فنظل نلهث ونركض وراء أثقال الحياة وهموم الدنيا، فلا نجد أي متنفس لأي راحة أو استجمام في ظل سرعة الحياة.. نظلم أنفسنا عندما نعيش بلا إنجاز حقيقي يرتقي بذاتنا ويحقق لنا ما نتمناه ونصبوا إليه.. فمن الأسس الجميلة التي تعين على العيش بسلام ونحقق من خلالها أهداف الحياة والآخرة، أن نستريح قليلاً بين فترة وأخرى ونلتقط الأنفاس ونتأمل في الكون والحياة، ونخلد إلى الراحة.. هي راحة من أجل أن نراجع الحسابات ونجدد العهد مع الله تعالى بأن نكون حراس الخير في هذه الحياة، ونؤدي دورنا المنشود في عمارة الأرض.
* أجمل ما في اللقاءات الأخوية أنك تكشف فيها معادن الناس، ومعادن أولئك الذين أحبوك من قلوبهم وارتسمت الابتسامة على محياهم كلما قابلوك.. أولئك الذين تضع يدك في أيديهم وتسير معهم في ركب الخير.. وهم من ستلتقي بهم في الفردوس تروي معهم قصص الإخاء الحميم الوفي في الدنيا الزائلة.. اللهم اجمعنا بكل من نحب تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
* يختارك المولى الكريم لمهمة سامية من بين البشر، ويعطيك فرصة سانحة لكي تبذل قصارى جهدك لتنجز هذه المهمة وتؤديها على الوجه الذي يرضيه عز وجل.. حينها احذر من أن تشوه هذا الاختيار بشؤم التباهي أو التذمر أو التردد أو النظر بما عند الآخرين، أو التصادم المذموم.. لأنك ستشوه الصورة الجميلة لهذا الاختيار، وتضع نفسك في خطر عدم قبول العمل.. هو اختيار جميل من رب العالمين فأعطه حقه واترك ما سوى ذلك من التفاهات.
* ومضة أمل:
كلما أحسست بأنك قد ابتعدت عن «قيمك المثلى».. سارع إلى لباس «السكينة» فهو يعطيك الأمل الجميل والحياة الهادئة المستقرة، والنفس الساكنة التي لا تميل إلى عراك الحياة.
* تقدير أصحاب الفضل والخبرة والكبار في خضم الحياة، يأتي ضمن سياق القيم التي يتبناها المرء في حياته، ومن المعاني الجميلة الرائعة التي يجب أن لا يقصر فيها الإنسان.. ولعلي ـ وبحسب وجهة نظري ـ أرى أن هذا المفهوم بدأ يتراجع عند شباب اليوم الذين لم يعاصروا تلك الأيام التي عشناها ونحن صغارا مع جيل الكبار.. حيث رضعنا منهم ما تبقى من القيم والأصالة التي توارثوها من الآباء والأجداد.. وإن هرول البعض إلى بره بالكبار ورد الوفاء لأصحاب الفضل، فإنه لن يقوى أبداً أن يقدم لهم ما قدموه له في سابق الأزمان.. فزماننا اليوم إنما هو زمان امتلاك النفوس لحظها من الدنيا.. كنا نسارع إلى إحضار «كوب الماء البارد» لتقديمه لأستاذنا إذا زارنا، ونهش ونبش في استقباله والترحيب به.. ليس من أجل حظ من حظوظ النفس.. وإنما من أجل «قيم» تعلمناها وشاهدناها عن قرب في محيط بيوتنا.. وما أجمل عيش أهل الكرم، فهم يقدمون لك طبقاً لن تنسى طعمه أبداً ما حييت.
* تأخذك الحمية أحياناً للانتصار للنفس والغضب من أجل توافه دنيوية زائلة فيها من حظوظ النفس ما فيها.. وسرعان ما تراجع نفسك لتجد أن الصمت والانسحاب أحياناً من بعض المواقف الحياتية أفضل أسلوب حتى لا تقع في هذا المحظور!! لأنك في النهاية تزن الأمور بميزان رضا الله سبحانه وتعالى، فتجد أن تلك «التوافه» إن جاز التعبير قد تعيق تحرك خطواتك نحو تحقيق الغايات المنشودة، حينها لا تضيع المزيد من الأوقات فيما لا فائدة فيه، وأمام أناس لا يستحقون أن تضيع معهم «لحظة» واحدة.. لذا لننتبه لنفوسنا في كافة مواقف الحياة.
* أجمل ما في أيام الحج المباركة أنك تنزع فيها رداء روتين الحياة الممل في أيام جميلة، وتركل تلك الأعباء المملة التي تحملها في أيام الحياة، وتنسى كل شيء من أجل أن تتفرغ للمولى الكريم وللعيش بطمأنينة وخشوع في أطهر بقاع الأرض.. أجمل ما في الحج أنه لا مجال فيه للهموم والغموم واعتبارات الحياة الأخرى.. كل مشاعرك وأحاسيسك منشغلة بالله تعالى.. فإن كنت حاجاً تطير فرحا عندما تطأ أقدامك مساحات مكة المكرمة مستشعراً خطوات النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته فيها.. في دعوته الخالدة، وفي مسيره في حجة الوداع.. فتعيش في كيان آخر غير ذلك الكيان الذي اعتدت عليه في حياة متسارعة.. ويرنو بصرك لأرض عرفة التي تتنزل فيها الرحمات.. وإن كنت خادماً للحجاج فإنك في الوقت ذاته ستتجرد من كل شيء من أجل أن تشعر الحجيج بالأمن والأمان وأداء المناسك براحة واطمئنان.. لأنك ستكون في خدمة ضيوف الرحمن.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الحجاج والعمار وفد الله عز وجل، إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم».
* نظلم أنفسنا كثيراً وننسى أن «لبدنك عليك حقاً» فنظل نلهث ونركض وراء أثقال الحياة وهموم الدنيا، فلا نجد أي متنفس لأي راحة أو استجمام في ظل سرعة الحياة.. نظلم أنفسنا عندما نعيش بلا إنجاز حقيقي يرتقي بذاتنا ويحقق لنا ما نتمناه ونصبوا إليه.. فمن الأسس الجميلة التي تعين على العيش بسلام ونحقق من خلالها أهداف الحياة والآخرة، أن نستريح قليلاً بين فترة وأخرى ونلتقط الأنفاس ونتأمل في الكون والحياة، ونخلد إلى الراحة.. هي راحة من أجل أن نراجع الحسابات ونجدد العهد مع الله تعالى بأن نكون حراس الخير في هذه الحياة، ونؤدي دورنا المنشود في عمارة الأرض.
* أجمل ما في اللقاءات الأخوية أنك تكشف فيها معادن الناس، ومعادن أولئك الذين أحبوك من قلوبهم وارتسمت الابتسامة على محياهم كلما قابلوك.. أولئك الذين تضع يدك في أيديهم وتسير معهم في ركب الخير.. وهم من ستلتقي بهم في الفردوس تروي معهم قصص الإخاء الحميم الوفي في الدنيا الزائلة.. اللهم اجمعنا بكل من نحب تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
* يختارك المولى الكريم لمهمة سامية من بين البشر، ويعطيك فرصة سانحة لكي تبذل قصارى جهدك لتنجز هذه المهمة وتؤديها على الوجه الذي يرضيه عز وجل.. حينها احذر من أن تشوه هذا الاختيار بشؤم التباهي أو التذمر أو التردد أو النظر بما عند الآخرين، أو التصادم المذموم.. لأنك ستشوه الصورة الجميلة لهذا الاختيار، وتضع نفسك في خطر عدم قبول العمل.. هو اختيار جميل من رب العالمين فأعطه حقه واترك ما سوى ذلك من التفاهات.
* ومضة أمل:
كلما أحسست بأنك قد ابتعدت عن «قيمك المثلى».. سارع إلى لباس «السكينة» فهو يعطيك الأمل الجميل والحياة الهادئة المستقرة، والنفس الساكنة التي لا تميل إلى عراك الحياة.