أعتدنا منذ سنوات، وبالتحديد منذ أن جاءت الثورة الإيرانية، على الحرب الكلامية بين إيران وأمريكا، حيث نسمع جعجعة ولا نرى طحناً، ولكن منذ أن جاء دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكا وهذه الحرب الكلامية في ازدياد حتى أصبحنا لا نستبعد بين فترة وأخرى أن نصبح ونسمع طبول الحرب تقرع بين الطرفين، وهذه المرة بدأت الحرب الكلامية شديدة منذ أن انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي، حيث قال ترامب في تغريدة على حسابه في «تويتر» «إلى الرئيس الإيراني «حسن» روحاني: إياك وتهديد الولايات المتحدة مجدداً وإلا ستواجه تداعيات لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ. لم نعد دولة يمكنها السكوت». وتابع «لم نعد دولة يمكن أن تسكت على تصريحاتك المختلة حول العنف والقتل. كن حذراً». وجاءت تصريحاته الأحد بعد أن قال وزير خارجيته مايك بومبيو «إن الولايات المتحدة لا تخشى فرض عقوبات على كبار قادة النظام الإيراني».
وكان روحاني قد قال الأحد في خطاب متلفز «لا يمكنك أن تحرض الشعب الإيراني على أمنه ومصالحه»، مجدداً تحذيره بأن إيران يمكن أن تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعتبر خط شحن حيوياً لإمدادات النفط العالمية. وقال مخاطباً ترامب «لقد ضمنا دائماً أمن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم». وقال روحاني إن «السلام مع إيران سيكون أم كل سلام، والحرب مع إيران ستكون أم المعارك».
حرب كلامية مثل هذه لا يقال عنها إلا أنها مقدمة لحرب عسكرية بين الطرفين خاصة أن الحرب الكلامية بدورها تحقق لإيران مصالح كثيرة حيث تجعل الرأي العام الإيراني في الداخل مشغولاً، وذلك لأن الوضع الأمني داخل إيران مضطرب، والمظاهرات تعم إيران بسبب انخفاض العملة الإيرانية وارتفاع أسعار السلع، وبذلك تجد إيران من هذه الحرب متنفساً لها ومخرجاً لها من هذا الوضع المزري في الداخل، ومما يزيد الطين بلة، أن العقوبات الأمريكية التي بدأت تؤتي ثمارها كل ذلك جعل إيران في وضع لا تحسد عليه، وبذلك من مصلحة النظام الإيراني أن يجعل هذه الحرب الكلامية تزيد اشتعالاً وتستمر.
من جانب آخر، تعودت إيران أن تكون حربها مع الآخرين حرباً نفسية، وبذلك فهي هدفها في النهاية توجيه الرأي العام الإيراني نحو قضايا الخارج وشغله عن قضايا الداخل وإظهار نفسها أنها مستهدفة من أمريكا وهي عقدة لازمتها منذ قيام الثورة وحتى أمريكا من جانبها تريد جس نبض إيران وتختبر قوة إيران وتكون في ذات الوقت هذه الحرب الكلامية حرباً نفسية على إيران.
ولقد تعود العالم على هذه الحرب الكلامية خاصة بين أمريكا وإيران التي لا تترتب عليها أي نتائج في الواقع، ولكن هل يُمكن أن تتحول الحرب الكلامية والتهديدات المتبادلة بين أمريكا وإيران إلى مواجهة عسكرية؟ للإجابة على هذا السؤال نقول إنه إذا توافرت معطيات معينة فمن المحتمل أن تكون الإجابة بنعم، ومن هذه المعطيات تدخل إيران في طرق الملاحة الدولية مثل باب المندب عن طريق الحوثيين ومحاولتها إرباك حركة السفن. كذلك دعم إيران للحوثيين وجماعات القاعدة في اليمن في الحرب الدائرة الآن في اليمن، وهذا يعتبر تهديداً لمنطقة الخليج العربي والسعودية التي ترتبط بمصالح قوية مع أمريكا، ولذلك إذا ما استمرت هذه الأوضاع على حالها فلن تقف أمريكا مكتوفة اليدين.
وفي الأشهر القادمة نرى التأثير، وبالتحديد في 6 أغسطس انتهى كلام الليل يا جارة وبدأ العمل عندما بدأت سلسلة العقوبات الأمريكية وهي من أشد العقوبات التي فرضت على إيران في شهر أغسطس والأشد منها في شهر نوفمبر، والتي يتوقع أن تكون المرحلة الثانية التي سيتم خلالها حجب مبيعات الخام الإيرانية وهي الأشد تأثيراً، رغم أن دولاً عدة بينها الصين والهند وتركيا أشارت إلى أنها غير مستعدة للتوقف بشكل كامل عن شراء النفط الإيراني.
وقال بومبيو «يتعلق الأمر فقط بعدم رضا الإيرانيين عن حكومتهم. والرئيس واضح للغاية أننا نريد أن يكون للإيرانيين صوت قوي في اختيار قيادتهم».
وبلاشك فإن أكثر المتأثرين بالعقوبات الأمريكية هو الشعب الإيراني الذي ينتظر إلى ما سوف تأول إليه الأمور، فإذا كان هو الآن يعاني النتائج التي ترتبت على انخفاض التومان الإيراني، فماذا سوف يكون عليه وضعه عندما تطبق عليه العقوبات الأشد في شهر نوفمبر؟ لننتظر لنرى إلى ما سوف تؤول إليه الأمور ولن يكون إلا النفق مظلم.
كل التقارير الاستخبارية تقول ذلك. حيث ذكرت مصادر أمنية أسترالية رفيعة المستوى أن الإدارة الأمريكية تستعد لقصف المنشآت النووية الإيرانية مستقبلاً. وقالت شخصيات بارزة في الحكومة الأسترالية، للإذاعة والتلفزيون الوطني، طلبت عدم ذكر أسمائها: إنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة مستعدة لقصف منشآت نووية إيرانية، لافتين إلى أن بلادهم من المتوقع أن تساعد في تلك العمليات بتحديد الأهداف المحتملة. وهناك كثير من التقارير تشير إلى ذلك، فهل تقع الحرب؟
وكان روحاني قد قال الأحد في خطاب متلفز «لا يمكنك أن تحرض الشعب الإيراني على أمنه ومصالحه»، مجدداً تحذيره بأن إيران يمكن أن تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعتبر خط شحن حيوياً لإمدادات النفط العالمية. وقال مخاطباً ترامب «لقد ضمنا دائماً أمن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم». وقال روحاني إن «السلام مع إيران سيكون أم كل سلام، والحرب مع إيران ستكون أم المعارك».
حرب كلامية مثل هذه لا يقال عنها إلا أنها مقدمة لحرب عسكرية بين الطرفين خاصة أن الحرب الكلامية بدورها تحقق لإيران مصالح كثيرة حيث تجعل الرأي العام الإيراني في الداخل مشغولاً، وذلك لأن الوضع الأمني داخل إيران مضطرب، والمظاهرات تعم إيران بسبب انخفاض العملة الإيرانية وارتفاع أسعار السلع، وبذلك تجد إيران من هذه الحرب متنفساً لها ومخرجاً لها من هذا الوضع المزري في الداخل، ومما يزيد الطين بلة، أن العقوبات الأمريكية التي بدأت تؤتي ثمارها كل ذلك جعل إيران في وضع لا تحسد عليه، وبذلك من مصلحة النظام الإيراني أن يجعل هذه الحرب الكلامية تزيد اشتعالاً وتستمر.
من جانب آخر، تعودت إيران أن تكون حربها مع الآخرين حرباً نفسية، وبذلك فهي هدفها في النهاية توجيه الرأي العام الإيراني نحو قضايا الخارج وشغله عن قضايا الداخل وإظهار نفسها أنها مستهدفة من أمريكا وهي عقدة لازمتها منذ قيام الثورة وحتى أمريكا من جانبها تريد جس نبض إيران وتختبر قوة إيران وتكون في ذات الوقت هذه الحرب الكلامية حرباً نفسية على إيران.
ولقد تعود العالم على هذه الحرب الكلامية خاصة بين أمريكا وإيران التي لا تترتب عليها أي نتائج في الواقع، ولكن هل يُمكن أن تتحول الحرب الكلامية والتهديدات المتبادلة بين أمريكا وإيران إلى مواجهة عسكرية؟ للإجابة على هذا السؤال نقول إنه إذا توافرت معطيات معينة فمن المحتمل أن تكون الإجابة بنعم، ومن هذه المعطيات تدخل إيران في طرق الملاحة الدولية مثل باب المندب عن طريق الحوثيين ومحاولتها إرباك حركة السفن. كذلك دعم إيران للحوثيين وجماعات القاعدة في اليمن في الحرب الدائرة الآن في اليمن، وهذا يعتبر تهديداً لمنطقة الخليج العربي والسعودية التي ترتبط بمصالح قوية مع أمريكا، ولذلك إذا ما استمرت هذه الأوضاع على حالها فلن تقف أمريكا مكتوفة اليدين.
وفي الأشهر القادمة نرى التأثير، وبالتحديد في 6 أغسطس انتهى كلام الليل يا جارة وبدأ العمل عندما بدأت سلسلة العقوبات الأمريكية وهي من أشد العقوبات التي فرضت على إيران في شهر أغسطس والأشد منها في شهر نوفمبر، والتي يتوقع أن تكون المرحلة الثانية التي سيتم خلالها حجب مبيعات الخام الإيرانية وهي الأشد تأثيراً، رغم أن دولاً عدة بينها الصين والهند وتركيا أشارت إلى أنها غير مستعدة للتوقف بشكل كامل عن شراء النفط الإيراني.
وقال بومبيو «يتعلق الأمر فقط بعدم رضا الإيرانيين عن حكومتهم. والرئيس واضح للغاية أننا نريد أن يكون للإيرانيين صوت قوي في اختيار قيادتهم».
وبلاشك فإن أكثر المتأثرين بالعقوبات الأمريكية هو الشعب الإيراني الذي ينتظر إلى ما سوف تأول إليه الأمور، فإذا كان هو الآن يعاني النتائج التي ترتبت على انخفاض التومان الإيراني، فماذا سوف يكون عليه وضعه عندما تطبق عليه العقوبات الأشد في شهر نوفمبر؟ لننتظر لنرى إلى ما سوف تؤول إليه الأمور ولن يكون إلا النفق مظلم.
كل التقارير الاستخبارية تقول ذلك. حيث ذكرت مصادر أمنية أسترالية رفيعة المستوى أن الإدارة الأمريكية تستعد لقصف المنشآت النووية الإيرانية مستقبلاً. وقالت شخصيات بارزة في الحكومة الأسترالية، للإذاعة والتلفزيون الوطني، طلبت عدم ذكر أسمائها: إنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة مستعدة لقصف منشآت نووية إيرانية، لافتين إلى أن بلادهم من المتوقع أن تساعد في تلك العمليات بتحديد الأهداف المحتملة. وهناك كثير من التقارير تشير إلى ذلك، فهل تقع الحرب؟