أسبوعان ويدخل شهر محرم، لكن استعدادات الحكومة للتسهيل على المحتفلين بذكرى عاشوراء بدأت منذ شهور، حيث عقد المسؤولون في محافظات العاصمة والمحرق والشمالية العديد من الاجتماعات بغية إنجاح هذا الموسم وتم خلالها وضع الخطط اللازمة من أجل ذلك، فالحكومة تستعد لموسم عاشوراء في كل عام بالشكل الذي يليق بالمناسبة ويؤكد دورها في تنظيم هذه التظاهرة وتوفير الأمن والأمان للجميع. لكن مقابل استعدادات الحكومة وحرص الدولة على تقديم كل التسهيلات والخدمات لإنجاح الموسم استعد له أيضاً ذلك البعض الذي يعمد إلى استغلال هذه المناسبة وحرفها عن مسارها، كما صار يفعل في السنوات الأخيرة، ففي هذه السنوات كثرت الاجتماعات التي يعقدها ذلك البعض في الداخل والخارج، وكثرت الخطط التي يتم وضعها أملاً في أن تتيح له استغلال الموسم بما يعتقد أنه يخدم أهدافه الضيقة، لهذا يحدث الخلط السالب ويتم إدخال السياسة في عزاء الحسين عليه السلام، وهو ما يحرف المناسبة عن أهدافها وغاياتها ويظلم المشاركين فيها والذين يرفضون خلط الأمور واستغلال اسم الإمام الحسين بهذا الشكل.

اجتماعات المحافظين باللجان المعنية بتنظيم موسم عاشوراء لم تتوقف في الشهور الأخيرة، حيث تم فيها تقييم الموسم السابق وتحديد الأخطاء التي ربما تكون قد حدثت ونوقشت الأفكار الجديدة التي يعتقد أنها يمكن أن تسهم في إنجاح الموسم الجديد. وفي المقابل فإن اجتماعات ذلك البعض الرامية إلى استغلال الموسم لتحقيق أهداف سياسية لم تتوقف أيضاً، وفيها أيضاً تم مناقشة أسباب عدم التمكن من تخريب موسم العام الماضي والأفكار الجديدة التي يمكن أن تسهم في تخريب الموسم المقبل. المحافظات ترمي إلى إنجاح الموسم وتوفير كل ما يحتاجه المشاركون في المواكب الحسينية من خدمات وتسهيلات وأمن وأمان، وذلك البعض يرمي إلى استغلال الموسم بالطريقة التي يعتقد أنها تعود عليه بالنفع المتمثل في تأليب الناس ضد الحكومة وخلط المناسبة بالسياسة وحرفها عن مسارها.

ولأن الأمور اليوم صارت أكثر وضوحاً لذا لم يعد الناس يشككون في توجهات الحكومة، ولا في توجهات ذلك البعض أيضاً، وصاروا مقتنعين بأن الحكومة تقوم بواجبها تجاه موسم عاشوراء على أكمل وجه وأنها تحرص على إنجاحه وتعمل من أجل ذلك بكل ما أوتيت من قدرات وإمكانات، وبأن ذلك البعض يستميت في حرف المناسبة عن مسارها بالسعي إلى استغلالها بشكل سالب مستعيناً بمريدي السوء في الدول القريبة والبعيدة ولا يهمه إن كان المشاركون فيها حصلوا على مرادهم أم لم يحصلوا.

الموضوعيون من المشاركين في عزاء سيد الشهداء لا يترددون في الثناء على الحكومة بسبب ما تقدمه من خدمات وتسهيلات للمواكب الحسينية والمآتم طوال موسم عاشوراء، وهؤلاء في ازدياد، وهم يزدادون أكثر كلما رأى المشاركون في الموسم حجم ما تقدمه الحكومة ورأوا الكيفية التي يعمد فيها ذلك البعض إلى استغلال المناسبة وحرفها عن مسارها.

ما تقدمه حكومة البحرين للمشاركين في الاحتفال بذكرى سيد الشهداء في موسم عاشوراء بشكل خاص كثير وهو محل تقدير من الشيعة في البحرين وفي كل مكان، وما يقوم به ذلك البعض وهو يحاول الاستفادة من موسم عاشوراء لتحقيق أهدافه الضيقة صار مكشوفاً ولا أحد يقدره سوى النظام الإيراني الذي يحرضه على ذلك أملاً في الحصول على ثغرة يتغلغل منها وسبب يتدخل به في شؤون البحرين الداخلية.

الاجتماعات المتتالية للمحافظات الثلاث لتنظيم موسم عاشوراء المقبل تؤكد بأنه سيكون موسماً ناجحاً بكل المقاييس، والضربات التي يتلقاها ذلك البعض والهزائم التي يتكبدها في كل يوم تؤكد بأنه لن يتمكن من حرف المناسبة عن مسارها واستغلالها لتحقيق أهدافه وأهداف من يقف من ورائه.