تكشف المأساة الإنسانية المتوقعة في محافظة إدلب، شمال غرب سوريا، تخاذل وصمت المجتمع الدولي المستمر، حيال القضية السورية، منذ اندلاع الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد، قبل أكثر من 7 سنوات، حيث يترقب المدنيون في إدلب، الموت القادم لهم من السماء، وحمامات الدم، عبر القصف المباشر بالبراميل المتفجرة وبالأسلحة الكيميائية من قبل قوات الأسد وبمساندة جوية من الطائرات الروسية، وبدعم لوجستي من إيران، وميليشيات «حزب الله» اللبناني، وميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية.
ولم تتردد الطائرات الروسية في شن غارات على المحافظة الشمالية التي تعد آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة والفصائل الاسلامية والمتشددة، لاسيما، هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» سابقاً، والتي كانت تعد ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا، والمصنفة على قائمة الإرهاب، وهي الذريعة التي تتخذها دمشق وحلفائها لضرب إدلب.
وسارعت موسكو إلى استئناف ضرباتها الجوية على المحافظة الشمالية، ولم تكترث كثيراً لتحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث غرد قائلاً: «إن على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهور محافظة إدلب، سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة، يمكن لمئات الآلاف من الناس أن يُقتلوا، لا تدعوا هذا الأمر يحدث».
ولم تمضِ سوى ساعتين حتى سارع الكرملين إلى الرد على ترامب حيث وصف إدلب بأنها «وكر للإرهابيين، وأن المسلحين في إدلب يعيقون السلام في سوريا ويهددون قواعد روسيا العسكرية»، مضيفاً أن «قوات النظام السوري تتأهب لحل مشكلة الإرهاب في إدلب»، لافتاً إلى أن «تحذيرات ترامب لا تعد منهاجاً شاملاً لحل مشكلة إدلب».
ومن المرتقب أن تشغل المحافظة السورية الشمالية المساحة الأكبر من محادثات القمة الثلاثية التي تضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، والتي ستعقد الجمعة المقبل في طهران، حيث من المؤكد أن تحدد القمة الثلاثية مستقبل إدلب، لاسيما وأن أجزاء من المحافظة تخضع لاتفاق خفض التوتر الذي أقرته الدول الثلاث في مباحثات أستانا، حيث كانت الدول الثلاث الضامن الرئيس لذلك الاتفاق الذي نقضته قوات الأسد مراراً وتكراراً.
ولا تبدو محادثات القمة الثلاثية أنها ستصب في صالح المعارضة السورية، لاسيما وأن موسكو وطهران حليفتين رئيسيتين لنظام الأسد فيما تبقى أنقرة تدافع عن مصالحها في الجنوب، حيث من المؤكد أن الأخيرة تأخذ في حسبانها مخاوف من نزوح مئات الآلاف من إدلب إلى حدودها الجنوبية، في حال شنت قوات الأسد وموسكو هجماتها على المحافظة الشمالية. ولابد من الأخذ في الاعتبار النفوذ التركي الملحوظ في إدلب عبر نشر نقاط مراقبة تنفذ اتفاق خفض التوتر، لاسيما وأن قوات الأسد لن تتردد في استخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة من أجل السيطرة على آخر معاقل المعارضة المسلحة في البلاد، خاصة وأنها تضع نصب أعينها المحافظة الاستراتيجية منذ فترة ليست قريبة، بعد السيطرة على كامل دمشق والجنوب السوري، ولم تتردد في الحشد العسكري للمعركة المرتقبة بإرسال التعزيزات العسكرية تمهيدا للمعركة الحاسمة، لأنها بحسب مراقبين ستكون آخر أكبر المعارك التي يمكن أن تخوضها قوات النظام السوري بعد الهزائم المتلاحقة التي تكبدها المعارضة المسلحة والإسلامية والمتشددة في مناطق مختلفة من البلاد، باستثناء إدلب ومناطق حدودية محاذية لها، إضافة إلى ريف حلب الشمالي، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من إدلب، بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق، وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي، وتتواجد الهيئة والفصائل في مناطق محاذية في ريف حلب الغربي، وريف حماة الشمالي، وسط البلاد وفي ريف اللاذقية الشمالي غرباً، وفقاً لتوزيع جغرافي أحصته وأوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وإذا كانت التنظيمات الإرهابية، متمثلة في هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» سابقاً، وتنظيم الدولة «داعش»، وتنظيم «القاعدة»، تشكل وضعاً شائكاً في إدلب إلا أنه لا يمكن تجاهل تحذيرات أممية ودولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة قد تلحق بنحو 3 ملايين مدني، في المحافظة الشمالية، والتي قد تقدم على ارتكابها قوات الأسد وحلفاؤها، لاسيما وأن روسيا تتخذ من وجود التنظيمات الإرهابية المختلفة في المحافظة ذريعة لاجتياح المحافظة دون الأخذ في الاعتبار الوضع الإنساني الكارثي الذي قد يلحق بالمدنيين.
وتبقى أنقرة الوسيط الرئيس لإيجاد حل بشأن وجود «هيئة تحرير الشام» في إدلب خاصة بعد أن صنفتها على قائمة الإرهاب، وحاولت حشد المعارضة المسلحة والإسلامية لمواجهة الهيئة، وهو ما تم من خلال إعلان فصائل على رأسها حركة أحرار الشام وفصيل نور الدين زنكي، تحالفها ضمن ائتلاف «الجبهة الوطنية للتحرير»، بمواجهة الهيئة وزعيمها السوري أبو محمد الجولاني الذي لا تزال تراوده أحلام تأسيس «إمارة إسلامية» في الشمال السوري.
* وقفة:
ينتظر المدنيون في إدلب الموت القادم من السماء وحمامات الدم عبر الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة لجيش الأسد وروسيا على وقع دعم لوجستي من إيران و»حزب الله» و»الحشد الشعبي» وسط تخاذل وصمت المجتمع الدولي!!
ولم تتردد الطائرات الروسية في شن غارات على المحافظة الشمالية التي تعد آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة والفصائل الاسلامية والمتشددة، لاسيما، هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» سابقاً، والتي كانت تعد ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا، والمصنفة على قائمة الإرهاب، وهي الذريعة التي تتخذها دمشق وحلفائها لضرب إدلب.
وسارعت موسكو إلى استئناف ضرباتها الجوية على المحافظة الشمالية، ولم تكترث كثيراً لتحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث غرد قائلاً: «إن على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهور محافظة إدلب، سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة، يمكن لمئات الآلاف من الناس أن يُقتلوا، لا تدعوا هذا الأمر يحدث».
ولم تمضِ سوى ساعتين حتى سارع الكرملين إلى الرد على ترامب حيث وصف إدلب بأنها «وكر للإرهابيين، وأن المسلحين في إدلب يعيقون السلام في سوريا ويهددون قواعد روسيا العسكرية»، مضيفاً أن «قوات النظام السوري تتأهب لحل مشكلة الإرهاب في إدلب»، لافتاً إلى أن «تحذيرات ترامب لا تعد منهاجاً شاملاً لحل مشكلة إدلب».
ومن المرتقب أن تشغل المحافظة السورية الشمالية المساحة الأكبر من محادثات القمة الثلاثية التي تضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، والتي ستعقد الجمعة المقبل في طهران، حيث من المؤكد أن تحدد القمة الثلاثية مستقبل إدلب، لاسيما وأن أجزاء من المحافظة تخضع لاتفاق خفض التوتر الذي أقرته الدول الثلاث في مباحثات أستانا، حيث كانت الدول الثلاث الضامن الرئيس لذلك الاتفاق الذي نقضته قوات الأسد مراراً وتكراراً.
ولا تبدو محادثات القمة الثلاثية أنها ستصب في صالح المعارضة السورية، لاسيما وأن موسكو وطهران حليفتين رئيسيتين لنظام الأسد فيما تبقى أنقرة تدافع عن مصالحها في الجنوب، حيث من المؤكد أن الأخيرة تأخذ في حسبانها مخاوف من نزوح مئات الآلاف من إدلب إلى حدودها الجنوبية، في حال شنت قوات الأسد وموسكو هجماتها على المحافظة الشمالية. ولابد من الأخذ في الاعتبار النفوذ التركي الملحوظ في إدلب عبر نشر نقاط مراقبة تنفذ اتفاق خفض التوتر، لاسيما وأن قوات الأسد لن تتردد في استخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة من أجل السيطرة على آخر معاقل المعارضة المسلحة في البلاد، خاصة وأنها تضع نصب أعينها المحافظة الاستراتيجية منذ فترة ليست قريبة، بعد السيطرة على كامل دمشق والجنوب السوري، ولم تتردد في الحشد العسكري للمعركة المرتقبة بإرسال التعزيزات العسكرية تمهيدا للمعركة الحاسمة، لأنها بحسب مراقبين ستكون آخر أكبر المعارك التي يمكن أن تخوضها قوات النظام السوري بعد الهزائم المتلاحقة التي تكبدها المعارضة المسلحة والإسلامية والمتشددة في مناطق مختلفة من البلاد، باستثناء إدلب ومناطق حدودية محاذية لها، إضافة إلى ريف حلب الشمالي، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من إدلب، بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق، وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي، وتتواجد الهيئة والفصائل في مناطق محاذية في ريف حلب الغربي، وريف حماة الشمالي، وسط البلاد وفي ريف اللاذقية الشمالي غرباً، وفقاً لتوزيع جغرافي أحصته وأوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وإذا كانت التنظيمات الإرهابية، متمثلة في هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» سابقاً، وتنظيم الدولة «داعش»، وتنظيم «القاعدة»، تشكل وضعاً شائكاً في إدلب إلا أنه لا يمكن تجاهل تحذيرات أممية ودولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة قد تلحق بنحو 3 ملايين مدني، في المحافظة الشمالية، والتي قد تقدم على ارتكابها قوات الأسد وحلفاؤها، لاسيما وأن روسيا تتخذ من وجود التنظيمات الإرهابية المختلفة في المحافظة ذريعة لاجتياح المحافظة دون الأخذ في الاعتبار الوضع الإنساني الكارثي الذي قد يلحق بالمدنيين.
وتبقى أنقرة الوسيط الرئيس لإيجاد حل بشأن وجود «هيئة تحرير الشام» في إدلب خاصة بعد أن صنفتها على قائمة الإرهاب، وحاولت حشد المعارضة المسلحة والإسلامية لمواجهة الهيئة، وهو ما تم من خلال إعلان فصائل على رأسها حركة أحرار الشام وفصيل نور الدين زنكي، تحالفها ضمن ائتلاف «الجبهة الوطنية للتحرير»، بمواجهة الهيئة وزعيمها السوري أبو محمد الجولاني الذي لا تزال تراوده أحلام تأسيس «إمارة إسلامية» في الشمال السوري.
* وقفة:
ينتظر المدنيون في إدلب الموت القادم من السماء وحمامات الدم عبر الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة لجيش الأسد وروسيا على وقع دعم لوجستي من إيران و»حزب الله» و»الحشد الشعبي» وسط تخاذل وصمت المجتمع الدولي!!