بينما العالم يترقب الانقضاض على إدلب، يجهز النظام السوري قواته للمعركة، وروسيا تتوعد أمريكا والغرب من مغبة التدخل.وفي الوقت نفسه توثق إيران علاقتها مع النظام بحيث تم توقيع اتفاق عسكري خلال الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الإيراني لدمشق.وكما ذكر الباحث د. أشرف كشك مدير برنامج الدراسات الاستراتيجية والدولية في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» في مقال نشر له حديثاً، أن التدخل الإيراني يتعدى سوريا، ويجب وضع استراتيجية متكاملة لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة. ولكن تحجيم إيران يبدأ من سوريا، ولا يمكن تحجيم إيران الآن من خلال توافق أمريكي روسي.وتعد روسيا اللاعب الأقوى في سوريا ولا يمكن تجاهلها. وتتبنى أمريكا سياسة التجاهل والعزل وفي الوقت نفسه تحافظ على مواقعها في الشمال والشمال الشرقي من سوريا. وحتى اليوم لا يوجد حوار جاد بين أمريكا وروسيا.وقمة هلسنكي لم تنتج أي اتفاق يذكر وكانت فقط للاستهلاك العام حتى يظهر ترامب بمظهر الرئيس الدبلوماسي الذي يحل مشاكل العالم من خلال سحره وقدرته الخارقة على القيام بصفقات ممتازة.وحتى اليوم يقتصر الحديث مع الروس على منع حدوث أي اصطدام بين الطائرات الروسية والأمريكية.والجو العام السائد في أمريكا ومعطيات السياسة الداخلية لا تشجع أي مسؤول أمريكي على أخذ المبادرة والتواصل مع الروس.ففي ظل التحقيق الجاري في مسألة تدخل الروس في الانتخابات الرئاسية 2016 وإمكانية تواطؤ ترامب مع موسكو لن يجرؤ أحد على طرح موضوع إعطاء روسيا أية تنازلات.فأي ربح يمكن أن تسجله روسيا سينظر إليه على أنه خسارة لأمريكا. وبينما يكثر الحديث عن التشكيك برئاسة ترامب بعد انتخابات مجلس النواب النصفية في نوفمبر يصعب أن تقوم الإدارة بهذه الخطوة الحساسة الآن.وروسيا تسعى لأن تستفيد من موقعها في سوريا حتى تطرح نفسها كقوة في الشرق الأوسط.وروسيا تنتظر حتى يأتي لها الغرب بعرض مقابل تقديمها تنازلات في سوريا.ومن الجدير بالذكر أنه وبالرغم من أن روسيا هي اللاعب الأقوى في الأزمة السورية فهذا لا يعني أن لديها السيطرة الكاملة على إيران وميليشياتها التي تصول وتجول في سوريا.كما أن سلطة إيران تحد من قوة روسيا في سوريا. وبالرغم من أن لروسيا علاقات وشراكات مع إيران ولكن الروس يعتمدون في اقتصادهم على تصدير النفط والغاز إلى أوروبا.والعلاقة مع إيران لا يمكن أن تغني عن العلاقة مع أمريكا أقوى وأغنى دولة في العالم.لذلك على أمريكا التواصل مع روسيا للتوصل لحل في سوريا يقضي بتحجيم النفوذ الإيراني واحتواء المشروع الأيديولوجي للمنطقة.فالعقوبات على نظام الملالي لا تكفي وعلى أمريكا والغرب التحلي بالواقعية والاعتراف أنه لا مفر من طرق أبواب موسكو.