كلنا على دراية بالأزمة الاقتصادية العالمية، لمجموعة من الأسباب والعوامل التي يعلمها الأغلبية منا. لذا فمن الطبيعي أن نجد أناساً بالحضيض وأناساً أحوالها فوق الريح وهذا الكلام ليس بالشيء الجديد ولا يخُفى عن الكثيرين. ولضمان حياة كريمة بأقل المعايير لا بد ممن يملك المال الوفير بأن يدلي بدلوه في جيب أخيه الإنسان الفارغ والشحيح كي لا يصبح هذا الإنسان من السائلين أو المتسولين.
ومع كل الأسباب المقبولة وغير المقبولة التي يمكن أن نذكرها للتسول وطلب المال والسؤال ومد اليد، علنا نجد مبرراً لكل هذا مقنعين أنفسنا أن «الفقر» هو من دفعه لهذا الموقف المُر.
ولكن أن يصل الحال عند البعض إلى التوسل بالله والأنبياء والأئمة الصالحين، والاستعانة بالأدعية والأذكار والتهديد والوعيد بيوم الدين واستخدامهم كوسيلة ضغط من قِبل مهووسي برامج التواصل الاجتماعي وذلك ليحصل على إعجاب واحد «لايك» أو متابعة «فولو» فهذا يعتبر قمة الانحدار الفكري!!!
صحيح أنني رأيت أمهات مع أبنائهن ذوي الإعاقة جار عليهم الزمن وتوسدوا الأرصفة ومدوا أياديهم للمارة علهم يحصلون على شيء يسد معدة فارغة، ورأيت الكهول بذقونهم البيضاء وظهورهم المنحنية يجوبون الأزقة والطرقات ورأيت الأطفال اليانعين بملابسهم الممزقة تحت مياه الأمطار يبيعون عقود الورد علّها تلفت نظر عاشق يقدمه لحبيبته أو يكون زينة في سيارته، شاهدت ورأيت كل أنواع التسول.. للأسف. ولكن أن يقوم البعض في يومنا هذا بعرض صور لأناس مشوهين أو مرضى ومن ثم يكتب عليها تعليق يستجدي به قلوب المشاركين في برامج التواصل الاجتماعي ويستفزهم للمتابعة والتعليق «لايك وفولو لا هُنتم»، فهذا يعتبر إسفافاً ثقافياً واجتماعياً شنيعاً نعيشه اليوم، لابد أن نكون له من المتصدين. هل يعقل أن عقول بعض الناس انحدرت إلى هذا المستوى المتدني العقيم؟! هل يعقل من البعض الآخر أنهم يُقَيِمون أصحاب حسابات برامج التواصل الاجتماعي بعدد متابعيهم الافتراضيين!!
أعيد وأكرر كما دائماً أذكر، أنني شخصياً لست ضد تيار برامج التواصل الاجتماعي ولست بعيدة عن الإيجابيات الكثيرة التي تمتلكها، وأيضاً لا أتغافل وأغض النظر عن السلبيات التي تعتريها. ويبقى في النهاية المستخدم هو الحد الفاصل بين ما يريد وعلى أي نهج يسير.. وبماذا يريد أن يملي جعبته العقلية والفكرية والتي يجب أن تتفوق بكثير على جعبته المالية. علنا نتحرر من جهل التبعية الذي يساور عقول البعض لنضمن حرية يانعة.
ومع كل الأسباب المقبولة وغير المقبولة التي يمكن أن نذكرها للتسول وطلب المال والسؤال ومد اليد، علنا نجد مبرراً لكل هذا مقنعين أنفسنا أن «الفقر» هو من دفعه لهذا الموقف المُر.
ولكن أن يصل الحال عند البعض إلى التوسل بالله والأنبياء والأئمة الصالحين، والاستعانة بالأدعية والأذكار والتهديد والوعيد بيوم الدين واستخدامهم كوسيلة ضغط من قِبل مهووسي برامج التواصل الاجتماعي وذلك ليحصل على إعجاب واحد «لايك» أو متابعة «فولو» فهذا يعتبر قمة الانحدار الفكري!!!
صحيح أنني رأيت أمهات مع أبنائهن ذوي الإعاقة جار عليهم الزمن وتوسدوا الأرصفة ومدوا أياديهم للمارة علهم يحصلون على شيء يسد معدة فارغة، ورأيت الكهول بذقونهم البيضاء وظهورهم المنحنية يجوبون الأزقة والطرقات ورأيت الأطفال اليانعين بملابسهم الممزقة تحت مياه الأمطار يبيعون عقود الورد علّها تلفت نظر عاشق يقدمه لحبيبته أو يكون زينة في سيارته، شاهدت ورأيت كل أنواع التسول.. للأسف. ولكن أن يقوم البعض في يومنا هذا بعرض صور لأناس مشوهين أو مرضى ومن ثم يكتب عليها تعليق يستجدي به قلوب المشاركين في برامج التواصل الاجتماعي ويستفزهم للمتابعة والتعليق «لايك وفولو لا هُنتم»، فهذا يعتبر إسفافاً ثقافياً واجتماعياً شنيعاً نعيشه اليوم، لابد أن نكون له من المتصدين. هل يعقل أن عقول بعض الناس انحدرت إلى هذا المستوى المتدني العقيم؟! هل يعقل من البعض الآخر أنهم يُقَيِمون أصحاب حسابات برامج التواصل الاجتماعي بعدد متابعيهم الافتراضيين!!
أعيد وأكرر كما دائماً أذكر، أنني شخصياً لست ضد تيار برامج التواصل الاجتماعي ولست بعيدة عن الإيجابيات الكثيرة التي تمتلكها، وأيضاً لا أتغافل وأغض النظر عن السلبيات التي تعتريها. ويبقى في النهاية المستخدم هو الحد الفاصل بين ما يريد وعلى أي نهج يسير.. وبماذا يريد أن يملي جعبته العقلية والفكرية والتي يجب أن تتفوق بكثير على جعبته المالية. علنا نتحرر من جهل التبعية الذي يساور عقول البعض لنضمن حرية يانعة.