ربما يشاطرني الذكريات أطفال السبعينات والثمانينات، الذين تشربوا حب أفلام الكرتون كواحدة من أهم وسائل الترفيه، وحينما كانت تلك الأفلام ذات قيمة ومغزى يتوافق مع المهارات التي اكتسبناها من دروس اللغة العربية واستخراج الفائدة من القصة، حيث ترمي أغلب القصص لإكسابنا المُثل والأخلاق الفاضلة.. نشأنا ونحن نردد كلمات أغنيات المقدمة لأفلامنا الشيقة، وما زلت أردد بين الفينة والأخرى بعضها، ولا أدري إن كان هذا حنيناً للطفولة، أم فقداً لتلك القيم التي تعلمناها لنعي فيما بعد أنها تكاد تغدو ضرباً من الخيال، ما زلت أردد: «مرةً في حيّنا زارنا فيلٌ ظريف.. برفقٍ قالَ لنا: ليسَ هنالكَ ما يخيف.. نحنُ الخيرُ بطبعنا لا نرضى ظلمَ الضعيف.. لا يحيا بيننا إلا الإنسانُ الشريف».. وما زلت أتزنم بها حتى لحظة كتابة المقال مستطردة: «بابارُ فيل ذكيٌّ نبيل.. وعالمُ الأطفال عالمٌ جميل.. بالأخلاق الفاضلة بالمحبةِ بالأمل.. نسمو ننتصر على المصاعبِ بالعمل.. بادروا دوماً إلى الاعتذارِ عن الزلل.. لا ترفضوا خجلاً ضحكنا قلنا أجل.. بابارُ فيل ذكيٌّ نبيل.. وعالمُ الأطفال عالمٌ جميل».!!
هل فعلاً عالم الأطفال هو الجميل وقد انقضى الجمال بانقضاء مرورنا على هذا العالم وخروجنا من أوسع بواباته إلى عالم الكبار المزيف؟!! أم أن البذور التي زرعتها تلك الأفلام في نفوسنا لم تخرج بنفس المبادئ والقيم لدى عموم الجيل واكتفت ببعض منه، كما تفعل البذور باختلاف الأتربة والأراضي، فبعضها «سبخة» لا تثمر مهما غرست فيها من قيم؟!! ما زلت أتساءل.. أننتمي فعلاً نحن أبناء السبعينات والثمانينات إلى زمن الطيبين؟ وهل تغير بنا الزمان اليوم ليبدلنا، أم أركن إلى قول الشافعي –رحمه الله– نعيب زماننا والعيب فينا؟!!
من أروقة العمل لدى كثيرين، ومن قصص يشيب لها الرأس في صعوبات وتحديات العمل المتصاعدة، والمتمثلة في أغلبها من الشللية والفساد وإقصاء الكفاءات والظلم والغمز واللمز ونصب فخ لهذا وآخر لذاك، يحق لي أن أتساءل بحيرة أما زالت الأخلاق الفاضلة هي العملة النقية الأكثر قبولاً في هذا الزمان؟!! أما زال ثمة موضع للمحبة والأمل في ظل تكاثر المتصيدين والمتملقين والمنافقين والوصوليين؟! أما زال يمكننا أن ننتصر على مصاعب العمل إذا ما كان النقي واحد مقابل جماعة من الفاسدين والمفسدين، والمثل الشعبي لدينا يقول: «الكثرة تغلب الشجاعة»؟
* اختلاج النبض:
إن نظريات إعلامية كثيرة كانت تؤكد تأثير تلك الأفلام على قيمنا وأخلاقنا ومعتقداتنا، وأتفق مع كثير منها بلا شك، وكثير من نظريات علم النفس والاجتماع تؤكد أيضاً على أن الطفولة من أهم المراحل العمرية في تشكيل شخصيتنا ووعينا وهويتنا، وأيضاً قيمنا ومعتقداتنا، وأيضاً أتفق مع أغلبها. فأين يكمن الخلل؟!! وهل أصبحنا بحاجة لاستدعاء «بابار» ليعيد تصحيح سلوكنا ويوجهه من جديد؟
{{ article.visit_count }}
هل فعلاً عالم الأطفال هو الجميل وقد انقضى الجمال بانقضاء مرورنا على هذا العالم وخروجنا من أوسع بواباته إلى عالم الكبار المزيف؟!! أم أن البذور التي زرعتها تلك الأفلام في نفوسنا لم تخرج بنفس المبادئ والقيم لدى عموم الجيل واكتفت ببعض منه، كما تفعل البذور باختلاف الأتربة والأراضي، فبعضها «سبخة» لا تثمر مهما غرست فيها من قيم؟!! ما زلت أتساءل.. أننتمي فعلاً نحن أبناء السبعينات والثمانينات إلى زمن الطيبين؟ وهل تغير بنا الزمان اليوم ليبدلنا، أم أركن إلى قول الشافعي –رحمه الله– نعيب زماننا والعيب فينا؟!!
من أروقة العمل لدى كثيرين، ومن قصص يشيب لها الرأس في صعوبات وتحديات العمل المتصاعدة، والمتمثلة في أغلبها من الشللية والفساد وإقصاء الكفاءات والظلم والغمز واللمز ونصب فخ لهذا وآخر لذاك، يحق لي أن أتساءل بحيرة أما زالت الأخلاق الفاضلة هي العملة النقية الأكثر قبولاً في هذا الزمان؟!! أما زال ثمة موضع للمحبة والأمل في ظل تكاثر المتصيدين والمتملقين والمنافقين والوصوليين؟! أما زال يمكننا أن ننتصر على مصاعب العمل إذا ما كان النقي واحد مقابل جماعة من الفاسدين والمفسدين، والمثل الشعبي لدينا يقول: «الكثرة تغلب الشجاعة»؟
* اختلاج النبض:
إن نظريات إعلامية كثيرة كانت تؤكد تأثير تلك الأفلام على قيمنا وأخلاقنا ومعتقداتنا، وأتفق مع كثير منها بلا شك، وكثير من نظريات علم النفس والاجتماع تؤكد أيضاً على أن الطفولة من أهم المراحل العمرية في تشكيل شخصيتنا ووعينا وهويتنا، وأيضاً قيمنا ومعتقداتنا، وأيضاً أتفق مع أغلبها. فأين يكمن الخلل؟!! وهل أصبحنا بحاجة لاستدعاء «بابار» ليعيد تصحيح سلوكنا ويوجهه من جديد؟