أغلبنا تعرض لهذا الموقف: نكون مع أحدهم أو في مجلس ما، وننقل قصة أو حدثاً ما ثم نكتشف أن ما قلناه محض كذب!! وإذا عدنا لمراجعة ناقل الخبر لنا قد نكتشف أنه هو الآخر ضحية تلك الكذبة!! وقد تفشت هذه الظاهرة أكثر في وسائل التواصل الاجتماعي. حيث ينتشر خبر مفاجئ عن وفاة أحد المشاهير أو طلاقه أو زواجه، أو حدوث اتفاق سياسي معين، أو نشوب مشكلة اقتصادية طارئة، وينشغل الكثيرون بنشر الخبر إلى أن يصدر النفي بعد دقائق من بلوغ الكذبة عنان السماء!!
أحد سمات عصرنا المعقد هذا انتشار الكذب. نحن محاطون بأكاذيب وادعاءات ودعايات لم نعد نعرف كيف نتعامل معها. نحن نلاحظ أن كثيراً من الشائعات الكاذبة تكون من صناعة أفراد إما مستفيدين من نشر الأكاذيب وإما مستمتعين بالتفرج على الناس وهم مخدوعون. بعض هؤلاء الكاذبين هم جزء من حياتنا اليومية عبر علاقات أسرية أو مهنية أو اجتماعية مما يزيد الأمر سوءاً علينا. وفي علم النفس يصنف الإفراط في الكذب بحالة، ليست مرضاً عقلياً، ولكنها غاية نفسية تُسمى «الميثومانيا» يلجأ فيها المرء إلى اختلاق القصص الكاذبة، أو المبالغة في إحداث بعض القصص الحقيقية. ويكون الهدف من الكذب، إما دفع خطر ما، أو جلب منفعة ما، وفي الحالات التي تقترب من الاضطراب النفسي يصير للكذب دوافع غير نفعية مثل الشعور بالمتعة والغوص في الخيال والشعور بالحضور والثقة، أو خلق حالة «بطولة أو مظلومية»، في حياة الفرد الشخصية تجعله محط جذب وحديث دائم. بعض «مهووسي الكذب» يعون جيدا أنهم يكذبون، ولكنهم يكررون الكذب ويكررونه حتى يصدقونه ثم يقعون تحت تأثير ما يسمى بـ «الذاكرة الكاذبة».
نحن نصدم في حياتنا العادية والبسيطة بمن يستمرئ الكذب ويتداوله بكثرة تؤدي إلى خلق شعور بالاحتقار تجاهه!! نحن نذهل أشد الذهول من قدرة البعض على إيذاء الآخرين باستخدام سلاح الكذب الذي قد ينتهي باغتيال الضحية معنوياً ويقضي على ما بقي من مستقبلها. ولا تخلو هذه الحياة من قصص بؤساء دُمرت حياتهم بسبب كِذبة واحدة صدقها الآخرون بسبب ملابسات هي، في حقيقة الأمر، سوء حظ لا أكثر.
شيوع الكذب على هذا النحو المثير للريبة في حياتنا جعل منا في بعض الأحيان كائنات حساسة لكل ما يقال. فاقدين للثقة في المحيطين بنا، نميل للوسوسة والقلق أمام بعض المتناقضات التي قد تقع في حياتنا بشكل عفوي. صرنا نخشى أن يتم استغفالنا، ثم استدراجنا، وأخيراً استغلالنا، لأتفه الأسباب. فقط.. لأن البعض صار يحترف الكذب، ويدير أموره ببوصلة الكذب. نحن نريد أن نكون طبيعيين وبسطاء وتلقائيين، ولكننا في الوقت نفسه، لا نريد أن نكون مغفلين وسُذّجاً.. فكم هو مؤلم أن تكتشف أن حسن ظنك أودى بك لتكون مغفلاً كبيراً!!
أحد سمات عصرنا المعقد هذا انتشار الكذب. نحن محاطون بأكاذيب وادعاءات ودعايات لم نعد نعرف كيف نتعامل معها. نحن نلاحظ أن كثيراً من الشائعات الكاذبة تكون من صناعة أفراد إما مستفيدين من نشر الأكاذيب وإما مستمتعين بالتفرج على الناس وهم مخدوعون. بعض هؤلاء الكاذبين هم جزء من حياتنا اليومية عبر علاقات أسرية أو مهنية أو اجتماعية مما يزيد الأمر سوءاً علينا. وفي علم النفس يصنف الإفراط في الكذب بحالة، ليست مرضاً عقلياً، ولكنها غاية نفسية تُسمى «الميثومانيا» يلجأ فيها المرء إلى اختلاق القصص الكاذبة، أو المبالغة في إحداث بعض القصص الحقيقية. ويكون الهدف من الكذب، إما دفع خطر ما، أو جلب منفعة ما، وفي الحالات التي تقترب من الاضطراب النفسي يصير للكذب دوافع غير نفعية مثل الشعور بالمتعة والغوص في الخيال والشعور بالحضور والثقة، أو خلق حالة «بطولة أو مظلومية»، في حياة الفرد الشخصية تجعله محط جذب وحديث دائم. بعض «مهووسي الكذب» يعون جيدا أنهم يكذبون، ولكنهم يكررون الكذب ويكررونه حتى يصدقونه ثم يقعون تحت تأثير ما يسمى بـ «الذاكرة الكاذبة».
نحن نصدم في حياتنا العادية والبسيطة بمن يستمرئ الكذب ويتداوله بكثرة تؤدي إلى خلق شعور بالاحتقار تجاهه!! نحن نذهل أشد الذهول من قدرة البعض على إيذاء الآخرين باستخدام سلاح الكذب الذي قد ينتهي باغتيال الضحية معنوياً ويقضي على ما بقي من مستقبلها. ولا تخلو هذه الحياة من قصص بؤساء دُمرت حياتهم بسبب كِذبة واحدة صدقها الآخرون بسبب ملابسات هي، في حقيقة الأمر، سوء حظ لا أكثر.
شيوع الكذب على هذا النحو المثير للريبة في حياتنا جعل منا في بعض الأحيان كائنات حساسة لكل ما يقال. فاقدين للثقة في المحيطين بنا، نميل للوسوسة والقلق أمام بعض المتناقضات التي قد تقع في حياتنا بشكل عفوي. صرنا نخشى أن يتم استغفالنا، ثم استدراجنا، وأخيراً استغلالنا، لأتفه الأسباب. فقط.. لأن البعض صار يحترف الكذب، ويدير أموره ببوصلة الكذب. نحن نريد أن نكون طبيعيين وبسطاء وتلقائيين، ولكننا في الوقت نفسه، لا نريد أن نكون مغفلين وسُذّجاً.. فكم هو مؤلم أن تكتشف أن حسن ظنك أودى بك لتكون مغفلاً كبيراً!!