عندما تقول إن الأسلوب الأمثل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية هو الحرب، يقفز من يتهمك بالموبقات التي اقترفها الجنرال الأمريكي كستر حين قتل الهنود الحمر فحصد الاشمئزاز الشعبي الأمريكي عامة. أو رودولفو غرزياني القائد الإيطالي الذي اغتال عمر المختار. ولأنك أصبحت من الجنس العسكري أو «دعاة الحرب» فقد تحيط بك الذئاب المسالمة، والثوار بلا قضية والمتنقلون من قضية أنقذوا الحيتان، إلى المرددين أغنية البيتلز أعط السلام فرصة «Give Peace a Chance» ليحملوك وزر كل الحروب الظالمة والعادلة. وحين تنطق الجملة الأخيرة يقفز متحذلق: إن كان هناك حرب عادلة أصلاً! وبلا طائلة نوضح أن الأمم تذهب إلى الحرب لسبب من ثلاثة، الشرف أو الخوف أوالمصلحة، وأن واقع السياسة الفعلي هو «الحرب»، وأن السلم ما هو إلا لحظة مؤقتة واستثنائية، فإذا لم تكن هناك حرب تقليدية قائمة فهناك حرب هياكل لا متماثلة أو حرب سيبرانية. لسنا بوقاً يبرر الحرب، بل متفكرون في قول الله تعالى «كُتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون»، «سورة البقرة: الآية 216». بل ونحن منتقدون تقصير مراكز الأبحاث في سوء تقييم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية قبل وبعد الحروب.
ومن حق البعض الاستغراب حين نقارن ما لا يقارن، فعدم الحرب قد يعني الذل وليس السلم، فحرب الاستنزاف مثلاً كانت عادلة لنا، فقد كبدت الصهاينة خسائر أكثر من كل الحروب مادياً ومعنوياً، ونعمت عظامهم لتلقي ضربة أكتوبر1973، وحرب تحرير الكويت 1991 كانت عادلة ليس لأنها أعادت شعباً إلى أرضه فحسب بل قد كفت بقية دول الخليج مشقة إخراج القوات العراقية من كل دول الخليج لو أكمل جيش الظلام مسيره الهمجي في أغسطس 1990. كما أن حروب الشعوب المطحونة قد أسقطت الكثير من الطغاة حول العالم وكانت عادلة كما قال إنجلز «الحرب على القصور والسلام للأكواخ». فالحرب في بدايتها تجعل الاقتصاد ديناميكياً، وتطور الصناعات والتكنولوجيا العسكرية، ففي حرب اليمن يتم حالياً تجربة منتجات المصانع العسكرية الخليجية. أما معنوياً فالحرب تصنع تاريخ الشعوب عبر صنع الأبطال والبطولات، فما أتعس شوارع تحمل أسماء الوجهاء ويغيب عنها الشهداء، والحرب تفرض هيبة الدولة وتزيد اعتزاز المواطنين ببلدهم وقادتهم، وتؤجج الوحدة الوطنية، والحرب تزيد من ثقة الشعوب في نفسها، وتفرض ثقافات السلام على ثقافة الحرب ولو على الشعوب المهزومة.
* بالعجمي الفصيح:
الحرب فعل نبيل، إذا كان هدفها نبيلاً، لكن البلادة السياسية قد تدفع للحرب لقصور في العمل السياسي المحكم. ويدفع لاستمرار الحرب من يود البقاء على رأس صناعة القرار، وتجار الحرب، ومن يلهي الناس عن أولوياتها الحقة، والأسوأ هو من يدعي ضبط المعاناة الإنسانية الناتجة عن الحرب فيما هو مغرق في الاستفادة من تضييع فرص السلام.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
ومن حق البعض الاستغراب حين نقارن ما لا يقارن، فعدم الحرب قد يعني الذل وليس السلم، فحرب الاستنزاف مثلاً كانت عادلة لنا، فقد كبدت الصهاينة خسائر أكثر من كل الحروب مادياً ومعنوياً، ونعمت عظامهم لتلقي ضربة أكتوبر1973، وحرب تحرير الكويت 1991 كانت عادلة ليس لأنها أعادت شعباً إلى أرضه فحسب بل قد كفت بقية دول الخليج مشقة إخراج القوات العراقية من كل دول الخليج لو أكمل جيش الظلام مسيره الهمجي في أغسطس 1990. كما أن حروب الشعوب المطحونة قد أسقطت الكثير من الطغاة حول العالم وكانت عادلة كما قال إنجلز «الحرب على القصور والسلام للأكواخ». فالحرب في بدايتها تجعل الاقتصاد ديناميكياً، وتطور الصناعات والتكنولوجيا العسكرية، ففي حرب اليمن يتم حالياً تجربة منتجات المصانع العسكرية الخليجية. أما معنوياً فالحرب تصنع تاريخ الشعوب عبر صنع الأبطال والبطولات، فما أتعس شوارع تحمل أسماء الوجهاء ويغيب عنها الشهداء، والحرب تفرض هيبة الدولة وتزيد اعتزاز المواطنين ببلدهم وقادتهم، وتؤجج الوحدة الوطنية، والحرب تزيد من ثقة الشعوب في نفسها، وتفرض ثقافات السلام على ثقافة الحرب ولو على الشعوب المهزومة.
* بالعجمي الفصيح:
الحرب فعل نبيل، إذا كان هدفها نبيلاً، لكن البلادة السياسية قد تدفع للحرب لقصور في العمل السياسي المحكم. ويدفع لاستمرار الحرب من يود البقاء على رأس صناعة القرار، وتجار الحرب، ومن يلهي الناس عن أولوياتها الحقة، والأسوأ هو من يدعي ضبط المعاناة الإنسانية الناتجة عن الحرب فيما هو مغرق في الاستفادة من تضييع فرص السلام.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج