مظاهر التسامح والتعايش السلمي وحرية اعتناق الأديان وحرية ممارسة الشعائر الدينية في مملكة البحرين ليست وليدة اليوم، بل إن تاريخ البحرين القديم والحديث سطر هذه الروح الجميلة التي يتمتع بها كل من سكن ويسكن على أرض البحرين، فهذه المظاهر موجودة بوجود هذه الأرض، فالاحترام المتبادل بين الأديان والطوائف في المجتمع البحريني جعلت المجتمع لا يهتم بأن يبرز أو يعزز مظاهر الاحترام أو التسامح الديني بل هو مهتم بأن يصهر كل الأديان في قالب واحد وهو الإنسان والإنسانية في التعامل والتعايش، ولكن عندما تشوب المعاني والقيم السامية وتسيس بعض الجوانب الهامة في الحياة الاجتماعية وتأخذ منحنى وبعداً آخر، ندرك أن الخطر قد دق بابه على المجتمع ونتيقن بأن السلاح الذي يعكف عليه أصحاب الأجندات إنما هي إسقاطات مدروسة لمحاربة استقرار وأمن البحرين، وكان لا بد من تحرك يناهض ما يدسه البعض من سموم في أوساط المجتمع الواحد منها الطائفية وممارسات ضد حقوق الإنسان المتمثلة في الحرية الدينية وكل ما يتعلق بهذا الحق، وكان الدور السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، عندما أرسى للمجتمع قواعد مهمة تعزز التعايش السلمي والحريات الدينية، ويؤكدها جلالته في كل مرة -بما معناه- بأن المجتمع البحريني هو نسيج واحد متآلف ومتكاتف مهما تعددت الأديان، بل حرص جلالته حفظه الله ورعاه من خلال سعيه الدؤوب على الحفاظ على النسيج الواحد وتحقيق التسامح والتعايش السلمي في المجتمع وحقق العديد من الأهداف للاستقرار، وما مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي إلا باكورة للنوايا الحسنة والإنسانية لمجتمع تسوده المحبة والترابط والتآلف فيما بينهم.استعراض جمعية هذه هي البحرين في نيويورك عن تاريخ البحرين في التسامح والتعايش السلمي، هو استرجاع لخط زمني مهم في تاريخ البحرين بأن التعايش في المجتمع الواحد هو نتاج لبذرة غرست منذ قرون على أرض البحرين ومازالت هذه البذرة تجني ثمارها وتزدهر برغم التحديات التي تواجه المجتمع، من المهم أن نستعرض تاريخنا في جوانب عدة ليس من أجل الدفاع عن ممارستنا الإنسانية وحريتنا وحقوقنا وإنما لنتباهى بين شعوب العالم بما تملكه المملكة من تعايش حقيقي أزلي وليس شعارات رنانة أو كلمات تصطحبها في كل محفل، فتنظيم معرض البحرين للتسامح في مقر الأمم المتحدة كسابقة على مستوى الشرق الأوسط والدول العربية للتجربة البحرينية الفريدة لمسيرة التسامح والتعايش بين الأديان هو نجاح لكل فرد تعايش مع جاره وصديقه أو ربما أحد أفراد أسرته بغض النظر عن الديانات أو الفروقات بين الفرد أو الجماعة.سفير النوايا الحسنة لدى هاييتي قال «أثمن جهود ملك البحرين المذهلة في مساهمته بتوطيد أواصر الأديان والمذاهب على تشعباتها الكثيرة، وصولاً إلى سلام شامل نتوق إليه جميعاً»، وأنا بدوري أقول بأن عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه منح شعبه وكل من يعيش على أرضه الثقة والحرية حتى أصبح المجتمع البحريني قصة نجاح وتجربة فريدة مستمرة في التعايش والتسامح.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90