يبدو أن المجتمع الدولي فيما يخص سوريا يغني بلسان ويصلي بلسان، فقد أعلن ممثل واشنطن الخاص في سوريا السفير جيم جيفري أن بلاده ستعمل مع دول في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط لفرض عقوبات دولية مشددة إذا تقاعست حكومة الأسد عن التعاون بخصوص إعادة كتابة الدستور تمهيداً لإجراء انتخابات. وإذا لم تجرِ الانتخابات سيقوم المجتمع الدولي بملاحقة الأسد بنفس الطريقة التي لاحق بها إيران قبل 2015، وبعقوبات دولية مشددة.
إذاً، العالم يقر باستعادة الأسد لزمام الأمور في سوريا تقريباً، بعد أن خرب شذاذ الآفاق من الإرهابيين و«حزب الله» ومن مثلهم الثورة السورية النبيلة المطالب والأهداف. وقد تكشفت فجأة على غير ترتيب تقرب خليجي لمرحلة ما بعد الحرب، مما دفعنا لطرح استبيان أجريناه يوم 3 أكتوبر 2018، وكان سؤاله المحدد، أن هناك غزلاً خليجياً لبشار الأسد لا تخطئه عين. فهل السبب: سباق لكسب غنائم الإعمار، أم لإبعاده عن إيران، أم حيز مناورة ضد ضغوط ترامب. وكانت النتيجة تقدم إبعاد الأسد عن إيران بنسبة 58% مقارنة بـ21% للخيارين الآخرين. لكن الأهم كان في التعليقات المرافقة، وقد تربع على رأسها العجب من حصول هذا الغزل، وكأن العلاقات الدولية خلو من تقديم المصلحة الوطنية على ماعداها من الأمور الأخرى. ومما لا شك فيه أن الاعتماد على استبيان -لوحده- لم يشارك فيه أكثر من 800 متابع يعد تبسيطاً مخلاً وهرولة نحو الخروج باستخلاص لا يسنده ما يكفي من التحليل. لكنه يبقى تجربة لم نسبرها من قبل، والصحيح أن إبعاد الأسد عن إيران توجه غير مضمون، فلن يبتعد بشار عن إيران فهي مسألة عقائدية. لن يبتعد الأسد عن إيران بشاهد أننا فشلنا في إخراج إيران من العراق مع أن تواجدها أقل حدة من تواجدها في سوريا. لكن يبقى هدف إعادة سوريا للعرب أمراً مستحقاً يضاف إليه أن هناك أصواتاً تتعالى مطالبة بعودة سوريا لممارسة عضويتها في الجامعة العربية. أما خلق الخليجيين لحيز للمناورة مع ترامب، فالرئيس الأمريكي يعي أن المنطقة الجغرافية الممتدة من البحر المتوسط للعراق والأردن شرقاً اسمها سوريا لكن الثقل العسكري فيها لروسيا. فما في يد الأسد لا يتعدى مخلفات حرب كثيرة الدخان يطارد بها مناوئين له نصفهم من العسكريين ونصفهم الآخر من المدنيين، فتقربنا من سوريا الأسد والحالة هكذا هو تقرب من روسيا بوتين بشكل آخر.
* بالعجمي الفصيح:
لقد وضعنا في الاستبيان الخيارات الثلاثة فراراً من صفة «مانح» لإعادة إعمار سوريا، وهي صفة لازمت الخليجيين في كل أزمة، فالتصريحات السورية تقول إن أولوية فرص المشاركة في إعادة إعمار سوريا ستكون لحلفاء دمشق في موسكو وبكين وبدرجة أقل عمان والقاهرة.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
إذاً، العالم يقر باستعادة الأسد لزمام الأمور في سوريا تقريباً، بعد أن خرب شذاذ الآفاق من الإرهابيين و«حزب الله» ومن مثلهم الثورة السورية النبيلة المطالب والأهداف. وقد تكشفت فجأة على غير ترتيب تقرب خليجي لمرحلة ما بعد الحرب، مما دفعنا لطرح استبيان أجريناه يوم 3 أكتوبر 2018، وكان سؤاله المحدد، أن هناك غزلاً خليجياً لبشار الأسد لا تخطئه عين. فهل السبب: سباق لكسب غنائم الإعمار، أم لإبعاده عن إيران، أم حيز مناورة ضد ضغوط ترامب. وكانت النتيجة تقدم إبعاد الأسد عن إيران بنسبة 58% مقارنة بـ21% للخيارين الآخرين. لكن الأهم كان في التعليقات المرافقة، وقد تربع على رأسها العجب من حصول هذا الغزل، وكأن العلاقات الدولية خلو من تقديم المصلحة الوطنية على ماعداها من الأمور الأخرى. ومما لا شك فيه أن الاعتماد على استبيان -لوحده- لم يشارك فيه أكثر من 800 متابع يعد تبسيطاً مخلاً وهرولة نحو الخروج باستخلاص لا يسنده ما يكفي من التحليل. لكنه يبقى تجربة لم نسبرها من قبل، والصحيح أن إبعاد الأسد عن إيران توجه غير مضمون، فلن يبتعد بشار عن إيران فهي مسألة عقائدية. لن يبتعد الأسد عن إيران بشاهد أننا فشلنا في إخراج إيران من العراق مع أن تواجدها أقل حدة من تواجدها في سوريا. لكن يبقى هدف إعادة سوريا للعرب أمراً مستحقاً يضاف إليه أن هناك أصواتاً تتعالى مطالبة بعودة سوريا لممارسة عضويتها في الجامعة العربية. أما خلق الخليجيين لحيز للمناورة مع ترامب، فالرئيس الأمريكي يعي أن المنطقة الجغرافية الممتدة من البحر المتوسط للعراق والأردن شرقاً اسمها سوريا لكن الثقل العسكري فيها لروسيا. فما في يد الأسد لا يتعدى مخلفات حرب كثيرة الدخان يطارد بها مناوئين له نصفهم من العسكريين ونصفهم الآخر من المدنيين، فتقربنا من سوريا الأسد والحالة هكذا هو تقرب من روسيا بوتين بشكل آخر.
* بالعجمي الفصيح:
لقد وضعنا في الاستبيان الخيارات الثلاثة فراراً من صفة «مانح» لإعادة إعمار سوريا، وهي صفة لازمت الخليجيين في كل أزمة، فالتصريحات السورية تقول إن أولوية فرص المشاركة في إعادة إعمار سوريا ستكون لحلفاء دمشق في موسكو وبكين وبدرجة أقل عمان والقاهرة.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج