هناك مقولة متداولة عن مواقع التواصل الاجتماعي تقول «مواقع التواصل الاجتماعي كشفت جوانب عدة كانت مخفية عنا أبرزها الأمراض النفسية والانفصام بالشخصية والنفاق وانعدام أخلاق وسوء تربية وأدب البعض!!»، غير أنني أجد أن ما كشفته لنا هذه المواقع أكثر بكثير من حصر كل ما نراه وابتلينا به في هذه الجوانب فقط!!
هناك مرضى نفسيون و»مصرقعين» فعلاً تعد ساحات مواقع التواصل الاجتماعي فرصتهم الثمينة و»الغنيمة» التي وجدوا من خلالها متنفساً لبث أمراضهم النفسية وأفكارهم المضطربة وتصرفاتهم الفوضوية التي تقترب من الممارسات «الحيوانية» والتي محال أن تخرج يوماً على أرض الواقع أو نرى زاويتها كما تظهر لنا هناك، بل إن هذه المواقع باتت تختصر لنا المشوار والكثير من الوقت في اكتشاف الأمراض النفسية والعقد الفكرية التي يعاني منها الشخص، والتي يحتاج عادة اكتشافها إلى وقت طويل لفهم شخصيته واكتشاف عاهاته النفسية، وأنا هنا لا أتحدث عن مشاهير السوشيال ميديا فحسب، بل أيضاً عن الأشخاص الذين من حولنا ونراهم في حياتنا اليومية، الأشخاص الذين نتوقع أو نعتقد أنهم طبيعيون و»صاحين» و»مؤدبون» فتظهر لنا هذه المواقع مدى غوغائيتهم وانحرافاتهم السلوكية واضطراباتهم الفكرية!
قد يعارضني أحدهم ويقول بل هناك من يستغل هذه المواقع لترسيخ صورة مشرقة بعيدة عن حقيقة شخصيته ويمارس تصرفات ويتبنى أفكاراً لكي يوهم الناس ويخدعهم، بل وقد يصل الأمر به إلى تقمص شخصيات وصفات لا تتوافر به، وهنا مربط الفرس وأساس فكرة هذا المقال، فمواقع التواصل الاجتماعي قد تكون سبيلاً لكشف ما يجري خلف الكواليس والجانب المظلم من بعض الشخصيات، حيث لو تأملنا دوافع وحقيقة تصرفاتها لاكتشفنا أنها بالأصل مريضة نفسياً وتحتاج لعلاج حقيقي لا لتوجيه وإرشاد فقط!
لذا أنا مع مبدأ أن مواقع التواصل الاجتماعي منصة تكشف لنا الجوانب الأخرى وحتى الخفية عن أي شخصية قد نراها من زاوية واحدة فقط، خاصة عندما تجمعنا بها ظروف مهنية أو دراسية، بل قد اختصرت لنا الدرب لكي نفهمها سريعاً ونفهم النواقص التي فيها والعقد الفكرية التي تعاني منها، وكما تطورت الأجهزة الأمنية مواكبة لتطور هذا العصر وتم افتتاح جهات متخصصة بالجرائم الإلكترونية، لذا لا أبالغ أيضاً إن قلت إننا نحتاج اليوم ومع تغير الحياة وتطور الأمراض والعلاج كذلك، إلى افتتاح عيادات للطب النفسي الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي واضطرابات السلوكيات الإلكترونية، ولن أستغرب إن علق أحدهم «عيادات؟ بل مستشفيات ويالله تستوعب إعدادهم!!».
قبل عدة سنوات مضت جمعتني ظروف العمل مع إحداهن، أمام الناس كانت تبدو طبيعية جداً بل لا يخيل لك يوماً أنها من النوع المهتم بمواقع التواصل الاجتماعي.
كانت تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة وتستخدم اللغة الإنجليزية المعربة في تواصلها مع الآخرين عبر برنامج «الواتساب»، مع الأيام اكتشفت أن لها حساباً خفياً على هذه المواقع، ثم مع الأيام اكتشفت الطامة الكبرى!!
كانت تضع صورة لممثلة أو مشهورة وقد لفت وجهها كاملاً فلا يظهر منها سوى شعرها وجزء يسير من جسدها، وكانت الصورة تبدو حقيقية بمعنى الشخص الذي سيدخل ملفها الشخصي سيتوقع أنها هي!! أما الطامة فهي كالآتي: وجدتها تستخدم الحساب الخفي وتدعي استناداً على استخدامها اللغة الإنجليزية بطلاقة أنها أميرة خليجية تسكن في إحدى الدول الأوروبية ولديها أملاك وعقارات في دول الخليج ومتزوجة من أمير غير أن زوجها غير مقيم معها!
وقد ظننت يومها أن هذه الإنسانة التي تعاني من انفصام واضح بالشخصية ونقص شديد يجعلها ترفض واقعها الأقل من عادي وتعوضه بانتحال شخصية أميرة خليجية حتى تتغذى على شعورها بالنقص بهذا التصرف الخائب، هي الوحيدة التي سأصادفها في حياتي، حتى جمعتني الأيام بعدها بإنسانة أغرب منها!! هي أمام الناس تظهر كناشطة سياسية ومهتمة بقضايا المرأة ولديها نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي وقد جمعني بها نشاط على أرض الواقع، ورغم أنني اكتفيت بها زميلة لأحد الأنشطة الميدانية ولم أتعمق بها كثيراً أو يرادوني الفضول يوماً لاكتشاف عالمها الآخر، إلا أنه مع الأيام بدأت ألاحظ جنونها!
كانت تزعم أمامي أنها تتواصل مع العديد من الشخصيات الناشطة والمؤثرة بالمجتمع البحريني لتبدو إنسانة مهمة ولها موقع مؤثر، وما إلى ذلك، حتى فوجئت بها يوماً تطلب مني أن أكذب وأدعم كلامها بأحد «القروبات» بأننا نتواصل مع جهة عليا ونعرف كل شيء عن نشاط أحد المغردين ولدينا كل المعلومات!!!
ومع الأيام لاحظت أنها تتكلم باسم مسؤولين في مواقع هامة بالدولة وتدعي أنها على علاقة طيبة معهم، فهذا قد أرسل لها «مسجاً» للتو، وذاك اتصل، وما إلى ذلك، بل وصل الأمر بها يوماً أن تتصل وتطلب معلومات وبيانات جميع أعضاء «القروبات» الذين كان لهم نشاط وطني مستندة على ذلك بأن ابن أحد الملوك قد اتصل بها وقام بشكرها وطلب منها قائمة الأسماء!!
ثم مع الأيام بدأت «تشطح أكثر» فلم يبقَ مسؤول لم يتجه هو وعائلته إلى منزلها لتناول وجبات الغداء أو العشاء مع أسرتها، ولم تبقَ زوجة أو بنت مسؤول لم تتحول إلى صديقتها، ولم تبقَ معلومة هي بالأصل شائعة لم تقلها، مدعيةً أن لها مصادرها الخاصة ومصادر مقربة من أصحاب القرار بالدولة، حتى وصل الأمر بها إلى انتحال صفة أنها تعمل لدى بعض الجهات الأمنية المتعلقة بالتحريات والاستخبارات أمام البعض لتخويفهم وإثبات أنها مركز قوة وصاحبة قرار!! وبعد قطع علاقتنا بها تماماً فوجئنا يومها بكمية الاتصالات من العديد الذين أخبرونا أنها رغم كل ما تدعيه تقوم بأخذ الأموال منهم على أمل استرجاعها لاحقاً ثم تختفي وتغير رقم هواتفها، وأنها إنسانة غير سوية ومضطربة نفسياً، حتى جمعتني الأيام وعن طريق الصدفة بإحدى من كانت معها بالمدرسة فأخبرتنا الآتي: كانت تأتي إلى الفصل وتدعي أنها ابنة رجل أعمال مليونير لتجبرنا على أن نعاملها بطريقة مختلفة، وقد اضطررنا لمواجهتها بواقع «طالما أنك ابنة مليونير فلمَ أنتِ منتظمة في مدرسة حكومية عادية لا المدارس التي عادة يدرس فيها أبناء النخب؟!» من الواضح أن سلوكياتها كانت تعكس مدى العقد النفسية التي فيها، حتى وصل الأمر بالبعض إلى التعليق عندما تختفي من الساحة الإلكترونية «لربما هي الآن مشغولة بتناول الغداء مع أحد رؤساء الدول ثم الانطلاق إلى اجتماع مع وزير في دولة أخرى!».
لذا نقول إن هناك حاجة ماسة لعلاج هؤلاء وعدم تركهم أحراراً طلقاء في المجتمع، والحمد لله الذي عافنا مما ابتلاهم!!
هناك مرضى نفسيون و»مصرقعين» فعلاً تعد ساحات مواقع التواصل الاجتماعي فرصتهم الثمينة و»الغنيمة» التي وجدوا من خلالها متنفساً لبث أمراضهم النفسية وأفكارهم المضطربة وتصرفاتهم الفوضوية التي تقترب من الممارسات «الحيوانية» والتي محال أن تخرج يوماً على أرض الواقع أو نرى زاويتها كما تظهر لنا هناك، بل إن هذه المواقع باتت تختصر لنا المشوار والكثير من الوقت في اكتشاف الأمراض النفسية والعقد الفكرية التي يعاني منها الشخص، والتي يحتاج عادة اكتشافها إلى وقت طويل لفهم شخصيته واكتشاف عاهاته النفسية، وأنا هنا لا أتحدث عن مشاهير السوشيال ميديا فحسب، بل أيضاً عن الأشخاص الذين من حولنا ونراهم في حياتنا اليومية، الأشخاص الذين نتوقع أو نعتقد أنهم طبيعيون و»صاحين» و»مؤدبون» فتظهر لنا هذه المواقع مدى غوغائيتهم وانحرافاتهم السلوكية واضطراباتهم الفكرية!
قد يعارضني أحدهم ويقول بل هناك من يستغل هذه المواقع لترسيخ صورة مشرقة بعيدة عن حقيقة شخصيته ويمارس تصرفات ويتبنى أفكاراً لكي يوهم الناس ويخدعهم، بل وقد يصل الأمر به إلى تقمص شخصيات وصفات لا تتوافر به، وهنا مربط الفرس وأساس فكرة هذا المقال، فمواقع التواصل الاجتماعي قد تكون سبيلاً لكشف ما يجري خلف الكواليس والجانب المظلم من بعض الشخصيات، حيث لو تأملنا دوافع وحقيقة تصرفاتها لاكتشفنا أنها بالأصل مريضة نفسياً وتحتاج لعلاج حقيقي لا لتوجيه وإرشاد فقط!
لذا أنا مع مبدأ أن مواقع التواصل الاجتماعي منصة تكشف لنا الجوانب الأخرى وحتى الخفية عن أي شخصية قد نراها من زاوية واحدة فقط، خاصة عندما تجمعنا بها ظروف مهنية أو دراسية، بل قد اختصرت لنا الدرب لكي نفهمها سريعاً ونفهم النواقص التي فيها والعقد الفكرية التي تعاني منها، وكما تطورت الأجهزة الأمنية مواكبة لتطور هذا العصر وتم افتتاح جهات متخصصة بالجرائم الإلكترونية، لذا لا أبالغ أيضاً إن قلت إننا نحتاج اليوم ومع تغير الحياة وتطور الأمراض والعلاج كذلك، إلى افتتاح عيادات للطب النفسي الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي واضطرابات السلوكيات الإلكترونية، ولن أستغرب إن علق أحدهم «عيادات؟ بل مستشفيات ويالله تستوعب إعدادهم!!».
قبل عدة سنوات مضت جمعتني ظروف العمل مع إحداهن، أمام الناس كانت تبدو طبيعية جداً بل لا يخيل لك يوماً أنها من النوع المهتم بمواقع التواصل الاجتماعي.
كانت تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة وتستخدم اللغة الإنجليزية المعربة في تواصلها مع الآخرين عبر برنامج «الواتساب»، مع الأيام اكتشفت أن لها حساباً خفياً على هذه المواقع، ثم مع الأيام اكتشفت الطامة الكبرى!!
كانت تضع صورة لممثلة أو مشهورة وقد لفت وجهها كاملاً فلا يظهر منها سوى شعرها وجزء يسير من جسدها، وكانت الصورة تبدو حقيقية بمعنى الشخص الذي سيدخل ملفها الشخصي سيتوقع أنها هي!! أما الطامة فهي كالآتي: وجدتها تستخدم الحساب الخفي وتدعي استناداً على استخدامها اللغة الإنجليزية بطلاقة أنها أميرة خليجية تسكن في إحدى الدول الأوروبية ولديها أملاك وعقارات في دول الخليج ومتزوجة من أمير غير أن زوجها غير مقيم معها!
وقد ظننت يومها أن هذه الإنسانة التي تعاني من انفصام واضح بالشخصية ونقص شديد يجعلها ترفض واقعها الأقل من عادي وتعوضه بانتحال شخصية أميرة خليجية حتى تتغذى على شعورها بالنقص بهذا التصرف الخائب، هي الوحيدة التي سأصادفها في حياتي، حتى جمعتني الأيام بعدها بإنسانة أغرب منها!! هي أمام الناس تظهر كناشطة سياسية ومهتمة بقضايا المرأة ولديها نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي وقد جمعني بها نشاط على أرض الواقع، ورغم أنني اكتفيت بها زميلة لأحد الأنشطة الميدانية ولم أتعمق بها كثيراً أو يرادوني الفضول يوماً لاكتشاف عالمها الآخر، إلا أنه مع الأيام بدأت ألاحظ جنونها!
كانت تزعم أمامي أنها تتواصل مع العديد من الشخصيات الناشطة والمؤثرة بالمجتمع البحريني لتبدو إنسانة مهمة ولها موقع مؤثر، وما إلى ذلك، حتى فوجئت بها يوماً تطلب مني أن أكذب وأدعم كلامها بأحد «القروبات» بأننا نتواصل مع جهة عليا ونعرف كل شيء عن نشاط أحد المغردين ولدينا كل المعلومات!!!
ومع الأيام لاحظت أنها تتكلم باسم مسؤولين في مواقع هامة بالدولة وتدعي أنها على علاقة طيبة معهم، فهذا قد أرسل لها «مسجاً» للتو، وذاك اتصل، وما إلى ذلك، بل وصل الأمر بها يوماً أن تتصل وتطلب معلومات وبيانات جميع أعضاء «القروبات» الذين كان لهم نشاط وطني مستندة على ذلك بأن ابن أحد الملوك قد اتصل بها وقام بشكرها وطلب منها قائمة الأسماء!!
ثم مع الأيام بدأت «تشطح أكثر» فلم يبقَ مسؤول لم يتجه هو وعائلته إلى منزلها لتناول وجبات الغداء أو العشاء مع أسرتها، ولم تبقَ زوجة أو بنت مسؤول لم تتحول إلى صديقتها، ولم تبقَ معلومة هي بالأصل شائعة لم تقلها، مدعيةً أن لها مصادرها الخاصة ومصادر مقربة من أصحاب القرار بالدولة، حتى وصل الأمر بها إلى انتحال صفة أنها تعمل لدى بعض الجهات الأمنية المتعلقة بالتحريات والاستخبارات أمام البعض لتخويفهم وإثبات أنها مركز قوة وصاحبة قرار!! وبعد قطع علاقتنا بها تماماً فوجئنا يومها بكمية الاتصالات من العديد الذين أخبرونا أنها رغم كل ما تدعيه تقوم بأخذ الأموال منهم على أمل استرجاعها لاحقاً ثم تختفي وتغير رقم هواتفها، وأنها إنسانة غير سوية ومضطربة نفسياً، حتى جمعتني الأيام وعن طريق الصدفة بإحدى من كانت معها بالمدرسة فأخبرتنا الآتي: كانت تأتي إلى الفصل وتدعي أنها ابنة رجل أعمال مليونير لتجبرنا على أن نعاملها بطريقة مختلفة، وقد اضطررنا لمواجهتها بواقع «طالما أنك ابنة مليونير فلمَ أنتِ منتظمة في مدرسة حكومية عادية لا المدارس التي عادة يدرس فيها أبناء النخب؟!» من الواضح أن سلوكياتها كانت تعكس مدى العقد النفسية التي فيها، حتى وصل الأمر بالبعض إلى التعليق عندما تختفي من الساحة الإلكترونية «لربما هي الآن مشغولة بتناول الغداء مع أحد رؤساء الدول ثم الانطلاق إلى اجتماع مع وزير في دولة أخرى!».
لذا نقول إن هناك حاجة ماسة لعلاج هؤلاء وعدم تركهم أحراراً طلقاء في المجتمع، والحمد لله الذي عافنا مما ابتلاهم!!