- مسودة مشروع سياسي لغسل أدمغة الشباب لمعاداة أنظمة الحكم بالخليج
- عناوين براقة للشباب العربي تتناول الحرية والعدالة تختبىء وراءها أجندة تدميرية
- أكاديميات لتأليب الشباب وتشجيعهم على تغيير انظمة الحكم بالإرهاب والتطرف
- السعودية بقيادتها وشعبها مستهدفة تلك حقيقة لا يختلف عليها اثنان عاقلان!
- السعودية واصلت منهجية التصريح بشفافية والتعاون من موقف قوة لا ضعف
- ولي عهد السعودية أكد أن يد العدالة ستطال الجميع والجناة سيعاقبون
- السعودية منذ قديم الأزل لديها معارضين ولم يحدث أن دبرت حادثة اغتيال لأحدهم!
- طيلة أيام اختفاء خاشقجي هاجم الإعلام القطري السعودية بدل البحث عن مصيره!
- تأكيد حادثة اغتيال خاشقجي لم يصدر إلا من أبواق تنظيم الحمدين الإعلامية والإلكترونية
- تناقض قطري فاخر بالتدخل في قضية مواطن سعودي مقابل ادعائها تدخلات السعودية في شئونها
- الفرق الإلكترونية والإعلامية المعادية للسعودية اهتمت بالإساءة للسعودية
..
منى علي المطوع
خلال فترة كشف حقيقة قائمة شبابية معادية للبحرين والخليج العربي قبل عدة سنوات مضت وتثير علامات استفهام ونصيحتي لإحداهن أن تحذر شخصاً من أقاربها بالابتعاد عن هذه المجموعة الذين يتبعون أكاديميات التغيير، حيث كان يكثر من الجلوس معهم وعقد الاجتماعات المتكررة قالت لي بنبرة تمتزج ما بين الاستياء والسخط على نوع من الثقة كلام كثيره مستفز ولا يحمل " خيراً "لكن أهم نقطة لفتت نظري في معرض كلامها: لا يمكن أن تمنح الناس حقوقهم على شكل هبات أو مكرمات وتمارس قمع حريات الشباب عندما يعترضون على تدني الرواتب وكثرة البطالة ويطالبون أن يكونوا مثل غيرهم من شباب دول العالم.
"أنظمتنا الخليجية كلها لن تستمر وستتغير أمام مظاهر " الطبالة والعبودية " وستحكمها الإرادة الشعبية بدل نظام الحكم المتوارث ، لن تكون هناك دولة اسمها المملكة العربية السعودية خلال السنوات القادمة"!!
تلك الجمل التي التقطتها منها، أثارت فيي الدهشة والحيرة حيث أعلم أنها قريبة فكرياً من توجه سياسي معين وإن أنكرت ذلك أمامي مراراً وانتقدتهم وانها رغم ثقافتها واطلاعها إلا أنه واضح تأثرها بالديمقراطية الهادمة لا الديمقراطية البناءة فالتطبيل هو عندما أصفق لجهات خارجية تجند الشباب وتحارب وطني وإن كثرت عيوبه وكانت هناك أخطاء لكنه وطني بالنهاية وجزء لا يتجزأ من هويتي وتاريخي والعبودية هي عندما أكون أداة بيد الآخرين يحركوني كيفما أشاء دون أن أبدي موقفي ورأيي ويقومون بتمويلي لأجل الإضرار بمجتمعي ولكوني متورطاً معهم بأموال ومسائل تجعلني غير حر ولا يمكن أن أتخذ موقفاً واحداً دون العودة إليهم .
وظللت أتساءل كيف اقتنعت، أن سقوط الأنظمة أو تبدلها إلى نظام قد يوصل الحمقى والمجانين لقيادة دولة ومجتمع " بعيد الشر لن تكون له انعكاساته علينا جميعاً غير أن الأيام القادمة التي تلتها وانكشاف حقيقة الربيع العربي المدمر والخراب الذي وجدناه عند بعض الدول العربية التي اقتنع شبابها بأهمية إحداث التغيير فحصل التغيير كما أرادوا ولكن للأسوأ وأمام افتضاح مؤامرات تنظيم الحمدين في قطر واستهدافه لأنظمة الحكم العربية والخليجية وسعيه لإسقاطها تحت مسمار جحا الديمقراطية وإنهاء عهد الحكم المتوارث جعلني أفهم أنها مثل غيرها متأثرة بمسودة مشروع سياسي "تغسل فيه"، أدمغة الشباب من يديره بالأصل بعيد كل البعد عن أبجديات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ويمارس الديكتاتورية المطلقة على شعبه وأن أخدوعة الديمقراطية والحريات والمطالبة بالحقوق التي وجدت في دولنا العربية كعذر لإثارة الفوضى الأمنية وإراقة الدماء وبث الفتن الطائفية والعرقية والنعرات وتقسيم دولنا الى احزاب متنافرة ومجموعات متحاربة " زمن كثرة الفتن " كلها مخططات تستهدفنا ولا تخدمنا.
هذه المسودة لمشروع سياسي ضخم يستهدف منطقة الشرق الأوسط ويغرس في عقول الشباب بطرق ملتوية وبشكل غير مباشر وتحت عناوين براقة " حقوق، عدالة، ديمقراطية، حريات، رفاهية، تمكين الشباب" عبر الكثير من الأبواب كمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ذات الأجندة الخفية والقوى الناعمة في المجتمع يتأثر بها من يتأثر ، ويمرر عليهم اثناء تأثرهم بالكثير من هذه العناوين البراقة والطموحات الجميلة فكرة تغيير انظمة الحكم عبر استبدالها بانظمة الحكم المسماة بالديمقراطية والتي بالأصل من المعروف أنها لا تتناسب مع طبيعة مجتمعاتنا الخليجية حيث لأجل ذلك لابد من الخروج على الدولة ولابد من تنظيم المسيرات غير المرخصة والاعتصامات ومعاداة كل من لا ينتمي إلى توجهك وفكرك وأحلامك وعليك لأجل ذلك أيضاً أن تتعاون مع منظمات حقوقية خارجية هي بالأصل دكاكين حقوق إنسان ومنظمات إعلامية دون أن يعي الشاب من يقف ورائها ومن يمولها وما اهدافها الحقيقية حتى يتحول الشاب الطموح إلى شاب إرهابي بالنهاية متعصب ومتطرف يقمع حريات الآخرين في سبيل استبداد حريته ومعتقداته الفكرية هو !
لقد ظلت جملة "لن تكون هناك دولة اسمها المملكة العربية السعودية خلال السنوات القادمة"، راسخة في عقلي كل تلك السنين وأنا أتابع الحملات الإعلامية والحقوقية المعادية التي تستهدف قيادة وشعب المملكة العربية السعودية وتشوه منجزاتها على المستوى الإقليمي والدولي وأتابع عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثيريين المتأثرين بهذه الفكرة.
فاكتشف أن هناك من يسعى لاستهداف بيت الحكم في المملكة العربية السعودية الشقيقة وقد ظهر هذا واضحاً خلال عاصفة الحزم في اليمن فهناك من لم يؤيد هذه الحرب التي بالمناسبة هي ليست اختيارية بل مصيرية وهناك من بدأت تترسخ لديه قناعات فكرية مغلوطة ويتخذ مواقف دون وعي وبقلة جهل دون أن يراعي أبعادها القومية ، السعودية مستهدفة تلك حقيقة لا يختلف عليها اثنان "عاقلان"، ولعل الأزمة القطرية وما تبعتها من حملات مضللة وإشاعات مغرضة هي خير دليل على كلامنا هذا.
لذا فإن حادثة اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي والحملات الإعلامية الدولية التي استهدفت المملكة العربية السعودية، والتركيز الكبير الذي حصل وما تبعه من ردود فعل دولية هي حرب جديدة تضاف إلى قائمة الحروب التي تستهدف أمن واستقرار واقتصاد المملكة العربية السعودية ، لن نتدخل في مجريات التحقيق أو نستند على رواية ما ونحن نفصل هذه القضية فهذا العمل يرجع لمن يباشر التحريات والتحقيق وسيخرج علينا في النهاية بنتائج التحقيق كاملة ويعلن تفاصيل الجريمة الحاصلة ولكننا سنتحدث من زاويتنا الصحفية وتخصصنا من جانب كيف تمت المعالجة الإعلامية حيث كان واضحاً أن هناك من جهز حملات أبواقه الإعلامية وفرقه الإلكترونية قبل أن يقع الفأس على الرأس أو كما نقول بالعامية "نجهز الدوى قبل الفعلة".
فتاريخياً أي قاتل في العالم عندما يخطط لوقوع اغتيال ما فإنه يختار التوقيت والمكان الصحيح الذي يبعد عنه الشبهات لذا فمسألة اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا، أمر يثير علامات الاستفهام خاصة وأن السعودية منذ قديم الأزل لديها كبار المعارضين لسياساتها والمسيئين لرموزها وقياداتها ولم يحدث في تاريخها قط أن استهدفت معارضاً واحداً أو مارست التعذيب له أو لأهله ثم لماذا ستقوم باغتياله في تركيا بالذات، حيث يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية ؟!!
كما تاريخياً أيضاً وعبر تتبع حوادث الاغتيالات عندما تقوم دولة ما باغتيال شخصية، تحاول دائماً الجهة المنفذة للاغتيال عبر إعلامها وقنواتها الإلكترونية غير المباشرة تضليل الرأي العام باتهام دول أخرى حتى تندلع الأزمات الدبلوماسية والسياسية.
وهنا نحن لم نجد ذلك من المملكة العربية السعودية التي كانت متعاونة إلى أبعد الحدود مع السلطات التركية وأوجدت فريقاً أمنياً تركياً سعودياً مشتركاً للوصول إلى الحقيقة والتصريحات الإعلامية نجدها تخرج بكل شفافية ومن موقف قوة لا ضعف لكشف وقائع اختفاء جمال خاشقجي قبل تأكيد حادثة اغتياله .
ولو قمنا باستقراء المعالجة الإعلامية والإلكترونية لقضية اختفاء جمال خاشقجي قبل اعلان اغتياله "نشدد على كلمة قبل إعلان اغتياله"، سنجد أنه لم يكن هناك تأكيد لحادثة اغتياله إلا من أبواق تنظيم الحمدين في قطر سواء الإعلامية او الإلكترونية بل كثير من هذه الأبواق كانت تكشف أسباب اغتياله وكأنهم هم أعلم من السلطات التركية والسعودية بما تم وحدث ويمتلكون كل المعلومات قبل العالم أجمع!!.
ولعل التكثيف الإعلامي على قضية جمال خاشقجي وهذا التدخل السافر من الإعلام القطري في شؤون السعودية الداخلية وفي قضية تخص مواطن سعودي بالنهاية، يجعلنا نلمح التناقض القطري الفاخر وهو في أعلى مراحله.
وإن كانت قضية خاشجقي قضية رأي عام، إلا أن اهتمام أبواق تنظيم الحمدين في قطر الإعلامية والإلكترونية وبثهم لقضية خاشقجي ليل نهار يعيدنا إلى الأيام الأولى من بدء الأزمة القطرية عندما كنا نجد مبررات تنظيم الحمدين في قطر حول تعنتهم ورفضهم الاتجاه إلى طاولة الحوار في الرياض أن الدول الداعية لمكافحة اإارهاب تتدخل في شؤون قطر الداخلية وسياساتها رغم أن كثير من هذه السياسات كانت ضد مبادىء حقوق الإنسان والديمقراطية بالأخص قضية سحب جنسيات كبار مشايخ القبائل في قطر بسبب ولائهم لدول الخليج العربي ورفضهم الإساءة لقيادات وشعب الخليج العربي وتعذيب عدد من المواطنين القطريين واختطافهم ومنعهم من أداء فريضة الحج وغيرها من "بلاوي" وقضايا تتعلق بمواطنين قطريين فمن الواضح جداً أن إعلام تنظيم الحمدين في قطر ينتهج منهجية " شديد العقاب عند الغير غفور رحيم عندما المسألة تتعلق بهم !!"
هناك مؤشر واضح يثبت استهداف المملكة العربية السعودية على المستوى الدولي وأن هناك مكيدة ما تدبر فمنطقياً عندما جندت بعض الجهات إعلامها الإلكتروني لترسيخ قناعات عند الرأي العام الإقليمي والدولي بضلوع السعودية في اغتيال جمال خاشقجي قبل حتى أن يكتشف العالم حقيقة اختفائه فهذا بالأصل أول مؤشر يعكس أن السعودية متمثلة في قيادتها العليا ليست الجهة المعنية باغتياله هذا لو تتبعنا تاريخ الاغتيالات في العالم فمن يجهز توقيت الجريمة لن يغفل أبداً تجهيز الحملات الإعلامية المضللة لإخفاء ملامح الجريمة والأدلة!!
المدعو فيصل القاسم، أحد الأبواق الإعلامية لتنظيم الحمدين في قطر ذكر في تغريدة له " تصفية جمال خاشقجي جاءت ليس لأنه إعلامي ناقد أو مشروع معارض بل لأنه مخزن معلومات وأسرار خطيرة وصار هذا المخزن " ركزوا هنا " يشكل تهديداً كبيراً بعد خروجه من السعودية " لعل هذا الرأي يحمل إجابة أسباب اغتياله عند الجهات التي يتعامل معها ويمتلك خزينة معلومات عنها ويوضح أسباب استهداف المملكة العربية السعودية ومحاربة قيادتها عند الجهة المتسببة بحادثة الاغتيال ففي علم الإجرام هناك قاعدة " مسرح الجريمة وإبعاد الشبهات " المتمثلة في أن القاتل المجند عندما ينفذ الاغتيال وفق أسباب سياسية أو أمنية يتجه في الغالب إلى استبدال أو تضليل موقع الجريمة حتى لا تكشف الجهه أو الدولة التي نفذت الاغتيال فالقاسم وهو يقدم هذا الرأي الذي قد يكون منطقياً من الواضح أنه يكشف أن جمال خاشقجي ورقة واحترقت وأن هناك واجب التخلص منها عند الجهة التي اغتالته فيما معروف أن خاشقجي بالأصل هو يتعامل مع من هو بعيد وقريب من أي الجهات !
المفارقة الأكبر، أن الفرق الإلكترونية والإعلامية لتنظيم الحمدين في قطر وغيرهم الذين يستهدفون المملكة العربية السعودية طيلة أيام اختفاء خاشقجي لم يركزوا على مصيره بقدر التركيز على اتهام المملكة العربية السعودية وشن حملات حقوقية وإعلامية على المستوى الدولي عليها وانتقاد سياسات قياداتها وكأن القضية تتعلق بقيادة السعودية لا اختفاء مواطن سعودي وبحث مصيره فالحقد التاريخي على السعودية كانت نبرته واضحة في الإعلام المعادي للسعودية بالأخص إعلام تنظيم الحمدين في قطر وهذا ما رأيناه في الهجمة الإرهابية التي تمت خلال عاصفة الحزم عندما قامت القوات القطرية المشاركة بمد معلومات عسكرية عن مواقع قوات التحالف إلى الحوثيين لاغتيال أنجال الشيوخ والأمراء المشاركين ثم تم بث إشاعات اغتيالهم وجميع من بث في الساعات الأولى كانت أبواق تنظيم الحمدين الإلكترونية والإعلامية قبل حتى تاكيد او نفي ذلك من قبل الجهات الرسمية كما في حادثة مهاجمة الطائرات الإماراتية المتجهة إلى البحرين أدعوا أن الإمارات هي من تتجسس وتتهجم عليهم جوياً لتبرير أسباب استهداف الطائرات القطرية الحربية للطائرات الإماراتية فدائماً المذنب يلجأ للتبرير الاستباقي وهذا ما كان واضحاً من الأبواق الإلكترونية المعادية للسعودية حيث قبل خروج أي تصريح رسمي يكشف الحقيقة كان هناك تركيز شديد على قيادة السعودية فهذه الأبواق ركزت على اتهام السعودية وبعد إعلان حادثة الاغتيال تم التركيز على تعبات الاغتيال على السعودية والمواقف الدولية وكان واضحاً هناك تركيز شديد على شخص ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود فكمية التقارير الضخمة التي خرجت ضده مقارنة بكمية التقارير الإخبارية التي خرجت بعد إعلان اغتيال خاشقجي والمطالبة بالعدالة لأجله لا تقارن خاصة عند الأبواق المعادية للسعودية !
هناك تعقيب مميز لإحدى الإعلاميات تقول " هناك طائرة ماليزية كان على متنها 239 شخصاً في طريقها إلى الصين اختفت منذ أربع سنين وحتى هذا الوقت لا أحد يعلم عن سبب اختفائها والعالم لم ينتفض لاختفائها وبحث مصيرها ، رئيس الإنتربول الدولي اختفى في ظروف غامضة أثناء سفره إلى الصين أيضاً ولم ينتفض العالم لأجله ، قتل السفير الروسي في تركيا أمام مرأى كاميرات العالم ولم ينتفض العالم ، قتلت صحفية في تركيا وقد كانت بصدد عمل تحقيق عن تمويل داعش ولم ينتفض العالم لأجلها بل الصحف الأمريكية والبريطانية روجوا أنها انتحرت مع العلم أن نفس الصحف انتفضت لاختفاء جمال خاشقجي فلا أحد ينتفض لأجل الإنسانية والعدل والحق والشفافية إنما لأجل الابتزاز السياسي والاقتصادي والاصطياد في المياه العكرة فهناك سياسة الابتزاز بزعم حقوق الإنسان " ونكمل على تعقيب الإعلامية اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مع 21 شخصاً أثناء مرور موكبه في بيروت ولم ينتفض العالم لأجلهم واستشهد الطفل الفلسطيني محمد الدرة أمام أبيه ولم ينتفض العالم لأجله واسترداد حق عائلته وسحقوا الشعب السوري أمام مرأى العالم كله بالأسلحة الكمياوية ولم نرَ قلقاً مؤثراً من دكاكين حقوق الإنسان ويومياً هناك العديد من الاغتيالات تحصل للشعب العراقي ولم نلمح قلقاً واحداً عليهم بمثل وحجم قلقهم على خاشقجي وانتفاضتهم !
السعودية وهي تخرج للعالم وتصرح عن قضية خاشقجي لم يهمها صغير ولا كبير بل واصلت منهجية المكاشفة والشفافية لإساء أسس العدالة وتعاونت مع السلطات المعنية وهذا عهدنا بها في الكثير من المحطات أبرزها إعفاء العديد من الأمراء من العائلة الحاكمة في السعودية وكبار المسئولين من مناصبهم في الفترة الماضية فولي العهد السعودي محمد بن سلمان شدد على أن جميع الجناة في قضية خاشقجي سيعاقبون والعدالة ستسود فمن قاموا بالجريمة الشنعاء يمثلون أنفسهم بالنهاية والمتورطين الـ18 شخصاً وإن كان جميعهم سعوديين لكن هناك فرق بين الاكتفاء بنتيجة التحقيق ومن قام بها والقراءة ما وراء حادثة الاغتيال ومن يقف وراءها وخطط لها وشجع عليها وجهز أبواقه الإعلامية والإلكترونية لها فهناك مبدأ في علم الإجرام من هو القاتل ومن هو المحرض على القتل والقاتل بالدعم والتآمر فمن المهم جداً أن يعرف العالم أجمع من هو القاتل وأن نصل إليه ولكن الأهم نعلم من وكيف ومع من نفذ الاغتيال وتعاون وخطط !
السؤال هنا ينبغي لماذا هذا التوقيت ولما تم استهداف الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بالذات؟ هل الهدف هو المواطن السعودي خاشقجي أم السعودية بأسرها؟
وحتى حين خروج الحقيقة كاملة وانتهاء مجريات التحقيق والتحريات لن نستغرب إن اصطدمنا في نهاية المطاف بمقولة أن المجرم الحقيقي هو من ينطبق عليه المثل "يقتلون القتيل ويمشون في جنازته".
{{ article.visit_count }}
- عناوين براقة للشباب العربي تتناول الحرية والعدالة تختبىء وراءها أجندة تدميرية
- أكاديميات لتأليب الشباب وتشجيعهم على تغيير انظمة الحكم بالإرهاب والتطرف
- السعودية بقيادتها وشعبها مستهدفة تلك حقيقة لا يختلف عليها اثنان عاقلان!
- السعودية واصلت منهجية التصريح بشفافية والتعاون من موقف قوة لا ضعف
- ولي عهد السعودية أكد أن يد العدالة ستطال الجميع والجناة سيعاقبون
- السعودية منذ قديم الأزل لديها معارضين ولم يحدث أن دبرت حادثة اغتيال لأحدهم!
- طيلة أيام اختفاء خاشقجي هاجم الإعلام القطري السعودية بدل البحث عن مصيره!
- تأكيد حادثة اغتيال خاشقجي لم يصدر إلا من أبواق تنظيم الحمدين الإعلامية والإلكترونية
- تناقض قطري فاخر بالتدخل في قضية مواطن سعودي مقابل ادعائها تدخلات السعودية في شئونها
- الفرق الإلكترونية والإعلامية المعادية للسعودية اهتمت بالإساءة للسعودية
..
منى علي المطوع
خلال فترة كشف حقيقة قائمة شبابية معادية للبحرين والخليج العربي قبل عدة سنوات مضت وتثير علامات استفهام ونصيحتي لإحداهن أن تحذر شخصاً من أقاربها بالابتعاد عن هذه المجموعة الذين يتبعون أكاديميات التغيير، حيث كان يكثر من الجلوس معهم وعقد الاجتماعات المتكررة قالت لي بنبرة تمتزج ما بين الاستياء والسخط على نوع من الثقة كلام كثيره مستفز ولا يحمل " خيراً "لكن أهم نقطة لفتت نظري في معرض كلامها: لا يمكن أن تمنح الناس حقوقهم على شكل هبات أو مكرمات وتمارس قمع حريات الشباب عندما يعترضون على تدني الرواتب وكثرة البطالة ويطالبون أن يكونوا مثل غيرهم من شباب دول العالم.
"أنظمتنا الخليجية كلها لن تستمر وستتغير أمام مظاهر " الطبالة والعبودية " وستحكمها الإرادة الشعبية بدل نظام الحكم المتوارث ، لن تكون هناك دولة اسمها المملكة العربية السعودية خلال السنوات القادمة"!!
تلك الجمل التي التقطتها منها، أثارت فيي الدهشة والحيرة حيث أعلم أنها قريبة فكرياً من توجه سياسي معين وإن أنكرت ذلك أمامي مراراً وانتقدتهم وانها رغم ثقافتها واطلاعها إلا أنه واضح تأثرها بالديمقراطية الهادمة لا الديمقراطية البناءة فالتطبيل هو عندما أصفق لجهات خارجية تجند الشباب وتحارب وطني وإن كثرت عيوبه وكانت هناك أخطاء لكنه وطني بالنهاية وجزء لا يتجزأ من هويتي وتاريخي والعبودية هي عندما أكون أداة بيد الآخرين يحركوني كيفما أشاء دون أن أبدي موقفي ورأيي ويقومون بتمويلي لأجل الإضرار بمجتمعي ولكوني متورطاً معهم بأموال ومسائل تجعلني غير حر ولا يمكن أن أتخذ موقفاً واحداً دون العودة إليهم .
وظللت أتساءل كيف اقتنعت، أن سقوط الأنظمة أو تبدلها إلى نظام قد يوصل الحمقى والمجانين لقيادة دولة ومجتمع " بعيد الشر لن تكون له انعكاساته علينا جميعاً غير أن الأيام القادمة التي تلتها وانكشاف حقيقة الربيع العربي المدمر والخراب الذي وجدناه عند بعض الدول العربية التي اقتنع شبابها بأهمية إحداث التغيير فحصل التغيير كما أرادوا ولكن للأسوأ وأمام افتضاح مؤامرات تنظيم الحمدين في قطر واستهدافه لأنظمة الحكم العربية والخليجية وسعيه لإسقاطها تحت مسمار جحا الديمقراطية وإنهاء عهد الحكم المتوارث جعلني أفهم أنها مثل غيرها متأثرة بمسودة مشروع سياسي "تغسل فيه"، أدمغة الشباب من يديره بالأصل بعيد كل البعد عن أبجديات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ويمارس الديكتاتورية المطلقة على شعبه وأن أخدوعة الديمقراطية والحريات والمطالبة بالحقوق التي وجدت في دولنا العربية كعذر لإثارة الفوضى الأمنية وإراقة الدماء وبث الفتن الطائفية والعرقية والنعرات وتقسيم دولنا الى احزاب متنافرة ومجموعات متحاربة " زمن كثرة الفتن " كلها مخططات تستهدفنا ولا تخدمنا.
هذه المسودة لمشروع سياسي ضخم يستهدف منطقة الشرق الأوسط ويغرس في عقول الشباب بطرق ملتوية وبشكل غير مباشر وتحت عناوين براقة " حقوق، عدالة، ديمقراطية، حريات، رفاهية، تمكين الشباب" عبر الكثير من الأبواب كمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ذات الأجندة الخفية والقوى الناعمة في المجتمع يتأثر بها من يتأثر ، ويمرر عليهم اثناء تأثرهم بالكثير من هذه العناوين البراقة والطموحات الجميلة فكرة تغيير انظمة الحكم عبر استبدالها بانظمة الحكم المسماة بالديمقراطية والتي بالأصل من المعروف أنها لا تتناسب مع طبيعة مجتمعاتنا الخليجية حيث لأجل ذلك لابد من الخروج على الدولة ولابد من تنظيم المسيرات غير المرخصة والاعتصامات ومعاداة كل من لا ينتمي إلى توجهك وفكرك وأحلامك وعليك لأجل ذلك أيضاً أن تتعاون مع منظمات حقوقية خارجية هي بالأصل دكاكين حقوق إنسان ومنظمات إعلامية دون أن يعي الشاب من يقف ورائها ومن يمولها وما اهدافها الحقيقية حتى يتحول الشاب الطموح إلى شاب إرهابي بالنهاية متعصب ومتطرف يقمع حريات الآخرين في سبيل استبداد حريته ومعتقداته الفكرية هو !
لقد ظلت جملة "لن تكون هناك دولة اسمها المملكة العربية السعودية خلال السنوات القادمة"، راسخة في عقلي كل تلك السنين وأنا أتابع الحملات الإعلامية والحقوقية المعادية التي تستهدف قيادة وشعب المملكة العربية السعودية وتشوه منجزاتها على المستوى الإقليمي والدولي وأتابع عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثيريين المتأثرين بهذه الفكرة.
فاكتشف أن هناك من يسعى لاستهداف بيت الحكم في المملكة العربية السعودية الشقيقة وقد ظهر هذا واضحاً خلال عاصفة الحزم في اليمن فهناك من لم يؤيد هذه الحرب التي بالمناسبة هي ليست اختيارية بل مصيرية وهناك من بدأت تترسخ لديه قناعات فكرية مغلوطة ويتخذ مواقف دون وعي وبقلة جهل دون أن يراعي أبعادها القومية ، السعودية مستهدفة تلك حقيقة لا يختلف عليها اثنان "عاقلان"، ولعل الأزمة القطرية وما تبعتها من حملات مضللة وإشاعات مغرضة هي خير دليل على كلامنا هذا.
لذا فإن حادثة اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي والحملات الإعلامية الدولية التي استهدفت المملكة العربية السعودية، والتركيز الكبير الذي حصل وما تبعه من ردود فعل دولية هي حرب جديدة تضاف إلى قائمة الحروب التي تستهدف أمن واستقرار واقتصاد المملكة العربية السعودية ، لن نتدخل في مجريات التحقيق أو نستند على رواية ما ونحن نفصل هذه القضية فهذا العمل يرجع لمن يباشر التحريات والتحقيق وسيخرج علينا في النهاية بنتائج التحقيق كاملة ويعلن تفاصيل الجريمة الحاصلة ولكننا سنتحدث من زاويتنا الصحفية وتخصصنا من جانب كيف تمت المعالجة الإعلامية حيث كان واضحاً أن هناك من جهز حملات أبواقه الإعلامية وفرقه الإلكترونية قبل أن يقع الفأس على الرأس أو كما نقول بالعامية "نجهز الدوى قبل الفعلة".
فتاريخياً أي قاتل في العالم عندما يخطط لوقوع اغتيال ما فإنه يختار التوقيت والمكان الصحيح الذي يبعد عنه الشبهات لذا فمسألة اغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا، أمر يثير علامات الاستفهام خاصة وأن السعودية منذ قديم الأزل لديها كبار المعارضين لسياساتها والمسيئين لرموزها وقياداتها ولم يحدث في تاريخها قط أن استهدفت معارضاً واحداً أو مارست التعذيب له أو لأهله ثم لماذا ستقوم باغتياله في تركيا بالذات، حيث يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية ؟!!
كما تاريخياً أيضاً وعبر تتبع حوادث الاغتيالات عندما تقوم دولة ما باغتيال شخصية، تحاول دائماً الجهة المنفذة للاغتيال عبر إعلامها وقنواتها الإلكترونية غير المباشرة تضليل الرأي العام باتهام دول أخرى حتى تندلع الأزمات الدبلوماسية والسياسية.
وهنا نحن لم نجد ذلك من المملكة العربية السعودية التي كانت متعاونة إلى أبعد الحدود مع السلطات التركية وأوجدت فريقاً أمنياً تركياً سعودياً مشتركاً للوصول إلى الحقيقة والتصريحات الإعلامية نجدها تخرج بكل شفافية ومن موقف قوة لا ضعف لكشف وقائع اختفاء جمال خاشقجي قبل تأكيد حادثة اغتياله .
ولو قمنا باستقراء المعالجة الإعلامية والإلكترونية لقضية اختفاء جمال خاشقجي قبل اعلان اغتياله "نشدد على كلمة قبل إعلان اغتياله"، سنجد أنه لم يكن هناك تأكيد لحادثة اغتياله إلا من أبواق تنظيم الحمدين في قطر سواء الإعلامية او الإلكترونية بل كثير من هذه الأبواق كانت تكشف أسباب اغتياله وكأنهم هم أعلم من السلطات التركية والسعودية بما تم وحدث ويمتلكون كل المعلومات قبل العالم أجمع!!.
ولعل التكثيف الإعلامي على قضية جمال خاشقجي وهذا التدخل السافر من الإعلام القطري في شؤون السعودية الداخلية وفي قضية تخص مواطن سعودي بالنهاية، يجعلنا نلمح التناقض القطري الفاخر وهو في أعلى مراحله.
وإن كانت قضية خاشجقي قضية رأي عام، إلا أن اهتمام أبواق تنظيم الحمدين في قطر الإعلامية والإلكترونية وبثهم لقضية خاشقجي ليل نهار يعيدنا إلى الأيام الأولى من بدء الأزمة القطرية عندما كنا نجد مبررات تنظيم الحمدين في قطر حول تعنتهم ورفضهم الاتجاه إلى طاولة الحوار في الرياض أن الدول الداعية لمكافحة اإارهاب تتدخل في شؤون قطر الداخلية وسياساتها رغم أن كثير من هذه السياسات كانت ضد مبادىء حقوق الإنسان والديمقراطية بالأخص قضية سحب جنسيات كبار مشايخ القبائل في قطر بسبب ولائهم لدول الخليج العربي ورفضهم الإساءة لقيادات وشعب الخليج العربي وتعذيب عدد من المواطنين القطريين واختطافهم ومنعهم من أداء فريضة الحج وغيرها من "بلاوي" وقضايا تتعلق بمواطنين قطريين فمن الواضح جداً أن إعلام تنظيم الحمدين في قطر ينتهج منهجية " شديد العقاب عند الغير غفور رحيم عندما المسألة تتعلق بهم !!"
هناك مؤشر واضح يثبت استهداف المملكة العربية السعودية على المستوى الدولي وأن هناك مكيدة ما تدبر فمنطقياً عندما جندت بعض الجهات إعلامها الإلكتروني لترسيخ قناعات عند الرأي العام الإقليمي والدولي بضلوع السعودية في اغتيال جمال خاشقجي قبل حتى أن يكتشف العالم حقيقة اختفائه فهذا بالأصل أول مؤشر يعكس أن السعودية متمثلة في قيادتها العليا ليست الجهة المعنية باغتياله هذا لو تتبعنا تاريخ الاغتيالات في العالم فمن يجهز توقيت الجريمة لن يغفل أبداً تجهيز الحملات الإعلامية المضللة لإخفاء ملامح الجريمة والأدلة!!
المدعو فيصل القاسم، أحد الأبواق الإعلامية لتنظيم الحمدين في قطر ذكر في تغريدة له " تصفية جمال خاشقجي جاءت ليس لأنه إعلامي ناقد أو مشروع معارض بل لأنه مخزن معلومات وأسرار خطيرة وصار هذا المخزن " ركزوا هنا " يشكل تهديداً كبيراً بعد خروجه من السعودية " لعل هذا الرأي يحمل إجابة أسباب اغتياله عند الجهات التي يتعامل معها ويمتلك خزينة معلومات عنها ويوضح أسباب استهداف المملكة العربية السعودية ومحاربة قيادتها عند الجهة المتسببة بحادثة الاغتيال ففي علم الإجرام هناك قاعدة " مسرح الجريمة وإبعاد الشبهات " المتمثلة في أن القاتل المجند عندما ينفذ الاغتيال وفق أسباب سياسية أو أمنية يتجه في الغالب إلى استبدال أو تضليل موقع الجريمة حتى لا تكشف الجهه أو الدولة التي نفذت الاغتيال فالقاسم وهو يقدم هذا الرأي الذي قد يكون منطقياً من الواضح أنه يكشف أن جمال خاشقجي ورقة واحترقت وأن هناك واجب التخلص منها عند الجهة التي اغتالته فيما معروف أن خاشقجي بالأصل هو يتعامل مع من هو بعيد وقريب من أي الجهات !
المفارقة الأكبر، أن الفرق الإلكترونية والإعلامية لتنظيم الحمدين في قطر وغيرهم الذين يستهدفون المملكة العربية السعودية طيلة أيام اختفاء خاشقجي لم يركزوا على مصيره بقدر التركيز على اتهام المملكة العربية السعودية وشن حملات حقوقية وإعلامية على المستوى الدولي عليها وانتقاد سياسات قياداتها وكأن القضية تتعلق بقيادة السعودية لا اختفاء مواطن سعودي وبحث مصيره فالحقد التاريخي على السعودية كانت نبرته واضحة في الإعلام المعادي للسعودية بالأخص إعلام تنظيم الحمدين في قطر وهذا ما رأيناه في الهجمة الإرهابية التي تمت خلال عاصفة الحزم عندما قامت القوات القطرية المشاركة بمد معلومات عسكرية عن مواقع قوات التحالف إلى الحوثيين لاغتيال أنجال الشيوخ والأمراء المشاركين ثم تم بث إشاعات اغتيالهم وجميع من بث في الساعات الأولى كانت أبواق تنظيم الحمدين الإلكترونية والإعلامية قبل حتى تاكيد او نفي ذلك من قبل الجهات الرسمية كما في حادثة مهاجمة الطائرات الإماراتية المتجهة إلى البحرين أدعوا أن الإمارات هي من تتجسس وتتهجم عليهم جوياً لتبرير أسباب استهداف الطائرات القطرية الحربية للطائرات الإماراتية فدائماً المذنب يلجأ للتبرير الاستباقي وهذا ما كان واضحاً من الأبواق الإلكترونية المعادية للسعودية حيث قبل خروج أي تصريح رسمي يكشف الحقيقة كان هناك تركيز شديد على قيادة السعودية فهذه الأبواق ركزت على اتهام السعودية وبعد إعلان حادثة الاغتيال تم التركيز على تعبات الاغتيال على السعودية والمواقف الدولية وكان واضحاً هناك تركيز شديد على شخص ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود فكمية التقارير الضخمة التي خرجت ضده مقارنة بكمية التقارير الإخبارية التي خرجت بعد إعلان اغتيال خاشقجي والمطالبة بالعدالة لأجله لا تقارن خاصة عند الأبواق المعادية للسعودية !
هناك تعقيب مميز لإحدى الإعلاميات تقول " هناك طائرة ماليزية كان على متنها 239 شخصاً في طريقها إلى الصين اختفت منذ أربع سنين وحتى هذا الوقت لا أحد يعلم عن سبب اختفائها والعالم لم ينتفض لاختفائها وبحث مصيرها ، رئيس الإنتربول الدولي اختفى في ظروف غامضة أثناء سفره إلى الصين أيضاً ولم ينتفض العالم لأجله ، قتل السفير الروسي في تركيا أمام مرأى كاميرات العالم ولم ينتفض العالم ، قتلت صحفية في تركيا وقد كانت بصدد عمل تحقيق عن تمويل داعش ولم ينتفض العالم لأجلها بل الصحف الأمريكية والبريطانية روجوا أنها انتحرت مع العلم أن نفس الصحف انتفضت لاختفاء جمال خاشقجي فلا أحد ينتفض لأجل الإنسانية والعدل والحق والشفافية إنما لأجل الابتزاز السياسي والاقتصادي والاصطياد في المياه العكرة فهناك سياسة الابتزاز بزعم حقوق الإنسان " ونكمل على تعقيب الإعلامية اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مع 21 شخصاً أثناء مرور موكبه في بيروت ولم ينتفض العالم لأجلهم واستشهد الطفل الفلسطيني محمد الدرة أمام أبيه ولم ينتفض العالم لأجله واسترداد حق عائلته وسحقوا الشعب السوري أمام مرأى العالم كله بالأسلحة الكمياوية ولم نرَ قلقاً مؤثراً من دكاكين حقوق الإنسان ويومياً هناك العديد من الاغتيالات تحصل للشعب العراقي ولم نلمح قلقاً واحداً عليهم بمثل وحجم قلقهم على خاشقجي وانتفاضتهم !
السعودية وهي تخرج للعالم وتصرح عن قضية خاشقجي لم يهمها صغير ولا كبير بل واصلت منهجية المكاشفة والشفافية لإساء أسس العدالة وتعاونت مع السلطات المعنية وهذا عهدنا بها في الكثير من المحطات أبرزها إعفاء العديد من الأمراء من العائلة الحاكمة في السعودية وكبار المسئولين من مناصبهم في الفترة الماضية فولي العهد السعودي محمد بن سلمان شدد على أن جميع الجناة في قضية خاشقجي سيعاقبون والعدالة ستسود فمن قاموا بالجريمة الشنعاء يمثلون أنفسهم بالنهاية والمتورطين الـ18 شخصاً وإن كان جميعهم سعوديين لكن هناك فرق بين الاكتفاء بنتيجة التحقيق ومن قام بها والقراءة ما وراء حادثة الاغتيال ومن يقف وراءها وخطط لها وشجع عليها وجهز أبواقه الإعلامية والإلكترونية لها فهناك مبدأ في علم الإجرام من هو القاتل ومن هو المحرض على القتل والقاتل بالدعم والتآمر فمن المهم جداً أن يعرف العالم أجمع من هو القاتل وأن نصل إليه ولكن الأهم نعلم من وكيف ومع من نفذ الاغتيال وتعاون وخطط !
السؤال هنا ينبغي لماذا هذا التوقيت ولما تم استهداف الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بالذات؟ هل الهدف هو المواطن السعودي خاشقجي أم السعودية بأسرها؟
وحتى حين خروج الحقيقة كاملة وانتهاء مجريات التحقيق والتحريات لن نستغرب إن اصطدمنا في نهاية المطاف بمقولة أن المجرم الحقيقي هو من ينطبق عليه المثل "يقتلون القتيل ويمشون في جنازته".